أكاذيب_ديدات (3): هل أنكر المسيح أنه (الرب)؟
أكاذيب_ديدات (3): هل أنكر المسيح أنه (الرب)؟
أكاذيب_ديدات (3): هل أنكر المسيح أنه (الرب)؟
[gview file=”http://www.difa3iat.com/wp-content/uploads/2016/01/003.pdf” save=”0″]
للأستاذ: جون يونان
من كتاب: هل أنكر المسيح أنه (الرب)؟
من طبائع الباحثين والنقاد الذين لا يتناولون أمراً بالنقد، إلا اذا قلبوه بين أيديهم، ونثروه بين ثنايا أفكارهم بكل دقة.. وإلا لشابهوا العجائز القابعين على قهاوي الحارة يتندرون بالحكايات ويذيعونها زائدين عليها تسعة أعشار من الأكاذيب!
لكن (علامة!) عصره الشيخ ديدات، كل طامته انه “متعالم!”، فلا هو من الباحثين ناهيك عن الناقدين.. فهو يلقي الكلام على عواهنه، ويسلط لسانه في كل ميدان، منتهجاً “الأدلجة” و الاقتطاع، والتدليس في استخدامه لنصوص الكتاب المقدس، موهماً المسلمين بعبقريته وألمعيته الفذة.. بينما هو مجرد “شيخ شعبي”! من الذين يسمعون الحكايا ويوصلونها مثقلة بالفبركات!!
فها هو أحد (الفيديوهات) التي ينشرها أتباعه علناً.. معتقدين ان المسيحيين نائمون ومتغافلون عن صدها وتهشيمها.. وهو عبارة عن سؤال وجواب، من سائلة استرالية الى الشيخ ديدات في احدى محاضراته التي أقامها في رحلته الأخيرة الى استراليا[1].
تسأله سائلة عن المسيح في الاسلام كيف عاش ومات؟
فكيف أجابها ديدات؟
أجاب ديدات:
” قرأت عليك الآية “بل رفعه الله اليه”.. وانا اقول انه سيعود ثانية ليدينكم! نحن المسلمون نؤمن ان الاسلام هو خاتم الرسالات، فلسنا بحاجة لنتعلم شيئاً جديداً من يسوع او موسى او محمد، فكل ما ارد الله ان يخبرنا به فقد اعطاه لنا واخبرنا به. اذن لماذا سيعود المسيح ثانية؟ اقول كلا! انه سيعود ليصحح مساركم ويقومكم، وها هو يقول لكم في انجيل القديس متى: كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أي يوم عودته يوم قدومه الثاني، “كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ “( متى 22:7). ستسألون يسوع لقد بنينا مسشفيات ومراكز العناية بالزنوج واعتنينا بالبرابرة والافارقة والهنود، نعم كل تلك الاشياء الحسنة صنعتموها، لقد علمتم اولئك الحمقى وجعلتموهم متحضرين، فبماذا سيرد يسوع على كل ذلك؟ سيقول: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ.. انه أمر مذهل، انتم تعملون باسم المسيح وتعتنون بمرضى الجذام والبرص، كما تفعل الام تيريزا وحقا اعمالها عظيمة، اني احني رأسي احتراماً لها، ما تفعلونه رائع، اعتناءكم بالحيوانات، فما سيقول لكم المسيح وانا اسأل المسيحيين اجيبوني؟ اتعلمون السبب (لرفضه لكم)؟ اتعلمون؟ لأنكم ناديتموه: “رب”! انه ليس ربكم ولا الهكم (تصفيق). هذا هو السبب.، المسيح علمكم الصلاة الربانية كما يعلم الاطفال الصغار. ابانا الذي في السموات.. اين قال ابانا ويسوع الذي في السموات؟ لكنكم نسيتم هذا، فبدلاً من ان تعبدوا الآب عبدتموه هو “.
“علاّمة العصر!” دأب على إيهام جمهوره بشتى المحاولات بأنه واسع المعرفة، المتبحر في صنوف العلوم.. إنما بقراءة متأنية لما يكتب، وبتفحص قليل لما يقوله خلف المايكرفونات ستكتشفون بأنه شيخ “شعبي”! أي مجرد متلقف من هنا وهناك، وان ثقافته لا تعدو مقصوصات الجرائد القديمة، مكرراً ما يسمع دون دراسات ومراجع.. علاوة على براعته في اضافة “نكهات” مختلفة من التدليس والفبركة على النصوص ليقدم “طبخة” مؤذية للصحة الفكرية لدى مستمعيه! وعلى عاتقنا تنقية الأذهان مما علق بها من سمومه..
