قصة راعوث وبوعز – ان بعض الظن اثم
قصة راعوث وبوعز – إن بعض الظن إثم
وشاعت الأقاويل في القرية أن ربيع وسميرة يفكران في الاقتران. لا بل أعتقد البعض بأنهما سيهربان تحت جناح الظلام إلى القرية المجاورة، ليعقدا قرانهما ثم سيذهبان إلى شاطئ المتوسط اللازوردي حيث سيقضيان شهر العسل، ومن ثم يعودان إلى القرية ليعلنا أنهما زوج وزوجة وهكذا يصبح الأهل تحت وطأة الأمر الواقع.
وذهبت بعض النساء إلى تسمية الفندق الذي سيقيمان فيه، وتحدثت إحداهن عن خطة هروب ربيع وسميرة من القرية. وفي صباح أحد الأيام هرعت سلمى إلى بيت جارتها أم فؤاد لتخبرها أنها اتصلت ببيت أم سميرة وعرفت بطريقة لبقة غير مباشرة أن سميرة لم تنم في البيت تلك الليلة.
وتابعت سلمى: “ياجارة، لعب الفار في عبي، وأردت أن أعرف ما إذا كان ربيع غائبًا أيضًا عن بيته تلك الليلة.” “وماذا فعلت؟” قالت أم فؤاد. أجابت سلمى: “أتيت مستغيثة بك.” “وطيف؟ ماذا أفعل لك يا سلمى”. قالت سلمى: “أبو فؤاد وأبو ربيع صديقان حميمان، فهلاّ طلبت منه الاتصال بأبي ربيع لنعلم أحوال ربيع”. وبناءً على إصرار أم فؤاد لبّ الطلب أبو فؤاد. وكانت المفاجأة!!! ربيع ذهب في رحلة لعدة أيام، وقصدت سميرة بيت أختها، وتناقل أهل القرية الأحاديث وأصبح من المؤكد أن ربيع وسميرة هما الآن في شهر العسل!
كم من المرات كنا ضحيَّة الشائعات والأحاديث الملفقة. وربما كنا أحيانًا نساعد على نقل ونشر هذه الشائعات. نظن فنؤكد، نرى فنجزم، نعتقد فنصدر الأحكام القاطعة، نسمع فنصدق دونما مناقشة، أو حكم سليم، أو محاولة لتقصي الوقائع لمعرفة فيما إذا كانت حقائق أو مجرد أحاديث وظنون لا أساس لها من الصحة.
إن كل ما في الأمر، في قصتنا، هو أن ربيع ذهب لبيت سميرة لمساعدتها في حل بعض مسائل الرياضيات استعدادًا لامتحان الشهادة الثانويَّة، خاصة وأن ربيع في سنته الجامعيَّة الثالثة في كليَّة الرياضيات. وأما عن “ليلة شهر العسل” فقد أمضت سميرة تلك الليلة في منزل أختها لتعاونها بسبب مرض ولديها، وربيع ذهب في رحلة مع أصدقائه بعد أن أنهى لمتحانات الفصل الجامعي الثاني. لقد صدق القول: “إن بعض الظن لإثم…”
هذه الحال مع الصعوبة التي سنعالجها الآن. يقولون: لقد طاب له السهر وفرح بغلة الحصاد فأكل وتلذذ بالأطياب الشهيَّة، وشرب محتسيًا الخمر إلى أن غلب عليه النعاس فنام. وفي نومه راودته الأحلام، وأحد هذه الأحلام أصبح حقيقة، عندما اندست امرأة شابة تفوح منها رائحة ذكيَّة طيبة في فراشه. وحصل ما تتوقع أن يحصل! هذا ما يقال عن قصة زواج بوعز وراعوث. وهذا هو نص الحادثة:
“فَنَزَلَتْ إِلَى الْبَيْدَرِ وَعَمِلَتْ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَتْهَا بِهِ حَمَاتُهًا. فَأَكَلَ بُوعَزُ وَشَرِبَ وَطَابَ قَلْبُهُ وَدَخَلَ لِيَضْطَجعَ فِي طَرَفِ الْعَرَمَةِ. فَدَخَلَتْ سِرًّا وَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ رِجْلَيْهِ وَاضْطَجَعَتْ. وَكَانَ عِنْدَ انْتِصَافِ اللَّيْلِ أَنَّ الرَّجُلَ اضْطَرَبَ، وَالْتَفَتَ وَإِذَا بِامْرَأَةٍ مُضْطَجِعَةٍ عِنْدَ رِجْلَيْهِ. فَقَالَ: “مَنْ أَنْتِ؟” فَقَالَتْ: “أَنَا رَاعُوثُ أَمَتُكَ. فَابْسُطْ ذَيْلَ ثَوْبِكَ عَلَى أَمَتِكَ لأَنَّكَ وَلِي”. فَقَالَ: “إِنَّكِ مُبَارَكَةٌ مِنَ الرَّبِّ يَابِنْتِي لأَنَّكِ قَدْ أَحْسَنْتِ مَعْرُوفَكِ فِي الأَخِيرِ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّل، إِذْ لَمْ تَسْعَىْ وَرَاءَ الشُّبَّانِ، فُقَرَاءَ كَانُوا أَوْ أَغْنِيَاءَ.
