Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

رسالة الحاخام صموئيل إلى الحاخام إسحق (بعدما صار الأول مسيحياً)

رسالة الحاخام صموئيل إلى الحاخام إسحق 

رئيس المدرسة الحاخامية والكنيس اليهودي في (SUBJULMETA) بمملكة المغرب

رسالة الحاخام صموئيل إلى الحاخام إسحق

رسالة الحاخام صموئيل إلى الحاخام إسحق رئيس المدرسة الحاخامية والكنيس اليهودي في (SUBJULMETA) بمملكة المغرب

كُتبت باللغة العربية في القرن الحادي عشر الميلادي؛ وترجمت للإنجليزية. لكن تعذر لنا الوصول للمخطوط الاصلي، فقمنا بترجمة الرسالة من الترجمة الإنجليزية لها.

المثير في الرسالة هي ان فيها اثبت الرابي صموئيل مسيانية يسوع بشكل تدريجي وبشكل غير تقليدي وباستخدام نبوات ربما تكون مجهولة للكثيرين، هذة الرسالة مهمة لكل المهتمين بالحوارات اليهودية/المسيحية. هي رسالة قيمة جدا ، تفتح ذهن القارئ لنوع جديد وطريقة جديدة من اثبات مسيانية يسوع.

ترجمة الأستاذ / غسان كسّاب

لندن: دار لندن الاجتماعي، 16، لينكولن ان فيلد. 1885

[gview file=”http://www.difa3iat.com/wp-content/uploads/2016/02/rabbi-samuel-message.pdf” save=”0″]

لتحميل الرسالة باللغة العربية أو من هنا

لتحميل الترجمة الانكليزية أو من هنا

    رسالة الحاخام صموئيل إلى الحاخام إسحق ، رئيس المدرسة الحاخامية و الكنيس اليهودي في (SUBJULMETA)، بمملكة المغرب، حيث ألفت أصلا باللغة العربية ، وترجمت فيما بعد إلى لغات مختلفة، الحاخام صموئيل ولد من أهل يهود في (Sem)  ، بمملكة المغرب، وكتب رسالته في سنة 1072. الترجمة الحالية هي من اللاتيني ، طبعت في (Würtemburg)، 1836 ؛ و من الألمانية ، طبعت في فرانكفورت (Frankfort-on-the-Maine)، في 1544.

الرسالة

____________

    ليحفظك الله ، أخي العزيز ، ويمنحك المثابرة حتى يصل هذا السبي إلى نهايته، وأن نجتمع مرة أخرى بعد هذا التشتت الذي نحن فيه؛ نعم، حتى يقترب أجلنا، ويرينا الله موافقته على أسلوب حياتنا.ــــ آمين. لقد عرفت و اختبرت أن كمال العلم في أيامنا هذه قد لاق نوراً عظيماً من خلال تفسيراتك؛ وأنك أملنا في التعليم، في الشريعة كما في الأنبياء. ولهذا السبب، لدي شوق أن اشترك في تعليمك، من أجل أن انقل إليك اقتراحات قلبي، بما يخص الأمور التي تشير إلى الشريعة والأنبياء، والتي أنا بشأنها انا في حالة قلق وخوف. إنني ألجأ إلى فطنة حكمتك، في إرسالي لك هذه الرسالة. في أمل، إن كانت إرادة الله كذلك، أن اتمكن من خلالك أن اتقوى في الحق، وأن اتحرر من الشكوك.

الفصل الأول I

لماذا سخط الله على اليهود ؟

    إنني اتمنى يا سيدي، أن اتعلم من خلالك، عن شهادة الأنبياء، والأسفار الأخرى، لماذا اننا نحن اليهود نعاني من قبل الله بهذا السبي الذي نحن فيه الآن، والذي يمكننا أن نطلق عليه غضب الله الدائم، لأننا لا نصل لنهايته. لمدة ألف سنة وربما أكثر انقضت منذ أن سُبينا من قبل تيطس. نعرف أيضا أن أجدادنا عبدوا الأوثان، قتلوا الأنبياء، ورفضوا ناموس الله؛ ومن أجل كل هذه التجاوزات حكم عليهم بالسبي إلى بابل لمدة 70 سنة فقط؛ و بعد هذه الفترة التي تنبأ بها الأنبياء، صفح عنهم الرب، وأعادهم مرة أخرى إلى أراضيهم. رغم أنه، ووفقا للكتاب ، كان غضب الله في ذلك الوقت أكثر عنفا (صرامة) من أي وقت مضى، لكن عقابهم من أجل هذه الآثام الكثيرة لم يدم أكثر من 70 سنة. لكن الآن، يا سيدي، غضب الله الذي يعاقبنا به لا ينتهي، ولا يوجد أي وعد لنهايته في الأنبياء. وان اردنا ان نقول ان غضب الله الذي يقع على عاتقنا الآن يمكن ان يكون لنفس السبب الذي أدى إلى سبي أجدادنا إلى بابل، وأنهم لم يكفروا بما فيه الكفاية عن ذنوبهم، فإننا ندعو الله كاذبا، وحاشا لنا أن نقول كذلك! من أجل أن الله الحقيقي والمجيد قد أعلن عن هذا السبي عبر الأنبياء، وأنهى هذا السبي بعد سبعين عاما. لذلك لا يوجد جواب مقنع، لكن العذر الغير مربح، أو الذريعة المراوغة لا يمكن أن تجتمع مع استحسان الذكاء. هل يجب علينا أن نقول أنه عند تخليصنا من بابل، كان عند الله شفقة على جزء من شعبنا، لكن ليس على الباقي؛ والذين كانت عليهم شفقته أعادهم إلى أرضهم، حتى يعيدوا بناء الهيكل فيها، وذلك تبعا لما قاله النبي أرميا ، وأننا من الذين ليست عليهم شفقة الله؛ (لو قلنا هذا) سيقول المسيحيون ضدنا أن الله كان له وكان عنده شفقة على الذين عبدوا الأصنام، وقتلوا الأنبياء، لكن نحن الذين لم نرتكب شيء من هذه الخطايا، قد ابتلانا ومازال يبتلينا، وكذلك إن خطيئة أجدادنا عوقبت من خلال انتقام إلهي ضمن زمن محدد، حيث شفق عليهم الله بعد سبعين سنة، إذ وضع نهاية لهذة العقوبة، لكن بلوتنا وعقوبتنا -والتي ليس لها سبب حقيقي- لا تنتهي، حيث أننا عانينا منها لأكثر من ألف سنة؛ وليس هنالك نهاية تم التنبؤ بها لِبَلوة كهذة، لا في الشريعة ولا الأنبياء. لذلك يا سيدي، عندما قام الله بمعاقبة أجدادنا لعبادة الأوثان وقتل الأنبياء، تم ذكر ذنبهم وعقوبتهم في الكتاب؛ وبما ان الله لا يعاقب مرتين على نفس التعدي، ويتلى أن خطيئتهم كُفّر عنها من خلال السبي الذي دام سبعين عاماً؛ وأيضاً بما ان الله لا يعاقب أمة كاملة إلا من أجل خطيئة يكونون مذنبين فيها جميعاً، فيجب علينا جميعاً أن نقر أننا جميعاً اخطئنا بعد السبي الذي دام سبعين سنة، وأننا ربما ارتكبنا خطيئة أعظم من التي ارتكبها أجدادنا، عند عبادتهم للأوثان وقتلهم للأنبياء، حيث عاقبهم الله بسبعين سنة فقط و ليس أكثر، لكن نحن الآن قام بمعاقبتنا لأكثر من ألف عام، بعد أن تشتتنا إلى زوايا الأرض الأربعة. لكن مهما حصل فإننا على أيةً حال لله (ننتمي) ، رغم انه ليس لدينا أي عذر (تفسير) على ما قيل. أجب !

الفصل الثاني II

أدلة أن اليهود بقوا في التبدد (الشتات) بسبب خطيئة عظيمة ارتكبت من قبلهم، ودلائل ضد طريقة تَقيُدَهُم ْ بالشريعة.

    ثم على افتراض ،يا سيدي، إننا تحت خطيئة رئيسية، أطلب منك أن تعلمني __ منذ أن قام الله بتفريقنا من أورشليم إلى هذا السبي المطول والدائم، سواء في هذا السبي بدأنا بسلطتنا وإرادتنا، من دون أي تعاليم خاصة من الله، بالتقيد بالختان، أو السبت، أو الوصايا الأخرى التي نحتفظ فيها تبعاً لشريعة موسى، من أجل أننا نعلم أنه منذ أن قام تيطس بتدمير المدينة المقدسة وحرق الهيكل والكتب، أصبحنا مشتتين في هذا السبي؛ ومنذ ذلك الوقت، الذبائح، القرابين، والمحارق توقفت من الناحية القانونية بيننا. لم يعطينا الله وعداً أبداً منذ ذلك الوقت لا من خلال نبي أو نبوءة تتكلم عن عودتنا إلى أورشليم إلى حالتنا السابقة، ولم يأمرنا أيضاً أن نحافظ على الشعائر التي ذكرناها سابقاً. وبالتالي يبدو أننا قبلنا واحتفظنا بهذه الشعائر ليس من قبل الله، لكن من الذين كانوا في وطأة غضب الله. ويمكن لخصومنا أن يقولوا لنا بعدل : “منذ أن قمتم بالمحافظة على الختان والسبت، وقراءة كتب موسى والأنبياء في المجامع من دون أوامر الله، فلماذا لا تقوموا بالمثل باستعادة الذبائح والكهنوت، وأن تحتفظوا بملوككم وأمرائكم، مسحة الدهن المقدس والبخور ؟ ولماذا لم تقوموا ببناء الهيكل و المحافظة على الطقوس والأشياء الأخرى المعلن عنها في الشريعة، كما قمتم بالاحتفاظ بالسبت والختان، وأشياء أخرى كثيرة من تراثكم، من دون أوامر الله !؟ وبالتالي في الحالتين تجلبون على نفسكم تحمُّل تهمة الإثم : سواء احتفظت بالأشياء المذكورة سابقا ضد إرادة الله، أو سواء قلت، إنها إرادة الله وسروره أن تقوم بالاحتفاظ بهم ومع ذلك لا يمكنك أن تبرهن هذا. لماذا لم تقوموا بالاحتفاظ بكل هذه الأشياء الأخرى المذكورة أنفاً، والتي بمقدورك أن تؤديها؟ .لكن إن قلت أن الملوك-والذين نعيش في وسطهم- لن يسمحوا لك بأدائهم، فإنهم مع ذلك يسمحون لك بتطبيق شعائر أخرى كثيرة، كالختان، والقراءة في المجامع إلخ!… يبدو لي، يا سيدي، أنه ليس لدينا أجوبة كافية لنقدمها لكل هذه الحجج. لكن مهما حدث، نحن في جميع الأحوال لله.

الفصل الثالث III

كيف أن التقيد بشعائر الناموس عند اليهود ليس مقبولا عند الله، وذلك على اعتبار الخطيئة التي هم فيها

    الله يتحدث بفم النبي زكريا، (الإصحاح 7 : 5) بقوله : ” لَمَّا صُمْتُمْ وَنُحْتُمْ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْخَامِسِ وَٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ، وَذَلِكَ هَذِهِ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً، فَهَلْ صُمْتُمْ صَوْمًا لِي أَنَا؟ ” حيث يشار في هذا الاقتباس، أنه طوال 70 سنة التي كنا فيها في هذا السبي، كنا من دون الرب، من دون صيام أو سبت، حيث لم يكن لهم أي قيمة، بينما كان غضب الله  على شعبه. لكن هذا الغضب الأول كان قصيرا، و دام فقط 70 سنة، لكن الغضب الذي نحن فيه الآن، دام طويلا، ويبدو أنه لا نهاية له كما في الأنبياء. من أجل ذلك أخاف، يا سيدي، أنه كما قام الله بإرسال أبنائنا في هذا السبي القصير من دون الشريعة والشرائع، ولم يقبل الصيام ولم يقبل تقيدنا  بشعائر الناموس، حتى انتهاء وقت العقاب، أي انتهاء السبعين سنة، أي أنه لن يقبل كذلك أعمال الشريعة التي نقوم بممارستها، في هذا السبي الأخير. بناء على ذلك إنه من المؤكد، أننا نعيش تحت وطأة خطيئة أكبر من التي كانت لأباءنا الذين عاشوا في بابل. من أجل ذلك أيضاً إن غضب الله علينا الأن أعظم من الغضب الذي كان عليهم؛ ولذلك أخيرا اقول، إن عملنا أقل سروراً وأكثر توبيخاً. فمنذ، ان قتلنا الأنبياء وخدمنا الأوثان كان هناك فقط 70 سنة من السبي، أما الآن فسبينا دام – أكثر من ألف سنة – من أجل خطيئة أكبر  بكثير – نعم، الأعظم بين الخطايا. وهذا السبي وصفه النبي دانيال، في الإصحاح التاسع، بأنه “مُخَرَّبٌ” . السبي الأول سمي بالهجرة الانتقالية (Transmigration)، وبعد أن مر زمنها، أرجعوا إلى أورشليم، لكن الحالية وصفت بخراب أبدي، حيث إن الله لن يرحمنا بشكل أكيد، كما رحم أجدادنا في بابل، وطمأنهم من قبل الأنبياء، ومنحهم النجاة، وأتحد الجميع معاً ثانيةً. لكن نحن الذين شتتنا في جميع ممالك العالم، لم نوعد بشيئ. لكن ليكن ما يكن، نحن في جميع الأحوال لله.

الفصل الرابع IV

عن عمى (جهل) اليهود

    إنني أتعجب كثيرا ، يا سيدي ، إننا نرجو بشكل يومي أن نُعتَق من هذا السبي الحالي، ونتحدث عنه بشكل مستمر، ونترقب أن نعود قريباً إلى أورشليم، يبدو إننا إما مضروبون بالعمى، أو مخدوعون بالحقيقة البسيطة. لإنه بالتأكيد حقيقة، إنه بعد تشتيتنا من قبل تيطس، لم يظهر أي نبي بيننا وعدنا بالعودة إلى أورشليم؛ ولا أي نبي ظهر، بعد ال 70 سنة من السبي، هذا السبي الذي تحدثنا عنه، الذي لا ينتهي حتى انتهاء العالم. وهكذا سماه دانيال في الإصحاح التاسع، خراب من دون منتهى. لذلك، منذ أنه لا يمكن ان يقع هذا السبي على الأمة بكاملها إلا من أجل خطيئة أعظم بكثير من عبادة الأوثان وقتل الأنبياء، التي عوقب بسببها أجدادنا، أخشى أن لا يكون هنالك رحمة من الله علينا -لأننا مستمرين في فعل هذة الخطيئة العالمية- ولا تكون أيضاً رحمته على أمواتنا. لكن مهما حدث، نحن في جميع الأحوال لله.