وسينقسم تفنيدنا لشبهاته على عدة محاور:
المحور الأول: هل أنكر المسيح ربوبيته؟ (المعنى الصحيح لكلام المسيح)
المحور الثاني: شهادة الإنجيل: المسيح هو (الرب)!
المحور الثالث: هل يستحق المسيح العبادة والصلاة؟
المحور الأول: هل أنكر المسيح ربوبيته؟ (المعنى الصحيح لكلام المسيح)
أولاً: ديدات يتشقلب مدلساً على كلام المسيح!
مارس ديدات اسلوب (التدليس) الذي ينبغ فيه ببراعة، مخفياً باقي كلام المسيح!!
فلنقرأه النص الانجيلي كاملاً:
21 «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟
23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!
24 «فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ.
25 فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ.
26 وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُل جَاهِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ.
27 فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا!».
28 فَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هذِهِ الأَقْوَالَ بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ،
29 لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ.
(متى 7: 21-23).
وسنبدأ بتحليل هذا النص المقدس جيداً وكيف تعامل معه ديدات باعوجاج شديد.. مع ثانياً..
ثانياً: بقية كلام المسيح ينسف رد ديدات!
في اجابة ديدات على السائلة، قام كالحاوي باقتطاع الآية (22) من سياقها وقراءتها.. مخفياً بداية الكلام من الآية (21)! فلماذا أزعجته الآية (21) فتعامى عنها؟!
الجواب لا يخفى على اللبيب، إذ أنها ببساطة ستدك وتنقض كل بناءه الطيني!
اذ بقراءة متأنية لها سنجد الرب يسوع يقول:
” لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” ( متى 21:7).
المسيح قال حرفياً: “ليس كل”! وبما انه “ليس كل” من القائلين (يا رب) سيدخلون الملكوت، اذن هناك “منهم” من القائلين (يا رب) سيدخلون الملكوت. مع انهم يعترفون به كرب ويقولون (يا رب يا رب)!
فمفتاح الآية الذي يوضح الأمر هو عبارة “ليس كل” وهي “تبعيضية” من البعض وليست شاملة.
فالمسيح لا ينفي دخول كل القائلين (يا رب يا رب) للملكوت السماوي، كما يحاول ديدات ان يدلس على الجمهور!
اذ لو كان قصد المسيح هو (النفي!) المطلق لكل من دعاه رباً، لكنا سمعناه يقول:
” كل من يقول لي يا رب يا رب لن يدخل الملكوت “!
وهذا لم يتفوه به المسيح ولو كره ديدات!
ثالثاً: ما سبب رفض المسيح لبعض من سيقولون له: يا رب يا رب؟
هل سيرفضهم لأنهم اعترفوا بلاهوته كما أوهم ديدات سامعيه؟
كلا مطلقاً! لأننا لو تابعنا قراءة كلام المسيح سنجد الجواب وهو: انه سيرفضهم لأنهم كانوا “فاعلي إثم”!
أساس رفض المسيح لهم ليس (عقيدي) قائم على معتقدهم فيه واعترافهم بلاهوته، انما (سلوكي) لكونهم اشرار خطاة. وايمانهم لا يعدو سوى اعتراف سطحي عقلي دون ثمر.
فالإيمان الحقيقي هو الذي يثمر أعمالاً صالحة تتوافق مع الطبيعة الجديدة التي يحصل عليها المؤمن. اذ قال الوحي: “أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي” (يعقوب 2: 18).
ويجلي هذا التفسير قول الرب يسوع:
“لماذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ ” (لوقا 46:6).
انه يريد الايمان بأنه رب مع العمل بوصاياه كرب مطاع!
فكلام المسيح عن (بعض) الذين يعترفون بلسانهم بربوبيته ولا يعملون بوصاياه، يكمن ضد عدم سلوكهم الصالح، وليس ضد كلامهم. (هذا جوهر الكلام).