وَالآنَ يَابِنْتِي لاَ تَخَافِي. كُلُّ مَا تَقُولِينَ أَفْعَلُ لَكِ، لأَنَّ جَمِيعَ أَبْوَابِ شَعْبِي تَعْلَمُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ. وَالآنَ صَحِيحٌ أَنِّي وَلِيٌّ، وَلَكِنْ يُوجَدُ وَلِيٌّ أَقْرَبُ مِنِّي. بِيتِي اللَّيلَةَ، وَيَكُونُ فِي الصَّبَاحِ أَنَّهُ إِنْ قَضَى لَكِ حَقَّ الْوَلِيِّ فَحَسَنًا. لِيَقْضِ. وَإِنْ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَقْضِي لَكِ حَقَّ الْوَلِيِّ، فَأَنَا أَقْضِي لَكِ. حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ. اِضْجِعِي إِلَى الصَّبَاح”. فَاضْطَجَعَتْ عِنْدَ رَجْلَيْهِ إِلَى الصَّبَاحِ. ثُمَّ قَامَتْ قَبْلَ أَنْ يَقْدِرَ الْوَاحِدُ عَلَى مَعْرِفَةِ صَاحِبِهِ. وَقَالَ: “لاَ يُعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ جَاءَتْ إِلَى الْبَيْدَر”. ثُمَّ قَالَ: “هَاتِي الرِّدَاءَ الَّذِي عَلَيْكِ وَأَمْسِكِيه”.
فَأمْسَكَتْهُ، فَاكْتَالَ سِتَّةً مِنَ الشَّعِيرِ وَوَضَعَهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ دَخَلَ الْمَدِينَة” (راعوث 6:3-15).إن دراسة موضوعيَّة وقراءة جيدة للنص ترينا أن الأقوال أعلاه عن بوعز وراعوث ما هي إلا ظنون مثلها مثل قصة زواج ربيع وسميرة.
جاء في الآية السابعة من المقطع أعلاه أن بوعز كان في “روح طيبة”. إن هذا التعبير لا يعني بأنه كان سكرانًا بالخمر، بل يعني أنه كان فرحًا، مسرورًا، في مزاج حسن. لقد وردت هذه العبارة في عِدَّة أماكن أخرى وهي لا تعني السكر (قضاة 20:18، 1 ملوك 7:21، جامعة 3:7).
عندما كنت صغيرًا كنت أرافق جدتي ووالدي أحيانًا إلى الحصاد. لم أكن أعلم كيف أحصد، ولكن كنت أستطيع رؤية العرق على جباه جدتي ووالدي والحصادين. كانت الشمس ساطعة، وحسك سنابل القمح ينخز الأنامل، ولفحات الريح الشرقيَّة الحارة تجفف الحلق. وعند المساء كنا نعود إلى القرية، وكم كانت جدتي تفرح إذ تستلقي على كومة السنابل في بيادر القرية. هكذا فرح واستراح بوعز مطمئنًا فرحًا بعد نهاية يوم متعب من الحصاد. ونام قرير العين شاكرًا ربّه على خيراته وبركاته، كما نتوقع من الأتقياء أن يفعلوا أيام الحصاد، حيث تظهر بركات الله بشكل واضح وجلي.
وفي الليل جاءت راعوث بسريَّة (انظر قضاة 21:4 و1 صموئيل 4:24)، وكشفت عن قدميه بينما كان نائمًا عند طرف كومة الحنطة، وربما كان هناك العديد من الأشخاص نائمين على البيادر كما هي العادة الجارية قديمًا وحديثًا، ولكن راعوث أدت عملها بهدوء فلم يلحظها أحد. وعند حوالي منتصف الليل أحس بوعز بشيء عند قدميه فارتعد (“خرد” في العبريَّة، وتعني حرفيًا ارتجف من الخوف وقد وردت في خروج 16:19، 1 صموئيل 15:14، 5:28، إشعياء 11:32). عند ذلك أراد أن يعلم ماذا هنالك يزعجه ويقض مضجعه.
