عمر رفقة عندما تزوجها اسحق – هل كانت رفقة 3 سنوات؟
عمر رفقة عندما تزوجها اسحق - هل كانت رفقة 3 سنوات؟
عمر رفقة عندما تزوجها اسحق – هل كانت رفقة 3 سنوات؟
هل كانت رفقة بنت 3 سنوات عندما تزوجها اسحاق؟ شبهة والرد عليها
التشريع اليهودي بزواج بنت 3 سنوات استنادا لعمر رفقة في زواجها لاسحاق
كتب م/ محمد محمود:
- الأنثى في سن ثلاث سنوات صالحة للزواج والوطء:
يخبرنا التلمود [4] بأن البنت تكون مهيئة للزواج، وجاهزة للوطء في سن ثلاث سنوات، وهو مباح لعوام اليهود الذين هم دون الكهنة، فعلى سبيل المثال لا الحصر نقرأ في التلمود “سانهدرين الصحيفة 55 العمود ب” في سياقٍ يتكلم عن حد الزنى مع النساء، الحيوانات وعن اللواط:
אמר רב יוסף , תא שמע: בת שלש שנים וים אחד מתקדשת בביאה
الترجمة:
قال الراباي يوسف “ تعال اسمع! بنت ثلاث سنوات ويوم واحد، تُزوج وتُجامع.
راجع الترجمة الإنجليزية:
Joseph said: Come and hear! A maiden aged three years and a day may be acquired in marriage by coition. [5]
وهذا التشريع لم يأت به الراباي يوسف من بنات أفكاره ولم يتخيله غيره من الرابانيم الذين ذكروا نفس الشئ في مواضع أخرى في التلمود، بل هو تشريع تقرره المشنا [6] وعليه اعتمد حاخامات التلمود [7]، ففي المشنا في باب “نِدّاه” (5: 4 أ)، وهو حسب تقسيم التلمود “نِدّاه الصحيفة 44 العمود ب”:
בת שלש שנים וים אחד מתקדשת בביאה
الترجمة:
بنت ثلاث سنوات ويوم واحد، تُزوج وتُجامع.
راجع الترجمة الإنجليزية:
A girl three years and one day old is betrothed by intercourse.[8].
A girl of the age of three years and one day may be betrothed by intercourse [9].
- هكذا فعلها إسحاق عليه السلام حسب كتابهم:
من طرائف التوراة اليهودية أنها نسبت تشريع الزواج من البنت في سن ثلاث سنوات لنبي من الأنبياء ألا وهو إسحاق عليه السلام، فقد أكد الراباي شولمو يتسحاقي المعروف بإسم “راشي” في تفسيره لنص سفر בראשית [10] (25: 20) [11] أن اسحاق عليه السلام تزوج رفقة وهي بنت ثلاث سنوات حسب السن الشرعي للزواج.
والحقيقة أن هذا التفسير لم يكن من بنات أفكار راشي هو الآخر، بل هو ما تخبرنا به نصوص توراتهم والتي استند إليها في تفسيره، ففي نفس السفر (17: 17) [12] يخبرنا الكتاب أن سارة ولدت اسحاق عليهما السلام وهي بنت تسعين سنة، وفي (22: 23) إلى (23: 1) [13] أن رفقة وُلدت في سنة وفاة سارة عليها السلام وهي بنت مئة وسبع وعشرين سنة أي عندما كان إسحاق عليه السلام بن سبع وثلاثين سنة [14]، ثم يأتي النص (25: 20) من نفس السفر فيبين لنا أنَّ اسحاق عليه السلام تزوج من رفقة وهو بن أربعين سنة، وعلى ذلك يكون سن رفقة حين تزوجت إسحاق عليه السلام هو ثلاث سنوات![15].
إعتراض:
قد يظهر من النص العربي أن رفقة لم تولد في العام الذي ماتت فيه سارة عليها السلام، حيث أتت النصوص المستشهد بها بسلسلة من الأحداث المتباعدة زمنياً وهي ميلاد بنين وأحفاد لناحور أخي إبراهيم عليه السلام مما قد يسمح للمعترض الاِحتجاج فيقول: إن زمن إخبار إبراهيم عليه السلام بهذه الأحداث -وليس ميلاد رفقة- هو الذي تزامن مع موت سارة عليها السلام فمن غير المعقول أن هذه الأحداث التي وردت من الاصحاح 22 العدد 20 إلى الاصحاح 23 العدد الأول [16] جميعها متزامنة مع بعضها البعض.
الرد عليه:
لم ندعي قط أن كل هذه الأحداث وهي ميلاد أبناء وأحفاد لناحور متزامنة مع بعضها البعض ومع زمن الإخبار، بل نقول إن الخبر جاء متزامناً مع مولد رفقة فقط، وهذا ما ذهب إليه مفسرهم المخضرم “راشي”، ونزيدُ الأمر إيضاحاً فنقول إنَّ النص العبري [17] قد جاء بكلمة הִנֵּה والمترجمة إلى العربية “هوذا” [18] التي تؤكد المعنى الذي ذهبت إليه كتبهم التي ذكرهنا؛ فهذه الكلمة تأتي للإخبار عن أمر مستقبلي حتمي الحدوث أو حدث وقتي الحدوث أو تناول شخص أو حدث بالتخصيص والإشارة، ويكون هذا الأمر أو الحدث ذا أهمية لمتلقي الخبر [19]، ولا يوجد حدثٌ جديد في هذه السلسلة من الأحداث المتباعدة ترتبط به هذه الكلمة سوى آخرها وهو ميلاد رفقة لأن ما عداها من أحداث كان قديماً ومر عليه زمن، كما أنه لا يوجد ما يَهُم متلقي الخبر (إبراهيم عليه السلام) سوى ميلاد زوجة ابنه.
فهذه الكلمة مرتبطة بميلاد رفقة تحديداً دون باقي الأحداث التي تم سردها وهو ما يؤكد تزامن الميلاد مع واقعة إخبار إبراهيم عليه السلام، وهذا ما جاء به أيضا مدراش (בראשית רבה) [20]:
א ויהי אחרי הדברים האלה ויגד לאברהם לאמר הנה ילדה מלכה וגו’ בנים כתיב (משלי יד) חיי בשרים לב מרפא ורקב עצמות קנאה שעד שהוא בהר המוריה נתבשר שנולד זוגתו של בנו שנאמר הנה ילדה מלכה (שם יג) רפאות תהי לשרך ושקוי לעצמותיך שעד שהוא בהר המוריה נתבשר שנולדה זוגתו של בנו שנאמר הנה ילדה מלכה גם היא בנים.
