هل كان يسوع شخصية تاريخية؟ – القس عماد ميخائيل
هل كان يسوع شخصية تاريخية؟ – القس عماد ميخائيل
هل كان يسوع شخصية تاريخية؟ – القس عماد ميخائيل
يزعم البعض أن يسوع ليس شخصية تاريخية بل أسطورة أو أنه عاش فعلاً لكننا لا نعرف عنه الكثير. بحسب هؤلاء شخصية يسوع المسيح كما وردت في الإنجيل هي من صنع المسيحيين الأوائل وليس لها أساس يذكر في الواقع التاريخي.
الهدف الرئيسي لهذه المحاضرة هو مراجعة الدلائل التي تثبت أن يسوع فعلاً شخصية تاريخية والمعلومات المتفق عليها بين المؤرخين عامة (ليس المسيحيين فقط). لكي نحقق هذا الهدف سنتعرف على تاريخ القرن الأول فيما يخص منطقة الشرق الأوسط وبالذات فلسطين وعلى بعض المؤرخين الذين عاشوا فيه.
أسلوبنا لن يعتمد على الإيمان بل على البحث الموضوعي. من وجهة نظر التاريخ اثبات أي معلومة يتطلب وجود عدة شهود للحدث لهم مصداقية وغير معتمدين على بعضهم البعض.
أولا: مراجعة لتاريخ القرن الأول الميلادي فيما يخص منطقة الشرق الأوسط
كانت المنطقة كلها تحت حكم الإمبراطورية الرومانية. فيما يلي أسماء أهم الاباطرة الذين حكموا في القرن الأول وتاريخهم وبعض الأحداث ذات صلة التي حدثت أثناء حكمهم. نذكر أيضاً الحكام المحليين في فلسطين الذين حكموا باسم روما في الجزء الأول من القرن (مذكورين تحت اسم الاباطرة) وبعض الشخصيات الهامة.
- Augustus –حكم من 31 ق م إلى 14 م
- هيرودس الكبير (حكم 37 – 4 ق م)
- ارخيلاوس حكم اليهودية والسامرة وآدوم (حكم 4 ق م – 6 م)
- بداية حكم هيرودس انتيباس على الجليل وبيريا (4 ق م – 39 م)
- حكم هيرودس فيلبس على ايطورية وكورة تراخنيتس (4 ق م – 34 م)
- حكم كيرينيوس والي سوريا (12 ق م – 12 م)
- يهوذا الجليلي قاد تمرد على روما وهزم
- رئيس الكهنة حنان (رسمياً من 6-15 م لكن نفوذه استمر لفترة طويلة بعد ذلك)
- ميلاد يسوع وزيارة العائلة المقدسة لمصر وطفولته
- Tiberius– حكم من 14 م إلى 37 م
- باقي فترة هيرودس انتيباس على الجليل وبيريا (4 ق م إلى 39 م)
- الوالي الروماني بيلاطس البنطي (26-36 م)
- قيافا رئيس الكهنة من 18-36 م (زوج بنت حنان)
- معمودية يسوع وعمله وموته وبداية الحركة المسيحية
- هيرودس أنتيباس هو الذي قطع رأس يوحنا المعمدان واشترك في محاكمة المسيح مع السنهدريم اليهودي وبيلاطس.
- غمالائيل عالم فريسي وعضو في السنهدريم وحفيد العالم المشهور هيلل
- Caligula – حكم من 37 م إلى 41 م
- Claudius – حكم من 41 م إلى 54 م
- هيرودس أغريباس الأول (حكم 41-44 م)
- هيرودس هذا قتل الرسول يعقوب
- هيرودس أغريباس الثاني (48 -70 م)
- طرد Claudius اليهود من روما عام 49م وكان بينهم يهود منتصرين
- مجاعات في مناطق متفرقة منها مقاطعة اليهودية
- بداية كتابة أسفار العهد الجديد
- Nero – حكم من 54 م إلى 68 م
- الوالي الروماني فيلكس حكم اليهودية 52-58 م وخلفه فستس من 59-62 م
- استمرار حكم الملك هيرودس اغريباس الثاني (48-70 م)
- غاليون والي أخائية في منتصف الخمسينيات
- اراستس خازن مدينة كورنثوس في منتصف القرن
- حريق روما عام 64 م واضطهاد بشع للمسيحيين
- استشهاد الرسولين بطرس وبولس في هذا الاضطهاد
- بداية الثورة اليهودية ضد روما عام 66 م
- اشترك في الحرب القائد والمؤرخ اليهودي يوسيفوس
- بعد وفاته حدث صراع على الحكم لمدة عام
- Vespasian –حكم من 69 م إلى 79 م
- سقوط أورشليم ودمار الهيكل على يد ابنه تيطس
- Titus – حكم 79 م إلى 81 م
- Domitian – حكم 81 م إلى 96 م
- الأخ الأصغر لتيطس
- ادعى الألوهية!
- اضطهد المسيحيين ونفي الرسول يوحنا لجزيرة بطموس
ثانياً: تعليق على هذا السرد التاريخي
- نرى أن تاريخ اليهود والرومان من القرن الأول معروف بدقة من خلال المؤرخين والآثار ولا يوجد فيه غموض.