وما يؤكد هذا المعنى -انه يتحدث عن الأعمال والسلوك- هو بقراءة بداية الفقرة كاملة من كلام المسيح، اذ قال:
“16 مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟
17 هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً،
18 لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً.
19 كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.
20 فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.
21 «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ ” (متى 7: 16-22).
فالفقرة كاملة تفهم بمفتاح النص وهو كلام الرب: ” كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. “!
انه يشدد على ضرورة الاتيان بالثمر الصالح. وبعدها مباشرة قال عبارته: “«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ”!
يتضح ان كلام المسيح يُفهم من خلال قراءة السياق والقرينة، وليس بمنهج الاقتطاع الديداتي لتسويق بضاعته الكاسدة!
المحور الثاني: شهادة الإنجيل: المسيح هو (الرب)!
المسألة الأولى: هل رضي المسيح ان يدعوه الآخرين بالرب؟
(1) قالوا “يا رب” فأدخلهم الملكوت!
ففي نفس الإنجيل بحسب البشير متى، يتحدث المسيح عن يوم الدينونة وعن الأبرار الذين سيرثون الملكوت.. وقد لقبوا ونادوا المسيح بلقب (الرب)!
فهل قرأ ديدات هذا النص وهو الذي كان يطيب تلقيب نفسه بلقب (عالم في الكتاب المقدس)؟!!
فليقرأ أتباع ديدات:
“31 وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ.
32 وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ،
33 فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ.
34 ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.
35 لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي.
36 عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ.
37 فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ¬ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا فَسَقَيْنَاكَ؟
38 وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟
39 وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟
40 فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ.
41 «ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ،
42 لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي.
43 كُنْتُ غَرِيبًا فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَانًا فَلَمْ تَكْسُونِي. مَرِيضًا وَمَحْبُوسًا فَلَمْ تَزُورُونِي.
44 حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضًا قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا أَوْ عَطْشَانًا أَوْ غَرِيبًا أَوْ عُرْيَانًا أَوْ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟
45 فَيُجِيبُهُمْ قِائِلاً: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا.
46 فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ” (متى 25: 31 – 46)
هل قرأ تلامذة ديدات قول الأبرار للمسيح:” قائلين يا رب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك..”؟
لماذا لم يوبخهم ويدينهم على تجديفهم بتسميته ” رباً “؟
انما على العكس قد كافأهم وأورثهم ملكوت السموات!
هل علم ديدات ورهطه سبب عودة المسيح الآن؟
إن لم يعلم..؟
فلنقذفهم بالمزيد.. لكي لا نعطيهم فرصة الإفلات من المأزق الذي حشروا أنفسهم فيه.. وليتعظوا في المرة القادمة من نشر فيديوهات “شيخهم” دون تروي ولا تبصر!
(2) اللص قال للمسيح “يارب”، فأدخله الفردوس!
لو كان المسيح سيرفض المعترفين بالوهيته وربوبيته – كما كان ديدات يكذب ويدلس – فلماذا وعد المسيح اللص بالفردوس مع انه إعترف بربوبيته وناداه: يا رب!
اذ نقرأ في أحداث الصليب قول اللص الذي كان مصلوباً على جانب المسيح: ” ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ” ( لوقا 42:23-43).
قال اللص للمسيح: “يا رب” .. فلماذا لم يوبخه المسيح بأنه ليس رباً.. وأنه مجرد عبد لا يملك أن يهب “الفردوس” \ الجنة! لأحد!
(3) المسيح الرب القدوس بلا خطيئة!
ماذا عن الاعتراف بربوبيته بعد اجتراحه المعجزات البواهر؟
فبعد ان قام المسيح باجتراح معجزة عظيمة بصيد سمك كثير، سجد له بطرس داعياً أياه بلقب (يارب)!
قائلاً: ” اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَا رَبُّ لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ ” (لوقا 5: 8).
سجود معه اعتراف بربوبية، واقرار بأنه “رجل خاطئ” مما يدل على اعترافه الضمني بقداسة المسيح المطلقة مقابل كل الخطاة.
فلو كان بطرس حقاً قد أخطأ، فلم لم يمنعه المسيح أو يصلح له كل أخطاؤه تلك..؟!
(4) المسيح – الرب الذي ينجي والمسجود له!
