Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

الدليل النفسي – هل كان يسوع مجنوناً عندما إدعى بأنه إبن الله؟ – لي ستروبل

الدليل النفسي - هل كان يسوع مجنوناً عندما إدعى بأنه إبن الله؟ – لي ستروبل

الدليل النفسي - هل كان يسوع مجنوناً عندما إدعى بأنه إبن الله؟ – لي ستروبل

الدليل النفسي – هل كان يسوع مجنوناً عندما إدعى بأنه إبن الله؟ – لي ستروبل

الدليل النفسي – هل كان يسوع مجنوناً عندما إدعى بأنه إبن الله؟ – لي ستروبل (شبهة والرد عليها)

عندما يقوم العالم النفساني أو الطبيب النفساني بإجراء إختباراته، فسوف يرتدي قبعة مخروطية الشكل لا يقل طولها عن قدمين. وسطحها الخارجي مطبوع عليه نجوم و صواعق البرق. وبالإضافة إلى ذلك، فلابد أن تكون له لحية بيضاء لا يقل طولها عن 18 بوصة، وسيؤكد نقاط حاسمة من شهادته بطعن الهواء بعصا تشبه الصولجان. وكلما قام العالم النفساني أو الطبيب النفساني بإعطاء شهادة فإن حاجب المحكمة سيقوم في نفس الوقت بإطفاء أنوار قاعة المحكمة وبقرع مرتين على جرس صيني.

باقتراح هذا التعديل في قوانين الأمة في سنة 1997 كان عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيو مكسيكو دنكان سكوت لم يترك مجالاً للشك عن موقفه من الخبراء الذين يشهدوا بأن المتهمين مجانين و لذا فهم غير مسئولون قانونياً عن جرائمهم. ويبدو أن أغلبية زملاء سكوت كانوا يشاركونه سخريته – وصوتوا بالموافقة على إقتراحه الساخر! إنتشرت النكته حتى وصلت إلى مجلس النواب الذي في النهاية منعه من أن يصير قانوناً (1).

في الحقيقة، هناك شكوك خفية في قاعات المحاكم بخصوص الأطباء و العلماء النفسانيين الذين يشهدون بما يتعلق بالحالة العقلية للمتهمين، وقدرتهم في التعاون مع محاميهم في تحضير دفاعهم، وبيان إن كانوا مجانيين قانونياً وقت إرتكابهم للجريمة. ومع ذلك ، يعترف معظم المحامين بأن خبراء الصحة النفسية يقدمون مساعدات هامة في تبصير نظام القضاء الجنائي.

وإني أتذكر قضية كانت فيها ربة منزل هادئة الطباع، أصبحت موضعاً للإتهام بقتل زوجها. ومن النظرة الأولى لم يبدو أنها مختلفة عن أي شخص، فهي حسنة المظهر، أم، لطيفة، وكانت تبدو وكأنها قد إنتهت تواً من خبز كمية جديدة من الكعك بالشيكولاتة لأطفال الجيران. لقد سخرت عندما شهد عالم نفساني بأنها غير مؤهلة عقلياً لمواجهة المحاكمة.

وحينما وضعها محاميها على منصة الشهود. كانت في أول الأمر شهادتها واضحة و منطقية و صافية. ومع ذلك، فقد أصبحت ببطء أكثر فأكثر غرابة و شذوذاً حين وصفت، بهدوء و بجدية شديدة، كيف هوجمت بواسطة سلسلة متعاقبة من أشخاص مشهورين، من بينهم دويت اّيزنهاور و شبح نابليون. وعندما انتهت من شهادتها لم يعد هناك أحد في قاعة المحكمة يشك بأنها بعيدة الإتصال تماماً عن حياة الواقع. فحولها القاضي إلى مؤسسة نفسية حتى تصبح صحتها قادرة على مواجهة الإتهامات الموجهة إليها.

فالمظاهر قد تكون خادعة. ووظيفة العالم النفساني هي أن ينعم النظر فيما وراء المظهر المخادع للمتهم ويقدم إستنتاجات فيما يتعلق بحالته أو حالتها النفسية. فهو علم غير دقيق، بمعنى أن الأخطاء و حتى إساءة الإستعمال يمكن حدوثها، لكن، عموماً، فإن شهادة العالم النفساني توفر الحماية الهامة للمتهمين.

ما علاقة كل هذا بيسوع؟ في الفصل السابق قدم الدكتور بن وذرنجتون الثالث أدلة كافية بأنه حتى أقدم المعلومات عن يسوع أثبتت أنه كان يدعي أنه الله المتجسد. ومن الطبيعي أن هذا يثير مسألة هل كان يسوع مجنوناً عندما إدعى هذه الإدعاءات. وللبحث عن تقييم خبير في حالة يسوع العقلية، ذهبت بالسيارة إلى مبنى مكاتب في ضاحية مدينة شيكاغو لكي أحصل على شهادة من واحد من أعظم خبراء البلاد في القضايا النفسية.