الترجمة:
- وحدث بعد هذه الأمور أن إبراهيم أُخبر وقيل “إنَّ ملكة ولدت بنين …. إلخ [21]”، مكتوب (الأمثال 14): القلب المعافى حياة الجسد والغيرة سوس العظام [22]، هكذا عندما كان في جبل الموريا اُخبر بأن زوجة إبنه قد وُلدت، (السابق 13): يكون شفاء لأوصالك وشراباً لعظامك [23]،[24] هكذا عندما كان في جبل الموريا أُخبر بأن زوجة إبنه قد وُلدت، كما قيل “إنَّ ملكة قد ولدت هي أيضاً بنين”.
وبالطبع قد كفانا راشي إثبات هذا الأمر بإقراره هذا التفسير كما بينتُ مسبقاً، ولكن لعل ما أضفناه يبين الرواكز التي اعتمد عليها هو وغيره في تفسيرهم للنص.
- يباح للكهنة زواج البنت دون سن الثلاث سنوات:
والآن نرى كيف استثنى الحاخامات لأنفسهم الوطء للبنات من الأمم دون سن الثلاث سنوات حيث يذكر التلمود على لسان الحاخامات بأن الكتاب قد أحل للكهنة الوطء لمن هي دون الثلاث سنوات [25]، فقد استشهدوا بنصوص سفر במדבר [26] (31: 17-18) [27] وفسروها كذلك، بل قد أباحوا بنات الأمم المتحولات لليهودية بشكل عام حتى وإن لم تكن من سبايا الحروب، فنقرأ في التلمود “يڤاموت الصحيفة 60 العمود ب “:
ר’ שמעון בן יוחי אומר: גיורת פחותה מבת שלש שנים ויום אחד – כשירה לכהונה , שנאמר: (במדבר לא) וכל חטף בנשים אשר לא ידעו משכב זכר החיו לכם , והרי פנחס עמהם.
الترجمة:
قال الراباي شمعون بن يوحاي [28]: المهتدية [29] دون سن الثلاث سنوات ويوم واحد – حلال للكهنوت (الكاهن)، كما قيل (العدد 31) “وسائرَ أطفالِ النساءِ التي لم يعرفن مضاجعةَ الرجال استبقوهن لكم” [30]، وبالتأكيد كان فنحاس [31] معهم.
راجع الترجمة الإنجليزية:
It was taught: R. Simeon b. Yohai stated: A proselyte who is under the age of three years and one day is permitted to marry a priest, for it is said, But all the women children that have not known man by lying with him, keep alive for yourselves , and Phinehas surely was with them. [32]
وبعد هذه المقولة ببضعة أسطر [33] بعد نقاش وروايات عن مواقف مشابهة من زواج حاخامات ممن هن دون الثلاث سنوات، يأتي الإقرار الأخير من الحاخامات مؤكدين على كلام شمعون بن يوحاي فنقرأ:
אמר רבי יעקב בר אידי אמר רבי יהושע בן לוי: הלכה כרבי שמעון בן יוחי.
الترجمة:
قال الراباي يعقوب بن إيدي قال الرباي يهوشع بن لاوي: الشرع مع شمعون بن يوحاي.
راجع الترجمة الإنجليزية:
Jacob b. Idi stated in the name of R. Joshua b. Levi: The halachah is in agreement with R. Simeon b. Yohai. [34]
فالآن قد رأينا كيف ضل بنو إسرائيل بسبب فتنة النساء وما ذكرنا إلا مثالاً واحداً على ذلك، فهناك الكثير من الأمثلة التي تبين كيف بدلوا في دينهم وأضافوا إلى كلام الوحي ما ليس فيه، ونسبوا إلى الله ما لم يأمر به؛ كل ذلك بسبب افتتانهم بالنساء.
نسأل الله أن ينفعنا بما كتبنا وأن يهدي به إلى دينه الحق وصراطه المستقيم
الكاتب:
محمد محمود الغرباوي
المصدر:
مدونة ميثاق الكتاب
[1] سورة الأعراف الآيات 27 – 30.
[2] رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه – رقم 2742.
[3] استخدمنا ترجمة سعاديا بن يوسف الفيومي العربية للتوراة، وهي محل ثقة عند اليهود ويعتمدونها إلى الآن كترجمة عربية موثقة لكتابهم – مصدر الترجمة: אלגזאלאול – מןאלתפאסירואלכתבואלרסאיללרבינוסעדיהבןיוסףאלפיומי–אכרגההאוצחחהאצחבהגמאעהמןעלמא -אלפקיראלמפתקראלירחמהרבהיוסףדיריגבורג– طبعة Ernest_Leroux باريس 1893.
[4] عندما تُذكر كلمة “تلمود” مفردة، فإنها تعني التلمود البابلي.
[5] SoncinoBabylonian Talmud, translated into English with notes, glossary and indices under the editorship of Rabbi Dr. I. Epstein, B.A., Ph.D., D. Lit, The Soncino Press London.
[6] المشنا هي عمود التلمود “المتن”، بينما الجمارا هي التعليقات الحاخامية والشروحات على المشنا، والتلمود يتألف من المشنا والجمارا معاً.
[7] بل وله صدىً وسندُ أيضاً في توراتهم وهو ما تناولناه في القسم التالي.
[8] Neusner, Jacob: The Mishnah: A New Translation. New Haven, CT: Yale University Press, 1988.
[9] SoncinoBabylonian Talmud, translated into English with notes, glossary and indices under the editorship of Rabbi Dr. I. Epstein, B.A., Ph.D., D. Lit, The Soncino Press London.
[10] السفر الأول من التوراة (التكوين).
[11] “لمّا كان إسحَقُ ابنُ أربعينَ سنةً تزوَّجَ برِبْقَه ابنةِ بِتوآل الأرْمَنيِّ من فدَّان أَرَمَ أُختِ لَبَنَ الأَرْمَنيِّ فكانت لهُ زوجةٌ” – (ترجمة سعاديا بن يوسف الفيومي).
[12] “فوقع إبرَهيمُ على وجهه وضحكَ وقال في نفسه – ألاِبنِ مائة سنة يولد ؟ وساره بنت تسعين سنة تلد ؟” – (ترجمة سعاديا بن يوسف الفيومي).