لنقرأ كيف مشى تلميذه بطرس على الماء بسلطان ربه، وحين خاف وابتدأ يغرق استنجد بربه المسيح قائلاً:
” يَا رَبُّ، نَجِّنِي ” (متى14: 30)!
فمد المسيح يده وأمسك ببطرس وخلصه من الغرق.
لماذا لم يتركه لمصيره غرقاً تحت الأمواج، لو كان قد جدف بمقولة (يارب!)؟ لماذا شهد المسيح له وأنقذه؟
وعلاوة على الاعتراف بأنه (رب ) فإن كل الذين في السفينة من رسله قد سجدوا له !
” وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللهِ ” (متى 14: 33).
كل هذا لم يلمحه ديدات (علامة!) عصره وأوانه؟
(5) (يا رب).. ثلاث مرات!
قال بطرس للمسيح القائم من بين الأموات ثلاثة مرات “يارب”!
ولم يمنعه المسيح أو يوبخه أو “يصحح مساره” كما وهم ديدات، انما كلفه بمأمورية رعاية خراف المسيح.. أي المؤمنين به.
” فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ خِرَافِي».
16 قَالَ لَهُ أَيْضًا ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ غَنَمِي».
17 قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ارْعَ غَنَمِي.”
(يو 21: 15-17 ).
قال بطرس له: ” يا رب…”!
قال له يسوع: ” إرع خرافي..”!
ولم نسمعه يقول لا تجدف يا بطرس أنا لست رباً.. فلا تعلم خرافي بأنني رب (!!)
(6) “أنه الرب”.. شهادة جماعية!
ليس بطرس وحده اعترف بربوبية المسيح، انما كل تلاميذه ولا سيما بعد القيامة وبعد اجراء معجزة صيد سمك كبير، اذ نقرأ:
” فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: هُوَ الرَّبُّ. فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ ” (يوحنا 21: 7).
” وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ مِنَ التَّلاَمِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ إِذْ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الرَّبُّ ” (يوحنا21: 12).
لا عجب.. بل ان لقبه الالهي (الرب) قد تكرر مراراً بعد قيامته المجيدة!
” فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هذَا” (يوحنا20: 18)
” فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ” (يوحنا20: 20).
” فَقَالَ لَهُ (لتوما) التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ” (يوحنا20: 25).
” وَهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّ الرَّبَّ قَامَ بِالْحَقِيقَةِ وَظَهَرَ لِسِمْعَانَ” (لوقا24: 34).
(7) اعتراف توما: ربي وإلهي!
اذ نقرأ هذا الاعتراف العظيم بفم أحد تلاميذ المسيح ( صحابته الحواريين ):
“أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ رَبِّي وَإِلَهِي” (يوحنا 20: 28).
وقبل المسيح اعتراف توما ولم يعارضه بكلمة توبيخ واحدة!
بل مدحه: ” لانك رايتني يا توما امنت طوبى للذين امنوا و لم يروا.” (يو 20: 24-29 ).
أي هذا هو الايمان الصحيح، انني الرب الاله الذي قهر الموت.
اعتراف الرسول توما بإلوهية المسيح هو ذات الحروف التي يوجهها أي يهودي نحو الله، اذ نقرأ:
” هُوَ يَدْعُو بِاسْمِي وَأَنَا أُجِيبُهُ. أَقُولُ: هُوَ شَعْبِي، وَهُوَ يَقُولُ: الرَّبُّ إِلهِي” ( زكريا 9:13).
واعتراف توما جاء اتماماً لقول المسيح:
” فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ” (يوحنا 28:8).
وقد فهم توما ان المسيح “أنا هو” أي الله، فناداه: ربي وإلهي.
اعترض شهود يهوه وقلدهم ديدات بتهور!
كالعادة لجأ الشيخ ديدات الى منشورات الهراطقة كشهود يهوه للنيل من عقيدة لاهوت المسيح، فاستعار كلامهم بالحرف للهرب من تصريح توما الرسول الرائع الذي خاطب فيه المسيح كربه والهه “ربي والهي”.. اذ كتب ديدات:
” هل ادرك توما في تلك اللحظة وعند ذاك المنحنى ان يسوع المسيح كان الهه؟ هل خر له وخر رفاقه ساجداً مع سجد؟ كلا على الاطلاق! ان كلماته المشار اليها انما كانت تعبيراً عن استعادة الانسان لجأشه. نقول مثلها يومياً عندما نقول: “ يا الهي لقد كنت في غفلة!” فهل تخاطب المستمع اليك كما لو كان الهك “.
( مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء- احمد ديدات – ترجمة علي الجوهري – ص 170 )
“Did Thomas realise at that juncture that Jesus Christ was his Jehovah? Did he and the other disciples fall down in prostration before him. Never! His words were the words of self-reproach. We utter them daily, “My God! What a fool I have been!” Are you addressing your listener, as your God?” (Crucifixion or Cruci-Fiction? Page 77)
ونرد بردنا الهادي:
الرد الأول:
ان عبارة توما الرسول قد قالها للمسيح مباشرة موجهاً بها اليه كمخاطب.. ولم تكن صرخة في الهواء للتعجب!
واليك الدليل من الانجيل يا صديقي المسلم :
اقرأ: ” أجاب توما وقال له ربي والهي ” ( يوحنا 28:20).
فالحوار لم يكن للغائب انما للمخاطب، فتوما كان يخاطب المسيح , بدلالة قول الوحي: “وقال لــه!”
قالها للمسيح “لــه“.
“أجاب توما “اجاب توما من؟ اجاب المسيح.
“وقال لـه “قال توما لمن؟ وعلى من يعود الضمير “ له “؟
“ربي والهي “ اعتراف بألوهية المسيح..!
اذن الحوار يجري سلساً بين الاثنين. فلا يوجد ضمير غائب في الحوار الذي دار بين المسيح وتوما.
الرد الثاني:
اليهود لم يكونوا يستخدمون اسم الرب للتعجب لأنه مخالف للوصية الثالثة: “لا تنطق بإسم الرب الهك باطلاً “!
وبسبب حرصهم على توقيره فكانوا يستبدلونه بغيره من الألقاب، مثل استعمال عبارة: “ملكوت السماوات” بدلاً من: “ملكوت الله”، وعبارة: “أخطأت إلى السماء” بدلاً من “أخطأت إلى الله” (لوقا 15: 18). ولا دليل لاستخدام اليهود اسم الرب للتعجب، فتسقط مجادلة ديدات!!
والان نسأل تلامذة ديدات:
عبارة “ربي والهي” عندما يطلقها تلميذ على رسول ونبي. الا تعتبر كفراً بواحاً يقتضي التوبيخ والتأنيب وطلب المغفرة؟ فلماذا لم يوبخ المسيح عبده ورسوله توما على تلك العبارة بدلاً من تصديقها؟
المسألة الثانية: المسيح هو من دعا نفسه (الرب)!
(1) المسيح رب الهيكل ورب السبت!
الهيكل هو هيكل الله:
“وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللهِ ” (متى 21: 12).
والسبت هو سبت الله:
” سُبُوتِي تَحْفَظُونَ وَمَقْدِسِي تَهَابُونَ. أَنَا الرَّبُّ” (لاويين 2:26).
والآن ليقرأوا من هو رب الهيكل ورب السبت، انه المسيح الذي نسب لنفسه في فقرة واحدة اللقبين:
” وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ههُنَا أَعْظَمَ مِنَ الْهَيْكَلِ!
فَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى الأَبْرِيَاءِ! فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا».”
(متى12: 6- 8) ؛ (مرقس 28:2) ؛ ( لوقا 5:6).
اليهود كانوا على يقين تام بأن السبت هو يوم خاص بالرب يهوه وشريعة حفظ السبت ملزمة للجميع لأنها وصية من يهوه، لكن المسيح أثبت لهم لاهوته بأنه هو رب هذا السبت أي هو الذي أعطى شريعته، فهل هذا كلام نبي عادي يا أتباع ديدات..؟!
(2) المسيح الرب الذي رحم المجنون!
حين شفى المسيح الرجل المسكون بجيش من الشياطين (لجؤون).. أمره قائلاً: ” اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ، وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ”. ( مرقس 19:5).
(3) المسيح رب داود!
سأل المسيح الفريسيين سؤالاً أعجزهم:
” قَائلاً: «مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ قَائِلاً: قَالَ الرَّبُّ ( الآب ) لِرَبِّي ( الإبن المسيح ): اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً” (متى 22: 41-45).