- بالنسبة لليهود كانت قضية القرن هي محاولة الاستقلال من روما والتي فشلت بكارثة قومية
- الرومان اعتبروا المسيحية مذهب يهودي ولم يقاوموها حتى وقت نيرون
- كل الأسماء أعلاه التي بأسفلها خط شخصيات معروفة من التاريخ ويذكرها العهد الجديد بدقة
- كُتاب العهد الجديد يُظهرون معرفة دقيقة بأحداث القرن الأول سياسياً واقتصاديا وثقافيا ودينيا. أسفار العهد الجديد التي تذكر التاريخ مكتوبة بطريقة معاصرة تؤكد أن الكُتاب كانوا معاصرين للأحداث
- الآثار أكدت كثير من معلومات العهد الجديد منها: مشاريع هيرودس الكبير المعمارية، مجمع كفرناحوم اليهودي، مراكب من القرن الأول في بحر الجليل ، قبر قيافا، ذكر غاليون واراستس في أخائية وأثار كثيرة في الشرق الأوسط وخارجه.
- كل هذا يظهر أن العهد الجديد له مصداقية ممتازة من حيث سرد الأحداث التاريخية
- قارن الكتابات المزورة مثل “إنجيل” برنابا التي تحتوي على أخطاء فادحة
- اتفق العلماء (حتى غير المسيحيين) أن عدة أجزاء من العهد الجديد مكتوبة فعلياً في منتصف القرن الأول منها البشيرين (متى، مرقس، لوقا، يوحنا) وسفر الأعمال ورسالة يعقوب ورسائل بولس مثل رومية، كورنثوس، تسالونيكي، أفسس، وفيلبي على الأقل. بعض هذه الأجزاء كتبت في خلال 20-30 سنة بعد حياة يسوع المسيح أي في حياة من عاصروه. يقول الرسول بولس أن 500 شخص رأوا المسيح المقام في مناسبة واحدة معظمهم حي وقت كتابة كورنثوس الأولي (57 م).
- إن كان بولس أو الكتاب الآخرين قد كتبوا معلومات خاطئة لكنا وجدنا اعتراضات من معاصيرهم وعدم الاهتمام بكتاباتهم. الاحتفاظ بهذه الكتابات ونشرها واستعداد العددين على الاستشهاد من أجلها يؤكد مصداقياتها في القرن الأول وهو قرن الأحداث!
- بالإضافة للعهد الجديد عندنا 40 كتابة مسيحية من المئة سنة الأولى تذكر المسيح بطريقة أو أخرى وكلها تؤكد وجوده في التاريخ ونشأة المسيحية.
- نشأة المسيحية في القرن الأول في حد ذاتها أمر غريب وغير متوقع من الناحية البشرية
- بالنسبة لليهود كانت اهتماماتهم منصبة تماماً على مشكلة الاحتلال الروماني
- فكرياً كان اليهود منتظرين مسيا قوي يخلصهم من الاحتلال
- رفضوا يسوع لأنه لم يأتي بهذا الغرض
- فكرياً لم يتوقع اليهود أبدا أن المسيا يتألم ويقوم من الأموات
- انتظر اليهود قيامة عامة في نهاية التاريخ
- لذلك لم يفهم حتى تلاميذ المسيح أنه ينبغي أن يموت ويقوم
- فمن أين جاءت أفكار المسيحية التي نجدها في العهد الجديد وكيف انتشرت؟؟
- لم تكن الرسالة المسيحية في صالح روما. صحيح أن المسيح وأتباعه لم يدعوا لمقاومة روما لكنهم رفضوا عبادة الامبراطور. فلم تكن المسيحية فكرة رومانية.
- التشابه بين المسيحية وديانات أخرى قديمة ضئيل للغاية والاختلافات كبيرة فلا يوجد أي دليل تاريخي يربط المسيحية بهم.
ثالثاً: يسوع المسيح مذكور عند المؤرخين غير المسيحيين في القرن الأول
- شهادة المؤرخ اليهودي يوسيفوس (عاش من 38 – 100م) في كتابه عاديات اليهود(الفصل 18 و20) هامة لأنه عاش في نفس المكان الذي عاش فيه يسوع وتقريبا في نفس الوقت ولم يكن مسيحياً. يذكر شخصيات أخرى مثل يعقوب أخا الرب.
- شهادة المؤرخ الروماني تاسيتسTacitus (عاش 56-117 م) في كتابه الحوليات(15، 44) يتكلم عن صلب المسيح في عصر طيبوريوس والاضطهاد ضد المسيحيين في روما في عصر نيرون.
- شهادة المؤرخ الروماني سوتنيوس أن اليهود طردوا من روما في عصر Claudius بسبب اضطرابات حول شخصية “كريستوس” (لقب يسوع باليوناني)
- شهادة الفيلسوف السوري مارا ابن سرابيوم في خطاب لابنه سنة 73 م يقول إن اليهود قتلوا ملكهم الحكيم وتشتتوا بسبب ذلك.
- تقاليد اليهود الشفاهية التي دونت بعد القرن الأول في التلمود تدين يسوع على أنه مهرطق وساحر ومضلل وقد اتفقت الأمة على “تعليقه”
في الختام، لدينا شهود كثيرين مسيحيين وغير مسيحيين يؤكدون أن يسوع المسيح من الجليل عاش في القرن الأول وتعمد على يد يوحنا وصلب في عهد بيلاطس الوالي الروماني. العهد الجديد يتفق بما يقوله المؤرخين ويعطينا باقي القصة وتفسيرها العظيم!! لا يوجد سبب تاريخي يدعونا للشك في شهادته.
هل كان يسوع شخصية تاريخية؟ – القس عماد ميخائيل
المصدر: http://knowyourchrist.blogspot.com.eg/2015/04/blog-post_21.html