[13] “وبِتوآل أولد رِبْقَهْ” هؤلاء الثمانية ولدتهم مِلْكَه لنَحور أخي إبرَهيم، وأمَتُهُ اسمها رِأُومة ولدت أيضاً هي طِبَح وجَحَم ومَعَكَه، وكان عمرُ ساره مائة وسبع وعشرين سنة سنيّ حياتها” – (ترجمة سعاديا بن يوسف الفيومي).
[14] وُلد عليه السلام وأمه بنت تسعين سنة، وتوفت أمه وهي بنت مئة وسبع وعشرين سنة، فيكون عمره حينها هو سبع وثلاثين سنة.
[15] راجع تفسير راشي؛ ونقلناه من المصدر: חומשותרגוםופירושרש”י – בולונייא: דפוסמישטרהאברםבןחייםמןהצבועיםמארץפיסרו, ה’ באדרא’ רמ”ב.
[16] “فلمّا كان بعد هذا الأمر أُخبرَ إبرَهيمُ وقيل له “هوذا قد ولدت مِلْكَه هي أيضاً بنين لنَحور أخيك، عوص بِكْرهُ وبوز أخاهُ وقموآل أبا أَرَم، وكِسِد وحَزو وفِلْدَش ويِدْلَف وبِتوآل، وبِتوآل أولد رِبْقَهْ” هؤلاء الثمانية ولدتهم مِلْكَه لنَحور أخي إبرَهيم، وأمَتُهُ اسمها رِأُومة ولدت أيضاً هي طِبَح وجَحَم ومَعَكَه، وكان عمرُ ساره مائة وسبع وعشرين سنة سنيّ حياتها” – (ترجمة سعاديا بن يوسف الفيومي).
[17] וַיְהִי אַחֲרֵי הַדְּבָרִים הָאֵלֶּה וַיֻּגַּד לְאַבְרָהָם לֵאמֹר הִנֵּה יָלְדָה מִלְכָּה גַם־הִוא בָּנִים לְנָחוֹר אָחִיךָ
[18] حسب ترجمة سعاديا بن يوسف الفيومي.
[19] راجع هذه المعاجم:
- Gesenius, Wilhelm; Tregelles, Samuel Prideaux: Gesenius’ Hebrew and Chaldee Lexicon to the Old Testament Scriptures. Bellingham, WA.
- Brown, Francis; Driver, Samuel Rolles; Briggs, Charles Augustus: Enhanced Brown-Driver-Briggs Hebrew and English Lexicon.
[20] يسمى مدراش سفر التكوين الكبير Genesis rabbah، وموضع النص هو (57: 1).
[21] هذه ترجمة حرفية للنص، فالنص جاء فيه كلمة “إلخ”.
[22] هكذا ورد نص سفر الأمثال (14: 30) في ترجمة سعاديا بن يوسف الفيومي، من المصدر: אלגזאלסאדס – מןאלתפאסירואלכתבואלרסאיללרבינוסעדיהבןיוסףאלפיומי–אכרגההאוצחחהאצחבהגמאעהמןעלמא -אלפקיראלמפתקראלירחמהרבהיוסףדיריגבורג– طبعة Ernest_Leroux باريس 1894.
[23] هكذا ورد نص سفر الأمثال (3: 8) في ترجمة سعاديا بن يوسف الفيومي، راجع نفس المصدر السابق.
[24] بعض النسخ تضيف هنا عبارة منسوبة للراباي برخيا، لذلك قد تجدها في بعض الترجمات الإنجليزية وهي على كل حال ليس لها علاقة بنقطتنا.
[25] مصداقا لقوله تعالى في سورة الأعراف “وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها.. الآية 28″.
[26] السفر الرابع من التوراة (سفر العدد).
[27] يقول النص والذي جاء حسب زعمهم على لسان موسى عليه السلام عن الرب “فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكلَّ امرأة عرفت مضاجعةَ الرجل، وسائرَ أطفالِ النساءِ التي لم يعرفن مضاجعةَ الرجال استبقوهن لكم” – (ترجمة سعاديا بن يوسف الفيومي).
[28] شمعون بن يوحاي من أشهر حاخامت التلمود ونُسب له كتاب “زوهار” وهو من الكتب الدينية المهمة لليهود الربانيين.
[29] المهتدية أي المتحولة من الأمم إلى اليهودية، فهو هنا يبيح البنات من الأمم بشكل عام وليس فقط المسبيات في الحرب.
[30] سفر العدد الاصحاح 31 العدد 18، هكذا ورد في ترجمة سعاديا بن يوسف الفيومي.
[31] فنحاس هو بن ألعازار بن هارون، الكاهن الرأس الذي غار غيرَة الرب , راجع سفر العدد الاصحاح 25 الأعداد 10-13 “وكلم الله موسى قائلاً إنَّ فِنحَس ابن ألعَزَر ابن هَرون الإمام ردَّ حميتي عن بني إسرائيل بما غار لي فيما بينهم حتى لم أفنهم بعقابي، ولذلك قال له – إني معطيه عهدي سلامة، يكون له ولنسله بعده عهد إمامةِ الدهرِ بدل ما غار لربه وكفَّر عن بني إسرائيل” – (ترجمة سعاديا بن يوسف الفيومي).
[32] SoncinoBabylonian Talmud, translated into English with notes, glossary and indices under the editorship of Rabbi Dr. I. Epstein, B.A., Ph.D., D. Lit, The Soncino Press London.
[33] يڤاموت الصحيفة 60 العمود ب.
[34] SoncinoBabylonian Talmud, translated into English with notes, glossary and indices under the editorship of Rabbi Dr. I. Epstein, B.A., Ph.D., D. Lit, The Soncino Press London.
الرد بنعمة الرب
نصف الحقيقة هي كذبة كبيرة
ردي هو ليس الدفاع عن التشريع الذي وضعه اليهود في تلمودهم لأنه لا يعنيني، وانما الدفاع عن الكتاب المقدس الذي يقول صاحب الشبهة انه أصل ذلك التشريع.
فهرس الرد
عن التشريع اليهودي
1- مدى اهمية التشريع اليهودي لنا
2- مدى اهمية التلمود وما يحتويه
3- بحسب التلمود فإن تشريع زواج الـ3 سنين ليس مُتفق عليه وتوجد له اراء مخالفة
عن النص الكتابي لزواج رفقة
4- خطأ الفكر القائل بزواج رفقة في سن الـ 3 سنوات
أ- الأساس الضعيف الذي عليه ظهر هذا التفسير
ب- من حيث المنطق واحداث الكتاب المقدس لا يُمكن ان يصح ذلك التفسير
جـ- المنطق الموازي في استنباط التفاسير من تشريعات التلمود.