الفصل الخامس V

كيف ضلل اليهود أنفسهم وغيرهم

    ويبدو لي، يا سيدي، أننا نخدع أنفسنا والآخرين معنا، لأجل ذلك نجد في كتب الشريعة والأنبياء كيف أن الله قام بالعديد من الوعود عن تخليص شعبنا، وجمعهم من هذا السبي لكن عندما نأخذ بالاعتبار كل الوعود التي تلقيناها، نرى أنها إما تحققت بشكل كامل في السبعين سنة من السبي، أو أنها منعت من التحقق، على اعتبار خطايانا، التي سأعطيك منها مثالا من حزقيال ، حيث يقول، (الإصحاح 39: 25) ” لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ: ٱلْآنَ أَرُدُّ سَبْيَ يَعْقُوبَ، وَأَرْحَمُ كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ”. لاحظ أن ما وعده الرب في هذا المقطع من حزقيال، تحقق منذ زمن بعيد في السبي  الذي دام 70 سنة، والكثير من الوعود الأخرى الكاملة  أو المحدودة المذكورة في العديد من مقاطع الكتاب المقدس. وكلها حدثت قبل أن نسقط في هذا السبي الأخير، الذي لا ينتهي، والذي نحن فيه منذ أكثر من ألف سنة، ونهايته لا نجدها مذكورة في أي من الأنبياء، ولا أي من وعود الله، أينما تم ذكر خلاصنا وإعادة تجمعنا؛ يقال لاحقا أننا ارتكبنا خطيئة عظيمة، من أجلها يعاقبنا الله الآن من دون نهاية، والخطيئة التي نحن فيها، هي مستمرة : وإلا ما كان الله ليؤخر رحمته  لهذة المدة الطويلة، ولا ان يبقي غضبه علينا. إننا نرى في الكتاب، أن كل الخطايا التي ارتكبها أجدادنا قبل أن ينقضي السبي الذي دام 70 سنة، تمت معاقبتهم عليها بالسبي وخرجت بالعديد من الأمثلة التي سمحت لي أن ألاحظ ذلك وهذا على سبيل المثال لا الحصر. أجدادنا اخطأوا عندما خرجوا من مصر. لذلك لم يشاركوا في الوعد الذي أعطي لهم، بأن يروا الأرض المقدسة، لكنهم ماتوا في القفر. موسى أخطأ عند ماء مريبة ولم يصل إلى الأرض المقدسة، هارون أخطأ و تحمل عقابه. الكاهن عالي أخطأ، وكسر عنقه، ومات؛ ونسله حرم من الكهنوت الذي وعدهم به الله. لكن الوعود كتلك كان يُعتمد عليها دائما، حيث الناس لم يخسروها بالشر؛ كما هو محدد في النسل المباشر لداوود، الذين حرموا من سلطتهم الملكية. كما وعد الإله المجيد والحقيقي لإبراهيم و نسله، أنهم سيمتلكون الأرض المقدسة للأبد، مع ذلك لقد خسروها مرارا على حساب خطاياهم، وأرجعت أليهم بشكل متكرر. ولكن للأسف ! من أجل خطيئتنا الأخيرة خسرنا حيازتها، الآن بعد أكثر من ألف سنة؛ لا يوجد أي أمل لإعادتها، لأجل مثابرتنا على فعل نفس الخطيئة، التي من أجلها خسرنا الأرض. إنه لشيء رائع، يا سيدي، أنه منذ أن اعترفنا اننا ارتكبنا خطيئة عظيمة بعد السبي البابلي، إنه ولا واحد منا يمكنه أن يقول ما هي هذه الخطيئة العظيمة. وحتى إن رأى احد منا بطريقة ما الخطيئة والذنب، الذي جلبنا إلى معاناتنا الحالية فلا أحد يعلن ذلك لجاره، أو يخرج باستنتاج مفيد منها.

    إننا جميعا مرتبكين؛ ونرى بوضوح أن الله كان مع أجدادنا بواسطة الأنبياء، كأرميا والأخرين، خلال السبعين سنة من السبي. حيث أعطاهم شألتئيل، وأمراء، وحكام، وكهنة مع من خرجوا من بابل، بعد أن تمموا توبتهم. بموافقة الرب بنوا أورشليم، الهيكل، ومدن أخرى؛ وصب (الرب) عليهم كثيراً من الرحمة. ومع ذلك في هذا السبي الحالي، لا يوجد معنا أي من الأنبياء، ولا حتى الله كما يبدو. لذلك لا يمكنني أن اترك الاستعلام عن هذه الخطيئة، التي من أجلها نحن الآن لأكثر من ألف سنة في السبي، وليس لدينا لا ملك، ولا نبي، ولا كاهن، ولا هيكل، ولا ذبائح، ولا زيت (دهن مقدس)، ولا بخور، ولا تطهير؛ وإننا مهانين ومزدرين من قبل العالم كله كما من الله. في قلبنا فقط الكبرياء يسود، الذي به نقف ضد كل العالم، لكن لقد ذكرت لك كل ما يجول بخاطري حول هذا الموضوع. مع ذلك مهما حدث، نحن في جميع الأحوال لله.

الفصل السادس VI

عن الخطيئة التي من أجلها اليهود هم في سبيهم الحالي

    لذلك إني أخشى، يا سيدي، أن الخطيئة التي نحن الآن من أجلها في هذا السبي والعزلة هي تلك الخطيئة التي كلم الله بها من خلال النبي عاموس، عندما قال، (الاصحاح 2 : 6) “مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ إِسْرَائِيلَ ٱلثَّلَاثَةِ وَٱلْأَرْبَعَةِ لَا أَرْجِعُ عَنْهُ، لِأَنَّهُمْ بَاعُوا ٱلْبَارَّ بِٱلْفِضَّةِ” لا يجب أن يفهم هذا الأمر وفقا لتعليمنا، الذي يقول أن البار هنا هو يوسف ابن يعقوب، الذي بيع من قبل أخوته لمصر؛ وهو الذي أود انا أيضاً أن يكون هو المقصود، إن لم يكن الكتاب المقدس قد وضع خطيئة البيع الرابعة من بين خطايا أو جرائم كل اسرائيل. و من غير ريب، المسيحيون، الذين يبدو ان دراسة الكتب المقدسة قد سلمت اليهم من الله، ردوا على تعليمنا السابق، وقالوا أن أول خطيئة لإسرائيل هي بيع يوسف من قبل أخوته؛ الخطيئة الثانية هي عبادة العجل في جبل حوريب؛ الثالثة هي قتل الأنبياء التي من أجلها عشنا سبعين سنة في السبي؛ والجريمة الرابعة لإسرائيل، كانت حسب ما يقولون، بيع يسوع، الذي بالحقيقة بيع بعد فترة السبي السبعيني. و إذا كنا، يا سيدي، نعتزم أن نواصل تعليمنا، وأن نرفض تعليم المسيحيون، فيجب علينا من الضروري أن نحدد جرائم مختلفة لإسرائيل، قبل بيع يوسف؛ حيث يصبح هذا البيع ( نقصد بيع يوسف ) رابع خطيئة. لكن مع ذلك، لا يمكننا أن نحافظ على هذا الترتيب بأي وسيلة، حيث إن شهادة سفر التكوين هي ضدنا، الذي نجد فيه أن بيع يوسف هي أول خطيئة في هذا التسلسل، وضعت على ابن يعقوب؛ في حين أن النبي عاموس ميز بوضوح الخطيئة الرابعة، وهي بيع البار، التي انذرنا الله منها، لذلك أتينا إلى هذا السبي، ومن أجلها لن نعود لأرض الموعد، عندما قال : “مِنْ أَجْلِ ٱلْأَرْبَعَةِ لَا أَرْجِعُ عَنْهُ” هذا يبدو لي هو بيع البار، الذي من أجله نحن الآن تحت العقاب لأكثر من ألف سنة، ولم نستفيد شيئا بين هذه الأمم  وليس لدينا أمل في الاستفادة أكثر من ذلك.

الفصل السابع VII

يسوع البار، رب المسيحيين، بيع ظلماً

    أنا خائف وأخشى، يا سيدي، أن يكون يسوع، الذي يؤمن به المسيحيون، يمكن أن يكون ذلك البار الذي بيع بالفضة، وفقا للنبي عاموس، وفهمت أيضا أنه، له تشير شهادة الأنبياء، التي يطبقها المسيحيون على يسوع نفسه، كما يمكننا أن نجد في اشعياء (الاصحاح 49 : 4) “عَبَثًا تَعِبْتُ. بَاطِلًا وَفَارِغًا أَفْنَيْتُ قُدْرَتِي. لَكِنَّ حَقِّي عِنْدَ ٱلرَّبِّ، وَعَمَلِي عِنْدَ إِلَهِي” أيضا (اشعياء، الاصحاح 53 : 7) “كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى ٱلذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.” أيضا (اشعياء، الاصحاح 53 : 3) “رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ ٱلْحَزَنِ” أيضا (اشعياء، الاصحاح 53 : 3) “مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ.” ، أيضا (اشعياء، الاصحاح 53 : 10) ” أَمَّا ٱلرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِٱلْحَزَنِ.” ، أيضا (اشعياء، الاصحاح 53 : 8-9) ” ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ وَجُعِلَ مَعَ ٱلْأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ.” أخشى أن الأشرار هم أجدادنا والأغنياء كانوا بيلاطس، هيرودوس، حنان، وقيافا، كما تكلم داوود، (مزمور 2 : 2) ” قَامَ مُلُوكُ ٱلْأَرْضِ، وَتَآمَرَ ٱلرُّؤَسَاءُ مَعًا عَلَى ٱلرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ”. أخشى أنه نفسه الذي تكلم عنه اشعياء (الاصحاح 53 : 12) ” وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي ٱلْمُذْنِبِينَ.” أيضاً، يقول داوود، (مزمور 94 : 21) “يَزْدَحِمُونَ عَلَى نَفْسِ ٱلصِّدِّيقِ، وَيَحْكُمُونَ عَلَى دَمٍ زَكِيٍّ.” أيضاً، (ارميا، الاصحاح 31 : 22) ” لِأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ خَلَقَ شَيْئًا حَدِيثًا فِي ٱلْأَرْضِ. أُنْثَى تُحِيطُ بِرَجُلٍ.” التي يتكلم عنها زكريا (الاصحاح 13 : 6) ” فَيَقُولُ لَهُ: مَا هَذِهِ ٱلْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هِيَ ٱلَّتِي جُرِحْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي.” أيضاً (زكريا، الاصحاح 12 : 10) ” وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ”.

    وهكذا الأنبياء هنا يتفقون مع ما جاء في تاريخ أنجيل المسيحيين، حيث موت يسوع مرتبط : عندما طعنوه بحربة على الصليب، وخرج منه دم وماء. أيضا يقول حبقوق، (الاصحاح 3 : 13) ” خَرَجْتَ لِخَلَاصِ شَعْبِكَ، لِخَلَاصِ مَسِيحِكَ.”

الفصل الثامن VIII

كيف تحقق تشتت اليهود، وفقاً لدانيال، بعد قتل يسوع

    إني مذعور، يا سيدي، أن اعتبر أن البار الخالي من الخطايا الذي تكلم عنه اشعياء، والبار الذي بيع بالفضة الذي تكلم عنه عاموس، كما ذُكِر سابقا، أيضاً ربما يتكلم؛ كنتيجة لهذا البيع الآثم، أن الله لن يقود اسرائيل مرة أخرى إلى أرض الموعد. إضافة لذلك، يبدو لي أن ما قاله النبي دانيال تحقق، (الاصحاح 9 : 26-27) “وَبَعْدَ ٱثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعًا يُقْطَعُ ٱلْمَسِيحُ وَلَيْسَ لَهُ، وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْرِبُ ٱلْمَدِينَةَ وَٱلْقُدْسَ، وَٱنْتِهَاؤُهُ بِغَمَارَةٍ، وَإِلَى ٱلنِّهَايَةِ حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهَا. وَيُثَبِّتُ عَهْدًا مَعَ كَثِيرِينَ فِي أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ، وَفِي وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ يُبَطِّلُ ٱلذَّبِيحَةَ وَٱلتَّقْدِمَةَ، وَعَلَى جَنَاحِ ٱلْأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ حَتَّى يَتِمَّ وَيُصَبَّ ٱلْمَقْضِيُّ عَلَى ٱلْمُخَرِّبِ.” ليس هنالك أي شك أن الدمار والتشتت الدائم الذي تكلم عنه، هو هذا السبي الذي نحن فيه الآن لأكثر من ألف سنة. ومن الواضح أن الله قال بواسطة النبي أن هذا التشتت سيكون بعد قتل المسيح؛ وبالفعل لم نتعرض للتشتت إلا بعد موت المسيح. لذلك، إن قلنا أننا كنا في الشتات قبل موت يسوع، المسيحيون سيجيبون أن قبل موته كان هنالك السبي السبعيني فقط، بعده أرجعنا إلى أرض الموعد، حيث وقفنا مرة أخرى مع الله  بالنعمة والشرف. وأنا لا أرى مفرا من نبوة دانيال لأنها في الحقيقة تُثبت لنا أنه بعد إعادة بناء الهيكل، سبعون أسبوعاً يجب أن تمر، بعد ذلك يجب أن يقتل يسوع من قبل آبائنا؛ وكذلك الرئيس تيطس أتى مع الشعب الروماني، وتصرف معنا وفقا للنبوءة. هل يجب علينا الآن أن نقول، أن المسيح سيأتي، ولم يأتي بعد، وأننا يجب أن نستعيد ملكية أرض الموعد، وأن نعيد بناء المدينة، وأن نستعيد النعمة والشرف من الله، وإن هذا التشتت لن يكون دائم؛ — عندها سيجيب المسيحيون، أنه لا يزال علينا أن نقتل المسيح، المسيا، وتيطس والشعب الروماني لا يزال يجب أن يطيحونا ! وتشتت آخر ما يزال يجب أن يحدث، أسوء من هذا الذي دام ألف سنة. تجاه هذا يا سيدي، لا يوجد أي عذر يمكن ان نراوغ به، ولكن ليكن ما يكن، نحن في جميع الأحوال لله.

