لماذا الالحاد؟ فادي أليكسندر
لماذا الالحاد؟ فادي أليكسندر
لماذا الالحاد ؟ فادي أليكسندر
“أنا لا احتاج ليسوع ليمنحني ابتسامة، أنا لا احتاج لكتاب مقدس ليجعل حياتي ذات شأن”. هذه الكلمات كتبها دان باركر، قس إنجيلي لأكثر من سبعة عشر عاماً…أو هكذا كان. دان باركر هو أحد أشهر ملحدي أميركا الشمالية، ولديه درجات البكالوريوس والماجستير في اللاهوت، وكان تلميذاً في برنامج دكتوراه في أحد جامعات هذه القارة. كان دان باركر في الحقيقة أحد أنشط المدافعين عن الإيمان باللغة الإنجليزية.
لكنه اليوم يغنى “أنا لا احتاج ليسوع”. ليس ذلك فقط، بل باركر قال في أكثر من مناسبة أنه “يكره يسوع”. بعد ذلك، قام بتأسيس “مؤسسة التحرر من الدين” التي تهدف إلى بيان أن الدين لا حاجة له ولا ضرورة له في الحياة. باختصار، باركر الذي كان يوماً يقف على المنبر في كنيسته المحلية يعظ الحاضرين صباح الأحد ليعيشوا للمسيح، أصبح اليوم أحد أكبر المقاومين لحياة المسيح.
- لماذا يترك الناس الإيمان بشكل عام؟
- لماذا ينمو الإلحاد في العالم اليوم؟
أعتقد أن هذه ظاهرة تستحق أن ندرسها ونعرف أسبابها. حاولت البحث بالفعل، لكن بكل تأكيد ليس بين ملحدين عرب، فمن النادر جداً أن تجد شخص عربي ألحد لسبب “محترم”. أفضل طريقة رأيت أنها مجدية لبيان أسباب التخلي عن الله هو مشاهدة أو سماع أو قراءة مناظرات بين مؤمن وملحد. هناك منهجين في نقد الإيمان: بيان أن الإيمان لا دليل يدعمه – بيان أن الدليل المتوفر يتناقض مع الإيمان.
وبعكس ما يمكن لأي شخص أن يتوقع، فالعلم الطبيعي ليس هو الوسيلة التي يستخدمها الملحد. شاهدت منذ عدة أيام مناظرة بين ريتشارد دوكينز (عالم في الأحياء) وجون لينوكس (عالم في الرياضيات)، ولم يستخدم كلاهما أي شيء من العلم الطبيعي للاحتجاج لموقف كل منهما إلا بشكل ثانوي. المشكلة التي نحتاج إلى تفسيرها معقدة: نشأة الحياة، نشأة الكون، ونشأة الوعي. أنا شخصياً لا يوجد لدىّ أي مشكلة مع التطور، ولا يوجد لدىّ أي مشكلة مع الانفجار العظيم. إنما يستخدم الملحد شكلين من الاحتجاج فقط: مشكلة الشر، ومشكلة الشر الديني.
مشكلة الشر أو الألم هي مشكلة عاطفية. ليست مشكلة عقلانية، لأنها المحرك الرئيسي لها هو العاطفة وليس العقل. العقل يمكنه أن يقول بكل بساطة: نعم من الممكن أن يجتمع الله والألم ولابد أن هناك تفسير آخر لوجود الألم. لكن أنا لا أرى أي عقلانية أو أساس منطقي لاستخدام وجود الألم أو الشر كدليل ضد الإيمان.
مشكلة الشر الديني، هي مشكلة عاطفية أيضاً. أكثر شيء تحدث عنه دوكينز هو مشكلة الشر الذي ينتج عن المؤمنين. مستخدماً تفجير برجي التجارة وتنظيم طالبان وحوادث أخرى يرتكبها متطرفين باسم الدين، دائماً يستخدم دوكينز وبقية مؤيدي “الإلحاد الجديد” فكرة أن الإيمان يولد شراً وعنفاً. مرة أخرى هذه مشكلة عاطفية لأن محركها الرئيسي كان العاطفة وليس العقل. العقل لن يجد ما يمنع إمكانية اجتماع الإيمان والشر في ضوء تفسير آخر يفسر سبب وجود الشر الديني.
أنا أعرف أن المؤمن مُطالب بتقديم أدلة عقلانية والفلاسفة المسيحيين قدموا بالفعل العديد من الحجج المنطقية التي تشير إلى وجود الله. الفلاسفة المسلمون كذلك قدموا حجج منطقية تشير إلى وجود الله. ولكن هل قدم الفيلسوف الملحد أدلة تنفى إمكانية الإيمان؟ نحن دائماً نرى نقد إلحادي لتفسير إيماني للدليل، ولكننا لا نرى تفسير إلحادي للدليل ينفى إمكانية واحتمالية حقيقة الإيمان.
الحجج الفلسفية والعلمية التي يستخدمها الإلحاد قليلة جداً وغير متطورة بشكل كافٍ، والاعتماد شبه كامل على العاطفة فقط. لماذا يتغنى باركر إذن قائلاً “أنا لا أحتاج ليسوع”؟
صلب المسيح – إزاي بعد 600 سنة المسلمين يقولوا “شبه لهم”؟ – الجزء الأول
ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث – الجزء الثاني – عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان
منقول: مدونة الإيمان العلمي