5- التفسير اليهودي المخالف الذي لم يُظهره كاتب الشبهة
أ- بحسب سِدار عولام (مخطوطات السفرديم) فرفقة كانت بنت 14 عام عند زواجها
ب- بحسب مدراش رباه للتكوين فرفقة كانت بنت 14 عام عند زواجها
جـ- بحسب التلمود رفقة كانت امرأة صغيرة ما بين 12 و12 ونصف عام
د- بحسب شرح التلمود فرفقة كانت بنت 14 عام عند زواجها
عن التشريع اليهودي
1- مدى اهمية التشريع اليهودي لنا
التشريع اليهودي لا يمثل لنا –نحن المسيحيون- اهمية على الاطلاق، لأنه بالاصل مبني على فهم اليهود للنصوص المقدسة، ونحن لسنا مقيدين بأي حال من الاحوال بفهم اليهود للنص، كما ان المسلم السني غير مُقيد بتفسير الشيعة للنص القرآني. فلو قال اليهود ان زواج الفتاة صحيح لو بعمر 3 سنين او حتى يوم واحد، فهو ليس ذات اهمية وهو إن كشف فهو يكشف بعدهم عن روح الكتاب المقدس الذي اخذه المسيحيون ومع ذلك لم يقولوا مثل تلك الهراءات. وردي هو ليس الدفاع عن التشريع الذي وضعه اليهود في تلمودهم لأنه لا يعنيني، وانما الدفاع عن الكتاب المقدس الذي يقول صاحب الشبهة انه أصل ذلك التشريع.
2- مدى اهمية التلمود وما يحتويه
بالنسبة للمسيحيين: ليس ذات اهمية على الاطلاق بل هو بالنسبة لنا كتاب يحوي الكثير من السموم ويكفي انهم بداخل التلمود قد وصفوا مريم العذراء بالزانية ووصفوا المسيح يسوع بالساحر الدجال الذي استحق الصلب يوم الفصح، فما يقوله التلمود ليس مهم بالنسبة لنا من قريب او بعيد.
بالنسبة لليهود: التشريع مبنى على الفهم، فلو كان التفسير مُختلف عليه، نجد الكثير من التشريعات المتناقضة -وهو ما سنراه في تلك الشبهة-، مع الاخذ في الاعتبار ان التلمود ليس له اهمية بالنسبة لقطاع عريض من اليهود فهناك من يؤمن بالتلمود ولكنه لا يوافق رأيه في الكثير من محتوياته فيكون التلمود بالنسبة له هو مجموعة من الأراء ليس أكثر، وهناك الطوائف اليهودية التي لا تؤمن بالتلمود اصلا. ولذا اقول ان التلمود هو ليس بحجة حتى على اليهود نفسهم.
3- بحسب التلمود فإن تشريع زواج الـ3 سنين ليس مُتفق عليه وتوجد له اراء مخالفة
التلمود يشبه الى حد كبير التفاسير الإسلامية، فيها نرى عبارة (قال فلان عن فلان ان.. بينما قال فلان ان..) فالتلمود به آراء كثيرة ومختلفة فلا يمكن ان نُحضر احد تلك الآراء على انه التشريع، لأنه لا اتفاق فيه. فكما احضر كاتب الشبهة عبارة في التلمود تبيح زواج الصغيرات، فهناك نصوص اخرى لا تبيح ذلك بل تُحرمه، وهذا إن دل على شيء فهو يدل -بحسب منطق الشبهة-على ان التفسير للنص الكتابي (عمر رفقة عند زواجها) مُختلف عليه بالنسبة لليهود.
سنذكر هنا نصين تلموديين،
اولهما يوضح ان تحديد سن مبدأي للزواج هو شيء عفى عليه الزمن ولم يعد له اهمية فهو تشريع -إن جاز التعبير- كان خاص بحقبة قديمة.
ثانيهما يوضح ان زواج القاصرات هو مُحرم وهذا هو الرأي المخالف.
أ- زواج الصغيرة من الكبير هو خطأ بحسب اراء ربوات التلمود
سنهدرين סנהדרין)76A)
[كيف يتدبر آبيا وربا الآية “لا تدنس ابنتك بتعريضها للزنى” (لاويين 19: 29) – قال الرباي ماني: هذا لمن يُزوِج ابنته لشيخ كما تعلمنا “لا تدنس ابنتك بتعريضها للزنى” – رباي اليعازر قال: هذا لمن يُزوِج ابنته لشيخ]
ملحوظة 1: في هذا النص نرى ان تزويج الصغيرة للكبير هو خطأ واول خطوة للزنا. وهذا ما يؤكده ايضا نص آخر (يافاموث 44أ) ان زواج الصغير من الكبير سواء رجل او امرأة فهو مكروه في عين الرب.
ملحوظة 2: حتى في تفسير تلك الآية نرى اختلاف، فالرباي عقيبا قال ان الآية تتكلم عن من وصلت ابنته لسن البلوغ وهو لم يزوجها بعد. وقد نبهنا سابقا على اختلافات التفاسير داخل التلمود
ملحوظة 3: في التذييل بعد كلمة (الشيخ) في تفسير رباي اليعازر
[التي وصلت للبلوغ من الممكن ان تتنجس لو لم تتزوج، الزواج بالطبع كان قديما في سن اصغر كثيرا من الآن]
وفي هذا التعليق نرى تصريح ضمنى بعدم اهمية الرأي القائل بزواج الفتيات بعمر 3 سنين، فهو كان لحقبة قديمة ولم يعد له اهمية الآن.