المقابلة السابعة: جاري أر كولنز، دكتوراه في علم النفس

مع حصوله على درجة الماجستير في علم النفس من جامعة تورنتو، والدكتوراه في علم النفس السريري من جامعة بوردو، فقد كان كولنز يدرس، وتدريس، وكتابة، عن السلوك البشري لمدة خمسة و ثلاثون سنة. كان أستاذاً لعلم النفس في مدرسة الثالوث الإنجيلية اللاهوتية لمدة عشرين عاماً، ومعظم هذه المدة كان رئيساً لقسم علم النفس.

وكسلك الكهرباء الملئ بالطاقة و الحماس الغير محدود، كان كولتنز مؤلفاً غزير الإنتاج. فقد كتب حوالي 150 مقالة للمجلات والنشرات الدورية الأخرى وهو حالياً رئيس تحرير “المشورة المسيحية اليوم”، ومحرر مساهم في مجلة “علم النفس واللاهوت”.

كما ألف 45 كتاباً مدهشاً عن موضوعات مرتبطة بعلم النفس، من بينها “العقل الرائع”؛ و “الصدمة العائلية، هل بالإمكان الثقة بعلم النفس؟” والكتاب الكلاسيكي الممتاز “المشورة المسيحية: مرشد شامل” وبالظغضافة الى ذلك كان مديراً للتحرير للثلاثين مجلد “مصادر للمشورة المسيحية”، وهي سلسلة من الكتب لخبراء الصحة النفسية.

وجدت كولنز في مكتبه المشرق ذو الهواء الطلق في الرابطة الأمريكية للمستشارين المسيحيين، وهي جمعية مكونة من خمسة عشر ألف عضو يرأسها كولنز. وبشعره الذي يشبه بلونه الملح والفلفل ونظارته ذات الإطار الفضي، كان أنيقاً في سترته الكستنائية ذات الياقة المدورة، وجاكت سبور بلون الرنجة، وبنطلون رمادي (لكن للأسف، بدون قبعة أو لحية بيضاء مسترسلة).

بدأت مقابلتي بالإشارة إلى النافذة، حيث كان الجليد يتساقط بلطف على الأشجار الدائمة الخضرة. ثم قلت له: “على بعد بضعة أميال في هذا الإتجاه توجد مؤسسة عقلية حكومية، فلو ذهبنا إلى هناك، أنا متأكد أننا سنجد بعض الناس يدعون بأنهم الله. فنقول أنهم مجانين. ويسوع قال بأنه الله، فهل كان مجنوناً أيضاً؟”.

فقال كولنز بضحكة خافتة “إذا كنت تريد الإجابة القصيرة، فهي لا”.

ولكنني ألححت، هذا الموضوع منطقي يستحق مزيداً من التحليل. فالخبراء يقولون أن الأشخاص الذين يعانون من الإختلال العقلي التضليلي قد يبدون عقلاء معظم الوقت، ومع ذلك فمن الممكن أن يكون لديهم معتقدات تتسم بالمبالغة بأنهم أشخاص أفضل من كل الناس وقد يستطيع بعضهم إستقطاب أتباع يؤمنون بأنهم عباقرة. فلمحت، لربما يكون ذلك ما حصل مع يسوع.

فأجاب كولنز فيما شبك يديه وراء رأسه “حسناً، صحيح أن الأشخاص ذوي المشاكل النفسية غالباً ما يدعون بأنهم شخص ما نخالف للحقيقة. وأحياناً يزعمون بأنهم يسوع نفسه أو رئيس الولايات المتحدة أو شخصاً أخر مشهور مثل لي ستروبل (قالها مازحاً).

ثم أضاف قائلاً “على أية حال، فإن علماء النفس لا يكتفون بمجرد النظر إلى ما يقوله الشخص. فإنهم يتعموقون أكثر من ذلك بكثير. ويفحصون مشاعر الشخص، لأن الأشخاص المضطربين كثيراً ما يبدون إكتئاب غير ملائم، أو قد يكونون غاضبين بشدة، أو ربما يكونون مصابون بالقلق. لكن أنظر إلى يسوع: لم يظهر أبداً أي مشاعر غير ملائمة. فمثلاً، بكى عند موت صديقه لعازر، وذلك طبيعي بالنسبة لشخص سليم من الناحية العاطفية.

فقلت مؤكداً “بالتأكيد أنه كان يغضب، أحياناً”.

فأجاب كولنز :نعم، كان فعلاً يغضب، لكنه كان نوع من الغضب الصحي من الأشخاص الذين يستغلون المظلومين بملء جيوبهم في الهيكل. ولم يكن يوبخ بشكل لا عقلاني لأن شخصاً ما يزعجه؛ هذا كان رد فعل له ما يبرره ضد الظلم و سوء المعاملة الصارخ للناس.