فالمسيح ابن داود وفي الوقت نفسه هو ربه! (مزمور 110: 1)، وهو يخرج من يسى من جهة الجسد، وهو “أصل يسى”
بلاهوته! (إشعياء11: 1، 10).
ولم يتمكن اليهود من اجابته بكلمة!
آه.. يا ديدات لو كنت تقرأ فقط!!
يقول ديدات كما هو في الصورة اعلاه:
” إنه ليس بربكم “!!
وهنا نسأل ديدات: لو كان المسيح سيرفض من الملكوت كل من يقول له يا رب يا رب، فتماشياً مع هذا المنطق الفاسد، عليه اذن ان يطرد الملائكة من ملكوته لأنهم يعترفون بلاهوته وانه (الرب)!!
ففي الميلاد قال الملاك للرعاة:
” وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:
أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.” (لوقا 2: 9-10).
وفي القيامة قال ملاك الرب للمريمتين:
” فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ: «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ ” (متى28: 5، 6).
وها نرى شهادة الملائكة لربوبية المسيح، وقد وصفوه بلقب الهي (الرب). فهل سيطردهم الله من ملكوته وخدمته لأنهم اعترفوا بأن المسيح هو (الرب)..؟!
هل قرأ ديدات “قاهر النصارى!” الورقي.. هذه النصوص الانجيلية من قبل؟ ان لا! فهو اذن منقوع في الجهالة نقعاً!
وان كان قد قرأها.. وأخفاها، فهو مدلس فاحش الكذب!
المحور الثالث: هل يستحق المسيح العبادة والصلاة؟
ديدات يمعن في الجهالة!!
قال ديدات:
” فبدلاً من ان تعبدوا الآب عبدتموه هو (المسيح) “!
الجواب القاطع الأول:
(1) نعبد المسيح لانه والآب واحد!
“وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ.” (يوحنا 10: 28– 30).
المسيح والآب واحد في القدرة:
1) يده هي يد الله، ولا أحد يمكنه ان يخطف من هذه اليد!
2) هو يعطي الحياة الأبدية!
فهنا يثبت لنا مساواته بقدرة الله وليس فقط في الهدف.
(2) نعبد المسيح لأنه معادل للآب في العمل
” وَلِهَذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْرُدُونَ يَسُوعَ وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ لأَنَّهُ عَمِلَ هَذَا فِي سَبْتٍ. فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ. فَمِنْ أَجْلِ هَذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ بَلْ قَالَ أَيْضاً إِنَّ اللَّهَ أَبُوهُ مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللَّهِ.” ( يوحنا 16:5-18).
فهو يعمل يوم السبت ايضاً مثل ابيه فهو المعادل لله!
(3) نعبد المسيح لأنه الطريق الوحيد الى الآب
” قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.” ( يوحنا6:14).
(4) نعبد المسيح لأنه هو في الآب والآب فيه
قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: يَا سَيِّدُ أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟ أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ. صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ ” ( يوحنا 8:14-11).
(5) نعبد المسيح لأن كل صلاة واستجابتها منه يتمجد بها الآب
“وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذَلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالاِبْنِ. إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئاً بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ.” (يوحنا 14: 14).
(6) نعبد المسيح لأن كل ما للآب من وعبادة وملك هو للمسيح
” كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي” ( يوحنا 15:16).
” وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ، وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي ” ( يوحنا 10:17)
من يمكنه ان ينطق بهذا التصريح ويجعل كل ما يملكه الله ملك شخصي له؟ وماذا يملك الله؟ يملك كل الخليقة والكون والملائكة والعبادة والتمجيد.. وكل هذا يملكه الابن كما يملكه الآب.
كل تلك التصريحات جاءت بفم المسيح المبارك، لكي نسد المنفذ على اتباع ديدات، وزعمهم أن المسيح لم “يقل”.. بل ها هو قد قال!!
الجواب القاطع الثاني:
(1) الله أمر الملائكة أن تعبد المسيح!
” وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ” ( عبرانيين 6:1).
