نشيد حبقوق ج2 | مدخل الى سفر حبقوق النبي
نشيد حبقوق ج2 | مدخل الى سفر حبقوق النبي
نشيد حبقوق ج2 ا مدخل سفر حبقوق النبي
نكمل باذن الرب بقية موضوع حبقوق
ان المشكلة التي يواجها حبقوق تبدو جلية في الاصحاح الاول والثاني، حيث يقول حبقوق في الاعداد الاحد عشر الاولى من الاصحاح الاول
1 الوحي الذي رآه حبقوق النبي ـــ
2 حتى متى يا رب ادعو وانت لا تسمع اصرخ اليك من الظلم وانت لا تخلّص.
3 لم تريني اثما وتبصر جورا. وقدامي اغتصاب وظلم ويحدث خصام وترفع المخاصمة نفسها.
4 لذلك جمدت الشريعة ولا يخرج الحكم بتّة لان الشرير يحيط بالصدّيق فلذلك يخرج الحكم معوّجا
5 انظروا بين الامم وابصروا وتحيّروا حيرة. لاني عامل عملا في ايامكم لا تصدقون به ان أخبر به.
6 فهانذا مقيم الكلدانيين الامّة المرّة القاحمة السالكة في رحاب الارض لتملك مساكن ليست لها.
7 هي هائلة ومخوفة. من قبل نفسها يخرج حكمها وجلالها.
8 وخيلها أسرع من النمور وأحدّ من ذئاب المساء وفرسانها ينتشرون وفرسانها يأتون من بعيد ويطيرون كالنسر المسرع الى الأكل.
9 ياتون كلهم للظلم. منظر وجوههم الى قدام ويجمعون سبيا كالرمل.
10 وهي تسخر من الملوك والرؤساء ضحكة لها. وتضحك على كل حصن وتكوّم التراب وتأخذه.
11 ثم تتعدّى روحها فتعبر وتأثم. هذه قوتها الهها
فالسؤال الذي طرحه على الرب في الاعداد 2-4 يجاوبه الرب عليه في الاعداد 5-11،
يبدوا ان حبقوق قد ظن ان الرب لا يكترث للمصائب التي تحدث في يهوذا كما هو الظاهر العدد 2، شكوى النبي ليست ضد الرب بل هي طلب من الرب لمعرفة اسباب العنف والخراب والمجاعة التي حلت على الشعب في ايامه، فبعد كل الشر الذي صدر من الشعب لم يتبقى له سوى الرب ليكون معينه ويشرح له سبب الخراب خاصة بعد ان حاد الناس عن الشريعة وتوجهوا الى عبادة اوثان الشعوب الاخرى
كانت الشريعة تمثل توجيهات الرب الى شعب وكانت تطبق عن طريق الكهنة او الانبياء في العهد القديم(1)، شهد حبقوق على ظلم الكهنة وظهور الانبياء الكذبة الذين ادعوا بان الرب يكلم الشعب من خلالهم، فكانت المعضلة الكبيرة بالنسبة له هي حيادية الرب في هذه المواقف ولعله تسأل كيف يسمح الرب بحدوث كل هذا الشر ولماذا لا يتدخل في هذه الاوقات العصيبة؟
جواب الرب لتساؤلات حبقوق موجودة في الاعداد 5-11، الرب وعد حبقوق بانه سيدين الاشرار الذين اشتكى منهم النبي اليه
سفر حبقوق 1: 5
«اُنْظُرُوا بَيْنَ الأُمَمِ، وَأَبْصِرُوا وَتَحَيَّرُوا حَيْرَةً. لأَنِّي عَامِلٌ عَمَلاً فِي أَيَّامِكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ بِهِ إِنْ أُخْبِرَ بِهِ.
ويعد هذا العدد أحد الاعداد الثلاثة التي استشهد بها العهد الجديد من سفر حبقوق حيث يقول بولس الرسول في سفر اعمال الرسل
سفر أعمال الرسل 13: 41
اُنْظُرُوا أَيُّهَا الْمُتَهَاوِنُونَ، وَتَعَجَّبُوا وَاهْلِكُوا! لأَنَّنِي عَمَلاً أَعْمَلُ فِي أَيَّامِكُمْ. عَمَلاً لاَ تُصَدِّقُونَ إِنْ أَخْبَرَكُمْ أَحَدٌ بِهِ».