عن هذا يقول الرباي الارثوذوكسي المعاصر ناثان اوفير (נתן אופיר)
ان الزواج تحت السن القانوي للقاصرات هو بقايا من الماضي
ب- زواج القاصرات مُحرم بحسب ربوات التلمود
قِدوشين קידושין)41A)
[الرجل يُزوج ابنته وهي فتاة (نعراه)[1]،وهي فتاة وليست قاصرة (قتنه)[2] بنفسه او بوسيط، قال الرباي يهودا قال راب والبعض يقول الرباي اليعازر: ممنوع على الرجل ان يُزوج ابنته وهي قاصر ولكن عندما تبلغ (تجدل)[3] وتقول عن فلان “انا اريد”]
تعليق الربوات على هذا النص التلمودي
1- العالم اليهودي ابراهام كوهين (אברהם כהן)
الذي شارك في ترجمة التلمود والمشناة، ذكر في كتابه “تلمود كل شخص”[4] إنه ممنوع على الرجل ان يُزوج ابنته وهي قاصر وانما عندما تبلغ وتقول “انا اريد”، بل انه لو زوجها ابوها وهي قاصر فمن حقها ان تلغي ذلك الزواج عندما تصل الى 12 عام فتنفصل عن زوجها دون حاجة لطلاق.
2- الرباي موسى بن ميمون (משה בן מימון)
في كتاب مشناه توراه- قوانين الزواج (הלכותאישות) 3: 19
وايضا الرباي يوسف كارو في شولحان عروخ (שׁולחן ערוך) 37: 8
قالوا ان زواج القاصرات غير مُستحب اطلاقا، وان حكماء اليهود يقولوا بانه لا زواج للقاصر الا عندما تبلغ وتقول انا اريد.
ملحوظة: لاحظ عزيزي القارئ ان ما سبق عرضه هو نصوص تلمودية تعارض الرأي القائل بزواج الصغيرات، ولم نتكلم حتى الان عن تفسير “التلمود” للنص الكتابي وتحديد عمر رفقة عند الزواج، فهذا سنراه لاحقا.
جـ- المنطق الموازي في استنباط التفاسير من تشريعات التلمود.
تكلم التلمود عن سن رفقة عندما رأها اليعازر الخادم، وهذا سنراه تفصيليا في حديثنا عن التفسير اليهودي للآيات، ولذا فإن المنطق الذي يتحدث به كاتب الشبهة من حيث ارجاع الرأي القائل بزواج الطفلة ذات الثلاث سنوات في التلمود لكونه مبني على عمر رفقة عند زواجها هو خاطئ تماما، فالتلمود أعلن بنفسه ان رفقة تزوجت وهي أكبر من 12 سنة.
ولو تجاهلنا تلك الحقيقة واخذنا بمنطق كاتب الشبهة الذي هو تفسير النص الكتابي على اساس الرأي التشريعي، فهنا سيقع هو في مشكلة كبيرة.
فلو قال هو أو أي شخص آخر بأن زواج الطفلة في عمر 3 سنين مباح (طبقا لرأي في التلمود)، وان هذا نابع من تفسير البعض لعمر رفقة عند الزواج بأنه 3 سنين.
فنحن سنقول ان هناك رأي آخر في داخل التلمود بأن زواج القاصرات ممنوع حتى تبلغ الفتاة ويكون لها رأي (طبقا للتلمود في قِدوشين 41أ)، ومن هنا نستنتج ان رفقة لم تتزوج وهي قاصر وانما وهي بالغة وذات رأي وخاصة ان هذا ما حدث حرفيا بالفعل اذ ان ابواها خياراها قبل الذهاب (تكوين 24: 57،65).
ازيد من القصيدة بيتا
في كتاب شولحان عروخ (שׁולחן ערוך) لكاتبه الرباي يوسف كارو (1563) – في مجلد افن هعزر (אבן העזר) – قوانين الزواج 37: 1
ذكر ان من حق الاب ان يُزوِج ابنته الصغيرة من يوم ولادتها وحتى تصل لعمر 12 عام للحفاظ عليها من النزعات الجنسية، ولكن مع انتهاء السنة الثانية عشر لها، تُعتبر الفتاة بالغة (جدولاه) ويصبح من حقها ان تختار من ستتزوجه.
وحيث ان اهل رفقة قد سألوها قبل الذهاب للزواج من اسحاق فهذا دليل على ان رفقة كانت في سن البلوغ (أكبر من 12 ونصف عام).
عن النص الكتابي لزواج رفقة
4- خطأ الفكر القائل بزواج رفقة في سن الـ 3 سنوات
أ- الأساس الضعيف الذي عليه ظهر هذا التفسير
كل هذه الشبهة قائمة على اساس تأويل أحد نصوص الكتاب المقدس واستخراج معنى منه هو لا يحمله.
يفترضون ان رفقة وُلِدت يوم قصة الذبيح ويوم وفاة سارة، وكل هذا تأويل للنص، بينما النص لم يقول هذا ولم يلمح من قريب او بعيد بذلك.
ها هو النص يتكلم بعد عودة ابراهيم من جبل المورايا عندما همّ لتقديم ابنه اسحاق ذبيحة
تكوين 22: 19 ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى غُلاَمَيْهِ،فَقَامُوا وَذَهَبُوا مَعًا إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ. وَسَكَنَ إِبْرَاهِيمُ فِي بِئْرِ سَبْعٍ. 20 وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ أُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ: هُوَذَا مِلْكَةُ قَدْ وَلَدَتْ هِيَ أَيْضًا بَنِينَ لِنَاحُورَ أَخِيكَ 21 عُوصًا بِكْرَهُ،وَبُوزًا أَخَاهُ،وَقَمُوئِيلَ أَبَا أَرَامَ 22 وَكَاسَدَ وَحَزْوًا وَفِلْدَاشَ وَيِدْلاَفَ وَبَتُوئِيلَ 23 وَوَلَدَ بَتُوئِيلُ رِفْقَةَ. هؤُلاَءِ الثَّمَانِيَةُ وَلَدَتْهُمْ مِلْكَةُ لِنَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ 24 وَأَمَّا سُرِّيَّتُهُ، وَاسْمُهَا رَؤُومَةُ، فَوَلَدَتْ هِيَ أَيْضًا: طَابَحَ وَجَاحَمَ وَتَاحَشَ وَمَعْكَةَ.
تكوين 23: 1 وَكَانَتْ حَيَاةُ سَارَةَ مِئَةً وَسَبْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، سِنِي حَيَاةِ سَارَةَ 2 وَمَاتَتْ سَارَةُفِي قَرْيَةِ أَرْبَعَ،الَّتِي هِيَ حَبْرُونُ،فِيأَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَى إِبْرَاهِيمُ لِيَنْدُبَ سَارَةَ وَيَبْكِيَ عَلَيْهَا.
