صفات الله فى المسيحية – ركب على الكاروب؟!
صفات الله فى المسيحية – ركب على الكاروب؟!
نص الشبهة
الرب يركب الملائكة في تنقلاته،
(وألوهيته وعظمته لا تمنع من ركوبه الملائكة في تنقلاته، كما لا تمنع أن يكون له أذنان “وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي، وصراخي دخل أذنيه، فارتجت الأرض وارتعدت، أسس السماوات ارتعدت وارتجت، لأنه غضب، صعد دخان من أنفه، ونار من فمه أكلت، جمر اشتعلت منه، طأطأ السماوات ونـزل، وضباب تحت رجليه، ركب على كروب، وطار، ورئي على أجنحة الريح…” (صموئيل (2) 22/7 – 11).(3)
وقد تكرر ركوبه على الكروبيم “ومجد إله إسرائيل صعد عن الكروب الذي كان عليه إلى عتبة البيت” (حزقيال 9/6). ولما أصبح ركوبه على الكروبيم فعلاً معتاداً له -جلّ وعز-، ناجاه الملك حزقيا مثنياً عليه بهذا الفعل: “صلى حزقيا أمام الرب، وقال: أيها الرب إله إسرائيل، الجالس فوق الكروبيم، أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض، أنت صنعت السماء والأرض
1- (2صم 7:22) عند قراءة الاصحاح من بدايته: ” وكلم داود الرب بكلام هذا النشيد في اليوم الذي انقذه فيه الرب من ايدي كل اعدائه ومن يد شاول”
فهذا الاصحاح هو المزمور 18 من سفر المزامير و سفر المزامير سفر شعري وعندما نقول انه سفر شعري نقصد انه يجوز فيه استخدام الكناية والاستعارة والتجسيم والتجسيد كأي اسلوب بلاغي به معاني جمالية
لانه هل حقا صعد دخان من انفه ونار من فمه وجمر اشتعل منه؟ بالطبع داود النبي لم يقصد هذا حرفيا بل كان يعبر عن شده غضب الله حيث قال سلفا، أسس السماوات ارتعدت وارتجت، لأنه غضب
هنا نجد داود يمجد الرب الذي انقذه من اعداء اشداء بطريقة شعرية رائعة في بلاغتها وهو القصد المعني وليس ما يحاول صاحب الشبهة التدليس عليه
2- افترض صديقنا المدلس ان الله يستخدم الملائكة كركوب في تنقلاته الا ان المعنى كما اوضحت ليس لفظيا ولكنه كناية عن سرعة الاستجابة مثلما نقول هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف اوثان مصر(اش 2:19) فهذا تعبير عن السرعة ولا يقصد معنى حرفي
والمسيح يقول: وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء.وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.(مت30:24) كناية عن علوه وسموه
لماذا يستخد الله الاسلوب البلاغي في صياغة الوحي ؟
علينا ان نفهم ان الله لا يكلمنا بلغة الملائكة بل الله غير مجبر على التكلم باي لغة بشرية من الاصل .. فهل لان الله يتكلم بلغة الانسان اصبح اللاهوت انسان؟ ام انه – تعالى – يتعامل معنا باسلوبنا وبالطريقة التي نقدر نحن ان نفهمها, فالله يتعامل معنا تدبيريا من اجل ان نفهمه نحن وليس عيبا فيه هو, فمن منا لا ينزل الي مستوى عقل صغيرة كي يوضح له افكاره ومشاعره هكذا الله الكبير غير المحدود لن نستطيع ان نفهمه ان لم يكلمنا بلغتنا ومشاعرنا المحدوده
اقتبس تفسير ابونا انطونيوس فكري :
وركب على كاروب لأن عرش الله مركبة كاروبيمية. وإذا كان كاروب يعنى معرفة فيكون المعنى أن الله تمجد فوق كمال المعرفة وتعنى أيضاً أن الله يرتاح فى من يعرفه. ورُئى على أجنحة الريح: أى كان خلاصه وعملهُ سريعاً جداً أرسل سهاماً فشتتهم، برقاً فأزعجهم: أرسل الإنجيليين الذين لهُ فى العالم كله كسهام وكبروق فى قوتهم وفى العجائب فإنزعجت ممالك إبليس حين دخل الإيمان للعالم كله. وبإختصار فكلمة الله يطأطئ السموات بتجسده لينزل إلينا مشرقاً كشمس البر على الجالسين فى الظلمة، أمامهُ يرتعد كل ما هو زمنى فينا فتتقدس سمواتنا الداخلية (نفس) وأرضنا (جسد) ويبدد ظلمة الجهل التى كانت فينا. وأعطانا معرفة فصرنا هياكل لله والروح القدس وصرنا كمركبة كاروبيمية. وهو ركب على السحاب كما على كاروب وصعد ليحملنا إليه ويجلسنا معهُ فى السماويات فكل من كان هيكلاً لله يكون فى السماويات وكل من صار كمركبة كاروبيمية يعرف الله صار فى السماويات. وأرسل تلاميذه ورسله كسهام وتنفذ كرازتهم الإنجيلية إلى القلوب، وتبرق فيها بنور المعرفة فيهتز كل شر فيها وتقوم مملكة الرب داخلها.
