هل هناك تناقض بين “لا تدينوا” (متى 7: 1) وبين “إمتحنوا الأرواح”؟
هل هناك تناقض بين “لا تدينوا” (متى 7: 1) وبين “إمتحنوا الأرواح”؟
ما معنى قول الرب ” لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا” (متى 7: 1) وقول الرسول بولس “إِذًا لاَ تَحْكُمُوا فِي شَيْءٍ قَبْلَ الْوَقْتِ….” (1كورنثوس 4: 5)؟ ألا يتناقض هذا مع ضرورة اختبار التعاليم الأخرى (كما أوصى يوحنا في رسالته الأولى 4: 1) لمعرفة فيما إذا كانت التعاليم متطابقة مع تعاليم الكنيسة؟ ألا يتناقض هذا مع قوانين المجامع المسكونية؟
(سحر الأربعاء العظيم)
مرة أخرى يجب أن تُقرأ هذه الآيات وتُفسر ضمن سياق الكلام. ففي متى 7: 1 يتحدث يسوع عن أمر أخلاقي، وهو الميل البشري لإدانة الآخرين، وهو أمر لا يستطيع فعله سوى الله وحده، لأن الله وحده يرى أعماق القلب البشري. في 1كورنثوس 4: 5 يقوم الرسول بولس بذكر النقطة نفسها. فالمحاكم البشرية، أو الآراء البشرية التي تدين، هي بالنهاية لا قيمة لها. لهذا لا يضطرب بولس بسبب الذين يهاجمونه بإصدار أحكام ناقدة له بصورة إدانة.
“إِذًا لاَ تَحْكُمُوا فِي شَيْءٍ قَبْلَ الْوَقْتِ….” تعني أننا لا نملك سلطاناً للحكم على الآخرين في الفترة قبل مجيء المسيح بمجدٍ (“قَبْلَ الْوَقْتِ” أي قبل وقت مجيئه). عندما يأتي الرب عندئذ كل شيء سيبان، وكل شخص سيُدان من الله بناءً على نوايا قلبه.
في 1يوحنا 4: 1-6 الموضوع مختلف تماماً. فهنا يكتب الرسول (أو تلميذه) ضد التهديد بتعليم مخالف. فالدينونة المذكورة هنا هي ليست الدينونة ضد الآخرين أو إدانتهم، وهو أمر لا نملك الحجة أو السلطان على فعله. لكن الأمر هنا يتعلق بالتميز: وهو تقرير أي تعليم من التعاليم العديدة عن يسوع المسيح يطابق الحقيقة.
فالمؤلّف في خضم صراعٍ بين المؤمنين الذين يتبعون تعاليمه، وبين “أضداد المسيح” الذين يعلّمون هرطقات (القائلين أن يسوع ليس هو المسيح أو المسيا؛ معظم المفسّرين يجدون هجوماً على الغنوصية هنا؛ أعتقدُ أن “أضداد المسيح” هنا يجب أن يعني اليهود الذين لم يقبلوا البتة البشارة الإنجيلية التي طابقت يسوع “بالمسيا” بالضبط).
هكذا لا يوجد تناقض البتة بين هذه الآيات، ولا توجد مشكلة مع تعاليم الكنيسة لاحقاً. يوجد نوع واحد من الحكم موجَّه ضد أشخاص آخرين لإدانتهم أو لقلب آخرين ضدهم (هو نوع الدينونة الذي ذكره الرسول بولس لخصومه خاصة في رسالته الثانية لأهل كورنثوس). على كل حال يوجد نوع آخر من الحكم والذي هو في الحقيقة نوع من “التمييز”، أو التقرير المبارك لمعرفة أية تقاليد أو تعاليم تتطابق مع إنجيل المسيح. إن نص الأصحاح الرابع من رسالة يوحنا الأولى، سوية أحكام المجامع الكنسية والتي تدين التعاليم الهرطوقية، إنما تقع ضمن هذا التصنيف. المشكلة هي أن كلمة “حكم” تُستعمل بطريقتين مختلفتين. من الأفضل التحدث عن النوع الأول على أنه “إدانة” وعن النوع الثاني عن أنه “تمييز” (الأب جان بريك).
“بخصوص هذا أحضّكم وأتوسل إليكم باستمرار أن لا تهتموا فقط إلى ما يُقرأ هنا في الكنيسة، بل أيضاً أن تقرأوا الأسفار باجتهاد في البيت” (القديس يوحنا الذهبي الفم)
“أيها المسيح، إن الزانية بَسطتْ لديك شعرها ويهوذا بسط يديه لعابري الناموس؛ تلك لتنال غفرانَ خطاياها، وأما هذا فليأخذ الفضة. لذلك نهتف إليك يا مُن بيع وحرَّرنا، يا رب المجد لك” (سحر الأربعاء العظيم)
- انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان
- مختصر تاريخ ظهور النور المقدس
- هل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل أم يوسف؟! علماء الإسلام يُجيبون أحمد سبيع ويكشفون جهله!
- عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الأول – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث
- عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الثاني – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث