الاكتشافات الاثرية وأثرها على دراسات العهد القديم ج1 | حجر رشيد
الاكتشافات الاثرية وأثرها على دراسات العهد القديم ج1 | حجر رشيد
الاكتشافات الاثرية وأثرها على دراسات العهد القديم ج1 | حجر رشيد
في القرنين الأخيرين حدثت ثورة وقفزة كبيرة في عالم الاكتشافات الاثرية الكتابية، مما سلط الضوء على الكثير من الاشياء التي كنا نجهلها لفترة طويلة، ومن خلال فحص هذه الاثار الكتابية تمكنا ان نفهم العهد القديم بشكل أفضل، فقبل الاكتشافات الاثرية كانت كل معلوماتنا عن بعض الفترات التي يذكرها الكتاب موجودة في كتابات المؤرخين اليونانيين واللاتين ولذلك كانت المعلومات التاريخية التي تتكلم عن القرن الخامس قبل الميلاد وما فوق شبه معدومة.
اما اليوم فقد تغيرت الصورة تماما فبعد اكتشافات التي حصلت في بلاد ما بين النهرين ومصر وسورية وبلاد اخرى، حصلت قفزة كبيرة في عالم الدراسات الكتابية، ولعلنا نذكر أهم اكتشاف كتابي في القرن الفائت وهو العثور على مخطوطات البحر الميت سنة 1947 التي كتب معظمها قبل القرن الاول الميلادي وتحتوي على نصوص من كل كتابات العهد القديم عدى سفر استير، وقد استمرت اكتشاف المخطوطات الثمينة في وادي القمران في الكهوف الاحدى عشر الى سنة 1952 (1)، ان الكمية المخطوطات الكبيرة المكتشفة لا تكمن اهميتها في قدمها و كثرة اعدادها فقط بل في قيمتها الكبيرة في علم النقد النصي للعهد القديم (2) خاصة انه قبل هذا الاكتشاف كانت اقدم مخطوطة كاملة للعهد القديم باللغة العبرية تعود الى القرن العاشر، فهذا الاكتشاف كان له دور عظيم في سد الهوة الزمنية الكبيرة بين اقدم مخطوطة عبرية للأسفار المقدسة و تاريخ كتابتها، كان لها دور كبير أيضاً في تسليط الضوء على فتره تاريخية كتابية مهمة جدا كانت المعلومات المتوفرة عنها قليلة جدا.
اكتشاف حجر رشيد
العثور على حجر الرشيد اثناء الحملة الفرنسية في مصر سنة 1798 كان له الفضل في الكشف عن سر اللغة المصرية القديمة التي ضلت مجهولة للعالم لقرون طويلة، فهذا الحجر كان يحتوي على كلمات مكتوبة في ثلاثة لغات، الاولى كانت اليونانية القديمة، واللغتان الآخرتان كانتا لغات مصرية قديمة، والأولى كانت لغة هيروغليفية قديمة والاخرى كانت لغة ديموطيقية معروفة لدى الناس، استطاع الشاب الفرنسي الصغير شامبليون فك لغز اللغة الهيروغليفية و بذلك احدث ثورة عظيمة في علم المصريات الذي اصبح قسم مهم جدا في علم الاثار و خصصت له اقسام في جامعات كثيرة حول العالم، اتاحت قراءة الاثار المصرية كشف ما كنا نجهله عن هذه الحضارة العظيمة والتي من خلاله كتاباتها استطعنا ان نفهم القصص الكتابية التي حدثت في مصر القديمة بشكل اوضح (3) مثل قصة يوسف وعبودية الاسرائيليين في مصر وجودهم في كنعان قبل نهاية الالفية الاولى قبل الميلاد، وتم ايضا قراءة المراسلات التي حدثت بين ملوك مصر وملوك امم اخرى مذكورة في العهد القديم مثل الاشوريين والحثيين الذين اعتبرهم نقاد العهد القديم شعب اسطوري غير موجود خارج الكتاب المقدس. وهذا يوضح أهمية الآثاء في إتاحة فهم أعمق وأصح للقصص الكتابي بشكل عام.
………………………………………
(1) William L. Reed، “The Qumran Caves Expedition of March، 1952،” in the Bulletin of the American Schools of Oriental Research 135 (Oct.، 1954)، pp. 8–13.
(2) G. Lankester Harding، Palestine Exploration Quarterly 84، 1952، pp. 104
(3) Archeology and the Old Testament، pp. 129–152