فلا اعرف هل نحتاج ان نضع النقاط فوق الحروف في التمييز بين ما هو بلاغي وحرفي ..حقا شبهة حمقاء !!
واقتبس ايضا تفسير ابونا تادرس يعقوب ملطي:
يقدم لنا القديس أغسطينوس تفسيرًا رمزيًا للنص الذي بين أيدينا فيرى الأرض التي ارتجت وارتعشت تمثل الخطاة الذين صاروا أرضًا فإنه إذ تمجد ابن الإنسان على الصليب يرتجون ويرتعدون.
نقول إن صليب ربنا يسوع المسيح – واهب النصرة – يهز كل كيان جسدنا بكل أحاسيسه ومشاعره لا ليحطمه بل ليقدسه كما يمس نفوسنا الداخلية مجددًا طبيعتها. هذا ما عناه المرتل داود بالأرض (الجسد) والسماء (النفس).
ما هو الدخان الذي يصعد من أنفه والنار التي من فمه؟ يقول القديس أغسطينوس: [إنها نار المحبة ونور البر اللذان كان الخطاة محرومين منهما إذ عاشوا زمانًا طويلاً في برود وظلام، فجاء المخلص يلهب قلوبهم بحب الصالحات ويهبهم استنارة داخلية بعد أن وهبهم الحياة الجديدة.
v “طأطأ السموات ونزل”… اتضع البار ونزل إلى ضعف البشر.
“وضباب تحت رجليه”… الأشرار الذين يتلذذون بالأمور الزمنية – في ظلمة طمعهم – لا يعرفونه، فإنهم كالأرض تحت قدميه موطئ لقدميه.
“ركب على كاروب وطار ورُئي على أجنحة الريح”… تمجد فوق كل كمال المعرفة (كاروب)، لا يصل إليه أحد إلا بالحب، لأن “المحبة هي تكميل الناموس” (رو ١٣: 10)…
بهذه السرعة يظهر أنه غير مدرَك، فوق قوة النفوس وقدرتها، ولكنها (أي النفوس) بأجنحة (الروح) ترتفع من المخاوف الأرضية إلى هواء الحرية…
“أرسل سهامًا فشتتهم، برقًا فأزعجهم”… أرسل الإنجيليين الذين له يعبرون بأجنحه القوة، قوة من أرسلهم وليس قوتهم الذاتية… ليصيروا “رائحة حياة لحياة ورئحة موت لموت” (٢ كو ٢: ١٦). صنع بهم عجائب (بروق) فأزعجهم
باختصار(والخلاصة)، نشيد النصرة يدور في جوهره حول عمل الله الخلاصي: كلمة الله يطأطئ السماء بتجسده لينزل إلينا، مشرقًا كشمس البر على الجالسين في الظلمة. أمامه يرتعد كل ما هو زمني فينا لتقديس سمواتنا الداخلية (النفس) وأرضنا (الجسد)، مبددًا ظلمة الجهل التي حلت فينا. ركب على السحاب كما على كاروب وصعد ليحملنا إليه ويجلسنا معه في السمويات. أرسل تلاميذه ورسله كسهام، تنفذ كرازتهم الإنجيليه إلى القلوب، وتبرق فيها بنور المعرفة فيهتز كل شر فيها وتقوم مملكة الرب داخلها
3- ثم ناتي الي النص الاخر في (حزقيال 4:10 ) فارتفع مجد الرب عن الكروب الى عتبة البيت.فامتلا البيت من السحابة وامتلات الدار من لمعان مجد الرب
عند مراجعة النص من البداية نجد في الاصحاح الثامن: ومد شبه يد واخذني بناصية راسي ورفعني روح بين الارض والسماء واتى بي في رؤى الله الى اورشليم الى مدخل الباب الداخلي المتجه نحو الشمال حيث مجلس تمثال الغيرة المهيج الغيرة 4 واذا مجد اله اسرائيل هناك مثل الرؤيا التي رايتها في البقعة
فقد اختطف المدلس جزء من رؤيا حزقيال وبدأ يفسرها ويسقط عليها من عندياته ما يليق بتدليسه
وباستثناء انه قطع النص من سياقه الا ان النص الثمين يتكلم عن مجد الرب الظاهر على الكاروبيم في الهيكل ولا يتكلم ابدا عن ركوب الرب على الكاروبيم
وفي بداية الرؤيا نجد حزقيال يقول:
قال لي يا ابن ادم هل رايت ما هم عاملون.الرجاسات العظيمة التي بيت اسرائيل عاملها هنا لابعادي عن مقدسي.وبعد تعود تنظر رجاسات اعظم
. 7 ثم جاء بي الى باب الدار فنظرت واذا ثقب في الحائط
. 8 ثم قال لي يا ابن ادم انقب في الحائط.فنقبت في الحائط فاذا باب
. 9 وقال لي ادخل وانظر الرجاسات الشريرة التي هم عاملوها هنا.
فهو يتكلم عن الرجسات والخطايا التي فعلها بني اسرائيل في هيكل الله وعندما نصل الي النص الذي يدور حوله الخلاف نجد ان مجد الرب يصعد عن الكاروب الي عتبه الباب (حز4:10) اي مجد الله يغادر الهيكل اعلان الله عن رفضه للخطايا التي تحدث في بيته
و العجيب ان صديقنا المدلس لا يكف عن الهراء فاذ به يقول ولما أصبح ركوبه على الكروبيم فعلاً معتاداً له -جلّ وعز-، ناجاه الملك حزقيا مثنياً عليه بهذا الفعل
فهو يتكلم وكأن ما يقوله حقيقة خادعا بذلك عقول البسطاء من تابعيه فقد سلم بحقيقة ما قال وكأن الكتاب المقدس يوافقه الرأي فاين النص الذي يوافقك الرأي يا حضرة المدلس الكبير ؟؟
يقول حزقيا: أيها الرب إله إسرائيل، الجالس فوق الكروبيم
تكرر النص في :
(مز1:80) يا راعي اسرائيل اصغ يا قائد يوسف كالضأن يا جالسا على الكروبيم أشرق
(مز1:99) الرب قد ملك.ترتعد الشعوب.هو جالس على الكروبيم.تتزلزل الارض
الجالس فوق الكاروبيم = علو لله على كل جنود السماء اذ هو رب الجنود
وايضا تشير إلى غطاء التابوت الذي كان يرش عليه دم الكفارة في هيكل أورشليم. وهذا وصف لقداسة الله وقوته وسيادته كما قال في سفر الخروج: وانا اجتمع بك هناك واتكلم معك من على الغطاء من بين الكروبين اللذين على تابوت الشهادة بكل ما اوصيك به الى بني اسرائيل (خر22:25)
وهي تشير من ناحية اخرى ان الله لا يحتاج الى عرش زماني بل عرشه عرش سماوي.