إن الكلمة المترجمة “التفت” (الكلمة في العبريَّة هي “لفت”) قد تعني استدار، وكأنه كان نائمًا على بطنه أو جنبه، وقد تعني تحسس بمعنى أنه فتش عن عصاه، وهذا المعنى الثاني مبني على فهم للأصل الأكاديمي المترجم إلى العربيَّة “التفت” (“لفتو” في الأكاديَّة). على كل حال، الأمر الواضح أنه فوجئ بوجود شيء ما وأراد معرفة ماهيته.
ويكشف بوعز وجود امرأة عند قدميه. كيف عرف أنها امرأة؟ ربما من ثيابها أو شعرها. ويتساءل القارئ، ماذا سيكون موقف بوعز الآن؟ هل سيغضب أو سيفرح أو سيخجل؟ هل ستحقق نعمى – حماة راعوث – مأربها (الآية 4) الآن بأن تجتذب راعوث قلب بوعز نسيبها؟
اعتاد بوعز أن يخاطب راعوث بالقول: يا ابنتي (8:2 و10:3)، ولكنه لم يناديها هكذا الآن، إن عدم مناداته لها كذلك يعني أنه لم يعرف من هي بعد، فلذلك يسألها: “من أنتِ؟” أجابت: “أنا أمتك راعوث” (الآية 9). لم تستخدم راعوث التعبير: “شبخا”، الذي يصف الطبقة الدنيا من الخدم بل “أمتك”، والأمة يحق لها أن تصبح جارية أو زوجة. وتستعمل راعوث العبارة الاصطلاحيَّة إلى الزواج وقد استخدمت كذلك في حزقيال 8:16، تثنية 30:22، 20:27، ملاخي 16:2، ومن خلال ردّ بوعز على طلب راعوث نعلم أنها تقصد مسألة الزواج.
إن عادة طرح الرداء على الزوجة المرتقبة عادة معروفة في الشرق الأدنى القديم، ويشير بعض الباحثين إلى أن هذه العادة ما زالت جارية لدى بعض القبائل العربيَّة في الوقت الحاضر. وتدل على استعداد الزوج لوضع الزوجة تحت حمايته ورعايته، في حفظه وكنفه. نسمع مرارًا التعبير: “لازم تتزوج حتى تنستر” أو “الزواج سترة” هذه التعابير العاميَّة مرادفة إلى حد بعيد للعبارة التي استخدمتها راعوث.
ويجدر بالملاحظة أن كلمة “رداء” هي “كنف” في العبريَّة (والعربيَّة أيضًا) وقد استعملها بوعز في أمنية أو صلاة (12:2)، وكأن راعوث تطلب منه أن يحقق أمنيته أو صلاته بنفسه. يقودنا هذا الأمر للقول بأن زواج راعوث من بوعز يعتبر تدخلاً إلهيًّا، إذ يضعها الله فيه تحت حمايته (كنفه) أيضًا بينما تكون تحت حماية (كنف) بوعز. يستعمل الله الإنسان ليحقق مقاصده الإلهيَّة في حياة البشر. يستخدم الله “جناح” بوعز ليضعها تحت “جناحه” تعالى. فما أعظم تدبير القدير! ويا لها من مسئوليَّة أن نشارك الله في تحقيق مقاصده!
وتذكر راعوث سببًا يوجب اقتران بوعز منها، فهو “وليها” (قارن مع قول نعمى 20:2 و2:3). ويمدحها بوعز لأجل محبتها العائليَّة ويثني على ولائها للعائلة.
وربما تتساءل: لماذا لم تتبع راعوث نصيحة حماتها بحذافيرها، ألا وهي الحظوة بزوج؟ إن اهتمام نعمى هو أن تؤمن زوجًا لراعوث (8:1-9، 11-13، 1:3)، ولكن راعوث ذهبت خطوة أبعد فقد طلبت “وليّا”، وعلى الولي تأمين الرعاية لكل أفراد العائلة وهذا بالطبع يشمل نعمى. هلا لاحظنا فطنة راعوث وحكمتها؟ راعوث الموآبيَّة تحت وتهتم بالآخرين، فلا عجب إذن أن يكرمها الله ويختارها تعالى لتكون في عداد النساء اللواتي جاء المسيح يسوع من صلبهنّ.
يشير بوعز في الآية العاشرة إلى حدثين أظهرت راعوث خلالهما شهامة لا مثيل لها. كان الحدث الأول هو التصاقها بحماتها (11:2)، والثاني قبولها لبوعز معلتة بذلك ولاءها واحترامها للروابط العائليَّة التي تربط عائلة بوعز وعائلة نعمى، حماة راعوث.