الفصل التاسع IX

عن مجيئي المسيح

    أخشى، يا سيدي، أن المسيح قد أتى، وتحقق مجيئه؛ حيث نجد مجيئيه (الأثنان) في الكتاب. المجيء الأول للمسيح هو الذي وصف في الأنبياء أنه سيكون في فقر وتواضع، الثاني في مجد وعظمة. في مجيئه الأول الله تكلم من خلال زكريا (الاصحاح 9 : 9) ” اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ٱبْنَةَ صِهْيَوْنَ، ٱهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَانٍ.” ووصفه اشعياء بأنه محتقر ومرفوض (الاصحاح 53 : 3) دانيال كمقتول (الاصحاح 9 : 26)، زكريا (الاصحاح 6 : 12) وعاموس، (الاصحاح 2 :6) كمباع؛ كل النبوءات التي كتبتها سابقاً، والتي سوف أكتب عنها لاحقا في رسالتي، تحققوا حرفياً. لأننا احتقرناه، ولم نعترف به، ووقفنا بقوة ضده. لكن مجده وعظمته ستعلن لنا في مجيئه الثاني، عندما سيسبقه نار ولهب ( مزمور 18 : 8) ويحيط بأعدائه بشكل دائري (اشعياء، الاصحاح 9 : 5): كما تكلم عنه داوود واشعياء. وأخشى يا سيدي، أن المسيح لن يقضي ( يحكم ) بطريقة أخرى، إلا مع النار حتى الموت، لأننا قتلنا الأنبياء الذين أعلنوه لنا. لذلك شهد الله ضدنا في الكتاب المقدس، كما نجد في سفر أخبار الأيام الثاني (الاصحاح 36 : 16) ” فَكَانُوا يَهْزَأُونَ بِرُسُلِ ٱللهِ، وَرَذَلُوا كَلَامَهُ وَتَهَاوَنُوا بِأَنْبِيَائِهِ حَتَّى ثَارَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى شَعْبِهِ حَتَّى لَمْ يَكُنْ شِفَاءٌ.” ومن أجل أننا قتلنا البار، نحن الآن تحت غضب الله الذي لا ينتهي، لكن بالرغم من ذلك إننا لله.

الفصل العاشر X

المجيء الأول للمسيح

    أخشى يا سيدي، أن الله قد أعلن بوضوح مجيء المسيح، من خلال نبوءات اشعياء، عندما قال، (الاصحاح 51 : 9) ” اِسْتَيْقِظِي، ٱسْتَيْقِظِي! ٱلْبَسِي قُوَّةً يَا ذِرَاعَ ٱلرَّبِّ! ٱسْتَيْقِظِي كَمَا فِي أَيَّامِ ٱلْقِدَمِ، كَمَا فِي ٱلْأَدْوَارِ ٱلْقَدِيمَةِ.” لقد قال استيقظي مرتين، إشارة إلى مجيئه الثاني، وفي مجيء المسيح الأول وصف بوضوح مع الدلائل إلى معاناته ورفضه، خلال الإصحاح الخمسين و الثالث والخمسون. خصوصا عندما قال (الاصحاح 53 : 2) ” نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لَا صُورَةَ لَهُ وَلَا جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلَا مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ.” كما ذكر مجيئه الأول أيضا في اشعياء (الاصحاح 9 : 6)، عندما بدأ النبي بقوله : ” لِأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ٱبْنًا”. بعد هذا بقليل أضاف مجيء السيد الثاني، عندما أكمل : ” وَتَكُونُ ٱلرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى ٱسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلَهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ ٱلسَّلَامِ.” لكن النبي زكريا (الاصحاح 9 : 9) يصفه : ” وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ ” التي من خلالها أشار أيضا إلى مجيئه الأول بتواضع، لكن مجيئه الثاني في قوة وعظمة (الاصحاح 9 : 10) ” وَيَتَكَلَّمُ بِٱلسَّلَامِ لِلْأُمَمِ، وَسُلْطَانُهُ مِنَ ٱلْبَحْرِ إِلَى ٱلْبَحْرِ، وَمِنَ ٱلنَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ.” أيضا يقول دانيال (الاصحاح 7 :13-14) ”  كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى ٱللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ مِثْلُ ٱبْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى ٱلْقَدِيمِ ٱلْأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ ٱلشُّعُوبِ وَٱلْأُمَمِ وَٱلْأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لَا يَنْقَرِضُ.” هذا يا سيدي، هو بالتأكيد المسيح في مجيئه الثاني، عندما سيجلس في قديم الأيام، الذي هو الله، الديان، بينما كان جالسا في مجيئه الأول أمام آبائنا، اليهود، ليحكم عليه. هذا المجيء الثاني للمسيا، الذي هو المسيح، أشار إليه أيضاً النبي داوود، عندما قال، (مزمور 96 : 13) ” لِأَنَّهُ جَاءَ. جَاءَ لِيَدِينَ ٱلْأَرْضَ.” عن مجيئه الأول، الذي هو بالفقر والتواضع، ناظم المزمور قال ببساطة ” لِأَنَّهُ جَاءَ.” لكن مجيئه الثاني، التي ستكون بقوة ، قال : ” جَاءَ لِيَدِينَ ٱلْأَرْضَ.” كذلك تكلم زكريا (الاصحاح 14 : 3-4) “فَيَخْرُجُ ٱلرَّبُّ وَيُحَارِبُ تِلْكَ ٱلْأُمَمَ كَمَا فِي يَوْمِ حَرْبِهِ، يَوْمَ ٱلْقِتَال. وَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ ٱلَّذِي قُدَّامَ أُورُشَلِيمَ مِنَ ٱلشَّرْقِ” نحن، مع ذلك، لا نقول أن الله في جوهره وطبيعته، لديه أقدام، أو لحم، أو أي شيء مادي ( جسدي )، أو ينتمي بأي شكل من الأشكال للمخلوقات الجسدية ( المادية ). داوود يتكلم أيضاً عن مجيئه الثاني، كما ذُكِرَ سابقاً، و يقول، ( مزمور 97 : 3) ” قُدَّامَهُ تَذْهَبُ نَارٌ وَتُحْرِقُ أَعْدَاءَهُ حَوْلَهُ.” لكننا لا نقول، أن الله، في كينونته الإلهية، ينظر حوله، وأنه هناك شيء ممكن أن يأخذ  مكان حوله. مع ذلك بعض الحقائق التي قالها الأنبياء يجب أن تفسر حرفياً، كذلك عندما يتحدثون عن تواضع الرب، كما عندما يتحدثون عن عظمته. أيضا يقول ملاخي، (الاصحاح 3 : 1-2) ” هُوَذَا يَأْتِي، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ وَمَنْ يَحْتَمِلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ؟ وَمَنْ يَثْبُتُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟ لِأَنَّهُ مِثْلُ نَارِ ٱلْمُمَحِّصِ، وَمِثْلُ أَشْنَانِ ٱلْقَصَّارِ.” كهذا سيظهر العدل، عندما سيجيئ ليدين العالم في مجيئه الثاني؛ ويضيف النبي في وصفه في نفس الإصحاح، (الاصحاح 3 : 5) ” وَأَقْتَرِبُ إِلَيْكُمْ لِلْحُكْمِ، وَأَكُونُ شَاهِدًا سَرِيعًا عَلَى ٱلسَّحَرَةِ وَعَلَى ٱلْفَاسِقِينَ وَعَلَى ٱلْحَالِفِينَ زُورًا وَعَلَى ٱلسَّالِبِينَ أُجْرَةَ ٱلْأَجِيرِ: ٱلْأَرْمَلَةِ وَٱلْيَتِيمِ، وَمَنْ يَصُدُّ ٱلْغَرِيبَ وَلَا يَخْشَانِي، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ.” وكذلك يقول حزقيال (الاصحاح 34 : 22) ” فَأُخَلِّصُ غَنَمِي فَلَا تَكُونُ مِنْ بَعْدُ غَنِيمَةً، وَأَحْكُمُ بَيْنَ شَاةٍ وَشَاةٍ.” وهكذا كان، وهكذا لا يزال يجب أن يكون. ففي مجيئه الأول ولا واحد منا اعترف بالمخلص، لأنه لم يتخطى حاجز طبيعته الإنسانية، كما روى اشعياء في الإصحاح الثالث والخمسون. لذا أخشى، أن أجدادنا فشلوا واخطأوا في المجيئ الأول لمسيحهم؛ لهذا نعيش اليوم في هذا السبي، الذي لا يعرف نهاية، لكننا مازلنا لله.

الفصل الحادي عشر XI

مجيء المسيح الثاني، الذي سيكون بقوة ليدين.

    أخشى، يا سيدي، أنه يجب أن يكون هذا هو البار الوحيد، الذي سيُدين الجميع بقوة في مجيئه الثاني، والذي كان مخلص الجميع في ظهوره الأول. عنه يتكلم داوود (مزمور 20 : 6) ” اَلْآنَ عَرَفْتُ أَنَّ ٱلرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ، يَسْتَجِيبُهُ مِنْ سَمَاءِ قُدْسِهِ، بِجَبَرُوتِ خَلَاصِ يَمِينِهِ.” كذلك يقول اشعياء (الاصحاح 12 : 3) ” فَتَسْتَقُونَ مِيَاهًا بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ ٱلْخَلَاصِ.” حيث يجب أن نفهم من هذا، تكلمه عن المعمودية، لذلك جلب المسيح في مجيئه الأول الخلاص بواسطة المياه، و في مجيئه الثاني سيدين بالنار. عن نفس المخلص يتكلم أيوب (الاصحاح 19 : 25-26) ” أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ وَلِيِّي حَيٌّ، وَٱلْآخِرَ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَقُومُ، وَبَعْدَ أَنْ يُفْنَى جِلْدِي هَذَا، وَبِدُونِ جَسَدِي أَرَى ٱللهَ.”، لاحظ، يا سيدي، أنه يسمي مخلصه الله، لكنه من الواضح، أن عين الجسد لن ترى الله، لذلك يجب علينا أن نستنتج، وفقا للكتاب المقدس، أن المخلص الذي نتكلم بصدده، هو الله البار، الذي وحده يمكن أن نسميه البار الوحيد، حيث أنه لم يرتكب أي خطيئة، كما شهد الله في فم النبي اشعياء (الاصحاح 53 : 9) “عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ.” لم يقل هذا أبدا، لا عن موسى، أو أحد آخر من الأنبياء، إنهم كانوا أبراراً مخلصِّين ومن دون خطية، حيث أخطئ موسى وكذلك جميع الأنبياء الآخرين، كما تعلم، لذلك لا أحد فيهم سمي في الكتاب المقدس بأنه البار الوحيد، وهذا الاسم أرجع ( لقب ) له وحده، وهذا ما نأخذه بعين الاعتبار في رسالتنا. وبدون شك، لا أحد ممكن أن يخلص، إلا الذين يؤمنون بمجيئه الأول، والذين لا يؤمنون به، ليس لديهم أي سبب ليأملوا أن يخلصوا في مجيئه الثاني، لأنهم مذنبين بالموت. وكما كان الذين لم يؤمنوا بموسى مذنبين بالموت، الذين عصوا هذا الذي كان آثماً، فكم بالأحرى سيكون بالأكثر مستحقين النار، الذين لم يؤمنوا به فقط، بل جدفوا على الرب البار، الذي لم يعرف خطيئة أياً كانت؟ ولكن بعد كل شيء، نحن مازلنا لله.

الفصل الثاني عشر XII

عن صعود المسيح

    إننا نجد في الكتاب المقدس أن المسيح سيقوم من بين الأموات، وأني أخشى يا سيدي، أن هذا تحقق بالذي قتله آبائنا، والذي تحدث عن مجده داود (مزمور 24 : 7-10) ” اِرْفَعْنَ أَيَّتُهَا ٱلْأَرْتَاجُ رُؤُوسَكُنَّ، وَٱرْتَفِعْنَ أَيَّتُهَا ٱلْأَبْوَابُ ٱلدَّهْرِيَّاتُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ ٱلْمَجْدِ.” ثم تسآل الملائكة ” مَنْ هُوَ هَذَا مَلِكُ ٱلْمَجْدِ؟” و يتم الرد عليهم ” ٱلرَّبُّ ٱلْقَدِيرُ ٱلْجَبَّارُ، ٱلرَّبُّ ٱلْجَبَّارُ فِي ٱلْقِتَالِ؛ رَبُّ ٱلْجُنُودِ هُوَ مَلِكُ ٱلْمَجْدِ. سِلَاهْ.” لكنه من الواضح أن الرب البار، في مجيئه الأول لم يكن ” ٱلْجَبَّارُ فِي ٱلْقِتَالِ” و “رَبُّ ٱلْجُنُودِ” لكن في مجيئه الثاني، عندما سيجلس ليدين العالم، ثم ستحرق النار من حوله و تشعل أعدائه، وسيجرب ( سيمتحن ) العادل كالفضة، ولن ينتصر أحد عليه، ولن يكون هنالك مجال لمعركة معه. كذلك يتكلم اشعياء عن مجده، سائلاً (الاصحاح 63 : 1) ” مَنْ ذَا ٱلْآتِي مِنْ أَدُومَ، بِثِيَابٍ حُمْرٍ مِنْ بُصْرَةَ؟ هَذَا ٱلْبَهِيُّ بِمَلَابِسِهِ، ٱلْمُتَعَظِّمُ بِكَثْرَةِ قُوَّتِهِ.” ويجيب ” أَنَا ٱلْمُتَكَلِّمُ بِٱلْبِرِّ، ٱلْعَظِيمُ لِلْخَلَاصِ.” ثم يسأل النبي ثانية ” مَا بَالُ لِبَاسِكَ مُحَمَّرٌ، وَثِيَابُكَ كَدَائِسِ ٱلْمِعْصَرَةِ؟” ثم يجيب ” قَدْ دُسْتُ ٱلْمِعْصَرَةَ وَحْدِي، وَمِنَ ٱلشُّعُوبِ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ.” وأخشى يا سيدي أن الإجابة لا تمس أحد سوانا، خصوصا عندما يزيد ويقول : ” فَدُسْتُهُمْ بِغَضَبِي، وَوَطِئْتُهُمْ بِغَيْظِي. فَرُشَّ عَصِيرُهُمْ عَلَى ثِيَابِي، فَلَطَخْتُ كُلَّ مَلَابِسِي. لِأَنَّ يَوْمَ ٱلنَّقْمَةِ فِي قَلْبِي، وَسَنَةَ مَفْدِيِّيَّ قَدْ أَتَتْ.” لذلك ماذا يمكننا أن نأمل من هذا البار، الذي اشتكى علينا لملائكة السماء، وأشار لهم قائلا : ” دُسْتُ ٱلْمِعْصَرَةَ وَحْدِي” لكن أي معصرة قد داس بغضبه غيرنا نحن ؟ من أجل الصراع الأول الذي مر من خلاله في مجيئه الأول، ونحن الآن مرفوضون من قبله لأكثر من ألف سنة؛ في حين أن في مجيئه الأخير، يوم الحساب الذي مايزال في الانتظار أمامنا، مع سنة العقاب التي في قلبه. ومنذ أن قتلنا اشعياء*، اضطررنا بالأحرى لأن نخرج من السياق الحقيقي للنبوءات، لكي لا تقرأ من قبل أي أحد. وما الذي سمي حرباً من قبل داوود عندما قال (مزمور 24 : 8) “ٱلرَّبُّ ٱلْقَدِيرُ ٱلْجَبَّارُ، ٱلرَّبُّ ٱلْجَبَّارُ فِي ٱلْقِتَالِ” هذا الذي سماه اشعياء معصرة العنب. نحن يا سيدي، هذه الكرمة التي تكلم عنها النبي وأبونا يعقوب، ( تكوين الاصحاح 49 : 11) ” غَسَلَ بِٱلْخَمْرِ لِبَاسَهُ، وَبِدَمِ ٱلْعِنَبِ ثَوْبَهُ.” هذا تحقق فينا في مجيء المسيح الأول، ولكن ما الذي سنفعله في مجيئه الثاني ؟ عندها يجب على الانسان أن يقف أمام رجل المُحاكمة، وحوله في دائرته ستحتدم النار التي ستكون جاهزة لتلتهم أعدائه الذين سيُعلن قرار عقوبتهم، ولن يكون هناك مزيداً من الوقت للحرب، ولا وقت لدوس معصرة العنب، ولا وقت للتوبة، ولا مكان للجوء، لكن فقط وقت للعدالة: وكما هو حُكِمَ عليه من دون أن يكون له أي خطية أو ذنب، كذلك سيدين الخطأة والمذنبين، كما تكلم الله بواسطة سليمان في كتاب الأمثال (الاصحاح 11 : 31) ” هُوَذَا ٱلصِّدِّيقُ يُجَازَى فِي ٱلْأَرْضِ، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ ٱلشِّرِّيرُ وَٱلْخَاطِئُ ! “