ثم أضاف “وهناك أشخاص اّخرون مخدوعون يعانون من عدم القدرة على الفهم. فيظنون أن الناس يراقبونهم أو يحاولون إثارتهم و مضايقتهم، ويفقدوم الصلة بالواقع. ويسيئون فهم تصرفات الأخرين و يتهمونهم بأشياء لم يكن في نيتهم أبداً فعلها. وهنا، مرة أخرى، لا نرى هذا في تصرفات يسوع. فمن الواضح انه كان على صلة بالواقع. ولم يكن مذعوراً، مع أنه كان يفهم ويدرك بحق أن هناك بعض الأخطار الحقيقية جداً حوله.

“أو أن الناس ذوي إضطرابات نفسية قد يعانوا من إضطرابات في التفكير، فلا يستطيعون القيام بمحادثة منطقية، ويقفزون إلى نتائج خاطئة، ففهم غير عقلانيون. ونحن لا نرى هذا في يسوع. فقد تكلم بوضوح، وبقوة، وبشكل بليغ. وكان لامع الذكاء وكانت لديه بصيرة مذهلة جداً في الطبيعة البشرية.

“وهناك علامة أخرى على الإضطرابات النفسية في السلوك الغير ملائم، مثل إرتداء الملبس الشاذ، أو عدم القدرة على الإرتباط الإجتماعي بالاّخرين. أما سلوك يسوع فكان متوافقاً تماماً لما كان متوقع، وكانت لديه علاقات عميقة ومتواصلة مع فئات متنوعة جداً من الناس في مختلف مجالات الحياة”.

ثم توقف، مع إني شعرت بأنه لم ينتهي من حديثه بعد. فدفعته للإستمرار بسؤال، “هل تلاحظ أي شيئ اّخر عن يسوع؟”

حدق كولنز إلى النافذة حيث المنظر الطبيعي الجميل الهادئ للأرض المغطاة بالجليد. وعندما إستأنف حديثه، كان وكأنه كان مستغرقاً في الذكريات عن صديق قديم.

“لقد كان يسوع محباً للناس لكنه لم يسمح لهاطفته أن تشل حركته؛ ولم يكن أنانياً مغروراً، مع أنه كان غالباً محاطاً بحشود معجبة به؛ وقد كان محافظاً على توازنه رغم أسلوب الحياة الكثير المطالب؛ وكان يعرف دائماً ما كان يعمله و إلى أين ذاهب؛ وكان مهتماً بعمق بأمور الناس، بما فيهم النساء والأطفال، الذين لم يكن يعتبرهم الناس وقتئذ بذات أهمية. وكان قادراً على قبول الناس بينما لم تطرف عينه لحظة عن خطاياهم؛ وكان يستجيب للأفراد بناء على ما يرغبونه أو ما يحتاجونه بشكل فريد”.

فسألته “إذن يا دكتور، ما هو تشخيصك؟”.

فاستنتج قائلاً “كله تمام، فأنا لا أرى أي دلائل تشير إلى أن يسوع كان يعاني من أي مرض عقلي معروف. ثم أضاف مبتسماً “لقد كانت صحته أحسن من أي شخص اّخر، بمن فيهم أنا!”.

“يهتاج مجنوناً”

من المسلم به، عندما نعيد النظر عبر التاريخ، فإننا لا نرى دلائل واضحة تدل على التوهم في يسوع. ولكن ماذا عن الأشخاص الذين كانوا يتفاعلون معه مباشرة؟ ماذا رأوا من موقعهم الأقرب و الممتاز؟

فقلت لكولنز موضحاً “بعض الناس الذين كانوا موقع الأحداث في القرن الأول سيختلفون معك في الرأي بشدة، فقد إستنتجوا بأن يسوع كان مجنوناً. ويخبرنا إنجيل يوحنا 20:10 فقال كثيرون منهم (اليهود): «بِهِ شَيْطَانٌ وَهُوَ يَهْذِي. لِمَاذَا تَسْتَمِعُونَ لَهُ؟»، فتلك كلمات شديدة وعنيفة!.

فإحتج كولنز “نعم، لكن هذا لا يعدو تشخيصاً من قبل أخصائي محترف ومدرب في الصحة النفسية. أنظر إلى الدافع لتلك الكلمات، لقد كان تعليم يسوع المؤثر والعميق بكونه الراعي الصالح. فكان ردهم بأن مزاعمه حول نفسه كانت، وما زالت حتى الاّن، فوق مستوى فهمهم لهذه الحكمة المأثورة، وليس لأن يسوع كان فعلاً مضطرباً نفسياً.