(2) المسيح طلب لنفسه كل الإكرام المقدم لله
” لِكَيْ يُكْرِمَ ٱلْجَمِيعُ ٱلابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ ٱلآبَ. مَنْ لا يُكْرِمُ ٱلابْنَ لا يُكْرِمُ ٱلآبَ” (إنجيل يوحنا 5: 23).
فالمسيح مسجود له كاله، وتوجب عبادته واكرامه بمستوى الآب!
وهذه العبادة حدثت فعلياً ولم يعترض هو عليها:
المجوس سجدوا له ( متى 12:2). والأبرص ( متى 2:8).
وتلاميذه في السفينة ( متى 33:14). والنساء بعد قيامته ( متى 9:28). وكل المؤمنين به بعد صعوده أمام أعينهم ( لوقا 52:24).
ديدات يستمر في التخبط!!
قال ديدات: ” المسيح لم يعلم الناس ان تصلي اليه”!!
الجواب بكلمة الله:
ان المسيح بنفسه قد طلب من المؤمنين به ان يصلوا اليه فيستجيب لهم:
” إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ. ” ( يوحنا 14:14).
المسيح يسمع الصلاة ويستجيبها بنفسه:
“مَهْمَا سَأَلْتُمْ بِٱسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ ٱلآبُ بِٱلابْنِ” (يوحنا 14: 13).
هل يجرؤ نبي من البشر ان يتفوه بهذا الكلام؟
فالأنبياء كانوا يصلون الى الله:
“يا سامع الصلاة إليك يأتي كل بشر” (مز 65: 2).
والمسيح يقول انه يسمع الصلاة ويستجيبها!
وكان رسله يصلون اليه كربهم.. فيشكرونه مسبحين بحمده:
” وَأَنَا أَشْكُرُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا الَّذِي قَوَّانِي” (1تيموثاوس 12:1).
وفي لحظات استشهادهم كانوا يصلون للمسيح!
“وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ.
فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ.. فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَارَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ. وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ”. (اعمال 55:7-60).
استفانوس الشهيد المسيحي الاول صلى الى المسيح واصعد روحه اليه.
ومن الرائع ان نذكر بأن استفانوس قد رأى اقنومي اللاهوت (الآب) و (الإبن) معاً في رؤياه وهو يموت شهيداً، وقد خصص الشهيد صلاته لترفع الى المسيح.. فلو كانت الصلاة الى يسوع المسيح لا تجوز، فلماذا سمح الله بظهور المسيح (الابن) قائماً عن يمينه..ليصلي اليه استفانوس؟
وعبارة “الرب يسوع” قالها الشهيد الأول في أحرج لحظة وهي الموت، وليس أي موت انما موت الرجم، فقد اتكل على المسيح في أقسى لحظات الحياة.
والمعلوم أن البار يحرص على التلفظ بكل نطق صحيح اثناء موته.
لقد أنكر ديدت أن المسيح هو (الرب) وان الصلاة ترفع اليه.. وها هو الشهيد الأول استفانوس قد فعل الأمرين:
(1)- دعا المسيح: الرب LORD!
(2)- رفع الصلاة اليه وهو يموت!
إسمع ختام الإنجيل.. يا ديدات!!
ختام العهد الجديد.. بل ختام كل أسفار الوحي الالهي المقدسة، تتلخص في الحقيقتين التي أنكرهما أحمد ديدات، وهما:
الأولى: ان المسيح هو الرب!
الثانية: الصلاة ترفع اليه!
اذ نقرأ في سفر الرؤيا وفي الصفحة الأخيرة من كل الكتاب المقدس:
” يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهذَا: «نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ ” (رؤ22: 20 و 21).
آخر كلمات قيلت في الوحي الالهي هي عبارة عن (صلاة) الى المسيح، مع لقب (الرب)!
خلاصة البحث..
1- ديدات كان يدلس ويخفي النصوص الكتابية!
2- المسيح لن يدين الذين يعترفون به كرب، انما سيدين الذين لا يثمرون ويسلكون في وصاياه.
3- المسيح شهد لنفسه بأنه الرب والاله، وشهد له تلاميذه كذلك ولم يعترض عليهم.
4- لقد قدمت العبادة والصلاة للمسيح مراراً.
5- المسيح في الاسلام أعظم من محمد في رفعه حياً وعودته ثانية!
[1] http://www.youtube.com/watch?v=beDoT3hjZC0