سارة عاشت 127 عام، وانجبت سارة وهي بنت 90 عام، اي ان عمر اسحاق عند وفاة امه كان 37 عام، اسحاق تزوج من رفقة في سن الاربعين اي ان موت سارة سبق زواج اسحاق بـ 3 سنين.، فمع الافتراض -الغير مبني على اساس- ان يوم موت سارة هو يوم ميلاد رفقة، يكون عمر رفقة عند الزواج هو 3 سنين!! وهذا كله إن افترضنا ان عمر اسحاق عند حادثة الذبح هو 37 عام، اما لو اخذنا بالتفاسير الاخرى واهمها التفسير القائل بأن عمر اسحاق كان 26 عام وقت الذبح، فإن عمر رفقة عند الزواج يكون 14 عام.
اكرر كل هذه الشبهة قائمة على افتراض شيء لم يُذكر نصه صراحةً.
يقول كاتب الشبهة الآتي:
اقتباس:
لم ندعي قط أن كل هذه الأحداث وهي ميلاد أبناء وأحفاد لناحور متزامنة مع بعضها البعض ومع زمن الإخبار، بل نقول إن الخبر جاء متزامناً مع مولد رفقة فقط، وهذا ما ذهب إليه مفسرهم المخضرم “راشي”، ونزيدُ الأمر إيضاحاً فنقول إنَّ النص العبري [17] قد جاء بكلمة הִנֵּה والمترجمة إلى العربية “هوذا” [18] التي تؤكد المعنى الذي ذهبت إليه كتبهم التي ذكرهنا؛ فهذه الكلمة تأتي للإخبار عن أمر مستقبلي حتمي الحدوث أو حدث وقتي الحدوث أو تناول شخص أو حدث بالتخصيص والإشارة، ويكون هذا الأمر أو الحدث ذا أهمية لمتلقي الخبر [19]، ولا يوجد حدثٌ جديد في هذه السلسلة من الأحداث المتباعدة ترتبط به هذه الكلمة سوى آخرها وهو ميلاد رفقة لأن ما عداها من أحداث كان قديماً ومر عليه زمن، كما أنه لا يوجد ما يَهُم متلقي الخبر (إبراهيم عليه السلام) سوى ميلاد زوجة ابنه
يريد كاتب الشبهة ان يقوي افتراضه ولكن مجهوده ذهب هباءا
تكوين 22: 19 وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ أُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ: هُوَذَا (הִנֵּה) مِلْكَةُ قَدْ وَلَدَتْ هِيَ أَيْضًا بَنِينَ لِنَاحُورَ أَخِيكَ.
كل ما قاله كاتب الشبهة من تفسير لكلمة (הִנֵּה) ليس هو الفيصل، لوجود عبارة مصيرية تقع قبل تلك الكلمة وهي (وحدث بعد هذه الامور) هذه العبارة هي التي توضح متى حدث هذا الحوار، هل بعد رجوع ابراهيم من الجبل مباشرة!؟، ام بعد ايام!؟ ام بعد سنين!؟، ولو افترضنا ان هذا الحوار حدث مباشرة بعد رجوع ابراهيم مباشرة من الجبل، تتبقى مشكلة وهي ما هو عمر اسحاق في ذلك الوقت -حادثة الذبيح- الذي فيه وُلِدت رفقة!؟، بعض المدراشيم اليهودية قالت 37 عام[5]، والبعض قال 26 عام[6] وبعض التفاسير المسيحية اعطت سنا اصغر من هذا، وكلهم اراء افتراضية لعدم وجود نص صريح ايضا.
وايضا ما هو الدليل ان ميلاد رفقة كان يزامن موت سارة! لا يوجد دليل كتابي او حتى تلميح بذلك فهو تكهنات وافكار.
اكرر.. الشبهة قائمة على افتراض وليس على نص كتابي مُعلِن.
اتى في تفسير الرباي اليعازر (פרקי רכי אליעזר)
ان اسحاق تزوج بعد وفاة امه ب 3 سنين ولم يذكر سن الزواج
[رباي يوسي قال: 3 سنين ناح اسحاق على سارة امه، وبعد 3 سنين اخذ رفقة ونسى مناحة امه]
جاء في تفسير رباه للتكوين (מדרש רבה בראשית)
القطعة الاولى:
[هذا ابراهيم وهو لايزال على جبل الموريا، تم تبشيره بولادة زوجة ابنه، كما قيل “هوذا ملكة ولدت ايضا”]
القطعة الثانية:
[لو مات (اسحاق) في جبل موريا لكان مات بلا ابناء، الان ساجعل له زوجة من بنات عنر، اشكيل او ممرا لانهن بارات، فما اهميتهم (ابناء ملكة) بالنسبة لي؟، قال القدوس المبارك (الله) انت لا تحتاج هذا لأنه وُلِدت بنت، زوجة لاسحاق “هوذا ملكة ولدت ايضا”]
لم يذكر مدراش رباه ان عمر رفقة عند الزواج هو 3 اعوام، ولم نرى ايضا أحد قال ان يوم ميلاد رفقة هو يوم تقديم اسحاق للذبح، وانما قال التفسير ان رفقة كانت موجودة. والله لم يعلن عن ولادة رفقة الا عندما اراد ابراهيم ان يبحث عن زوجة لابنه لان زوجة ابنه التي سبق واختارها الله هي موجودة.
لاحقا سنرى ان في هذا المدراش ما يثبت ان عمر رفقة عند زواجها كان 14 عام.
ب- من حيث المنطق واحداث الكتاب المقدس لا يُمكن ان يصح ذلك التفسير
مواصفات المرأة
قال ابراهيم للعبد (اليعازر) ان يبحث عن امرأة لابنه، واُستخدَم اللفظ (אשה)
تكوين 24: 4 بَلْ إِلَى أَرْضِي وَإِلَى عَشِيرَتِي تَذْهَبُ وَتَأْخُذُ زَوْجَةً (אשה) لابْنِي إِسْحَاقَ 25 فَقَالَ لَهُ الْعَبْدُ: رُبَّمَا لاَ تَشَاءُ الْمَرْأَةُ (האשה) أَنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هذِهِ الأَرْضِ. هَلْ أَرْجعُ بِابْنِكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي خَرَجْتَ مِنْهَا؟.
كلمة طفل في العبرية بداخل الكتاب المقدس اتت
عولل (עולל) جاءت في (مزمور 8: 2، يوئيل 2: 16)
تف (טף) جاءت في (يشوع 8: 35، 2صموئيل 15: 22)
وكلاهما لم يذكره ابراهيم، لان ابونا ابراهيم كان يبحث عن امرأة (تعدت مرحلة الصغر) لابنه -كلمة (אִשָּׁה) تأتي بمعنى زوجة او امرأة- هذا ما سجله الوحي باللفظ وهذا هو الامر المنطقي، وهذا ما فهمه اليعازر كما نرى في آية (25).