“ولاحظ أن تعليقاتهم قد تحديث من قبل الاّخرين فوراً، إذ قالوا في الاّية (21) “لَيْسَ هَذَا كلاَمَ مَنْ بِهِ شَيْطَانٌ. أَلَعَلَّ شَيْطَاناً يَقْدِرُ أَنْ يَفْتَحَ أَعْيُنَ الْعُمْيَانِ؟”

فسألته “لماذا هذه النقطة مهمة؟”

فأجاب “لأن يسوع لم يكن مجرد شخص يدعي إدعاءات خيالية عن نفسه، بل كان يؤديها بمعجزات رحمة، كشفاء العميان.

“فكما ترى، إذا إدعيت بأني رئيس الولايات المتحدة، لكان هذا جنون. فإنك ستنظر إلي فلا تجد أي بهارج تدل على مكتب الرئيس. ولا أبدو مثل الرئيس. ولن يقبل الناس سلطتي كرئيس. ولا يوجد وكلاء جهاز مخابرات سري سيحرسونني. لكن لو أن الرئيس الحقيقي إدعى أنه الرئيس، فلن يعد هذا جنوناً، لأنه فعلاً الرئيس وسيكون هناك الكثير من الأدلة لتأكيد ذلك.

“على نحو مماثل، فإن يسوع لم يدعي فقط بأنه الله، بل دعم هذا الإدعاء بحقائق مذهلة وبأعمال شفاء مذهلة، وبإظهار قوة سلطة مدهشة على الطبيعة، وبتعليم فائق وغير مسبوق، وببصيرة إلهية بمعرفة قلوب الناس، وأخيراً بقيامته من الموت، التي لم يستطع أحد أن يقلدها مطلقاً. ولذلك فحين إدعى يسوع أنه الله، لم يكن مجنوناً، فتلك كانت الحقيقة”.

على أية حال، فلجوء كولنز لمعجزات يسوع فتح الباب أمام إعتراضات أخرى، “بعض الناس حاولوا أن يقللوا من أهمية هذه المعجزات التي من المفترض أنها تساعد على إثبات صحة إدعاء يسوع بأنه إبن الله. وبعد أن قلت له هذا أخرجت كتاباً من حقيبة أوراقي، ثم قرأت له كلمات المتشكك تشارلز تمبلتون.

“العديد من الأمراض، كانت في ذلك الوقت مثلما هي الاّن، تدل على النفاعل بين الظواهر الجسدية و الظواهر النفسية، ويمكن أن “تعالج” متى تغيرت قدرة المريض على الفهم. مثلما يحدث اليوم عندما يصف الطبيب دواء لمجرد إرضائه وكان المريض يؤمن بهذا الطبيب، أحدث هذا الدواء شفاءً واضحاً، وهكذا في الزمن القديم، كان الإيمان بالشخص المداوي يستطيع القضاء على الأعراض المرضية. ومع كل نجاح، كانت سمعة المعالج تنمو و تزداد، ونتيجة لذلك فإن قدرته تصبح أكثر فعالية(2).

فسألته “هل هذا يسبعد المعجزات التي مفروض أنها تدعم إدعاء يسوع بأنه ابن الله؟”.

وهنا أدهشني رد فعل كولنز حين أجاب قائلاً “لا أريد إبداء قدر كبير من عدم الموافقة على ما كتبه تمبلتون”.

فقلت له “لا تريد؟”.

فقال “فعلاً لا أريد. هل كان يسوع يمكنه أحياناً شفاء الناس بالإيحاء؟. ليس لدي مشكلة في ذلك. فأحياناً ما يكون مرض الناس أحدثته حالة نفسية، وإذا حصلوا على هدف جديد للحياة، أو إتجاه جديد، فلن يحتاجوا للمرض بعد ذلك”.

فقلت له “تأثير الدواء الذي يرضي المريض؟ فإنك إذا اعتقدت أنك ستتحسن، فأنت في أغلب الأحيان ستتحسن، فأنت في أغلب الأحيان ستتحسن. وهذه حقيقة طبية راسخة. وعندما أتى الناس إلى يسوع، كانوا يؤمنون أنه يستطيع أن يشفيهم، وفعلاً شفاهم. ولكن تبقى الحقيقة: بغض النظر عن كيف قام بذلك، فقد شفاهم يسوع.

ثم أضاف بسرعة “لكن طبعاً هذا لا يفسر كل شيئ عن شفاءات يسوع. لأن شفاء الأمراض النفس/جسيمة في أغلب الأحيان ما يستغرق بعض الوقت؛ أما شفاء يسوع للأمراض فكان بطريثة تلقائياً. ففي مرات كثيرة كان الناس الذين يتم شفاؤهم نفسياً ترجع نفس الأعراض إليهم بعد أيام قليلة، ولكننا لا نرى أي دليل على هذا في معجزات يسوع المتعلقة بالشفاء. كما أن يسوع قام بشفاء حالات مزمنة كالعمى والبرص، التي كانت تلازم المرضى المصابين بهم طول حياتهم، وهذه الحالات لا تقبل تفسير نفسي/جسماني بأي شكل من الأشكال.

