الخلق والسقوط، العلاقة بين الأصحاح الأول والثاني من سفر التكوين
الخلق والسقوط، العلاقة بين الأصحاح الأول والثاني من سفر التكوين
الخلق والسقوط، العلاقة بين الأصحاح الأول والثاني من سفر التكوين
المشكلة الثانية التي يقدمها ميمو، وهي بالحقيقة تنم عن جهله الشديد بالكتاب المقدس، هي في إدراك العلاقة بين الأصحاح الأول والثاني في سفر التكوين، فالأصحاح الأول يحكي قصة الخلق بإيجاز شديد، وبلا ترتيب، ولكن الأصحاح الثاني يذكر بعض التفاصيل وبعض الترتيب، فنجد مثلاً قصة خلق آدم وحواء جائت في الأصحاح الأول في نص واحد، وبدون أي تفصيل وهو (تكوين 1: 27 | فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وانثى خلقهم) فنجد هنا أنه قد تحدث عن خلق آدم وحواء في نص واحد ولا يحدد لنا مما خُلقا ولا هل خلقا من التراب مباشرة أم ماذا، لأن هذا الأصحاح كما قلت يوجز ولا يرتب، بينما في الأصحاح الثاني نجده قد تحدث ببعض التفصيل عن خلق آدم وحواء في خمسة نصوص، وهم:
Gen 2:7 وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ في انفه نسمة حياة. فصار ادم نفسا حية.
Gen 2:18 وقال الرب الاله: «ليس جيدا ان يكون ادم وحده فاصنع له معينا نظيره».
Gen 2:20 فدعا ادم باسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية. واما لنفسه فلم يجد معينا نظيره.
Gen 2:21 فاوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من اضلاعه وملا مكانها لحما.
Gen 2:22 وبنى الرب الاله الضلع التي اخذها من ادم امراة واحضرها الى ادم.
ففي هذه النصوص الخمسة فقط، علِمنا أن آدم جُبِل من التراب وأن الرب قد نفخ فيه نسمة حياة، وأن الرب قال أن ليس حسنا أن يبقى آدم وحده وهو من أسباب خلق حواء والسبب الآخر أن آدم لم يجد له معيناً نظيره، وأن الرب أوقع سباتا على آدم وأخذ ضلعا من أضلاعه وملأ مكانها لحماً وبنى مكان الضلع وأحضر المرأة لآدم، وكل هذا لم نكن نعرفه في الأصحاح الأول، فهو قد إختصر كل هذا في أن الرب خلقهما فقط، ومما يؤكد أن الأصحاح الأول ما هو إلا إيجاز بغير ترتيب، ذِكر النص:
Gen 1:28 وباركهم الله وقال لهم: «اثمروا واكثروا واملاوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض».
فكما نعرف، أن بمجرد أن أكل آدم وإمرأته من الشجرة وعصيا الرب، قد إنفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان فخجلا وخاطا لأنفسهما من أوراق التين مآزر، وهذا يوضح أن معرفة الإختلافات الجسدية بين الرجل والمرأة وخصوصاً الأعضاء التناسلية لم يكونا يعرفانها ولا يخجلان منها قبل الخطية، فكيف كانا سينجبا ويثمرا ويكثرا الأرض، بدون أن يعرفا أن هناك إختلاف من الأساس ولا عرفا الخجل من الإختلاف هذا؟ فهذا يدل على دمج موسى النبي لقولين من الله، أحدهما بعد السقوط حيث كان من ضمن العقاب، الولادة والألم في الولادة؛ ويوجد أمثلة أخرى للتفصيل والإيجاز بين الأصحاح الأول والثاني فموسى النبي يربط بين النصوص بحرف العطف “و” ولم يقل “ثم”، وهذه المعلومة، بسبب جهل محمود داود بها سيخطيء بسببها في أمور أخرى لأنه لم يفهمها.