افعال رفقة التي فعلتها لا تتناسب اطلاقا مع العمر المنسوب لها
تكوين 24: 16 وَكَانَتِ الْفَتَاةُ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا، وَعَذْرَاءَ لَمْ يَعْرِفْهَا رَجُلٌ. فَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ وَمَلأَتْ جَرَّتَهَا وَطَلَعَتْ.
1- ملأت جرتها. كيف تملأ فتاة بنت 3 سنين جرة بالماء وتحملها!
2- الجرة لم تكن صغيرة. لان العبد طلب ان يأخذ قليلا من مائها (آية 17)، وهذا يجعل الموضوع اصعب!
3- صعدت ونزلت. من النص يتضح ان العين كانت تحت مستوى الارض، وهذا تطلب نزولها وصعودها، وحيث انها كانت تحمل جرة مملوءة ماءا، فهذا يُصعب النزول والصعود، فكيف تقوم طفلة بنت 3 سنين بذلك!
تكوين 24: 57 فَقَالُوا: نَدْعُو الْفَتَاةَ وَنَسْأَلُهَا شِفَاهًا 58 فَدَعَوْا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا: هَلْ تَذْهَبِينَ مَعَ هذَاالرَّجُلِ؟ فَقَالَتْ: أَذْهَبُ.
4- لها حضور واضح، فقد سألها اهلها ان كانت ترغب في الذهاب مع العبد والوحي يوضح انها كانت تعي تماما سبب الذهاب وتبعاته، فهي كانت تعلم انها ستتزوج سيده (آية 65).
تكوين 24: 65 وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ: مَنْ هذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟، فَقَالَ الْعَبْدُ: هُوَ سَيِّدِي. فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ.
5- حينما رأت اسحاق، تغطت ولبست البرقع في استحياء، وهذا الامر لا تفعله الانثى الا عندما تكون بالغة وقد عرفت مفهوم ومعنى الارتباط. اما طفلة بعمر 3 سنين فمن اي شيء تستحي!؟، كيف نصدق ان طفلة بعمر 3 سنين تتغطى في استحياء!!!
5- التفسير اليهودي المخالف الذي لم يُظهره كاتب الشبهة
وبعدما وجدنا ان التفسير القائل بزواج رفقة وهي بنت 3 سنين ليس له أصل لأنه غير مبني على نص وانما تكهنات، بل هو يعارض مع اعلنه الكتاب نفسه.
فدعونا نرى وجهة النظر اليهودية الاخرى التي لم يذكرها كاتب الشبهة، وهي التفسير القائل بزواج رفقة وهي بنت 14 سنة، هذا ليس مجرد رأي وانما تفسير له الكثير من المؤيدين والكثير من المراجع.
أـ- بحسب التلمود فإن رفقة كانت امرأة صغيرة اكبر من 12 عام
1- التلمود البابلي في مسخط يافاموث יבמות (61B)
[رباي بابا قال انها (النص السابق) تعود للكاهن الاعلى وهي كما علّم المعلمين..(لاويين 21: 14) “عذراء” (بتولاه).. ربما يُظن انها تعني قاصر ولهذا كُتِب “امرأة” (ايشاه).. لو كتبت امرأة وحدها، ربما يُظن انها بالغة ولهذا كُتب “عذراء” (بتولاه) كيف يُفهم النص حينئذ ؟ خرجت من كونها قاصر ولكنها لم تصل بعد للبلوغ.
قال الرباي ناحمان ابن اسحاق انها (النص) كما علّم المعلمين.. عذراء (بتولاه).. المعنى الوحيد لها هي فتاة (نعراه) ولهذا قيل “ وكانت الفتاة حسنة المظهر جدا وعذراء” (تكوين 24: 16)]
ملحوظة 1:
بحسب رباي بابا في التلمود فإن العذراء בתולה (بتولاه) تعني انها تعدت مرحلة كونها قاصر، ويحدد التلمود ان الفتاة تكون قاصر حتى تبلغ 12 عام ومعها شعرتان في العانة (נידה 45AB). ومن بعدها البلوغ (נידה 46A) – يقول الرباي ميمون[7] ان الفتاة بعد 12 عام تتخطي كونها قاصر ولكنها لا تصل للبلوغ إلا بعدها بستة اشهر، اي ان سن رفقة بحسب التلمود هو اكبر من 12 عام بأي حال من الاحوال.
ملحوظة 2: بحسب الرباي ناحمان –مستشهدا بالآية- فإن رفقة هي فتاة נערה (نعراه) والنعراه هي من يتراوح عمرها ما بين (12 سنة ويوم واحد – 12 سنة ونصف بالاضافة الى يوم واحد)
يمكنك فحص ذلك في قاموس التلمود من الرابط من (هنا)
ب- بحسب شرح التلمود فرفقة كانت بنت 14 عام عند زواجها
تفسير التلمود الموجود في الحاشية، توسفوت (תוספות) لمسخط يفاموث (יבמות) (61B)
[والرباي صموئيل تقيّ سبير اثبت انها (رفقة) كانت بنت 14 سنة كما دونت بالاسفار][8]
يقول هنريك جوجنيهمر HEINRICH W. GUGGENHEIMER ان الرباي صموئيل التقي (שמואל החסיד) -حوالي 1150م- اخذ ذلك الفكر[9] من الرباي اليعازر بن ناثان (אליעזר בן נתן) -1090-1170م-.
جـ- بحسب سِدار عولام (مخطوطات السفرديم) فرفقة كانت بنت 14 عام عند زواجها
كتاب سِدار عولام هو كتاب تأريخي لاحداث العهد القديم وهو قديم يرجع للقرن الثاني وهام حيث اقتبس منه التلمود نفسه بعض التواريخ.
1- هناك قراءات في سدار عولام تقول ان عمر اسحاق عند حادثة الذبح كان 26 عام، ولو افترضنا ان في ذلك اليوم وُلِدت رفقة -كما تقول الشبهة- فان اسحاق تزوج بعد تلك الحادثة بـ 14 سنة (عمر اسحاق عند الزواج كان 40 عام) وبالتالي فعمر رفقة يكون 14 عام.