“وفوق كل هذا، أقام أشخاص من الموت، والموت ليس حالة مستحثة نفسياً! هذا بالإضافة إلى كل معجزاته المرتبطة بالطبيعة، تهدئة البحر، وتحويل الماء إلى خمر. وهي تتحدى تفسيرات الطبيعتين”.

حسناً … لربما. على أية حال، فإن ذكر كولنز لمعجزة تحويل الماء إلى خمر قدمت تفسيراً ممكناً اّخر لأعمال يسوع المذهلة.

يسوع، المنوم المغناطيسي

هل سبق أن رأيت منوم مغناطيسي على المسرح يعطي ماء لشخص في حالة غيبوبة ثم يوحي إليه بأنه كان يشرب خمر؟ إنه يمص شفاهه، ويشعر بالدوار، وتبدأ بالظهور عليه علامات السكر، تماماً وكأنه قد شرب جرعة كبيرة من خمرة البوردو الرخيصة.

المؤلف البريطاني أيان ويلسون أثار سؤال عما إذا كان يسوع قد أقنع الناس في عرس قانا، بنفس هذه الطريقة، بأنه حول أباريق الماء إلى أجود مشروب متخمر.

في الحقيقة، أن ويلسون يناقش الإحتمال بأن يسوع لربما كان منوم مغناطيسي بارع، الذي يمكن أن يفسر السمات المفروض أنها خارقة للطبيعة في حياته. على سبيل المثال، التنويم المغناطيسي يمكن أن يعلل قدرته على طرد الأرواح الشريرة؛ واهرة تبدل هيئته، الذي أثناء حدوثه، رأى ثلاثة من أتباعه رأوا وجهاً متوهجاً وملابسه تشرق بياضاً كالنور؛ وحتى عمليات شفائه للمرضى.

وكدليل يستشهد ويلسون بالمثال الحديث لولد عمره 16 سنة كان مصاباً بمرض جلدي خطير ثم شفي بطريقة يتعذر تفسيرها عن طريق إيحاء التنويم المغناطيسي.

ربما لعازر لم يقم فعلاً من الموت. ألم يكن من الممكن أنه كان في حالة غيبوبة كالموت، تم إحداثها بالتنويم المغناطيسي؟ أما مسألة القيامة من الموت، “هل استطاع يسوع أن يشترطع على (تلاميذه) أن يهذوا بحالات أو مرات ظهوره إستجابة لتلميحات معينة سبق إعدادها (كسر الخبز؟) لمدة سبق تحديدها قبل موته”، كان هذا من تخمين ويلسون(3).

ثم قال ويلسون: وهذا سيفسر حتى الإشارة المبهمة التي وردت في الأناجيل إلى عدم استطاعة يسوع أن يصنع معجزات كثيرة في بلدته الأصلية الناصرة.

لقد فشل يسوع، كمنوم مغناطيسي، حيث كنا نتوقع أنه سيفشل، بين أولئك الذين عرفوه بشكل أفضل، أولئك الذين رأوه ينمو ويكبر كطفل عادي. والمسئول بشكل كبير عن أي نسبة نجاح المنوم المغناطيسي هو الرهبة والغموض الذي كان يحيطبهما نفسه، وهذه العوامل الضرورية كان يمكن أن تغيب كلياَ في بلدة يسوع الأصلية(4).

فقلت لكولنز “يجب أن تعترف بأن هذه طريقة مثيرة جداً لمحاولة إستبعاد معجزات يسوع”.

فظهرت نظرة شكوكية على وجهه، وقال “لدي هذا الرجل إيمان بالتنويم المغناطيسي أكثر مما أفعل! لكن بينما تعتبر هذه مجادلة ذكية، إلا أنها لا تحتمل التحليل. فهي مليئة بالثغرات”.

وبدأ كولنز بتعديدهم، الواحد تلو الأخر “أولاً، هناك مشكلة تنويم مجموعة كاملة من الناس تنويم مغناطيسياً، فليس كل الناس سريعي التأثر بالتنويم المغناطيسي بنفس الدرجة.

