لم تسمعوا صوته قط، ولا أبصرتم هيئته (يو 5: 37)، وهل تناقض “لم تسمعوا صوته”؟
لم تسمعوا صوته قط، ولا أبصرتم هيئته (يو 5: 37)، وهل تناقض “لم تسمعوا صوته”؟
ما معني الآب ارسلني؟
لا أحد يستطيع ان يدرك الله من حيث لاهوته. فلذلك كسر الله حاجز الزمن في ملئ الزمان لان الانسان يفهم من خلال الانسان نفسه. والاله الخارج الزمان والمكان اعطي الفهم للإنسان الخاضع للزمان والمكان من خلال الله نفسه من خلال الانسان يسوع المسيح. فالابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر. وبالتجسد تحطمت كل نظريات احتقار الجسد من افلاطون إلى الغنوصية. وأزال الله عوائق اللامحدودية لدي البشر.
وأصبح للإنسان مثلاً يحتذي به يدعي يسوع المسيح من جنس البشرية مشابه لنا في كل شيء ما خلا الخطيئة وحدها. فما يخص فعل الإرسالية هنا هو اشاره إلى فعل التجسد وفي اي موضع اشار المسيح إلى ارساليته هي اشاراه إلى الله المتجسد نفسه. لأجل عمل الفداء والخلاص. والإرسالية لا تعبر عن البشرية فان كان هناك قائد عظيم انفجر إطار سيارته فنزل هذا القائد لإصلاح الإطار التالف هل سيناديه العسكر بالميكانيكي؟
ام سيظل هو القائد العظيم فالإرسالية لا تشير إلى تغير الماهية او انتفاء اللاهوت عن الله فهذا تفكير بعيداً جداً لدي محدودي الذكاء. والإرسالية في قواميس اللغة لا تشير إلى التحول إلى بشر؟ فالرسالة المرسلة إلى صاحبها هل هي بشر! فالإرسالية لا تشير إلى نقص في ماهية المرسل. كما أشرنا بالمثل السابق. لكن تشير إلى التميز في العمل. فإيماننا ان الآب ليس هو الابن لكنهم لهم جوهر واحد.
وايضاً الإرسالية ليست انفصال ما بين الراسل والمرسل في حاله التجسد. فالإرسالية باطنية داخل الوحدة الثالوثية. فالعهد القديم ذكر ان الله أرسل روحه ليخلق في مزمور 104: 30 فهل انفصلت الروح عندما ارسله ليخلق! ففعل الارسالية في الكتاب هو للإشارة إلى فعل التجسد. وليس معناها ان المسيح مجرد رسولاً. على الرغم من ايماننا ايضاً انه جاء برسالة قسمت التاريخ ما قبل وما بعد.
ما هو مفهوم لم تسمعوا صوته او ابصرتم هيئته؟
باختصار ان لم تسمعوا صوته اي الطاعة التي تطلب إلى الاستجابة لسماع كلمة الله وصوته من خلال كلمته. وللتوضيح أكثر
يقول كتاب:
MacDonald, W., & Farstad, A. (1997, c1995). Believer’s Bible Commentary: Old and New Testaments (Jn 5:37-38). Nashville: Thomas Nelson.
اليهود غير المؤمنين لم يسمعوا لصوت الله في أي وقت. كان هذا لأنهم لم يطيعوا كلمته. فالله تكلم مع الناس من خلال كلمته “الكتاب” لكن نتيجة لغلظت قلوبهم كانت آذانهم مغلقة. فالله لا يستطيع ان يكون مرئياً لأنه روح لكن كشف عن نفسه من خلال يسوع المسيح. فالذين امنوا بيسوع المسيح قد شاهدوا الله في حجاب الجسد. لكن من لم يؤمن ولم يسمع صوت الرب “الطاعة ” ينظر اليه كأي رجل اخر.
يقول كتاب:
Biblical Studies Press. (2006; 2006). The NET Bible First Edition Notes (Jn 5:37). Biblical Studies Press.
الكلمات مثل لم “تسمعوا” صوته او “ابصرتم ” أي لم تؤمنوا بمعني ان كلامي ليس له موضع فيكم.
ويقول كتاب:
Walvoord, J. F., Zuck, R. B., & Dallas Theological Seminary. (1983-c1985). The Bible knowledge commentary: An exposition of the scriptures (2:292). Wheaton, IL: Victor Books.
خصوم يسوع يجهلون الله. فهم ليس لديهم اي اتصال معه والنص يتكلم عن العمل الداخلي في الثالوث. فالابن هو صاحب رسالة الخلاص. لكنهم رفضوه.
ويقول كتاب:
Köstenberger, A. J. (2004). John. Baker exegetical commentary on the New Testament (192). Grand Rapids, Mich.: Baker Academic.
عندما قال يسوع ان الآب شهد لي قد تكون اشاره إلى صوت الآب في المعمودية متي 3: 17 وفي مكان اخر يشير إلى انه يقبل شهادة رجل اخر ولكن شهادة الله اعظمن من اي شهادة. التي قد شهد بها عن ابنة ” يوحنا الاولي 5: 9. لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته.