الفصل الثالث عشر XIII

الإثبات بوضوح أكثر، صعود المسيح الجسدي

    إني أخشى كثيراً يا سيدي، ان الشهادات التي تكلم عنها الأنبياء بخصوص ذلك البار، الذي ” بَاعُوه بِٱلْفِضَّةِ ” كما قال النبي عاموس؛ ” داس ٱلْمِعْصَرَةَ” كما قال النبي اشعياء؛ “الذي قاد الحرب من اجل اجدادنا” كما  قال الملك داود؛ “الذي اُسر من اجل خطايانا” كما قال النبي اشعياء؛ “الذي جرح في كفيه” كما  قال النبي زكريا؛ الذي “على ثيابه اقترعوا” واخيرا “الذي صعد الى السماء”، كما تنبأ بذلك أنبياء آخرين. لكن بما أنه لا يمكننا أن نطبق هذه النبوءات على الله، في جوهره، أو طبيعته الإلهية، فهذا يؤكد ضرورة، أن يكون هذا البار سبق وجاء، بطبيعة جسدية عندها فقط كل هذه النبوءات ممكن أن تتحد. لكن إذا، كان صعبا عليك يا سيدي أن تؤمن أنه من الممكن لجسد بشري أن يصعد إلى الفردوس، أسمع إلى الأحداث والأمثلة التي حدثت في الكتاب المقدس. هذا الذي يقوله الملك والنبي داوود (مزمور 68 : 18) ” صَعِدْتَ إِلَى ٱلْعَلَاءِ. سَبَيْتَ سَبْيًا. قَبِلْتَ عَطَايَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ” أيضاً (عاموس، الاصحاح 9 : 6) ” ٱلَّذِي بَنَى فِي ٱلسَّمَاءِ عَلَالِيَهُ” أيضاً (مزمور 47 : 5) ” صَعِدَ ٱللهُ بِهُتَافٍ، ٱلرَّبُّ بِصَوْتِ ٱلصُّورِ.” عن نفس الشيء تكلم موسى ( تثنية الاصحاح 33 :26) ” لَيْسَ مِثْلَ ٱللهِ يَا يَشُورُونُ. يَرْكَبُ ٱلسَّمَاءَ فِي مَعُونَتِكَ، وَٱلْغَمَامَ فِي عَظَمَتِهِ.” حنة أم صموئيل، قالت، (صموئيل الاول، الاصحاح 2 :10) ” ٱلرَّبُّ وَيُعْطِي عِزًّا لِمَلِكِهِ، وَيَرْفَعُ قَرْنَ مَسِيحِهِ.” يقول داود أيضاً (مزمور 18 : 10) “وَهَفَّ عَلَى أَجْنِحَةِ ٱلرِّيَاحِ.” كل هذه الشواهد تبدو لي أنها تثبت الصعود الجسدي[*]

للمسيح إلى الفردوس؛ ويوجد إضافة إلى ذلك الكثير من الفقرات الأخرى التي تعرفها بشكل جيد. لكن سأقتبس الآن بعض الأمثلة من كتاب الشريعة[†].

ومنذ أنه من الغير مريح لنا أن نؤمن أن المسيح صعد بجسده للفردوس، دعنا نلاحظ أننا نجد في كتاب الشريعة، وأيضا في الأنبياء، أن الإله الحقيقي والمجيد رفع أيضا من الأرض بعضاً من آبائنا القديسين. الآن، إن كنا لا نشك في صعودهم، وذلك على حساب قداستهم، وشهادات الكتاب المقدس، لماذا اذاً علينا أن نشك في صعود هذا البار، جسداً وروحاً، الذي شهد له الكتاب المقدس بقوة أنه أقدس من الآخرين؛ والذي كان في أشد صراع، والذي ناضل أكثر من العالم كله، أكثر من أي أحد من السابقين. أنت تعرف، من دون أدنى شك، أن اخنوخ البار، والنبي الياس (إيليا الغيور)، رفعوا بأجسادهم من هذا العالم من قبل الله. ولا يشك بأن موسى أيضا صعد إلى الفردوس بالجسد والروح، لأن الله قال لموسى، ” ٱصْعَدْ إِلَيَّ إِلَى ٱلْجَبَلِ، وَكُنْ هُنَاكَ” وصعد ومات، لكن لم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم*. وما الذي يعنيه أن قبره لا يعرف مكانه على هذه الأرض، حيث أنه كان أعظم نبي وأقدس من أي أحد آخر، لكن الله رفعه، وأخذه بالجسد والروح كما رفع القديسين الآخرين إلى المكان الذي يرتاحون فيه الآن ؟ إن كنا الآن نؤمن في رفع أجساد هؤلاء القديسين الذين ذكرناهم، لماذا نحن نشك إذا بإمكانية ارتفاع هذا البار، وأنه هو أيضاً، رفع إلى الفردوس ؟ حيث اعطينا العديد من الشهادات الموجودة في الكتاب المقدس، ويجب علينا بدلا من ذلك أن نستنتج، أن الله رفع القديسين الذين ذكرناهم سابقاً، الذين لا نشك في صعودهم، من أجل إعداد قلب كل انسان للإيمان، وأنه ليس عليهم أن يترددوا في الايمان بصعود هذا البار. ولكن هنالك سبب آخر لشك شعبنا في صعوده، لأن مجيئه الأول كان مخفى واستثنائي. كما يقول اشعياء “إنه رجل ومن الذي سيعرفه ؟” أيضاً، (اشعياء الاصحاح 7 : 14) ” هَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْنًا” وهل صمت الآب هو وفقاً للجسد، لذلك لم نعترف به؛ أيضاً، أرميا (الاصحاح 31 : 22) ” حَتَّى مَتَى تَطُوفِينَ أَيَّتُهَا ٱلْبِنْتُ ٱلْمُرْتَدَّةُ؟ لِأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ خَلَقَ شَيْئًا حَدِيثًا فِي ٱلْأَرْضِ. أُنْثَى تُحِيطُ بِرَجُلٍ.” أيضا ميخا (الاصحاح 5 : 3) ” لِذَلِكَ يُسَلِّمُهُمْ إِلَى حِينَمَا تَكُونُ قَدْ وَلَدَتْ وَالِدَةٌ” ويجب أن يلاحظ أن النبي لم يذكر لها الزوج التي ولدت له. لأن هذا البار هو الوحيد الذي لم يلد بالطريقة العادية للمفهوم الإنساني . كما نستشهد من اشعياء (الاصحاح 7 : 14) عندما يقول ” هَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْنًا؛” لكن كل الرجال الآخرين كإسحاق، شمشون، وصموئيل، الذي تنبأ بموعد ميلادهم، حبلوا بواسطة رجال، وولدوا من امرأة في خطيئة وجسد، وكلهم كانوا خطأة، نعم وحتى موسى، النبي الأقدس منهم جميعاً من بين اجدادنا، أخطأ، كما هو اعترف بذلك. كما يقول أيوب (الاصحاح 10 : 10) عن جميع القديسين ” هُوَذَا قِدِّيسُوهُ لَا يَأْتَمِنُهُمْ” لكن قال اشعياء عن هذا البار، ” عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ.”

الفصل الرابع عشر XIV

عن عمى اليهود، الذين لم يؤمنوا، ولم يفهموا أن المسيح قد أتى.

    إني أخاف يا سيدي، أنه تحقق فينا ما قاله النبي اشعياء (الاصحاح 6 : 9) “ٱسْمَعُوا سَمْعًا وَلَا تَفْهَمُوا، وَأَبْصِرُوا إِبْصَارًا وَلَا تَعْرِفُوا.  غَلِّظْ قَلْبَ هَذَا ٱلشَّعْبِ وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ وَٱطْمُسْ عَيْنَيْهِ، لِئَلَّا يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ وَيَفْهَمَ بِقَلْبِهِ، وَيَرْجِعَ فَيُشْفَى” وسأل اشعياء ” إِلَى مَتَى أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ؟” وأجاب الرب، ” إِلَى أَنْ تَصِيرَ ٱلْمُدُنُ خَرِبَةً بِلَا سَاكِنٍ، وَٱلْبُيُوتُ بِلَا إِنْسَانٍ، وَتَخْرَبَ ٱلْأَرْضُ وَتُقْفِرَ” وفي دانيال (الاصحاح 12 : 4) قيل ” فَأَخْفِ ٱلْكَلَامَ وَٱخْتِمِ ٱلسِّفْرَ إِلَى وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ.” أرميا (الاصحاح 17 : 1) قال ” خَطِيَّةُ يَهُوذَا مَكْتُوبَةٌ بِقَلَمٍ مِنْ حَدِيدٍ، بِرَأْسٍ مِنَ ٱلْمَاسِ مَنْقُوشَةٌ عَلَى لَوْحِ قَلْبِهِمْ” اشعياء (الاصحاح 1 : 3) ” اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَٱلْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ، أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلَا يَعْرِفُ. شَعْبِي لَا يَفْهَمُ.” كل هذا قيل، لأننا لم نعرف مجيء ربنا، البار، لذلك قال الرب بواسطة اشعياء (الاصحاح 42 :17) ” قَدِ ٱرْتَدُّوا إِلَى ٱلْوَرَاءِ. يَخْزَى خِزْيًا” بواسطته أعطي للأنبياء أن يفهموا، أن الله رفضنا، لأننا لم نعترف بمجيء البار، وجمع حوله بدلا منا، الوثنيين بالإيمان. لذلك يتساءل داود ويقول،(مزمور 76 : 7) ” أَنْتَ مَهُوبٌ أَنْتَ. فَمَنْ يَقِفُ قُدَّامَكَ حَالَ غَضَبِكَ؟” هذا هو السبي الذي نحن فيه منذ أكثر من ألف سنة، في حين أنه لم يعاني أجدادنا من شر كهذا، مع أنهم عبدوا الأوثان، قتلوا الأنبياء، وتعدوا على كل الوصايا.

الفصل الخامس عشر XV

كيف أن عمى اليهود، وشكوكهم بالمسيح، قد تنبأ به الأنبياء.

    إني أخشى يا سيدي، أنه لأننا لم نؤمن بهذا البار، لذلك حدث وتحقق فينا، ما قاله لله من خلال اشعياء (الاصحاح 29 : 11-12) ” وَصَارَتْ لَكُمْ رُؤْيَا ٱلْكُلِّ مِثْلَ كَلَامِ ٱلسِّفْرِ ٱلْمَخْتُومِ ٱلَّذِي يَدْفَعُونَهُ لِعَارِفِ ٱلْكِتَابَةِ قَائِلِينَ:  ” ٱقْرَأْ هَذَا “. فَيَقُولُ:  ” لَا أَسْتَطِيعُ لِأَنَّهُ مَخْتُومٌ ”   أَوْ يُدْفَعُ ٱلْكِتَابُ لِمَنْ لَا يَعْرِفُ ٱلْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ:  ” ٱقْرَأْ هَذَا “. فَيَقُولُ:  ” لَا أَعْرِفُ ٱلْكِتَابَةَ ” .” ختم الكتاب المقدس  المذكور هنا، هو أكثر خطورة علينا من إغلاق قلوبنا؛ حيث ان الله شدد علينا لأكثر من ألف سنة هنا، منذ أننا لم نعترف بأي نبوءة سلمت لنا بخصوص مجيء هذا البار. لذلك تكلم الله مرارا من خلال الأنبياء، أن أورشليم ستدمر، والهيكل سيسقط. هكذا نجد في اشعياء أنها مدمرة وخربة (الاصحاح 1 : 7-8) ” بِلَادُكُمْ خَرِبَةٌ. مُدُنُكُمْ مُحْرَقَةٌ بِٱلنَّارِ.” ،  “فَبَقِيَتِ ٱبْنَةُ صِهْيَوْنَ كَمِظَلَّةٍ فِي كَرْمٍ”. أيضا في اشعياء (الاصحاح 24 : 4) “نَاحَتْ ذَبُلَتِ ٱلْأَرْضُ. حَزِنَتْ ذَبُلَتِ ٱلْمَسْكُونَةُ.” أيضا دانيال (الاصحاح 9 : 26) “وَبَعْدَ ٱثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعًا يُقْطَعُ ٱلْمَسِيحُ وَلَيْسَ لَهُ، وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْرِبُ ٱلْمَدِينَةَ وَٱلْقُدْسَ.” حيث قد تحقق هذا منذ أكثر من ألف سنة. أيضا اشعياء (الاصحاح 24 : 20) ” تَرَنَّحَتِ ٱلْأَرْضُ تَرَنُّحًا كَٱلسَّكْرَانِ، وَتَدَلْدَلَتْ كَٱلْعِرْزَالِ، وَثَقُلَ عَلَيْهَا ذَنْبُهَا، فَسَقَطَتْ وَلَا تَعُودُ تَقُومُ.” أيضا أرميا (الاصحاح 6 : 30)، ” فِضَّةً مَرْفُوضَةً يُدْعَوْنَ. لِأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ رَفَضَهُمْ.” أيضا عاموس (الاصحاح 5 : 2) ” سَقَطَتْ عَذْرَاءُ إِسْرَائِيلَ. لَا تَعُودُ تَقُومُ. ٱنْطَرَحَتْ عَلَى أَرْضِهَا لَيْسَ مَنْ يُقِيمُهَا.” ويبدو أن الله جلب هذا السقوط بعد مجيء البار، حيث بعده لم يقم أي نبي بيننا، ولن يقوم، كما تم التنبؤ بذلك. وهكذا بقينا في عدم الإيمان، ولم نقبل هذه الحقيقة، بل ثابرنا على رفضه. وهكذا قال هوشع (الاصحاح 1 : 6) ” ثُمَّ حَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتْ بِنْتًا، فَقَالَ لَهُ:  ” ٱدْعُ ٱسْمَهَا لُورُحَامَةَ، ( التي معناها، التي لم تحصل على الرحمة ) لِأَنِّي لَا أَعُودُ أَرْحَمُ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا، بَلْ أَنْزِعُهُمْ نَزْعًا.” ” والآن لأن الله رفضنا، ولن يقيم رحمته علينا بعد الآن، كما قد اختبرنا هذا لأكثر من ألف سنة. ما هي الفائدة لنا أن نحافظ على شريعة الختان، والسبت ؟ اشعياء يقول، (الاصحاح 6 : 12) ” وَيُبْعِدَ ٱلرَّبُّ ٱلْإِنْسَانَ، وَيَكْثُرَ ٱلْخَرَابُ فِي وَسَطِ ٱلْأَرْضِ.” كما قادنا الله الحقيقي والمجيد بعيداً عن أرضنا، لأكثر من ألف سنة. أيضاً، يقول النبي اشعياء أن اسرائيل القديمة ستهلك : (الاصحاح 24 : 2) ” وَكَمَا يَكُونُ ٱلشَّعْبُ هَكَذَا ٱلْكَاهِنُ.” ما هو الذي يعد أقدم من شريعتنا، الذي فُقِدَ منها كالملك، القرابين، والبخور، ما الشر الأعظم الذي ممكن أن يحصل لنا ؟ أو ما الذي نتوقعه الآن ؟ هل لا نرى أننا الآن مشتتين في زوايا الأرض الأربعة، كما تنبأ بذلك الأنبياء كموسى، أرميا، اشعياء، والآخرين ؟ لكن بعد كل شيء، نحن من الله.