“وإن خبراء التنويم المغناطيسي على المسرح سيتحدثون إلى الجمهور في نغمة مهدئة ناعمة ويترقبون الأشخاص الذين يبدو عليهم أنهم يستجيبون، ثم سيختارون هؤلاء الناس كمتطوعين، لأنهم سريعي التأثر بالتنويم المغناطيسي. ففي حالة وجود مجموعة كبيرة سيكون هناك كثير من الناس لديهم القدرة على المقاومة. وعندما ضاعف يسوع كمية الخبز والسمك، كان هناك خمسة اّلاف شاهد. فكيف ينيمهم جميعاً؟

“ثانياً، لا يفلح التنويم المغناطيسي، عموماً، على الناس المتشككين والمرتابين. إذن فكيف إستطاع يسوع أن ينوم أخاه يعقوب، من شك فيه لكنه بعد ذلك رأى  يسوع الذي قام من الموت؟ وكيف نوم شاول الطرسوسي، الذي كان معادياً للمسيحية والذي لم يقابل يسوع أبداَ حتى رأه بعد القيامة؟ وكيف نوم توما، الذي كان متشككاً حتى وضع أصابعة في الثقوب التي أحدثتها المسامير في يدي يسوع؟

“ثالثاً، بخصوص القيامة، فإن التنويم المغناطيسي لا يفسر القبر الفارغ”.

وهنا قفزت قائلاَ”أفترض أن شخص ما يمكن أن يدعي أن التلاميذ قد نوموا مغناطيسياً لتخيل أن القبر كان فارغاً”.

فأجاب كولنز “حتى لو كان هذا ممكناً، فإن يسوع بالتأكيد لم يكن بإمكانه أن ينوم الفريسيين والسلطات الرومانية مغناطيسياً، وكانوا سيخرجون جثته بسرور لو كانت مازالت باقية في القبر. والحقيقة التي لم يخبر بها هي أن القبر كان فارغاً فعلاً.

“رابعاً، أنظر إلى معجزة تحويل الماء إلى خمر. لم يخاطب يسوع ضيوف العرس أبداً. ولم يوحي حتى للخدم أن الماء قد تحول إلى خمر، إنه فقط أخبرهم أن يأخذوا بعض الماء إلى سيد الوليمة. وهو الذي ذاقه وقال بإنه خمر، دون أن يستحثه أحد على قول ذلك.

“خامساً، إن شفاء المرض الجلدي الذي ذكره ويلسون لم يكن عفوياً أو فورياً. أليس كذلك؟

فقلت “في الواقع، تقول المجلة الطبية البريطانية أنها إستغرقت خمسة أيام بعد التنويم المغناطيسي لمرض السماك الجلدي، الذي يسبب تقشر الجلد حتى زال عن ذراع المراهق الأيسر، ثم استغرق عدة أيام أخرى حتى أصبح الجلد سليماً طبيعياً. ونسبة نجاح التنويم المغناطيسي في علاج أجزاء أخرى من جسمه على فترات في عدة أسابيع كان من 50 إلى 95% (5).

فقال كولنز” قارن هذه الحالة بشفاء يسوع لعشر رجال مصابون بداء الجذام في إنجيل لوقا 17. فقد تم شفاؤهم في الحال، وبنسبة 100%. وهو ما لا يقبل التفسير على أنه تنويم مغناطيسي. ولا في حالة شفاء الرجل ذو اليد اليابسة في إنجيل مرقس 3. وحتى لو كان الناس في حالة غيبوية و إعتقدوا أن يده المتيبسة قد شفيت، ففي النهاية كانوا سيكتشفون الحقيقة. فالتنويم المغناطيسي لا يدوم فعلاً مدة طويلة.

“وأخيراً، لقد سجلت الأناجيل كل أنواع التفاصيل عما قاله وما فعله يسوع، ولكنها لم تصوره أبداً قائلاً أو فاعلاً أي شيئ قد يوحى بأنه كان ينوم الناس تنويماً مغناطيسياً. ويمكنني الإستمرار في هذه الأمثلة”.

ضحكت قائلاً “لقد أخبرتك بأنه تفسير مثير؛ ولم اقل بأنه كان مقنعاً! ومع ذلك يجري تأليف الكتب لتقديم المزيد من الأفكار”.

فأجاب كولنز قائلاً “إنه أمر يذهلني، كيف يتمسك الناس بأي شيئ لكي يحاولوا أن يثبتوا عدم صحة معجزات يسوع”.

يسوع، المشعوذ

قبل أن ننهي مقابلتنا، أردت الإستزادة من خبرة كولنز وسعة إطلاعه في علم النفس في مجال اّخر يسبب القلق للمتشككين.

فقلت له ملاحظاً ومعلقاً “كان يسوع مشعوذ، يكلم الشياطين ويطردهم من الناس الذين يتلبسونهم ويسيطرون عليهم. لكن هل من المعقول فعلاً أن نعتقد أن تلك الأرواح الشريرة مسئولة عن بعض الأمراض و التصرفات الغريبة الشاذة؟”

لم ينزعج كولنز من هذا السؤال، فأجاب قائلاً: “بحسب معتقداتي اللاهوتية، أسلم بوجود الشياطين، فنحن نعيش في مجتمع يؤمن فيه الكثير من الناس بالملائكة. فهم يعرفون أن هناك قوى روحية خارج مجتمعنا، وليس من الصعب أن نستنتج أن بعضها قد تكون حقودة وشريرة. وحيثما تجد الله يعمل، غالباً ما تكون هذه الأرواح أكثر نشاطاً. وهذا هو ما كان من المحتمل حدوثه أيام يسوع.

وهنا لاحظت أن كولنز أشار إلى معتقداته اللاهوتية وليس خبرته العلاجية فسألته “هل سبق لك، كعالم نفساني، أن شاهدت أي دليل على وجود شخص به شيطان؟”.

فقال “لم أشاهد بنفسي، فأنا لم أقضي كل حياتي المهنية في الأماكن العلاجية. لكن أصدقائي في العمل العلاجي أخبروني بأنهم قد رأوا ذلك أحياناً، وهم ليسوا من الناس الميالين لرؤية شيطان وراء كل مشكلة. فهم ميالون ليكونوا متشككين. والطبيب النفساني إم سكوته بك كتب كثيراً عن هذا الموضوع في كتابه “الناس الذين يحبون الكذب”(6).

ثم لفت نظره إلى أن أيان ويلسون، في إيمانه أن يسوع ربما يكون قد إستخدم التنويم المغناطيسي لشفاء الناس الذين يعتقدوا فقط أن بهم أرواح شريرة، قال حاسمة أنه “لا يوجد” شخص في حياة الواقع “يفسر حالة الخضوع للأرواح الشريرة” بأنه من “عمل شياطين حقيقية”(7).

فقال كولنز رداً على ذلك “إلى حد ما، ستجد ما قد أتيت للبحث عنه، فالناس الذين ينكرون وجود القوى الخارقة للطبيعة، سيجدون طريقة، مهما كانت مكلفة، لشرح موقف بعيداً عن مس الشيطان. وسيستمروا في إعطاء الأدوية، وتخدير الشخص لكنه أو لكنها لن يتحسن حالتها. فهناك حالات لا تستجيب للعلاج العادي سواء العلاج الطبي أو العلاج النفسي”.

فسألته “هل عملية طرد يسوع للأرواح الشريرة قد كانت شفاء نفس/جسمي؟”.

فأجابني قائلاً “نعم، في بعض الحالات، ولكن مرة أخرى لابد أن تنظر للموضوع في سياقه الكامل. ففيما يتعلق بالرجل الذي كان به أرواح شريرة ثم أرسل يسوع الشياطين إلى الخنازير، والخنازير ذهبت تجري نحو الجرف؟ ما الذي يحدث لو كان هذا الموقف إن كان حالة نفس/جسمية؟ أعتقد أن يسوع فعلاً طرد الشياطين، وأعتقد أن بعض الناس يفعلون ذلك اليوم.

“وفي نفس الوقت، يجب ألا نتسرع بالإستباق إلى نتائج شيطانية عندما نواجه بمشكلة عنيدة. وكما قال سي. إس. لويس، يوجد نوعان من الخطأ متساويان ومضادان في الإتجاه، يمكن أن نقع فيهما بخصوص الشياطين: “الخطأ الأول هو ألا نؤمن بوجودها، والثاني أن نؤمن بها ونشعر باهتمام مفرط وغير صحي بها. فالأرواح أو الشياطين هم أنفسهم مسرورون بكلا الخطأين”(8).

سألت “أنت تعرف، جاري، أن هذه الفكرة قد تعجب الجمعية الأمريكية للإستشاريين المسيحيين، ولكن هل علماء النفس العلمانيين سيعتبروا الإيمان بالشياطين فكرة معقولة ومقبولة ومنطقية؟”.

وهنا شعرت أن كولنز قد يعتبر هذا السؤال إهانة، لأن هذا السؤال كان يبدو أنني قلته بطريقة تظهر شعوري بالتفوق أكثر مما كنت أقصد، إلا أنه لم يشعر بالإهانة أو الإستياء.

فقال متأملاً “من المشوق أن نرى كيف تتغير الأمور. لإإن مجتمعنا اليوم منغمس في “الروحانية” ذلك المصطلح الذي يمكنه أن يعني أي شيئ تقريباً، ولكنه يعترف بعالم ما وراء الطبيعة. وهو يثير جداً إهتمام علماء النفس الذين يؤمنون به في هذه الأيام. فبعضهم يؤمنون بالأفكار الصوفية الشرقية الغامضة، والبعض الأخر يتحدثون عن قوة “الشامان”* للتأثير على حياة الناس.

“وبينما كانت فكرة النشاط الشيطاني، قبل خمسة وعشرون سنة، ترفض فوراً، إلا أن العديد من علماء النفس بدأوا يعترفون بأنه لربما كان هناك في السماء والأرض أشياء أكثر من التي تستطيع فلسفتنا أو نظرياتنا الفلسفية أن تفسرها أو تعللها.