تعليق الرباي الياهو مزراحي، على نص سِدار عولام
[ابن 26 سنة، وليس كما قال توسفوت يافاموث حيث جاء عن سَدار عولام انه (اسحاق) ابن 37 سنة بالمربطة (حادثة الذبح)، هذا تفسير التعليم لأنه قيل انه (ابراهيم) نما في ارض فلسطين 25 سنة، وهذا تفسير الكلام ولهذا فرفقة كانت بنت 14 سنة عند زواجها، ووقت المربطة (حادثة الذبح) وُلِدت.]
يعترض الرباي الياهو عن ما ورد في تفسير التلمود من ان عمر اسحق وقت الذبح كان 37 عام، ويقول ان القراءة الصحيحة لسدار عولام هي 26 عام، وعلى ذلك يكون عمر رفقة عند زواجها هو 14 عام.
2- اعلان صريح عن عمر رفقة وقت الزواج من اسحاق
يقول سِدار عولام رباه (في بعض مخطوطات السفرديم) الجزء الاول
[ابونا اسحاق تزوج رفقة وهي بنت 14 سنة]
د- بحسب مدراش رباه للتكوين فرفقة كانت بنت 14 عام عند زواجها
مدراش رباه للتكوين (100: 11)
[ستة ازواج سنواتهم تتساوى، رفقة وقهات (خروج 6: 18) (133 عام)، لاويوعمرام (خروج 6: 16،20) (137 عام)، يوسف ويهوشع[10] (تكوين 24: 29،50: 26) (110 عام)، صموئيل وسليمان (52 عام)، موسى وهليل الشيخ (120 عام)، رباي يوحنان ابن زكاي ورباي عقيبا (120 عام)].
بحسب مدراش رباه فإن عمر رفقة يساوي عمر قهات من حيث عدد السنين وعلى هذا الاساس فعمر رفقة عند زواجها هو 14 عام.
بحسب التأريخ اليهودي فالحسابات كالتالي:
رفقة ماتت وهي قد تمت 133 عام، وكان ابنها يعقوب ابن 99 عام[11] حينئذ، وهذا يعني ان رفقة ولدت يعقوب ابنها وهي تبلغ 34 عام (133-99). وحيث ان المدة من زواج اسحاق برفقة والى يوم انجاب يعقوب هو عشرون عام (تكوين 25: 20، 26)، نستنتج ان رفقة تزوجت باسحاق وهي في عمر 14 عام.
عمر اسحاق عند الزواج 40 عام
عمر رفقة عند الزواج 14 عام
عمر اسحاق عند انجاب يعقوب (+20) 60 عام
عمر رفقة عند انجاب يعقوب (+20) 34 عام
عمر اسحاق عند موت رفقة (+99) 159 عام
عمر رفقة عند موت رفقة (+99) 133 عام
ملحوظة: هذه هي الحسبة التي قدمها ايضا الرباي صموئيل في شرح التلمود ومنها استنتج ان عمر رفقة 14 سنة.
في النهاية لاحظ عزيزي القارئ انني لم احضر تفسير مسيحي واحد، فكل الرد هو من كتب اليهود وتفاسيرهم.
[1] نعراه هي الفتاة من سن 12 عام الى 12 ونصف عام
[2] قتنه هي الطفلة دون سن الـ 12 عام
[3] سن البلوغ يبدأ من 12 ونصف عام
[4] Everyman’s Talmud (Page 162-163)
[5] فيكون سن رفقة عند الزواج -ان افترضنا ان ولادة رفقة تزامن موت سارة – هو 3 اعوام.
[6]بعض نسخ سِدار عولام بها قراءة 26 عام.فيكون سن رفقة عند الزواج -ان افترضنا ان ولادة رفقة تزامن موت سارة – هو 14 عام. ويؤيد الرباي الياهو الفليني هذه القراءة، وسنتكلم لاحقا عنها.
[7] في مشناة توراة، مجلد نشيم (נשים)، قوانين الزواج (הלכות אישות) 2: 1-2
[8] طريقة حساب الرباي للاربعة عشر عاما سضعها لاحقا في عرضنا لمدراش رباه.
[9] وجد الرباي اليعازر ان بعض مخطوطات سِدار عولام قالت ان سن رفقة عند زواجها هو 4 سنين بينما هي ماتت بنت 133 عام (كعمر قهات) وماتت في نفس سنة دبورة مرضعتها، فلو حسبنا الزمن من زواج رفقة والى موتها سنجدها 123 عام وبالتالي فهناك 10 سنين مفقودة ويمكن حل هذا الاشكال لو ان عمر رفقة عند زواجها هو 14 عام – كما قالت المخطوطات الاخرى لسدار عولام-.
[10] هو يشوع بن نون الذي خلف موسى النبي.
[11] تم حسابها كالتالي، الفرق بين عمر اسماعيل واخوه اسحاق هو 14 سنة (تكوين 16: 16، 21: 5)، اي ان عمر اسماعيل عند ولادة يعقوب (تكوين 25: 26) كان (60+14) = 74 سنة، وحيث ان اسماعيل عاش 137 سنة (تكوين 25: 17)، اي ان اسماعيل عاش بعد ولادة يعقوب بـ (137-74) = 63 سنة، اي ان وفاة اسماعيل تمت عندما كان يعقوب ابن 63 سنة (سدار عولام)، ويعلم الربوات ان هذه هي السنة التي اخذ فيها يعقوب البركة من اسحاق (تكوين 27) وبعد تلك الحادثة مباشرة تزوج عيسو من بنت اسماعيل الذي يقول اليهود انه توفى ذات العام فقام نبايوت بتتميم مراسم الزواج بدلا من ابيه المتوفي (تكوين 28: 29).
بعد تلك الحادثة قضى يعقوب 14 عام في خدمة عابر (تكوين 11: 17) (سِدار عولام رباه – تلمود بابلي مجيلاه 17a) و20 عام في خدمة لابان بحاران (تكوين 31: 38) وعامين في الانتقال من حاران ورجوعا (سِدار عولام) وتُفصل كالتالي،عام ونصف في سكوت (تكوين 33: 17) ونصف عام في بيت ايل (تكوين 35: 1) وعندها توفت رفقة ومرضعتها في يومين متتاليين (مدراش رباه للتكوين 81: 5، مدراش الجامعة 7: 2-3)، اي ان عمر يعقوب عندها يساوي (63+14 +20 +2) = 99 عام.