الفصل السادس عشر XVI

نبذ اليهود على حساب خيانتهم؛ واختيار الأمميين على حساب إيمانهم.

    إني أخشى، يا سيدي، أنه رغم أننا أبناء اسرائيل ويعقوب، مع ذلك تحقق فينا الذي قاله الله من خلال النبي اشعياء (الاصحاح 65 : 15) ” فَيُمِيتُكَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ وَيُسَمِّي عَبِيدَهُ ٱسْمًا آخَرَ.” أخشى أننا من هؤلاء العبيد، الذين أعطوا الاسم، كما قال موسى (تثنية الاصحاح 28 : 43) ” اَلْغَرِيبُ ٱلَّذِي فِي وَسَطِكَ يَسْتَعْلِي عَلَيْكَ مُتَصَاعِدًا، وَأَنْتَ تَنْحَطُّ مُتَنَازِلًا.” كما تحقق هذا الآن لأكثر من الألف سنة.

    يقول النبي حبقوق أيضاً (الاصحاح 2 : 14) ” لِأَنَّ ٱلْأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَجْدِ ٱلرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي ٱلْمِيَاهُ ٱلْبَحْرَ.” أيضا سليمان يقول (ملوك الأول، الاصحاح 8 : 41-43) ” وَكَذَلِكَ ٱلْأَجْنَبِيُّ ٱلَّذِي لَيْسَ مِنْ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ هُوَ، وَجَاءَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ، لِأَنَّهُمْ يَسْمَعُونَ بِٱسْمِكَ ٱلْعَظِيمِ وَبِيَدِكَ ٱلْقَوِيَّةِ وَذِرَاعِكَ ٱلْمَمْدُودَةِ، فَمَتَى جَاءَ وَصَلَّى فِي هَذَا ٱلْبَيْتِ، فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ، وَٱفْعَلْ حَسَبَ كُلِّ مَا يَدْعُو بِهِ إِلَيْكَ ٱلْأَجْنَبِيُّ، لِكَيْ يَعْلَمَ كُلُّ شُعُوبِ ٱلْأَرْضِ ٱسْمَكَ، فَيَخَافُوكَ كَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَلِكَيْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ دُعِيَ ٱسْمُكَ عَلَى هَذَا ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي بَنَيْتُ.” لذلك يا سيدي، لماذا نتباهى بامتيازنا الخاص، ولماذا ننظر باحتقار إلى الأمميين، الذي شاركهم النبي والملك سليمان خوف الله، في هيكله المقدس ؟ موسى أيضا يقول عنهم (العدد، الاصحاح 14 : 21) ” فَتُمْلَأُ كُلُّ ٱلْأَرْضِ مِنْ مَجْدِ ٱلرَّبِّ” أيضاً (مزمور 22 : 27) ” تَذْكُرُ وَتَرْجِعُ إِلَى ٱلرَّبِّ كُلُّ أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ. وَتَسْجُدُ قُدَّامَكَ كُلُّ قَبَائِلِ ٱلْأُمَمِ.” اشعياء أيضاً، (الاصحاح 60 : 1-3-4) ” قُومِي ٱسْتَنِيرِي لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ، وَمَجْدُ ٱلرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ. فَتَسِيرُ ٱلْأُمَمُ فِي نُورِكِ، وَٱلْمُلُوكُ فِي ضِيَاءِ إِشْرَاقِكِ. ” اِرْفَعِي عَيْنَيْكِ حَوَالَيْكِ وَٱنْظُرِي. قَدِ ٱجْتَمَعُوا كُلُّهُمْ. جَاءُوا إِلَيْكِ. يَأْتِي بَنُوكِ مِنْ بَعِيدٍ وَتُحْمَلُ بَنَاتُكِ عَلَى ٱلْأَيْدِي.” الآن سيدي العزيز، من هم هؤلاء الأولاد الذين سيأتون من بعيد إلى بيت الرب، إن لم يكن هم الأمميين الذين خدموا الأوثان ؟ هم أيضا كما ملوكهم وأمرائهم كانوا غرباء عن الله؛ ومع ذلك قال الله إنهم سيسيرون في نور البيت المقدس؛ وأننا سنكون في الظلام بعيدا عنه؛ كما نحن الآن بعيدين منذ أكثر من ألف سنة. كذلك يقول اشعياء (الاصحاح 65 : 1) ” أَصْغَيْتُ إِلَى ٱلَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا. وُجِدْتُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي. قُلْتُ: هَأَنَذَا، هَأَنَذَا. لِأُمَّةٍ لَمْ تُسَمَّ بِٱسْمِي.” إننا نرى هذه الحقيقة تحققت منذ أكثر من ألف سنة. المسيح، الذي وُعِدنا به وفقاً للشريعة، قد أتى : والأمميين الذين لم يعرفوا الشريعة، أتوا إليه، وأعطاهم شريعة جديدة، طاهرة ومقدسة.

    أيضا يقول أرميا (الاصحاح 3 : 17) ” وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهَا كُلُّ ٱلْأُمَمِ، إِلَى ٱسْمِ ٱلرَّبِّ، إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَلَا يَذْهَبُونَ بَعْدُ وَرَاءَ عِنَادِ قَلْبِهِمِ ٱلشِّرِّيرِ.” كذلك صفنيا (الاصحاح 2 : 11) ” فَسَيَسْجُدُ لَهُ ٱلنَّاسُ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ مَكَانِهِ، كُلُّ جَزَائِرِ ٱلْأُمَمِ.” وزكريا (الاصحاح 2 : 10) ” تَرَنَّمِي وَٱفْرَحِي يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ، لِأَنِّي هَأَنَذَا آتِي وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِكِ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. فَيَتَّصِلُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ بِٱلرَّبِّ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا” أيضا (الاصحاح 8 : 20-21) ” هَكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: سَيَأْتِي شُعُوبٌ بَعْدُ، وَسُكَّانُ مُدُنٍ كَثِيرَةٍ.  وَسُكَّانُ وَاحِدَةٍ يَسِيرُونَ إِلَى أُخْرَى قَائِلِينَ: لِنَذْهَبْ ذَهَابًا لِنَتَرَضَّى وَجْهَ ٱلرَّبِّ وَنَطْلُبَ رَبَّ ٱلْجُنُودِ. أَنَا أَيْضًا أَذْهَبُ.” كل هذا يا سيدي، قد تحقق الآن، وهو يتحقق يومياً أمام أعيننا، كما ترى بوضوح مختلف الأمم واللغات يقرأون كتب الشريعة، والأنبياء والمزامير، ووضعوا جانباً كل أصنامهم، ولم يكن أحد منهم قد قبل إيمان موسى أو هارون، أو الأنبياء الآخرين، من دون المسيح. ولم يبقى أيضاً أي من إيمانهم بالأصنام، منذ أن بدأوا بالإيمان بالبار، الذي تكلم عنه حبقوق، (الاصحاح 3 : 13) ” خَرَجْتَ لِخَلَاصِ شَعْبِكَ، لِخَلَاصِ مَسِيحِكَ.”

الفصل السابع عشر XVII

عن تبرير الأمميين، وقتل اليهود.

    إني أخشى يا سيدي، أن الله القاهر والمنتصر، جلب الوثنيين إلى الحياة بواسطة إيمانهم، وقتلنا في عدم إيماننا، كما يقول اشعياء (الاصحاح 65 : 12-15) ” فَإِنِّي أُعَيِّنُكُمْ لِلسَّيْفِ، وَتَجْثُونَ كُلُّكُمْ لِلذَّبْحِ، لِأَنِّي دَعَوْتُ فَلَمْ تُجِيبُوا، تَكَلَّمْتُ فَلَمْ تَسْمَعُوا، بَلْ عَمِلْتُمُ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، وَٱخْتَرْتُمْ مَا لَمْ أُسَرَّ بِهِ. لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ: هُوَذَا عَبِيدِي يَأْكُلُونَ وَأَنْتُمْ تَجُوعُونَ. هُوَذَا عَبِيدِي يَشْرَبُونَ وَأَنْتُمْ تَعْطَشُونَ. هُوَذَا عَبِيدِي يَفْرَحُونَ وَأَنْتُمْ تَخْزَوْنَ.  هُوَذَا عَبِيدِي يَتَرَنَّمُونَ مِنْ طِيبَةِ ٱلْقَلْبِ وَأَنْتُمْ تَصْرُخُونَ مِنْ كآبَةِ ٱلْقَلْبِ، وَمِنِ ٱنْكِسَارِ ٱلرُّوحِ تُوَلْوِلُونَ. وَتُخْلِفُونَ ٱسْمَكُمْ لَعْنَةً لِمُخْتَارِيَّ، فَيُمِيتُكَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ وَيُسَمِّي عَبِيدَهُ ٱسْمًا آخَرَ.”

    من يرى هؤلاء الذين باركهم الله على الأرض، الذين استلموا أسما آخر، بينما نحن تشتتنا في عبودية جديدة، إلى زوايا الأرض الأربعة، لأكثر من ألف سنة؛ وعلاماتٌ مكشوفة لغضب الله ظهرت علينا، ليس لمعاقبتنا، بل لتدميرنا. هذه هي المذبحة، التي هددنا الله بها، إنه سيذبح أورشليم، وأنه سيعطي الحياة إلى هؤلاء الأمميين، الذي سماهم عبيده، والذين سيقبلون أسماً وعدهم به الله، لكن ليس قبل أن يباد أسمنا الأول، وفقا لأمر الله، كما عبر عن ذلك بالكامل النبي عاموس (الاصحاح 8 : 11-14) ” هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ، أُرْسِلُ جُوعًا فِي ٱلْأَرْضِ، لَا جُوعًا لِلْخُبْزِ، وَلَا عَطَشًا لِلْمَاءِ، بَلْ لِٱسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ ٱلرَّبِّ. فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ، وَمِنَ ٱلشِّمَالِ إِلَى ٱلْمَشْرِقِ، يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبِّ فَلَا يَجِدُونَهَا. فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ تَذْبُلُ بِٱلْعَطَشِ ٱلْعَذَارَى ٱلْجَمِيلَاتُ وَٱلْفِتْيَانُ، ٱلَّذِينَ يَحْلِفُونَ بِذَنْبِ ٱلسَّامِرَةِ، وَيَقُولُونَ: حَيٌّ إِلَهُكَ يَا دَانُ، وَحَيَّةٌ طَرِيقَةُ بِئْرِ سَبْعٍ. فَيَسْقُطُونَ وَلَا يَقُومُونَ بَعْدُ.” مع ذلك مهما حدث لنا، نحن مازلنا لله.

الفصل الثامن عشر XVIII

كيف أن الأمميين، اسرعوا بالإيمان، وملؤا العالم بقانون الشريعة الجديدة.

    إنني أخشى يا سيدي، أنه انقضى الآن ألف سنة، منذ أن قُتل يسوع في أورشليم، والأمميين جلبوا من خلاله للحياة. حيث إنه لم يكن لديهم شيء جيد، قبل أن يؤمنوا بالمسيح الرب ورسله، وكانوا على الأغلب، هذه الأسماك الذي تكلم عنها النبي حبقوق  (الاصحاح 1 : 14) والوحوش البرية، التي ليس لديها أي مرشد، لكن الآن هؤلاء الأمميين طُهروا من خلال الإيمان، لديهم الآن أصوامهم وشعائر شريعتهم الجديدة، وكل هذا يعود لطقس التطهير، الوارد في شريعة اليهود. أنت ترى أن كل لسان، وفي كل مكان، من موضع شروق الشمس إلى مكان غروبها، ان الأمم تؤمن باسم الرب، مع ذلك إنهم لم يؤمنوا به من خلال موسى، أو أي نبي آخر، لكن الله دعاهم بواسطة تلاميذ البار، الذين خرجوا مع الله، من أجل خلاصهم _ كما نبأ بذلك الله المبارك والمجيد، ابراهيم _ وأن هؤلاء التلاميذ كانوا أبنائنا، أبناء اسرائيل، الذين سميوا باسم آخر وهو الرسل. أخشى كثيرا يا سيدي أن يكون هؤلاء هم الذين تكلم عنهم داوود ( مزمور 19 : 4) ” فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ خَرَجَ مَنْطِقُهُمْ، وَإِلَى أَقْصَى ٱلْمَسْكُونَةِ كَلِمَاتُهُمْ.” وإن كلمات النبي تظهر بوضوح أنه يتكلم عنهم وليس عنا، خصوصاً عندما يقول في نفس المزمور ( الآية 3 ) ” لَا قَوْلَ وَلَا كَلَامَ. لَا يُسْمَعُ صَوْتُهُمْ.” التي لا يمكن أن تعني لغتنا العبرية _ لأن الوثنيين لم يكونوا مذعنين  لتعاليم موسى وهارون _ نعم، بدلاً من أجدادنا الذين قتلوا الأنبياء، وقادوهم للهرب. لكن اليوم الوثنيين يعرفون شريعة الأنبياء، يمتلكون معرفة الله، ويحتفظون بالشريعة الجديدة، كما علمهم بذلك الرسل _ لكن ما زلنا لله !