وفي العدد السادس يتكلم عن امة الكلدانيين
سفر حبقوق 1: 6
فَهأَنَذَا مُقِيمٌ الْكَلْدَانِيِّينَ الأُمَّةَ الْمُرَّةَ الْقَاحِمَةَ السَّالِكَةَ فِي رِحَابِ الأَرْضِ لِتَمْلِكَ مَسَاكِنَ لَيْسَتْ لَهَا.
والكلدانيين في الاصل كانوا شعوبا تعيش بالقرب من الخليج الفارسي، قاموا لاحقا بغزو مدينة بابل تحت قيادة مردوخ بالان وبعد ان استولوا على المدينة غيروا اسم المملكة الى بابل، يتكلم الرب عن قيام تلك المملكة التي اصبحت لاحقا المملكة البابلية التي دمرت اورشليم وسبت الشعب الى بابل، والتي ظهر فيها انبياء كبار مثل حزقيال ودانيال ويصف النبي هذا الشعب في الاعداد التالية
سفر حبقوق 1: 7-8
هيَ هَائِلَةٌ وَمَخُوفَةٌ. مِنْ قِبَلِ نَفْسِهَا يَخْرُجُ حُكْمُهَا وَجَلاَلُهَا
وَخَيْلُهَا أَسْرَعُ مِنَ النُّمُورِ، وَأَحَدُّ مِنْ ذِئَابِ الْمَسَاءِ.
وَفُرْسَانُهَا يَنْتَشِرُونَ، وَفُرْسَانُهَا يَأْتُونَ مِنْ بَعِيدٍ، وَيَطِيرُونَ كَالنَّسْرِ الْمُسْرِعِ إِلَى الأَكْلِ.
يصف النبي هذه المملكة التي تقوم بأوصاف قاسية ومتوحشة، حيث يصف الشهرة التي ستكسبها هذه المملكة وستحقق ما لم يحققه أحد وسيتعاظم سلطانها أكثر من اي مملكة سبقتها، يشبه سرعة الاحصنة بسرعة النمور اي ان جيوشهم ستكون قوية وسريعة في اكتساب، ويصفهم بأنهم كالذئاب في قسوتهم ووحشيتهم ومترقبين كالنسر في الانقضاض على الشعوب، لعل هذه الحيوانات المذكورة هنا تشبه كثيرا الحيوانات التي تمثل الممالك الوثنية التي رآها النبي دانيال في الاصحاح من سفر دانيال.
يقول ايضا بان البابليين سيكون ظالمين وسيحاربون امما كثيرة ويسبونهم الى ارضهم
سفر حبقوق 1: 9
يَأْتُونَ كُلُّهُمْ لِلظُّلْمِ. مَنْظَرُ وُجُوهِهِمْ إِلَى قُدَّامٍ، وَيَجْمَعُونَ سَبْيًا كَالرَّمْلِ
وَهِيَ تَسْخَرُ مِنَ الْمُلُوكِ، وَالرُّؤَسَاءُ ضُحْكَةٌ لَهَا. وَتَضْحَكُ عَلَى كُلِّ حِصْنٍ، وَتُكَوِّمُ التُّرَابَ وَتَأْخُذُهُ.
ولكن حينما يتعدون الحدود ويوغلون في الظلم سيدمر الرب مملكتهم الى الابد
سفر حبقوق 1: 11
ثُمَّ تَتَعَدَّى رُوحُهَا فَتَعْبُرُ وَتَأْثَمُ. هذِهِ قُوَّتُهَا إِلهُهَا».
وهذا ما حصل حقا حيث جاء في سفر دانيال ان الفرس والميديين غزوا بابل اثناء حكم اخر ملوك بابل بليشاصر واخذوا العاصمة دون اي مقاومة كما هو مذكور في الاصحاح الخامس من سفر دانيال
………………………………………………
- B. Davidson and H. C. O. Lanchester، “Nahum، Habakkuk and Zephaniah،” Cambridge Bible for Schools and Colleges، pp. 66–67.
نشيد حبقوق ج2 | مدخل الى سفر حبقوق النبي