شخصيات العهد القديم قد سمعت إلى صوت الله مثل نوح ” تكوين 7: 1 -4، وابراهيم ” تكوين 12: 1-3 “، موسي “خروج 3: 4. وصموئيل “صموئيل الاول 3: 4 .6,8, 11 – 14 “وايليا في ملوك الاول 13: 19 , 15 – 18. وابراهيم في سفر التكوين 18: 1 – 2 ويعقوب في تكوين 32: 24 30 وخروج 33: 11. وموسى وأشعياء. وعلى الرغم من تلقي اسرائيل للناموس وقبولهم له من خلال موسي إلى انهم رفضوا الاعظم منه بكثير وهي ارساليه الابن للخلاص.
ويقول كتاب:
Calvin, J. (1998). Calvin’s Commentaries: John (electronic ed.). Logos Library System; Calvin’s Commentaries (Jn 5:37). Albany, OR: Ages Software.
عندما قال لم تسمعوا صوته او تبصرون هيئته. هذه تعبيرات مجازية. انهم منفصلين عن معرفة الله. فحجب اليهود اعينهم عن ان يرون مجد الله في وجه يسوع المسيح ” كورنثوس الثانية 3: 14
ويقول كتاب:
Bryant, B. H., & Krause, M. S. (1998). John. The College Press NIV commentary (Jn 5:37). Joplin, Mo.: College Press Pub. Co.
تكلم يسوع بحده قائلاً ان سبب عدم ايمانهم هو عدم تصديق الذي ارسله. فالذي ارسله هو شهد له. لكنك لم تسمعوا صوته ولا ابصرتم هيئته لان كلمته لا تسكن في نفوسكم.
يقول كتاب:
Haenchen, E., Funk, R. W., & Busse, U. (1984). John: A commentary on the Gospel of John. Translation of: Das Johannesevangelium. Hermeneia–a critical and historical commentary on the Bible (263). Philadelphia: Fortress Press.
لم يسمعوا صوته ولا ابصرتم هيئته بالمعني ان الله غير معروف بالنسبة لهم.
وقال الاب بولس الفغالي من خلال كلام يسوع نفهم انّ هناك علاقة بين كلام الله والاقبال إلى يسوع. لا يكفي أن نقرأ الكتب المقدّسة إذا لم يكن هدفنا الاقبال إلى يسوع. هناك علاقة وثيقة بين الاصغاء إلى صوت الله الذي يكلّمنا في الكتاب المقدّس والاقبال بايمان إلى يسوع. والاصغاء إلى صوت الله هو في نهاية الامر إصغاء ليسوع الذي يحرّرنا من عبودية الخطيئة لنكون أبناء الله.
هل السمع يرتبط بالطاعة؟
بعيداً عن الشرح اللغوي للكلمة اليونانية التي تشير ايضاً إلى الاصغاء والفهم والاستيعاب ومستخدمه في الكتاب المقدس داخلياً في العديد من المواضع بمفهوم الطاعة سنشرح ايضا المفهوم الاسلامي للمعترض لعله يفهم.
في تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي لسوره الانفال 21:
ذكرت هذا قبل فترةٍ في بعض أحاديثي، ماذا أراد الله بكلمة أننا سمعنا ؟! وقد ذكرتُ يومها مثلاً يوضِّح الآية.
إذا شاهد شخصٌ على كتف صديقه عقربًا، وقال له: العقرب العقرب ، فالذي على كتفه العقرب قال بهدوء وراحة وبساطة: أنا أشكرك أشدَّ الشكر على هذه الملاحظة القيِّمة، وأنا لا أملك إلا أن أعبِّر عن تقديري الجزيل لهذه اللفتة البارعة، فقد سمع ما قال له، وحذَّره، فإذا بقي هادئًا، فلعلّ اهتزاز الصوت وصل إلى طبلة أذنه ولم يفهم شيئًا، فالعلماء يفرقون بين الصوت والكلام، ممكن أنْ تسمع ضجيجًا، وممكن أنْ تسمع من بعيد إنسانًا يتكلم، لكنّك لم تفهمْ من كلامه شيئًا، فهذا يعني صوتًا، اهتزاز بوسط مرن، هذا هو الصوت، لكن مضمون هذا الصوت هل فهمته ؟ لا.
قال تعالى:
﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21)﴾
يعني أنّ الله عز وجل أراد بالسماع التطبيق، شيء طبيعي إذا قيل لإنسان: على كتفك عقرب فانتبه، أن يقفز، ويهيب واقفا، وأن ترتعد مفاصله، وبعد أن يزيله عن كتفه يقول: شكراً، أما إذا جامله، معنى ذلك أنه ما سمع قولَه، لقد سمِع صوتًا، ولم يفقه له معنًى.
وجاء في كتاب الجامع لأحكام القرآن – سورة الأنفال- الجزء رقم4
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ
وهو من سماع الأذن. وهم لا يسمعون أي لا يتدبرون ما سمعوا، ولا يفكرون فيه، فهم بمنزلة من لم يسمع وأعرض عن الحق. نهى المؤمنين أن يكونوا مثلهم. فدلت الآية على أن قول المؤمن: سمعت وأطعت.
وجاء في تفسير الطبري لسوره الانفال 21
وكان ابن إسحاق يقول في ذلك ما:-
حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: (ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون)، أي: كالمنافقين الذين يظهرون له الطاعة، ويُسِرُّون المعصية.
هل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل أم يوسف؟! علماء الإسلام يُجيبون أحمد سبيع ويكشفون جهله!
انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان