وجاء وقت الكلام ظاهرة انتحار المجندين الأقباط، لماذا لا ينتحر إلا المجندين الأقباط؟
هانى رمسيس المحامى كيف مات المجند بهاء فى تمام العاشرة صباحا منذ أقل من عام تقريبا جاءنى صوت أحد الأصدقاء يهاتفنى وصوت ألم وحزن.. … ا. هانى لو سمحت فاضى محتاج منك تكون معانا .. فأجبته.. تحت امرك حتى لو ورايا حاجه مش ممكن اسيبك فى حالتك دي.
قالى بهاء جثته فى المشرحة .. قلتله بهاء مين . قالى بهاء شاب جميل … اتصلوا لأسرته وقالوا لهم.. روحوا استلموا جثته من مشرحة زينهم لانه انتحر .. فتوجهت بأسرع ما يمكننى إلى مشرحة زينهم .. وهناك وجدت عدد كبير من الرجال أمام المشرحة وبعض المجندين ومعهم بعض الضباط من الجيش .. فقمت بمقابلة بعض الأقارب وتوجهت للضباط سألتهم ما الذى حدث .. ففى البداية قدموا واجب العزاء وقالوا ان بهاء شاب جمل ومحترم.. ولكن هو القدر. بهاء انتحر .. فقلت لهم ما كامل احترامى لكم جميعا كيف اكتشفتم أنه انتحر.. .. فهذا يسبقه تحقيقات وأدلة جنائية وتحريات وتقرير للطب الشرعى. فكيف نقرر بانتحار إنسان من اول وهلة وكيف نستبق كل الأدلة الجنائية والتحقيقات والتقارير وندعى الانتحار من ناحية المبدأ … وتركنا جميعا مشرحة زينهم وتوجه كلا لحال سيبيله.. أسرة القتيل إلى بلادها لتواريه مثواه الاخير.. والضباط إلى النيابة العسكرية وانا أسير كسيرا مشفق على دموع الأب الذى كان الصمت سبيله ودموعه على فلذات كبده تتحجر وتسقط كجواهر على أرض الفناء .. وبدأت رحلة البحث عن الحقيقة.
كيف مات المجند بهاء جمال … وبدأت الرحلة بسؤال كل من عرفتهم من أسرة المجند بهاء وتكلم معى بعض الكهنة عن بهاء .. وكان بحثى ليس مستبعدا فكرة الانتحار ولماذا استبعادها؟ المنطق يقول ان استبعادها هو خارج المنطق والعقل … وقال لى أحد الآباء الكهنة من بلدة هذا الشاب وقال انه اذا جاء خبر انتحاري صدق ولكن انتحار بهاء لا يمكن ان تصدق . وسالت عنه شباب من بلدته قالوا انه كان يلحن الترانيم وهو خريج التربية الموسيقية ويعزف على عدد كبير من الآلات..ووالده قال لى ان حجرته تمتلىء بالالات الموييقية شاب مقبل على الحياه لا تفارقه ابتسامته .. والده قال لى انه كان يقضى وقته بالكنيسة وكان يقول له من حقى ان أراك كمثل الكنيسة … بهاء مثال للشاب الكنسى فى خدمته وروحانيته.
وأنا فى المشرحة سألت بعض المجندين زملاءه قالوا ان بهاء مثال للأدب والأخلاق ومطلوب من الجميع وهذا ما أكده قائد كتبتيه .. وعلمنا أن زملائه ذهبوا له فى مكان خدمته بالسحور لأن الوقت كان رمضان مما يؤكد علاقته الطيبة بزملاءه .. انتظرنا كثيرا.. أنا واخى الأستاذ عاطف نظمى المحامى.الذى بذل جهدا غير عادى فى هذه القضية .حتى جاء تقرير الطب الشرعى.
الذى جاء بوجود رصاصتين متجاورتين بقرب القلب وأن الرزاز البارودي قريب جدا .. وسالنا أهل العلم هل يمكن لمنتحر ان يطلق رصاصتين على صدره.. فكان الرد ان هذا مستحيل… . ولكن سالنا عن السلاح فقيل انه كان يحمل سلاح( إلى) وهو يخرج أحيانا ثلاث إلى رصاصتين.
ولكن لماذا يضع المجند سلاحه على الوضع الآلى مع عدم وجود اى تهديدات .. ومن أعجب ما فى هذه القضية . فقد فوجئ. والد المجند باتصال هاتف بهاء وقال لى. أننا تلقينا مكالمة من رقم التليفون الخاص ببهاء على تليفون اخته ثم كلمنا الرقم ورد علينا وقال انه قابل بهاء على الدائرى وأعطاه تليفونه وتقدمنا ببلاغ بتلك الواقعة للنيابة المختصة . وبمتابعتنا فوجئنا ان المحضر حفظ فى النيابة العسكرية .
فتطلمنا فى حفظ المحضر وقدمنا اسبابنا فرفض التظلم … ومازال الملف مفتوحا ومازال البحث جاريا عن سبب مقتل المجند الملاءكى بهاء جمال وهذا ليس كلامى فقد وصفه الجميع بالملاك … ومازلنا نبحث عن الحقيقة.. لم نيأس ولم نفتر وبدأنا فى إجراءات جديدة اخرى.. تنحت فى الصخر ويواجه طواحين الهواء للبحث عن الإجابة عن السؤال كيف مات المجند بهاء ،وإلى مقالا آخر من قتل المجند بيشوى نتعى؟
المصدر: الأقباط متحدون