يسوع كان يحاجج بمهارة مستخدماً حجة البرهان العكسي!
يسوع كان يحاجج بمهارة مستخدماً حجة البرهان العكسي!
يسوع كان يحاجج بمهارة مستخدماً حجة البرهان العكسي!
يسوع كان من المخضرمين الذي يقدر قيمة الأدلة. ويدعم الأدلة بأمثله. قال لي صديقي الملحد ان يسوع في الحقيقة ذكي وهو يقدر قيمة الحقيقة والأدلة. ونجد ان هذا الامر واضح جداً في السياق الداخلي للأناجيل. الكنيسة تركز علي يسوع المتواضع والمحب. لكن لا تركز علي يسوع الاكثر ذكاءً.
في كتاب The Apologetics of Jesus للكاتب نورمان جيسلر وباتريك زيكيران. تحدثوا عن يسوع كمعلم يتكلم بمنطقية يستخدم الحجج ببراعة شديده. فأشاروا الي ان يسوع استخدم امثال مذكورة في الاناجيل باستخدام حجة تسمى البرهان العكسي” reductio ad absurdum ” وهو: برهنة أساسها إثبات صحة المطلوب بإبطال نقيضه أو فساد المطلوب بإثبات نقيضه.
في متي 12
22 حينئذ أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه، حتى إن الأعمى الأخرس تكلم وأبصر.
23 فبهت كل الجموع وقالوا: «ألعل هذا هو ابن داود؟»
24 أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: «هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين».
25 فعلم يسوع أفكارهم، وقال لهم: «كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت.
26 فإن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته. فكيف تثبت مملكته؟
27 وإن كنت أنا ببعلزبول أخرج الشياطين، فأبناؤكم بمن يخرجون؟ لذلك هم يكونون قضاتكم!
28 ولكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين، فقد أقبل عليكم ملكوت الله!
استخدم يسوع حجة البرهان العكسي reductio ad absurdum في الرد على اتهام الفريسيين له بانه يخرج الشياطين بقوه الشيطان نفسه. يسوع يبرهن لهم ان كلامهم منقسم وبه تناقض. فقال ” فعلم يسوع أفكارهم، وقال لهم: «كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت. فإن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته. فكيف تثبت مملكته؟
وإن كنت أنا ببعلزبول أخرج الشياطين، فأبناؤكم بمن يخرجون؟ لذلك هم يكونون قضاتكم!
فنجد ان يسوع اخذ فرضية الفريسيين انه يخرج الشياطين بقوه الشيطان. وقال انه لو كان هو يفعل هذا بقوه الشيطان لطرد شياطين. إذا يوجد شياطين يخرجون شياطين. إذا المملكة منقسمة على ذاتها وضد نفسها. وأي مملكة او مدينة منقسمه على ذاتها صراعها الداخلي يؤدي الي تدميرها.
وايضاً اشار يسوع الي اشخاص يهود معاصرين له يخرجون الشياطين. فان كانوا يعتقدون ان هؤلاء يخرجون الشياطين بقوه الله. فلماذا لا يعتقدون ان يسوع يفعل هذا الامر؟ فنجد هنا ان يسوع استخدم حجة البرهان العكسي لإعلان ان ادعائهم بانه يخرج الشياطين ببعلزبول هو مجرد اختلاق لتناقض سخيف ” (1)
وايضاً في مقاله بعنوان يسوع الفيلسوف والمدافع اشار المفكر Doug Groothuis علي مثال اخر لاستخدام يسوع حجة البرهان العكسي reductio ad absurdum:
“عندما سال يسوع الفريسيين قائلاً “ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟» فكان رد الفريسيين انه ابن داود فقال يسوع فكيف يدعوه داود بالروح ربا؟ قائلاً ” قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك. مقتبساً من مزمور 110: 1 نجد ان يسوع استخدم مصدر مقبولاً لدي الفريسيين. واختتم بسؤال كيف يدعوه داود بالروح رباً. وان كان داود دعاه رباً فكيف يكون ابنه …! ونجد ان ما طرحه يسوع أبكم به الفريسيين فقال الكتاب فلم يستطع أحد ان يجيبه بكلمة. (متي 22: 41 – 46) فيمكننا ان نبسط حجة يسوع كالاتي: –
ان كان المسيح هو مجرد ابن لداود “من نسله “فداود لا يمكن ان يدعوه رباً.
لما إذا دعاه داود رباً في مزمور 110
لتعتقد بالمسيح لابد ان تراه كداود كرب وليس مجرد انه من نسل داود.
بالتالي المسيح هو ليس مجرد انساناً فقط ابن لداود.
فيسوع لم ينفي ارتباطه بنسل داود. فهو ابن لداود واشار انجيل متي 1: 1 الي هذا. وقبل يسوع هذا اللقب دون اعتراض في متي 20: 30 – 31 لكن ما اراد يسوع اثباته انه ليس مجرد من نسل داود بل هو الرب باستشهاد من داود نفسه. واستخدم يسوع حجة البرهان العكسي لإعلان هذا. فسعي يسوع للتوضيح لمستمعيه من هو المسيح الذي هو نفسه المسيح ” (2)
كان يسوع قوي جداً في استخدام المنطق والحجج السليمة. لذلك يجب ان يتحلى اتباعه والمؤمنين به بالبراعة وروعة استخدام البراهين والمنطق والحجج السليمة.
المراجع:
The Apologetics of Jesus by Norman L. Geisler and Patrick Zukeran, p. 75-76.
Doug Groothuis, Jesus: Philosopher and Apologist, see here.