الفصل التاسع عشر XIX

عن اختيار الرسل بدلاً من الأنبياء.

    أخشى يا سيدي، أن النبوءات تحققت حيث يقول زكريا (الاصحاح 10 : 3) “لِأَنَّ رَبَّ ٱلْجُنُودِ قَدْ تَعَهَّدَ قَطِيعَهُ بَيْتَ يَهُوذَا” (تَعَهَّدَ بمعنى زارَ)؛ لأنه منذ أن ضربنا الراعي، العبيد والرسل المقدسين، وجدنا أنفسنا مشتتين على كل الأرض؛ بينما هؤلاء الرسل، أطفالنا، قاموا ليعظوا بدلاً من الأنبياء. وأنه من الواضح أيضا أن الله  بعدهم لم يرسل بيننا أي نبي، ولم يظهر لنا أي شيء بواسطة الرؤى. وأخشى أنه عن هؤلاء الرسل تكلم النبي يوئيل ( الاصحاح 2 : 28) ” وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلَامًا، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى.”  سيدي العزيز، الشيوخ الذين ذكروا هنا هم الأنبياء، الذين حلموا بإيمان الوثنيين، والأولاد هم الرسل، الذين وصلوا للإيمان الحقيقي ووعظوا عنه. عنهم يتكلم النبي داوود ( مزمور 34 : 11) ” هَلُمَّ أَيُّهَا ٱلْبَنُونَ ٱسْتَمِعُوا إِلَيَّ فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ ٱلرَّبِّ.” لكن الله لا يدعونا، في أسلوب الكلام العام، ” بنون” لكن في صيغة الجمع _ يسمينا ” اسرائيل البكر ” هذا الذي يقوله النبي اشعياء، الموضع الذي دعيت فيه اسرائيل بالكرمة في الاصحاح (5 : 5) ” فَٱلْآنَ أُعَرِّفُكُمْ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَرْمِي: أَنْزِعُ سِيَاجَهُ فَيَصِيرُ لِلرَّعْيِ. أَهْدِمُ جُدْرَانَهُ فَيَصِيرُ لِلدَّوْسِ.” لكن اشعياء نفسه يقول عن أولاد الله، الذين سموا رسلاً، في الاصحاح (29 : 22-24) ” لِذَلِكَ هَكَذَا يَقُولُ لِبَيْتِ يَعْقُوبَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي فَدَى إِبْرَاهِيمَ:  ” لَيْسَ ٱلْآنَ يَخْجَلُ يَعْقُوبُ، وَلَيْسَ ٱلْآنَ يَصْفَارُّ وَجْهُهُ. بَلْ عِنْدَ رُؤْيَةِ أَوْلَادِهِ عَمَلِ يَدَيَّ فِي وَسَطِهِ يُقَدِّسُونَ ٱسْمِي، وَيُقَدِّسُونَ قُدُّوسَ يَعْقُوبَ، وَيَرْهَبُونَ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ. وَيَعْرِفُ ٱلضَّالُّو ٱلْأَرْوَاحِ فَهْمًا، وَيَتَعَلَّمُ ٱلْمُتَمَرِّدُونَ تَعْلِيمًا.”

إذا الآن، هؤلاء الأولاد كانوا معنا، قدسوا وفقا لشريعتنا، فليس هنالك أي داعي لنخجل، ولا أن يكون وجهنا مصفراً؛ لكن يجب أن يكون لدينا كل الشرف والمجد، ولا يكون هنالك أي خجل ليعقوب (المقصود بني يعقوب). لكن الذين سموا أولاداً، الذي أمرهم الله بيده، كانوا رسلاً مقدسين من دوننا، وليس وفقا لشريعتنا. لذلك أعطانا الله لنفهم، أن شريعتنا ليست شريعتهم. كذلك يقول أرميا (الاصحاح 31 : 29-30) ” فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ لَا يَقُولُونَ بَعْدُ: ٱلْآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِمًا، وَأَسْنَانُ ٱلْأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ. بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ.” هكذا خيانة اليهود لم تحدث ضرراً لإيمان الرسل، ولن تحدث، منذ أنه ولا واحد من الرسل، بعد أن شعروا بمرارة خيانة اليهود، عادوا إلى إيماننا.

    و أنه بالحقيقية أن هؤلاء هم الأولاد، الذين نقول عنهم أنهم بقوا ثابتين. ولم يتركهم الله منذ أن افتديوا من قِبل الملك البار، لكن الله بقي دائما معهم، كما يقول يشوع، ابن سيراخ “الله يكَرم الأب بأبناءه” عن نفس الإكرام يتكلم ملاخي (الاصحاح 4 : 5-6) ” هَأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا ٱلنَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ ٱلرَّبِّ، ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ وَٱلْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ ٱلْآبَاءِ عَلَى ٱلْأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ ٱلْأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلَّا آتِيَ وَأَضْرِبَ ٱلْأَرْضَ بِلَعْنٍ “.

    إذا يا سيدي، رد الله قلب هؤلاء الأبناء والرسل الى أبائنا، وهذا ما يجب أن نفهمه، من خلال الإيمان _ ثم وجب عليهم أن يذهبوا مع آبائنا، ومعنا، إلى هذا الأسر الذي لا ينتهي. لكن الله أمر أيضاً، أن “يُرَدُّ قَلْبَ ٱلْآبَاءِ عَلَى ٱلْأَبْنَاءِ” فما الذي لا نزال نتوقعه يا سيدي ؟ إن كان يجب علينا أن نقول أن الأولاد الذين تكلمنا عنهم هم غير هؤلاء الرسل الذين فهمنا أن النبوءات تنبأت عنهم، ثم انهم يجب أن يكونوا بالأسر معنا، وألا يكونوا قد تبعوا طريق البار، الذي به إيمان الرسل راسخ، والذي أعلنوا عنه، لكي يحصلوا على مجد الله، ويرد الآباء إليهم. لكن منذ أن قدم آبائنا إلى الإيمان الصحيح بالله قبلنا، إن ردت قلوبنا إليهم فإن قلوبهم سترد إلينا، وسنكون شعب واحد، ويكون لدينا فكر واحد بالله، المجيد والمنتصر، الذي هو رب الخلاص للذين يؤمنون به. لأنه هو الذي كهنوته سيدوم للأبد على رتبة ملكي صادق. هو الذي كان ملكاً وكاهناً لله العلي قبل أن يكون هارون، ونرى الاختلاف الموجود هنا بين ذبيحة هارون و ذبيحة البار _ ” قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي: ” ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي،أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ؛” ” ليس من أجل وقت محدد، كهارون، الذي مات في عمر  المائة والعشرين سنة. أيضا ذبيحة هارون كانت لحماً، وذبيحة البار كانت “خبزاً وخمراً” على رتبة ملكي صادق؛ بواسطة هذا كلام يُظهر لنا الرب بوضوح، أي من خلال الأنبياء، أن ذبيحة هارون تتوقف عندما تبدأ الذبيحة الأبدية _ الخبز والخمر _ من قبل البار.

    لا أزال، أحب أن اسهب في التفكير قليلا في ابن الله، الذي ذكرته سابقاً. الله تكلم على فم النبي هوشع، (الاصحاح 1 : 10) ” وَيَكُونُ عِوَضًا عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي، يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ ٱللهِ ٱلْحَيِّ.” أين هو هذا المكان، مما لا شك فيه أنه الكنيسة، حيث لم يقول النبي ” إنهم ” بل ” سيكونون ” (يعني بصيغة المستقبل (ملاحظة: عند الرجوع للأصل باللغة الانكليزية))، والكنيس الذي كان المكان المقدس الأول، كان سابقاً، وسمى الله الكنيس، من خلال موسى وهارون والأنبياء الآخرين، “بكره”، والابن المولود بعده سيسمى ” أَبْنَاءُ ٱللهِ ٱلْحَيِّ” عنهم يتكلم الله من خلال موسى، (تثنية الاصحاح 32 : 43) ” تَهَلَّلُوا أَيُّهَا ٱلْأُمَمُ، شَعْبُهُ، لِأَنَّهُ يَنْتَقِمُ بِدَمِ عَبِيدِهِ، وَيَرُدُّ نَقْمَةً عَلَى أَضْدَادِهِ، وَيَصْفَحُ عَنْ أَرْضِهِ عَنْ شَعْبِهِ”.

    الآن تعلم أننا قتلنا الأنبياء، والله انتقم منا لسبعين سنة فقط. لكن منذ أن قتلنا البار ورسله، انتقم الله منا لأكثر من ألف سنة. لكن داوود يقول ( مزمور 127 : 4) “كَسِهَامٍ بِيَدِ جَبَّارٍ، هَكَذَا أَبْنَاءُ ٱلشَّبِيبَةِ.” هنا النبي يقارن المؤمنون بالسهام المرسلين بيد القدير؛ لأن الله قد أرسل سهامه، الرسل الاثني عشر، إلى كل العالم، إلى زوايا الأرض الأربعة، مع تعاليم الشريعة، المزامير، والأنبياء؛ في حين أنه لم يرسل موسى وهارون خارج بيتهم المقدس ليعلموا. أيضاً ان هذا الإعتقاد الذي يؤمن به أبناء الله هؤلاء، نشأ أمام الله؛ ومن خلالهم تم تجديد الشريعة الأولى، على رتبة ملكي صادق، الذي أسس ذبيحة الخبز والخمر، لكن اسرائيل واِسمَنا قتله الله، وغيره، من خلالهم، من اسم وقانون جسدي (غير روحي) قديم، إلى قانون روحي جديد. لكن لو، قال الله، من خلال داوود، إلى المسيا أو المسيح، ” أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ شَرِيعَةْ مُوسَى وَهَارُونَ” لكانت شريعتنا فهمت تلك المسألة. لكن قال الله : ” أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ” الذي كان صديقاً لله، ودل على ذبيحة الخمر والخبز، وليس اللحم. لكن ليكن ما يكن، نحن مازلنا لله.

الفصل العشرين XX

نبذ الذبائح اليهودية، وانتخاب السر المقدس الخاص بالمسيحيين.

    إني أخشى يا سيدي، أن الرب نبذنا ورفض ذبائحنا، وقبل تلك الخاصة بالأميين كما تكلم من خلال النبي ملاخي، (الاصحاح 1 : 10-11) “لَيْسَتْ لِي مَسَّرَةٌ بِكُمْ، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ، وَلَا أَقْبَلُ تَقْدِمَةً مِنْ يَدِكُمْ. لِأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا ٱسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ يُقَرَّبُ لِٱسْمِي بَخُورٌ وَتَقْدِمَةٌ طَاهِرَةٌ” لذا هل قربان الأمميين انقى من تقدمتنا؛ وأيضاً بسبب هذا علم الله المسيحيين أنه يجب عليهم أن يتجنبوها، خشية أن يتلوثوا بنا، كما قمنا نحن بتجنب الوثنيين، كما أمرنا، عندما كانت قرابيننا طاهرة أمام الرب، ومقبولة من قبل الشريعة، ويمكنك أن تقرأ أيضاً يا سيدي، ما قاله الرب بواسطة داود، (مزمور 1 : 13) ” هَلْ آكُلُ لَحْمَ ٱلثِّيرَانِ، أَوْ أَشْرَبُ دَمَ ٱلتُّيُوسِ؟ ” كما لو أنه أدان بوضوح الذبائح الحيوانية. لماذا إذاً نبغض قربان الأمميين من الدم والخمر، الذي أسسه (وضعه) الله، ورفض تلك الحيوانية ويشهد الله من خلال النبي هوشع، (الاصحاح 9 : 4) ” لَا يَسْكُبُونَ لِلرَّبِّ خَمْرًا وَلَا تَسُرُّهُ ذَبَائِحُهُمْ. إِنَّهَا لَهُمْ كَخُبْزِ ٱلْحُزْنِ. كُلُّ مَنْ أَكَلَهُ يَتَنَجَّسُ. إِنَّ خُبْزَهُمْ لِنَفْسِهِمْ. لَا يَدْخُلُ بَيْتَ ٱلرَّبِّ.” لذلك قرابيننا من الخبز لم تكن مقبولة لله. وأيضاً في هوشع، (الاصحاح 6 : 6) ” إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لَا ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ ٱللهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ.” وإننا نعرف أيضاً أن الله أمر أن يوضع الخبز وليس اللحم أمام تابوت العهد. وفي سفر الخروج (الاصحاح 29 : 1-2) نجد، ” وَهَذَا مَا تَصْنَعُهُ لَهُمْ لِتَقْدِيسِهِمْ لِيَكْهَنُوا لِي: خُذْ ثَوْرًا وَاحِدًا ٱبْنَ بَقَرٍ، وَكَبْشَيْنِ صَحِيحَيْنِ،وَخُبْزَ فَطِيرٍ، وَأَقْرَاصَ فَطِيرٍ مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ” وهو الخبز الذي يقدمه الأمميون قرباناً الآن. في مكان آخر يتكلم الرب مع أولاد اسرائيل (لاوويين؛ الاصحاح 23 : 17) ” مِنْ مَسَاكِنِكُمْ تَأْتُونَ بِخُبْزِ تَرْدِيدٍ، رَغِيفَيْنِ عُشْرَيْنِ يَكُونَانِ مِنْ دَقِيقٍ، وَيُخْبَزَانِ خَمِيرًا بَاكُورَةً لِلرَّبِّ. ” تلك التقدمة نجدها مذكورة في صموئيل الأول، (الاصحاح 21 : 4) عندما أجاب الكاهن أبيمالك داود وقال، ” لَا يُوجَدُ خُبْزٌ مُحَلَّلٌ تَحْتَ يَدِي، وَلَكِنْ يُوجَدُ خُبْزٌ مُقَدَّسٌ” والكثير من المقاطع الأخرى التي تتكلم عن تقدمات الخبز، والتي انت ملم بها، والتي ممكن أن نضيفها هنا. وكذلك تكلم سليمان، (أمثال؛ الاصحاح 9 : 1-5) ” اَلْحِكْمَةُ بَنَتْ بَيْتَهَا. نَحَتَتْ أَعْمِدَتَهَا ٱلسَّبْعَةَ.  ذَبَحَتْ ذَبْحَهَا. مَزَجَتْ خَمْرَهَا. أَيْضًا رَتَّبَتْ مَائِدَتَهَا.  أَرْسَلَتْ جَوَارِيَهَا تُنَادِي عَلَى ظُهُورِ أَعَالِي ٱلْمَدِينَةِ: مَنْ هُوَ جَاهِلٌ فَلْيَمِلْ إِلَى هُنَا. وَٱلنَّاقِصُ ٱلْفَهْمِ قَالَتْ لَهُ: هَلُمُّوا كُلُوا مِنْ طَعَامِي، وَٱشْرَبُوا مِنَ ٱلْخَمْرِ ٱلَّتِي مَزَجْتُهَا. ومن هم البسطاء، الذين دعيوا العذارى الحكيمات، غير هؤلاء الأمم الوثنيين، الذين يجهلون الله ، وتمت دعوتهم من قبل خدام الرب، الرسل؟  أيضاً يقول الرب، ” خُبْزِي وخَمْرِي” التي من خلالها يعطينا ان نفهم ان القرابين كتلك هي المقبولة عند الرب؛ وانه لم يدعوا أبائنا إلى هذه التقدمات الرفيعة والروحية. لأنهم كانوا الحكماء في الشريعة؛ ومشغولين بقرابين الشريعة، والتي لم تبقى لنا، لكن حرمنا منها الآن لأكثر من ألف سنة؛ على حساب الخطية التي ارتكبناها ضد هذا البار!

الفصل الواحد والعشرون XXI

لماذا ألغى الله الفصح، السبت، وذبائح اليهود، واختار تلك التي للمسيحيين

    أنا خائف كثيراً يا سيدي، بسبب الكلام الذي تكلم به الله الجبار (القوي) والمجيد، عبر النبي ملاخي في الاصحاح (1 : 11) حيث أنه التمس قرابين الأمميين، ” لِأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا ٱسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ يُقَرَّبُ لِٱسْمِي بَخُورٌ وَتَقْدِمَةٌ طَاهِرَةٌ، لِأَنَّ ٱسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ.” لذلك استنتجت، أن ذبيحتنا كانت مقبولة عند الله في مكان واحد فقط، وذلك في الهيكل المقدس؛ المكان الذي، هو والذبائح، حرمنا منهما الله، وكذلك أرض الموعد، وبعثرنا حول كل العالم، لأكثر من ألف سنة حتى الآن. هنا نرى تحقق هذه النبوءة التهديدية لأشعياء (الاصحاح 32 : 10) ” لِأَنَّهُ قَدْ مَضَى ٱلْقِطَافُ. ٱلِٱجْتِنَاءُ لَا يَأْتِي.” وأتى علينا ايضاً ما قاله الله في ملاخي، (الاصحاح 1 : 10) ” لَيْسَتْ لِي مَسَّرَةٌ بِكُمْ، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ، وَلَا أَقْبَلُ تَقْدِمَةً مِنْ يَدِكُمْ.” أيضاً ما قيل في الإصحاح الأول من أشعياء، (11-13) “لِمَاذَا لِي كَثْرَةُ ذَبَائِحِكُمْ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ٱتَّخَمْتُ مِنْ مُحْرَقَاتِ كِبَاشٍ وَشَحْمِ مُسَمَّنَاتٍ، وَبِدَمِ عُجُولٍ وَخِرْفَانٍ وَتُيُوسٍ مَا أُسَرُّ.  حِينَمَا تَأْتُونَ لِتَظْهَرُوا أَمَامِي، مَنْ طَلَبَ هَذَا مِنْ أَيْدِيكُمْ أَنْ تَدُوسُوا دُورِي؟ لَا تَعُودُوا تَأْتُونَ بِتَقْدِمَةٍ بَاطِلَةٍ. ٱلْبَخُورُ هُوَ مَكْرَهَةٌ لِي. رَأْسُ ٱلشَّهْرِ وَٱلسَّبْتُ وَنِدَاءُ ٱلْمَحْفَلِ. لَسْتُ أُطِيقُ ٱلْإِثْمَ وَٱلِٱعْتِكَافَ.”

    نظرة الرب ببغض إلى ذبائحنا، لا تعني إلا وجوب تغير ذبائحنا الجسدية (الغير روحية) والجافة إلى ذبيحة البار الرقيقة والروحية،الذي وضع تقدمة الخبز بدلاً من اللحم وتقدمة الخمر الطاهر، بدلاً من الدم. إن التقدمات الروحية كتلك هي مقبولة لدى الرب، وليس الذبائح الحيوانية، التي قارنها النبي “بالجثة النتنة” ولكن ليكن كما يكن، نحن مازلنا لله؛ وسنعود إليه، بعد كل ما يمكن أن يحدث لنا. ولماذا إذاً، لا نؤمن أن الذي قاله الله بوضوح من خلال الأنبياء، وأشار إليه بخصوص ذبائحنا! وعلاوة على ذلك يقول الله على لسان النبي أرميا، (الاصحاح 7 : 21-24) “هَكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: ضُمُّوا مُحْرَقَاتِكُمْ إِلَى ذَبَائِحِكُمْ وَكُلُوا لَحْمًا. لِأَنِّي لَمْ أُكَلِّمْ آبَاءَكُمْ وَلَا أَوْصَيْتُهُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ جِهَةِ مُحْرَقَةٍ وَذَبِيحَةٍ.  بَلْ إِنَّمَا أَوْصَيْتُهُمْ بِهَذَا ٱلْأَمْرِ قَائِلًا: ٱسْمَعُوا صَوْتِي فَأَكُونَ لَكُمْ إِلَهًا، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْبًا، وَسِيرُوا فِي كُلِّ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي أُوصِيكُمْ بِهِ لِيُحْسَنَ إِلَيْكُمْ.  فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُمِيلُوا أُذْنَهُمْ، بَلْ سَارُوا فِي مَشُورَاتِ وَعِنَادِ قَلْبِهِمِ ٱلشِّرِّيرِ، وَأَعْطَوْا ٱلْقَفَا لَا ٱلْوَجْهَ.”

الفصل الثاني والعشرون XXII

البرهان على رفض الكنيس، واختيار الكنيسة، من خلال كلام الله إلى رفقة.

    أخشى يا سيدي، أن الذي نجده مكتوب في سفر التكوين يفهم أنه يتكلم عن الكنيس والكنيسة. في الأصحاح الخامس والعشرون (الآية 23) تكلم الله إلى رفقة، زوجة اسحق، ”  فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ، وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ” الآن يا سيدي، إن رفقة كانت أماً لليهود والأمميين. الأمة العظيمة والبكر، كانت الكنيس، التي أعطيت من الله مع أعظم الحكمة والشرف. والمولود الثاني الأمم الأصغر الذين كانوا وثنيين، التي ثابرت على الخيانة والجهل. لكن يا سيدي، الله قتل اسرائيل، كما شرح أشعياء؛ والكنيس الذي كان يوماً ما أمة عظيمة، أطيح به ليكون خادماً للأمميين، الذين كانوا يوماً ما الأمم الأصغر، إن الكلمة التي قالها الرب لرفقة كان يجب أن تتحقق، ” شَعْبَانِ” أيضاً تكلم داود عن الكنيسة، (مزمور 45 : 9) ” جُعِلَتِ ٱلْمَلِكَةُ عَنْ يَمِينِكَ بِذَهَبِ أُوفِيرٍ.” أيضاً (آية 31) ” في إِثْرِهَا عَذَارَى صَاحِبَاتُهَا. مُقَدَّمَاتٌ إِلَيْكَ. ” إن كنيسة الأمميين هي الملكة نفسها واللغات المختلفة والمتنوعة هم “العَذَارَى صَاحِبَاتُهَا ” الذين يخدمون فيها، لأن كل ألسنة الكنيسة وافقت على الشرح الحقيقي للشريعة، المزامير، والأنبياء، بينما الكنيس، هو بالواقع موافق عليه، لكن صاحبه، هو اللغة العبرية.

الفصل الثالث والعشرون XXIII

على أدلة النبي ملاخي

    أخشى يا سيدي، أن كلمات النبي ملاخي في الإصحاح الأول (10-11) الذي اقتبسنا منها سابقاً “لَيْسَتْ لِي مَسَّرَةٌ بِكُمْ، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ، وَلَا أَقْبَلُ تَقْدِمَةً مِنْ يَدِكُمْ. لِأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا ٱسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ يُقَرَّبُ لِٱسْمِي بَخُورٌ وَتَقْدِمَةٌ طَاهِرَةٌ”، “تَقْدِمَةٌ طَاهِرَةٌ” من الخمر، الدقيق (الطحين)، الذين هم طاهرين طبيعياً، ولا يحتاجون للتنظيف أو الغسيل. الكنيس مع ذلك، أراد أن يكون جسد ذبائحه مغسولاً، وأن تتطهر أحشاء الحيوانات المقدمة. وأن يحافظوا على المكان نقياً من الدم والدهن، وأيضاً كان الإمساك بهم اشمئزازاً. بينما القرابين من الخبز والخمر، التي تأكل كما هي لا يظهر فيها شيئاً غير طاهر. وهكذا قال سليمان في سفر الأمثال (الاصحاح 15 : 17)، ” أَكْلَةٌ مِنَ ٱلْبُقُولِ حَيْثُ تَكُونُ ٱلْمَحَبَّةُ، خَيْرٌ مِنْ ثَوْرٍ مَعْلُوفٍ وَمَعَهُ بُغْضَةٌ.”

أكلة البقول تعني لطافة نقية، وغفران صامت وصادق لكل تعدي، بينما الثور المعلوف ومعه بغضة يعني ” عين بعين ” وقتل الأعداء سراً. إن ذبيحة اليهود هي عجل مسمن من العداء، أما قربان جماعات الأمميين هي قطعة من الخبز مع الحب؛ الذي قال عنها سليمان، ” أَكْلَةٌ مِنَ ٱلْبُقُولِ حَيْثُ تَكُونُ ٱلْمَحَبَّةُ، خَيْرٌ مِنْ ثَوْرٍ مَعْلُوفٍ وَمَعَهُ بُغْضَةٌ.” وايضاً قارن الله جماعته بالظبية، بواسطة سليمان عندما قال (أمثال؛ الاصحاح 5 : 19) ” ٱلظَّبْيَةِ ٱلْمَحْبُوبَةِ وَٱلْوَعْلَةِ ٱلزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَبِمَحَبَّتِهَا ٱسْكَرْ دَائِمًا. ” لا يمكن أن نطبق هذا على الكنيس اليهودي، الذي لم يكن عنده ظبي واحد بل مجموعة ظباء : الذين كانوا موسى، هارون وكل الأنبياء الأخرين. لكن الظبي النبيل الذي بواسطته أصبحت كنيسة الأمميين مقبولة لدى الله، هو المسيح، الرب الوحيد، الذي لا شئ يقارن به في النبل والنعمة. يقول أشعياء أيضاً، (الاصحاح 43 : 20) ” لِأَنِّي جَعَلْتُ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ مَاءً، أَنْهَارًا فِي ٱلْقَفْرِ، لِأَسْقِيَ شَعْبِي مُخْتَارِي. وَأَنْتَ لَمْ تَدْعُنِي يَا يَعْقُوبُ، حَتَّى تَتْعَبَ مِنْ أَجْلِي يَا إِسْرَائِيلُ. ” وبالتالي بالحقيقة كنا عصاة، لم نسمع ولم نرى؛ لذلك هذا السبي تغلب علينا ودام لأكثر من ألف سنة حتى الان. واخشى ايضاً من شريعتنا التي تشجب الغضب وليس الرحمة، مثل قول “العين بالعين ” والتي كانت تنفذ فوراً، لكن في الشريعة الأنجيلية للظبية مكتوب، في إنجيل القديس متى (الاصحاح 5 : 39) ” بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ ٱلْأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ ٱلْآخَرَ أَيْضًا.” داود يقول، (مزمور 31 : 19)، ” مَا أَعْظَمَ جُودَكَ ٱلَّذِي ذَخَرْتَهُ* لِخَائِفِيكَ، وَفَعَلْتَهُ لِلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ تُجَاهَ بَنِي ٱلْبَشَرِ! ” إنه من الواضح أن شعب الكنيس كانوا يخافون كثيراً من العقوبة الصارمة للشريعة؛ عين بعين، بينما شعب الكنيسة، يثقون برحمة الله، وعندما يصفعون على الوجه، لا يردون الصفعة بالمقابل؛ لذلك اعد لهم الله جوده (خيره) العظيم الذي أخفاه عن اليهود. مع ذلك إننا لله.

الفصل الرابع والعشرون XXIV

ترنيم المسيحيين مقبول عند الله

    إني أخشى يا سيدي من نبوءة النبي اشعياء عندما يقول، (الاصحاح 29 : 11-12) ” وَصَارَتْ لَكُمْ رُؤْيَا ٱلْكُلِّ مِثْلَ كَلَامِ ٱلسِّفْرِ ٱلْمَخْتُومِ ٱلَّذِي يَدْفَعُونَهُ لِعَارِفِ ٱلْكِتَابَةِ قَائِلِينَ: ٱقْرَأْ هَذَا. فَيَقُولُ: لَا أَسْتَطِيعُ لِأَنَّهُ مَخْتُومٌ .  أَوْ يُدْفَعُ ٱلْكِتَابُ لِمَنْ لَا يَعْرِفُ ٱلْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: ٱقْرَأْ هَذَا . فَيَقُولُ: لَا أَعْرِفُ ٱلْكِتَابَةَ .” وعن الابناء المذكورين سابقاً يضيف الله ويقول في هذا الإصحاح، الآية الرابعة والعشرين:  ” وَيَعْرِفُ ٱلضَّالُّو ٱلْأَرْوَاحِ فَهْمًا، وَيَتَعَلَّمُ ٱلْمُتَمَرِّدُونَ تَعْلِيمًا.” الذين لم يتعلموا الشريعة هم الأمميين الذين هم مسيحيون الآن، ويرنمون المزامير ويعلمون شريعتنا والأنبياء في كنائسهم; الذين تكلم أيضاً عنهم داود (مزمور 98 : 1) ” رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، لِأَنَّهُ صَنَعَ عَجَائِبَ.” ماهي هذه الترنيمة الجديدة إن لم تكن العهد الجديد ؟ والترنيمة القديمة غير العهد القديم ؟ أيضاً يقول داود، (مزمور 96 : 1-3) ” رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. رَنِّمِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ ٱلْأَرْضِ.  رَنِّمُوا لِلرَّبِّ، بَارِكُوا ٱسْمَهُ، بَشِّرُوا مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ بِخَلَاصِهِ. حَدِّثُوا بَيْنَ ٱلْأُمَمِ بِمَجْدِهِ، بَيْنَ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ بِعَجَائِبِهِ.” أيضاً (مزمور 102 : 15) ” فَتَخْشَى ٱلْأُمَمُ ٱسْمَ ٱلرَّبِّ، وَكُلُّ مُلُوكِ ٱلْأَرْضِ مَجْدَكَ.” حيث نفهم أن ذلك يتكلم عن المسيحيين، وليس عنا; حيث لم نعد ننشد شيئاً في هيكل الرب منذ ألف سنة، ولذلك يقول داود (مزمور 137 : 4) ” كَيْفَ نُرَنِّمُ تَرْنِيمَةَ ٱلرَّبِّ فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ؟” لكن عن الأمم يقول داود، (مزمور 149 : 1) ” غَنُّوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَتَهُ فِي جَمَاعَةِ ٱلْأَتْقِيَاءِ.” ثم كيف نأمل ونتجرأ ونقول ان ارض الميعاد لنا ومازلنا نمتلكها ؟ انظر للذي قاله النبي عاموس، (الاصحاح 5 : 2) ” سَقَطَتْ عَذْرَاءُ إِسْرَائِيلَ. لَا تَعُودُ تَقُومُ. ٱنْطَرَحَتْ عَلَى أَرْضِهَا لَيْسَ مَنْ يُقِيمُهَا” لكن ليكن مهما يكن، نحن مازلنا لله.