* الشامان إسم أطلق على العديد من أصناف الكهنة و العرافين و السحرة و المنجمين، لكنه فضل حصره في السيطرة على حالات الإنتشاء الديني. والشامان في معظم الثقافات شخص يجتاز خبرة روحية ونفسية معينة تؤهله من الإتصال بعالم الأسلاف، وكذا شفاء المرضى..(قاموس أديان ومعتقدات شعوب العالم، مكتبة دار الكلمة، القاهرة، مصر، 2004).

“خيال غير معقول!”

إنجرفت أنا وكولنز قليلاً عن النقطة الأصلية لمقابلتنا. فبينما كنت أفكر في حديثنا فيما كنت عائداً بالسيارة إلى البيت، عدت بأفكاري إلى المسألة الأساسية التي جعلتني اّتي إليه: “زعم يسوع بأنه الله. لم يقترح احد بأنه كان مخادع عن قصد. والاّن نجد ان كولنز قد استنتج، إستناداً إلى خمس وثلاثون عاماً من الخبرة في المسائل النفسية، بأنه لم يكن مريضاً نفسياً.

على أية حال،، فإن هذا أثار عندي سؤال جديد “هل حقق يسوع الخصائص المميزة لله؟ فبالرغم من كل شيئ إن إدعاء الألوهية شيئ وتجسيد الخصائص التي تجعل الله إلهاً، فهذا شيئ اّخر.

فيما أضاءت إشارة التوقف الضوئية، أخرجت دفتر ملاحظاتي من حقيبتي وكتبت ملاحظة لنفسي: “تتبع دي. أي. كارسون” فقد عرفت بأنني أريد الحديث مع أحد علماء اللاهوت البارزين في البلاد حول هذه المألة التالية.

في هذه الأثناء دفعني حديثي مع جاري كزلنز لقضاء بعض الوقت في تلك الليلة لأعيد قراءة أحاديث يسوع بعناية. ولم أكتشف أي علامة على الخرف، أو الأوهام، أو الذعر. بل على العكس فقد تأثرت مرة أخرى بحكمته العميقة، وبصيرته الممتازة، وفصاحته الشاعرية، وحنانه العميق. وقد عبر المؤرخ فيليب شاف عن هذه النقطة بطريقة أفضل من مما أستطيعه أنا.

أمثل هذا الفكر الصافي كالسماء، المنعش كهواء الجبل، والحاد و الثاقب كالسيف، صحي و نشط بشكل كامل، واثق بنفسه مستعد دائماً لأخطر خداع متطرف فيما يتعلق بشخصيته و مهمته؟ خيال غير معقول!(11).

مشاورات

أسئلة للتأمل ومجموعات الدراسة

 

1) ما هي بعض الفروق بين مريض في مستشفى الأمراض العقلية يدعي أنه الله وبين يسوع الذي يدعي نفس الإدعاء عن نفسه؟

2) إقرأ تعاليم يسوع التي تسمى التطويبات في إنجيل متى1:5-12. ما هي ملاحظاتك عن عقليته، وفصاحته، وحنانه، ونفاذ بصيرته لأعماق الطبيعة الإنسانية، وقدرته على تعليم الحقائق العميقة، وصحته النفسية بشكل عام؟

3) بعد قرائتك رد كولنز على نظرية على أن التنويم المغناطيسي قد يفسر معجزات يسوع، هل تعتقد أن هذا الإفتراض فرضية ناجحة؟ لماذا نعم ولماذا لا؟

المزيد من الأدلة

مصادر أخرى حول هذا الموضوع

Collins, Garry R. Can You Trust Psychology? Downers Grove, 111. Inter-Varsity press, 1988.

_____. Christian Counseling: A Comprehensive Guide. Waco, Tex.: Word, 1988.

_____. The Soul Search. Nashville: Nelson, 1988.

Lewis, C. S. The Screwtape Letters. London: Collins-Fontana, 1942.

 

  1. Leland H. Gregory III, “Top Ten Government Bloop-ers,” George (Novem-ber 1997), 78.
  2. Charles Templeton, Farewell to God (Toronto: McCLeL-land & Stewart, 1996), 112.
  3. Wilson, Jesus: The Evidence, 141.
  4. 109, emphasis in original.
  5. “A Case of Congenital Ichthyosiform Erythordetmia of Brocq Treated by Hypnosis,” British Medical Journal 2 (1952), 996, cited in Wilson, Jesus: The Evidence, 103.
  6. Scott Peck, People of the Lie (New York: Touch-stone, 1997).
  7. Wilson, Jesus: The Evidence, 107.
  8. S. Lewis, The Screw tape Letters (London: Collins-Fontana, 1942), 9.
  9. Philip Schaff , The Person of Christ ( New York : Ameri-can Tract Society , 1918 ), cited in McDowell, Evidence That Demands a Verdict, 107 , empha-sis added .

الدليل النفسي – هل كان يسوع مجنوناً عندما إدعى بأنه إبن الله؟ – لي ستروبل

Exit mobile version