ويمدح بوعز طهارة راعوث التي ظهرت في عفتها: “إَذْ لَمْ تَسْعَىْ وَرَاءَ الشُّبَّانِ، فُقَرَاءَ كَانُوا أَوْ أَغْبِيَاء”، يرتبط الفعل “تسعى” بفعل الممارسة الجنسيَّة كما يظهر من أمثال 7:22 وهوشع 2:5، إن راعوث لم تحب المال، ولذلك لم تختر الأغنياء، ولم تجري وراء عواطفها لتختار الفقراء، لكنها حافظت على الولاء العائلي. ألا يذكرنا هذا بالقول: “لا يهتم كل واحد بنفسه بل ما هو لآخرين أيضًا”. إن راعوث هي مثال في التضحيَّة والعطاء والخدمة الحقة (راجع فيلبي 1:2-11، رومية 10:12و14، متَّى 11:23، لوقا 24:22-27).
ويؤكد بوعز أنه سيفعل لها ما تريد، ولكن هناك عائق يقف في طريقه ألا وهو وجود قريب أكثر قربًا منه إلى نعمى حماتها. ولكن ألم تعرف راعوث بهذا القريب الآخر؟ يبدو من سياق النص ومجريات الأمور أنها لم تعرف به. وماذا عن نعمى؟ من المحتمل جدًا أن تكون نعمى قد علمت عن القريب الآخر ولكنها أرادت أن تتزوج راعوث من بوعز، لكونه عامل راعوث بلطف ومحبة عندما عملت في حقوله (2:3). وربما اعتقدت نعمى أن كون بوعز رجل شريف سيكون وسيطًا بين العادة الجارية والمجتمع والشخص الآخر. ويشير المدراش أن القريب هو شقيق أليمالك أو عم بوعز أو شقيقه الأكبر.
ويدعو بوعز راعوث لقضاء الليلة حيث هو. وأمام هذه الدعوة يفرح أمثال سلمى وأم فؤاد في قصتنا أعلاه، ويقولون: ماذا حصل في تلك الليلة بين راعوث وبوعز؟ وردًّا على ذلك أقول:
أولاً، يستخدم كاتب النص الفعل العبري “لون” أي “تمكث” وهو لا يتضمن أيَّة اشارة إلى ممارسة أيَّة علاقة جنسيَّة مثل الفعل العبري “شكب” المستخدم للإشارة إلى الممارسة الجنسيَّة. ومن ناحية أخرى، فقد استخدمت راعوث هذا الفعل (ترجم “أبيت” في العبريَّة) في قولها لحماتها: “لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجعَ عَنْكِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلَهُكِ إِلهِي” (16:1)، واستخدام الفعل ذاته هنا قد تكون له دلالته لدى كاتب كتاب راعوث للإشارة إلى أن تمسكها وأمانتها لحماتها، ستكون له مجازاة وهي الزواج فيما بعد من بوعز.
ثانيًا، إن التركيب “هذه الليلة” يشير إلى “ماتبقى من الليلة”. ومن يترك امرأة لتسير لوحدها في منتصف الليل من بيادر القرية إلى منزلها. وبذلك حفظها من خطر السكارى بعد الحصاد أو اللصوص في الليل، وبالطبع فإن بوعز حافظ على سمعتها أيَضًا. لأنه ماذا يقول الناس عن امرأة عائدة من بيادر القرية وهي تسير في طرقاتها بعد منتصف الليل؟
ثالثًا، إن رجلاً شهمًا مثل بوعز لن يسمح بنفسه بالتورط في فعلة لا تحمد عقباها، وهو متأكد أن راعوث ستصبح له زوجة في القريب العاجل. فلماذا يشوه سمعته وسمعتها؟
أخيرًا، وهل ننسى أن راعوث وبوعز لم يكونا في مدينة مانيلا أو شوارع نيويورك أو شيكاغو، وهل ننسى البيئة الشرقيَّة المحافظة والتقاليد العريقة التي لا تترك مجالاً لمثل هذه الفعلة الشنعاء.
إن وددت متابعة قراءة قصة زواج راعوث من بوعز، وأن تستمتع بهذه القصَّة الممتعة فإنني أشجعك على قراءة ذلك في كتاب راعوث في العهد القديم. ففي هذه القصَّة العديد من الفوائد النافعة لحياتنا.
ويبقى السؤال: هل تريد أن تستمر في الظنون، أو أنك تريد أن تنظر نظرة موضوعيَّة وبتجرد ليس إلى النص الذي أمامنا فحسب، بل إلى العديد من الشائعات التي تنتشر كالنار في الهشيم في مجتمعاتنا في الشرق الأوسط؟
قصة راعوث وبوعز – ان بعد الظن اثم