الفصل الخامس والعشرون XXV

اليهود يلومون ترنيم المسيحيين من دون اي مبرر

يا سيدي، لقد هددنا الله أن يصرف نظره عنا في غضبه، لكنه لم يصرف فضله ; حيث نفذ هذا التهديد منذ ألف سنة. لكن يقول عن الأولاد المذكورين سابقاً الذين يرنمون ويحمدون الله، (مزمور 67 : 4) ” تَفْرَحُ وَتَبْتَهِجُ ٱلْأُمَمُ لِأَنَّكَ تَدِينُ ٱلشُّعُوبَ بِٱلِٱسْتِقَامَةِ، وَأُمَمَ ٱلْأَرْضِ تَهْدِيهِمْ. سِلَاهْ. ” أيضاً (مزمور 68 : 4) ” غَنُّوا لِلهِ. رَنِّمُوا لِٱسْمِهِ. أَعِدُّوا طَرِيقًا لِلرَّاكِبِ فِي ٱلْقِفَارِ بِٱسْمِهِ يَاهْ، وَٱهْتِفُوا أَمَامَهُ.” أيضاً (مزمور 97 : 12) ” ٱفْرَحُوا أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُونَ بِٱلرَّبِّ، وَٱحْمَدُوا ذِكْرَ قُدْسِهِ.” أيضاً (مزمور 100 : 4) ” ٱدْخُلُوا أَبْوَابَهُ بِحَمْدٍ، دِيَارَهُ بِٱلتَّسْبِيحِ. ٱحْمَدُوهُ، بَارِكُوا ٱسْمَهُ.” أيضاً (مزمور 23 : 6) ” إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ إِلَى مَدَى ٱلْأَيَّامِ.” أيضاً (مزمور 116 : 17) ” فَلَكَ أَذْبَحُ ذَبِيحَةَ حَمْدٍ، وَبِٱسْمِ ٱلرَّبِّ أَدْعُو. ” ; لكن ليست ذبيحة حيوانية كالتي نقدمها نحن اليهود. ان كنا الان سنأخذ كما ينبغي بعين الاعتبار هذا والنبوءات الأخرى الكثيرة، عندها سنكون مخطئين كثيراً، إن قمنا بإدانة الامميين في ذبيحة الحمد، التي يقدمونها في كنائسهم لله. حيث إننا نجد في الشريعة والأنبياء أمثلة على ذلك. هكذا يقول داود، (مزمور 150 : 3-4) ” سَبِّحُوهُ بِصَوْتِ ٱلصُّورِ. سَبِّحُوهُ بِرَبَابٍ وَعُودٍ. سَبِّحُوهُ بِدُفٍّ وَرَقْصٍ. سَبِّحُوهُ بِأَوْتَارٍ وَمِزْمَارٍ.” مثال آخر نجده في سفر صموئيل الثاني، في الإصحاح السادس، حيث يحمد داود الله “متكشفاً”؛ ” يَطْفُرُ وَيَرْقُصُ أَمَامَ تَابُوتُ ٱلرَّبِّ، بِٱلْهُتَافِ وَبِصَوْتِ ٱلْبُوقِ.” وكيف احتقرته زوجته ميكال، ووبخته على هذا ; ولذلك لم تنجب ميكال بنت شاول ولداً الى يوم موتها، نحن اليهود ممكن ان نقارن انفسنا بها، والأمم بداود، الذي غنى وهتف للرب بتواضع، كما يقول داود ” كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ ٱلرَّبَّ.” لكن لا يقول كل اسرائيل. وهذا ما يقوله النبي اشعياء: “الأمم في وجه الرب” وهذا يعني انه منذ الزمن الذي تحولوا فيه، واعترفوا بمجيئ البار. لأنهم قبل مجيئه كانوا وثنيين، وعبدوا الأصنام; وكل الذي ذكرناه سابقاً، كان يتكلم عنهم، حيث نفهم ان هؤلاء الأمم وجدوا الرب بالإيمان، ويقدمون له ذبيحة طاهرة كل يوم، كما تنبأ الله من خلال النبي ملاخي. لذلك يا سيدي، لقد أخطأنا في فهم سبب غضب الله علينا. لكن رغم كل الاحداث مازلنا لله.

الفصل السادس والعشرون XXVI

إرتداد (ردة) اليهود من براهين الله

إني أخشى يا سيدي، اننا ارتددنا عن الله وعن الإيمان بالمجيئ الأول للبار; عن كل الأقوال والنبوءات المختصة بالمسيا، التي نجدها في كتابنا وشريعتنا، والتي تشير إليه; ومن أجل هذه الردة مدد الله طول هذا السبي الى الابدية. إن كنا الان نأمل وننتظر مخلص آخر، فهذا من دون فائدة; والسبعين السنة من السبي في بابل، هي مع الاحترام له، دليل واضح لذلك. لكن هذا السبي كان قصيراً. والنبي دانيال كان مسبياً معنا. وكان صديق الله، ومن خلاله تصالحنا، عندما وعدنا ان يحررنا بوقت قصير. ولم تكن كل أسباط الاثني عشر في نفس السبي الواحد. لكن هذا السبي الحالي وصل الى أكثر من ألف سنة; ودانيال ليس معنا ولا احد من الانبياء الاخرين; والاسباط من دون استثناء، هم في الشتات مبعدين عن الهيكل المقدس. هذا يجب ان يكون دليل واضح على انه، إذا استمرت هذه الخطيئة العامة فينا وواظبنا عليها، كذلك سيستمر غضب الله على شعبنا من دون أمل; ورغم اننا في انتظار، فإن هذا الانتظار هو من دون جدوى. وان كان أحد من الناس يقول أن هذا السبي ليس شاملاً (عاماً)، وانه في بعض اجزاء العالم، لدينا ملك ورؤساء، سنتهمهم بالكذب، ونقنعهم بذلك. فإذا، كان لدينا نحن اليهود ملوك ورؤساء في اي جزء من العالم، فيجب ان يكون من سبط يهوذا، حيث لا يمكن ان تكون هذه هي الحالة. انظر ما قاله النبي أرميا، (الاصحاح 17 : 1) ” خَطِيَّةُ يَهُوذَا مَكْتُوبَةٌ بِقَلَمٍ مِنْ حَدِيدٍ، بِرَأْسٍ مِنَ ٱلْمَاسِ مَنْقُوشَةٌ” ونحن نأمل ان نزيل وصمة العار هذه، ولكن ذلك لن يمر ابداً ويقول النبي اشعياء بشكل خاص، ان الله سينزع من اورشليم ومن يهوذا ” ٱلسَّنَدَ وَٱلرُّكْنَ، ٱلْقَاضِيَ وَٱلنَّبِيَّ” وايضا يقول النبي هوشع، (الاصحاح 3 : 4) ”  لِأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَيَقْعُدُونَ أَيَّامًا كَثِيرَةً بِلَا رَئِيسٍ، وَبِلَا شَرِيعَةْ” نحن نعلم أيضاً يا سيدي انه منذ بدء العالم كان هنالك بعض الرجال القديسين والعظماء الذين ساروا مع الله; خصوصاً أنهم كانوا يعيشون طويلاً، مثل متوشالح، أخنوخ، وآخرين; ومع ذلك لم يمدد الله حياة اي واحد منهم لأكثر من ألف سنة. ومع ذلك نحن نخبر بعضنا البعض ان المسيح الذي وعدنا به الله قد ولد في بابل، في زمن السبي الذي دام سبعين سنة. * ألف وخمسمئة سنة مرت منذ ظهوره المزعوم، الذي ليس هو إلا خرافة. ولا يوجد لدينا اي دليل سليم يمكننا بواسطته، الدفاع عن هذا الاعتقاد، مهما علمنا في مدارسنا.

السابع والعشرون XXVII

مضيفاً، في الخاتمة بعض الاقوال، المتداولة بين السراسنة، بما يخص يسوع وامه مريم.

يا سيدي، إنه من دون أي شك، إن المسيحيين لا يلومونا مع الاقوال الخاصة بالسراسنة (المسلمين)، خصوصاً تلك التي نجدها مذكورة في القرأن، والشروحات التي لها علاقة بذلك. انهم يعلمون أن هذه الاقوال وصلتنا بنفس الطريقة التي وصلتهم بها; ايضاً من أجل إزعاجنا بشكل خاص، ومن أجل تقوية إيمان بسطاء الذهن بينهم، يستفيدون من هذه الاقوال المحمدية، ويبين ان كل السراسنة (المسلمين) يعترفون بأن يسوع هو المسيح، الذي مجيئه كان متنبأ به من قبل الانبياء اليهود; وأيضاً يؤكدون ان نسب ولادته كان أكثر نبلاً من نبيهم الخاص محمد. حيث يقولون، ان آباء محمد كانوا وثنيين، وانه هو نفسه انحدر من هاجر جارية ابراهيم. لكن المسيح الذي ذكرناه سابقاً كان ابن اسحق، وانحدر من القديسين والابرار، من الانبياء بخط مباشر الى امه، العذراء المباركة مريم. وعن مريم، أمه مكتوب بالقرأن: ” وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ”. وكل السراسنة اعترفوا ان المسيح له قوة من الله ليقوم بالعجائب; ليشفي كل سقيم، ويعيده من كل مرض; ليطرد الشياطين، ليحيي الموتى; وانه كان يعلم كل خبايا (خفايا) القلوب. وانهم يؤمنون ان المسيح قام بكل هذه العجائب المذكورة بالاناجيل. وعلاوة على ذلك يشهد القرأن في سورة” أل عمران” ان المسيح يعلم ويعرف كل شيئ، حتى اسرار القلوب. هذا الذي كتبه محمد بالعربية أنه الكلمة، ישוע، الذي هو يسوع الذي عرف كل كتاب وكل حكمة، وكل شريعة موسى، والذي كان في كل مكان. يقولون أيضاً عن المسيح، أو المسيا، أنه عندما كان يجول هذا العالم، إزدرى الثراء، وتجاهل كل الشهوات الجسدية. ويوجد أيضاً في شريعة السراسنة الكثير من المقالات الإيمانية، التي تتفق مع اناجيل المسيحيين ; لكن أقوالهم لا يمكن الموافقة عليها، لأنهم مخطئين الى حد كبير، لكن من الممكن مقارنتها هنا وهناك، مع الذي سلمنا إياه الأنبياء، بما يخص المسيا ومجيئه الأول.

يقول السراسنة ايضاً إن الكلمة الذي هو المسيح، هو اسم صحيح ينتمي فقط لله; بحيث لا يمكن لرجل اخر ان يسمى بهذا الاسم إلا المسيح. وكذلك نجد مكتوبا في القرآن:  ” إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ” لذلك تذكر يا سيدي، ان الشعب اليهودي في الواقع منذ سبيه الذي مر عليه ألف سنة، تضائلت اعداده بشكل كبير نسبياً، بينما السراسنة يتضاعفون ويزدادون كل يوم، وايمان المسيحيين قد انتشر في كل العالم; لكن نحن الابكار، تشتتنا في كل مكان، وكذلك نحن الأقل في كل موضع. ومن غير ريب انه مثل ما قيل إلى رأوبين من قبل أبيه، ” لَا تَتَفَضَّلُ” فلم يزداد (يتكاثر); كذلك نحن أيضاً لا نفوق ولا نزداد; ولكن كما نحن قليلون فإننا نعيش مع اختلافنا وسط الشعوب الأخرى، من دون أن نربح شيئاً. إن أدلة المسيحيين والقرأن، الذي هو شريعة السراسنة، تقف ضدنا; وأيضاً وفقاً لرأيي، ليس للقرأن اي قيمة ويقف بوضوح ضد كتابنا، حيث أن معلميّه ومفسريه الأوائل قد أخطئوا. لكن ما الذي سنقوله عن انجيل المسيح ؟ على افتراض ان المسيح او المسيا قد اتى بالفعل; ثم ان الإنجيل لا يحوي شيئاً ضد شريعتنا وانبيائنا. لا، بل يؤكد أنه وحيٌ وكمالٌ روحي، لكل الوعود والنبوءات.

لكن يا سيدي، ليكن ما يكن، حيث انني مع ذلك قمت باللجوء إليك، من اجل أن أتحقق من الشكوك الأولى التي ظهرت في فكري بما يخص شهادات ونبوءات انبيائنا.

انتهت الرسالة

*  إن النبي اشعياء قد قتل من قبل الملك منسى (Manasseh) حسب التقليد اليهودي القديم، والذي حافظت عليه الكنيسة.

“رؤية اشباه النقوش والصعود للنبي اشعياء،” تتعامل بالأخص مع هذه النقطة، وهو كتاب كتب بحسب الاسقف لورانس، في السنة التاسعة والستين بعد المسيح، اما بحسب النُقاد الألمان فهو يعود للقرن الثالث الميلادي. هذا التراث اليهودي نجده في الميشنا (Mishna)، بمجموعة جيباموث (Jebamoth)، الفصل الرابع (IV)، ونقل في الترجوم (Targum) القديم لأسيماني (Assemani) وفي مناطق متعددة أخرى من المدراش (Midrashim).

* إننا نجد في مدراش الرابي، التثنية 34.، أن الله رفع موسى إلى الفردوس من خلال قبلة. هذا التقليد هو معروف لدى اليهود، ويُتحدث عنه من قبل كل معلمي التلمود لتلاميذهم، بعظمة وتوقير.

* النسخة الأنكليزية للكتاب المقدس تقول ” which thou hast laid up for them” ؛ اما النسخة العبرية فتقول ” צפבת” وهي تسمح بالتأويلين؛ الترجمة السبعينية تعطي ” ης ξκρυψας τοις φοβομξυοις σξ” والنسخة اللاتينية (Vulgate) “quam abscondisti timentibus te”

* Col-bo، p. 136، &c.

رسالة الحاخام صموئيل إلى الحاخام إسحق 

Exit mobile version