إله العهد القديم، هل هو إله محدود؟ شبهة والرد عليها
إله العهد القديم، هل هو إله محدود؟ شبهة والرد عليها
إله العهد القديم، هل هو إله محدود؟ شبهة والرد عليها
إله العهد القديم، هل هو إله محدود؟ شبهة والرد عليها
“فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ، وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ” (تك 4: 16).
كيف خرج قايين من لدن الرب؟
وهل الرب غير موجود فى أرض نود؟ هل هو إله محدود؟
وللإجابه على هذا السؤال أقول:
* من المعروف أن الله روح (يو 4: 24) غير محدود وغير متناه، لا يخلو منه مكان ولا زمان.
فقد قال الرب “السَّمَاوَاتُ كُرْسِيِّي، وَالأَرْضُ مَوْطِئُ قَدَمَيَّ” (إش 66: 1). وقال أيضاً: “أَمَا أَمْلأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟” (إر 23: 24).
أما عن قول الوحي “فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ” فالمقصود به أمران:
- على الرغم من معرفتنا بأن الله موجود في كل مكان. لكننا نستخدم التعبير (فى حضرة الرب) للتعبير عن قضائنا فترة عبادة أو تسبيح أو صلاة نتكلم فيها مع الله. فنقول فى إحدى الترانيم “لندخلن لمحضر الملك”، وفى ترنيمه أخرى “أدخل لقدسك، أترجى وجهك”. ويقول المرنم: ” اعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ. ادْخُلُوا إِلَى حَضْرَتِهِ بِتَرَنُّمٍ” (مز 100: 1). وكُتِب عن موسى: “وَكَانَ مُوسَى عِنْدَ دُخُولِهِ أَمَامَ الرَّبِّ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ يَنْزِعُ الْبُرْقُعَ حَتَّى يَخْرُجَ، ثُمَّ يَخْرُجُ وَيُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا يُوصَى” (خر 34: 34). ولذلك عندما يقول الوحي عن قايين أنه خرج ” مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ” فكما يقول جون جيل (John Gill) (1) هذا يعنى أنه خرج من المكان الذي كان الله يتحدث معه فيه، فقبل أن يسجل الوحي عنه أنه ” خَرَجَ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ” كان هناك حديث طويل بينه وبين الرب (راجع تك 4: 9-15)، فالكاتب هنا يريد أن يوضح لنا أن قايين قطع الحديث مع الله، وأنه غادر المكان. ولعل الترجمات الأخرى توضح المعنى أكثر فنقرأ:
(ت ك ح) وَهَكَذَا خَرَجَ قايِينُ مِنْ حَضرَةِ الرب وَسَكَنَ فِي نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ.
(ت ع م) وخرَجَ قايينُ مِنْ أمامِ الرَب وأقامَ بأرضِ نُود شَرقيَّ عَدْنٍ.
(BBE) And Cain went away from before the face of the Lord, and made his living-place in the land of Nod on the east of Eden.
وذهب قايِينُ بعيداً مِنْ أمامِ وجه الرب وجعل مسَكنه فِي أرضِ نُودٍ شَرقيَّ عَدْنٍ.
(ESV) Then Cain went away from the presence of the LORD and settled in the land of Nod, east of Eden.
وذهب قَايِين بعيداً مِنْ حَضْرَةِ الرب وسَكَنَ فِي أرضِ نُودٍ شَرقيَّ عَدْنٍ.
- هناك معني روحي جميل، فكما ذكرت من قبل، أنه قبل أن يسجل الوحي عن قايين أنه “خَرَجَ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ” كان هناك حوار طويل بينه وبين الرب، سأله فيه الرب: “أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟… “مَاذَا فَعَلْتَ؟” (راجع تك 4: 9-10)، ولم يكن الله يسأله ليعرف، فهو الذى يعرف كل شئ، حتى أعماق الإنسان، إنما سأله ليوقفه أمام جريمته التى إرتكبها، ولكى يشعر بما فعله من ذنب، وليعترف بالجرم، ويتوب عنه. ولكن للأسف لم يعترف بالجرم، ولم يطلب المغفرة، وكان كل ما قاله: “إِنَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ، وَمِنْ وَجْهِكَ أَخْتَفِي وَأَكُونُ تَائِهًا وَهَارِبًا فِي الأَرْضِ، فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي” (تك 4: 14).
لذلك عندما لم يواجه قايين نفسه، ولم يعترف بخطيته، ولم يطلب الغفران، خرج من محضر الرب، خرج من لدن الرب، أو قل أنه طُرِح من أمام وجه الرب، أو طُرِد من أمام وجه الرب ومن حضرته.
لم يحتمل مواجهة نور الرب بعد أن إرتكب هذه الخطيه الشنيعه، والخطيه ظلمة، فالظلمة غشته، فلم يقدر أن يتراءى أمام الله، لأنه من المستحيل أن تثبت الظلمه أمام النور، فالخروج هنا ليس خروجاً مكانياً، أنما هو خروج عن الشركة مع الله والتمتع بالتواجد في حضرته. لذلك يقول الوحي: ” وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ”، أى أرض التيه أو المنفى، لأنه من المستحيل أن يسكن الخاطئ فى حضرة الرب. وترد بعض الترجمات الأنجليزيه كالآتى:
(GNB). (GW) Then Cain left the LORD’S presence and lived in Nod [The land of Wandering], east of Eden.
وذهب قَايِينُ بعيداً مِنْ حَضْرَةِ الرب وَسَكَنَ فِي نود أَرْضِ التيهان شَرْقِي عَدْنٍ.
(MSG) Cain left the presence of GOD and lived in No-man’s-Land, east of Eden.
وترك قَايِينُ محضر الرب وَسَكَنَ فِي المنفي شَرْقِي عَدْنٍ.
المراجع
- John Gill’s, Exposition of the Entire Bible. P. 349..