Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

قراءة في لماذا لا يتدخل الله من الواقع الكتابي؟ ج 1

قراءة في لماذا لا يتدخل الله من الواقع الكتابي؟ ج 1

 

شاهدت مؤخراً فيلم Immortals يتكلم عن انسان يدعي ثيسيوس. وهو مولود من سفاح “زني” تم تدريبه وتعليمه علي يد رجل عجوز “أحد الالهة الذي يأخذ صور متعددة للتعامل مع البشر” ولم يعلم انه أحد الالهة. يهاجم القرية أحد الاشرار ولنسميه evil ويقتل بشراسة والده ثيسيوس. ويتملك evil مناطق متعددة ويملك ويسود. وكان يريد ان يصل لتحرير جبابره مقيدين اقوياء لا يستطيع البشر علي مقاومتهم.

ما لفت نظري هو الحوار الدائر بين الالهة في السماء في هذا الفيلم …؟

فالآلهة يتشاورون كيف سيتركون البشر لهذا الرجل المدعو evil بدون تدخل. وارادوا التدخل حتى تكلم الاله الاكبر الذي كان يرافق ثيسيوس. وقال لهم لم نتدخل في حياة البشر أنى اثق بهم. ومن سيتدخل سيلاقي الموت.

ووضع هذا الاله ثقته في ثيسيوس. فكان evil يعتقد انه لا يوجد الهة وأنها لا تسمع حتى فوجئ بها فيما بعد. لكن ما لفت نظري نقطة الثقة وعدم التدخل. فهل عدم تدخل الله في البشرية هو نتيجة ثقة قوية في البشرية بتخطي العوائق والصعاب؟ هذا ما كان يرد ان يطرحه الفيلم. وتم التدخل في نهاية الامر ليس في الامر البشري لكن في التعامل مع الجبابرة. وصعق evil حينما وجد انه يوجد الهة بعد ان كان منكراً لوجودها.

لكن دعونا نتناول الشق الكتابي في المسألة.

فالكون Cosmos هو عطية الرب للإنسان المخلوق على صورة الله ” إيكون eikwn” وبما ان الكون عطية فالعطية نوعان عطية بحسب النعمة وعطية بحسب الطبيعة فبحسب الطبيعة لم يكن للإنسان الكون لكن كان الكون للإنسان بحسب النعمة فعطاء النعمة هو ان شخص مفتقد الشيء يعطي له لكن عطاء الطبيعة هو ان الكون ملك للإنسان بالطبيعة وهذا لم يكن لان الرب هو المالك. وعندما خلق الرب الانسان قال له بحسب التكوين الاصحاح الاول ان يكون متسلط وان يملئ الارض ويخضعها. وايضاً ان يتسلط علي سمك البحر وكل حيوان يتحرك على الارض. وكأن الرب يبرم عقد للإنسان يتكون من عده بنود كالآتي.

1- ان يكون الانسان على صوره الرب في السيادة.

2- وان يخضع الارض ويتسلط على كل ما فيها.

ومن خلال هذه البنود أصبح الانسان السيد لكن بموجب ابرام العقد مع المالك “الخالق”. فالسيادة اعطية له من خلال المالك وكأن الرب المبرم للعقد اعطي الانسان عقد ايجار احتوي على السيادة. كما سماها أحدهم “ايجار الله الارض للإنسان ” واضعاً مثلاً تأجير فدادين من ارض لمستأجر من خلال المالك خلال فتره تعاقد تبدأ من سنة 2010 الي 2020 في خلال هذه الفترة لا يحق للمالك التدخل في شأن المستأجر. لكن بعد الانتهاء سيكون هناك تدخل واضح وجلي. لكن إذا اراد المستأجر” الانسان” تدخل المالك “الله” يجب ان يكون بسماح من المستأجر نفسه خلال فتره التعاقد. هكذا فعل الرب مع لإنسان. اعطاه الارض والسيادة. واحترم ارادته كمستأجر وحريته ايضاً. لكن ماذا يفعل الرب مع الانسان الساقط كان التدخل في ملئ الزمان لإحداث تغير جذري شامل للبشرية التي اصبحت في مهب الريح من خلال التجسد. وأصبح يسوع مسطره البشرية والمقياس الانساني لاستعاده صوره الله من جديد.

Exit mobile version