تاريخ انتقال نص العهد القديم (قبل سنة 300) – اليس بروتزمان بتصرف
ان الادلة الملموسة التي تختص بالفترة الزمنية قبل مخطوطات قمران قليلة جدا بخصوص تاريخ انتقال نص العهد القديم (1) رغم ان هذه الفترة كانت تغطي احدى أكبر مراحل انتقال نص العهد القديم، كل الادلة المتوفرة لدينا تثبت بان جميع كتب العهد القديم كتبت بحروف فينيقية قبل السبي (2) واستمر البعض باستعمال هذه الحروف حتى بدايات القرن الاول وتم لاحقا تغيير الحروف الفينيقية الى الحروف الآرامية المربعة.
و من مميزات هذه الفترة ايضا هو كتابة كل كتاب على حدى دون ان يتم وضعهم جميعا في مجلد واحد (3) كانت الكتب او اللفافات تصنع من البردي او من جلد الحيوانات الطاهرة، كان ارتفاع البردية حوالي عشرة بوصات وطولها حوالي ثلاثون قدم لكي تكفي ان ينسخ عليها سفر اشعياء بأكمله.
هذه الاسباب ربما ادت الى تقسيم التوراة الى خمسة كتب متساوية او مختلفة في الحجم لام اليهود يعتبرون اسفار صموئيل واخبار الايام والملوك سفرا واحدا وكتب كل منها كاملا في كتاب واحد، عندما تم ترجمة هذه الاسفار الى السبعينية تم تقسيمهم الى جزأين نظرا لاختلاف اسلوب الكتابة في اليونانية عن العبرية.
تاريخ انتقال النص قبل سنة 300 كان قائم على سيادة تهجئة الحروف الساكنة، اغلب كتب العهد القديم المبكرة كتبت بهذا الأسلوب، في حوالي القرن التاسع ظهرت اولى استعمالات حروف العلة وبسبب هذه الحركة نشئت القراءات المختلفة للنص الواحد، استمرت هذه الحركة الى ان تطورت شيئا فشيئا الى ان أصبح لها دور مهم في تشكيل نص الما قبل الماسوري، اثرت هذه الحركة في كتابات قمران التي يعود اغلبها الى القرن الثاني قبل الميلاد (4).
تميزت هذه الفترة ايضا بالكتابة دون وضع اي مسافة بين الكلمات، ادى هذا الامر الى زيادة الاخطاء النسخية وظهور قراءات جديدة (5)، قال بعض الدارسين ان مترجمي السبعينية استعانوا بنسخ عبرية من هذا النوع، الا ان الكتابات المكتشفة في قمران سواء بالخط الفينيقي او الارامي تحتوي على فواصل بين الكلمات (6)، ان اسلوب الكتابة بدون فواصل كان متبع في الحضارات السامية القديمة مثل كتابات راس شمر (اوغاريت) حيث كانت الكلمات تفصل بخط صغير – وأحيانا كانت يتم حذف هذه الفاصلة الصغيرة في نهاية النص (7).
اخر مميزات هذه الفترة هو تطور قواعد اللغة في العبرية عن السابق حيث ان قواعد النحو والصرف اختلفت عما كانت عليه في القرن الرابع عشر قبل الميلاد حيث تم تنقيح كتب العهد القديم من حيث النحو والصرف لكي تتلاءم مع قواعد اللغوي الجديدة (8)
الخلاصة هي ان انتقال النص في هذه الفترة شهد تطورا كبيرا حيث ان الحروف الفينيقية استبدلت بالحروف الآرامية، كل كتاب كتب على حدى، كما ان حركة إضافة حروف العلة تطورت واثرت على قراءة النص، كما ان تطور النحو جعل النساخ ينقحون الكتب للتتلائم مع القواعد الجديدة دون ان يؤثر ذلك على معني النص (9)
(1)Shemaryahu Talmon, “The Old Testament Text,” in The Cambridge History of the Bible, vol. 1: From the Beginnings to Jerome, ed. Peter R. Ackroyd and Christopher F. Evans (Cambridge: Cambridge University Press, 1970), 159.
(2) Würthwein, Text of the Old Testament, 4.
(3) Ernst Sellin, Introduction to the Old Testament, rev. Georg Fohrer, trans. David E. Green (Nashville: Abingdon, 1968), 492.
(4) David N. Freedman, “The Massoretic Text and the Qumran Scrolls: A Study in Orthography,” in Qumran and the History of the Biblical Text, ed. Frank M. Cross and Shemaryahu Talmon (Cambridge: Harvard University Press, 1975), 196–211.
(5)Christian D. Ginsburg, Introduction to the Massoretico-Critical Edition of the Hebrew Bible (London: Trinitarian Bible Society, 1897; reprinted with prolegomenon by Harry M. Orlinsky: New York: Ktav, 1966), 158–59
(6)Alan R. Millard, “ ‘Scriptio Continua’ in Early Hebrew: Ancient Practice or Modern Surmise?” Journal of Semitic Studies 15 (1970): 10
(7) Cyrus H. Gordon, Ugaritic Textbook (Rome: Pontifical Biblical Institute Press, 1965), 15
(8) Bruce K. Waltke, “The Textual Criticism of the Old Testament,” in Expositor’s Bible Commentary, ed. Frank E. Gaebelein (Grand Rapids: Zondervan, 1979), 1:213
(9)Waltke, “Textual Criticism,” 212.