اعتراضات النقاد على حقيقية قيامة المسيح والرد عليها جـ1
اعتراضات النقاد على حقيقية قيامة المسيح والرد عليها ج 1
اعتراضات النقاد على حقيقية قيامة المسيح
عرض الاعتراض الاول والرد عليه
كتب الناقد روبرت كريج كافين قائلا بانه حتى عند الإعتراف بالمصداقية التاريخية للعهد الجديد فان حادثة القيامة المذكورة في العهد الجديد لا تُمكِننا من بناء أحداث تاريخية واقعية تُثبت القيامة، فالقيامة ليست إعادة إحياء ميت فقط بل تفترض احيائه بجسد ممجد خارق للطبيعة ولا يوجد أدلة في العهد الجديد تثبت بأن جسد المسيح كان خارق للطبيعة بعد القيامة، لذلك حتى لو افترضنا بان المسيح خرج حيًّا من القبر، فلن تُعتبر هذه الحادثة كقيامة للموتى بحسب المفهوم الشائع لقيامة الموتى عند المسيحيين.
الرد بقلم الدكتور نورمان جيسلر
أولا: إن بقاء السيد المسيح على قيد الحياة بحد ذاته معجزة تدل على أنه هو الله الظاهر في الجسد كما جاء (متى 12: 40؛ يوحنا 2: 19-21؛ 10: 18؛ مرقس 2:10)، فلا يمكن لإعتراض كهذا أن يغير أي شيء على ارض الواقع، فلو كان المسيح الاله المتجسد سيستطيع بسهوله اقامة جسده وجعله ممجد وغير قابل للموت
ثانياً: العهد الجديد يقول بأن جسد السيد المسيح كان جسداً ممجداً بعد القيامة وتمكن من الدخول به إلى التلاميذ والأبواب مُغلّقة كما أنه كان يظهر ويختفي فجأة (لوقا 24، يوحنا 20)، بجسده المٌمجد إستطاع أن يصعد إلى السماوات (أعمال الرسل 1: 8-11، لوقا 24: 50-51)، وحتى بعد صعوده إلى السموات احتفظ بجسده الخارق الذي ظهر به لإسطفانوس (أعمال الرسل 7) اثناء استشهاده ولبولس الرسول عندما كان في طريقه لدمشق، و ظهر لاحقا بنفس الجسد في بداية سفر الرؤيا عندما رآه يوحنا الحبيب (رؤيا 1)، لذلك قال بولس الرسول في رسالته الاولى الى كورنثوس الاصحاح 9 (ألست انا رسولا. ألست انا حرا. أما رأيت يسوع المسيح ربنا. ألستم أنتم عملي في الرب). وهذا يدل بان بولس الرسول رأى المسيح بعينيه، ويذكر ايضا في نفس الرسالة في الاصحاح 15 بان المسيح تراءى ليعقوب وللرسل ولأكثر من خمسمائة اخ بعد القيامة (وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعي). يقول الكتاب ايضا بان المسيح دخل السماوات بجسده الذي قام به من بين الاموات وسيعود ليدين بنفس الجسد ليدين الاحياء والاموات. تذكر نبوات العهد القديم ان جسد المخلص لن يرى فسادا كما جاء في المزمور 16 (لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيّك يرى فسادا). ويظهر لنا كتابيا خطأ اعتراض كالفن على حقيقة القيامة بالجسد واتضح لنا جليا بان جسد القيامة هو جسد ممجد بحسب الاناجيل وكتابات الرسل.
ثالثاً: يدعي كالفن بان المشكلة الحقيقة في الايمان بالمعجزات لا تكمن في الخروج عن القوانين الطبيعية بل في الحجج المنطقية التي يستخدمها البعض لإثبات القيامة. هذا الاعتراض لا يبدوا منطقيا لان ما يسميه كالفن حجج منطقية ستفشل ان تم وضعها تحت التجربة، فالنقاد يقولون حتى لو افترضنا بان جسد المسيح كانت فيه حياة في اليوم الثالث لن تعتبر معجزه، رغم اعتراف الفيلسوف ديفيد هيوم بان هذا لو حدث فانه سيعتبرها معجزة، فكلما يتحاور المرء مع منكري المعجزات يتذكر قول المسيح (فقال له ان كانوا لا يسمعون من موسى والانبياء ولا ان قام واحد من الاموات يصدقون).
Christian Apologetics Journal Volume 5 (Matthews، NC: Southern Evangelical Seminary، 2006), vnp.5.1.46.