ما هي الدفاعيات ؟ – أليستر ماكجراث (الدفاعيات المجردة)
ما هي الدفاعيات ؟ – أليستر ماكجراث (الدفاعيات المجردة)
ما هي الدفاعيات ؟ – أليستر ماكجراث (الدفاعيات المجردة)
عن كتاب: الدفاعيات المجردة لأليستر ماكجراث
تُقدم الإرسالية العظمي لكل مؤمن امتياز ومسئولية الكرازة بالخبر السار حتى نهاية الزمان: “فَاذهَبوُا وَتلمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ” (مت 28: 18-20). إن كل مسيحي على قيد الحياة اليوم مرتبط، عن طريق سلسة أحداث تاريخية مركبة، بهذه اللحظة المحورية. وكلٌ منا له شجرة عائلة روحية تضرب بجذورها في أعماق الزمن. فنحن، على مدى العصور المتعاقبة، مثل العّدَّائين في سباق تتابع تاريخي ضخم، فقد سبقنا عداؤون آخرون ونقلوا الأخبار السارة من جيل إلى جيل. والآن قد استلمنا نحن العصا، وحان دورنا. وهو ما يعني أننا مؤتمنون على نقل البشارة للقريب وللبعيد.
ويا لها من فكرة مثيرة لأنها تساعدنا على اكتشاف مكاننا في الصورة الأكبر. ولكنها تمثل تحديًا ضخمًا للكثيرين. وكأن لسان حالهم: هل نحن قادرون على الاضطلاع بهذا الأمر؟ كيف يمكننا أن نحمل هذه المسئولية الثقيلة؟ لابد أن ندرك أن المؤمنين طالما شعروا بهول التحديات التي تواجههم في توصيل إيمانهم للآخرين. فنحن نشعر أننا نفتقد الحكمة، والبصيرة، والقوة اللازمة للقيام بهذه المهمة، ونحن محقون في هذا الشعور. ولكن علينا أن ندرك أيضًا أن الله يعرفنا تمام المعرفة (مز 139). إنه يعرف أسرارنا الخفية، ونقاط قوتنا، ونقاط ضعفنا. والله قادر أن يعمل فينا وبنا ليتحدث للعالم الذي مات المسيح من أجله.
إن واحدًا من الموضوعات الرائعة في الكتاب المقدس أنه وقتما يطلب الله منا أن نقوم بعملٍ ما من أجله، يمنحنا ما نحتاج إليه من مواهب للقيام بهذا العمل. ولمَّا كان يعرفنا على حقيقتنا، فهو يؤهلنا للمهمة التي يريدنا القيام بها. ولذلك، تتضمن الإرسالية العظمى أمرًا ووعدًا. الأمر الذي يصدره المسيح المقام لتلاميذه يتسم بالجرأة والصعوبة: “فَاذهَبُوا وَتَلمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ” (أع 19). وعلى قدر صعوبة الأمر يأتي الوعد الذي يقطعه المسيح لأولئك التلاميذ مطَمئنًا ومشجعًا: “وَهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انقِضَاءِ الدَّهر.” (أع 20). وهو وعد مُعّزٍّ جدًا. فنحن لسنا بمفردنا، ولكن المسيح المقام يقف معنا وبجوارنا ونحن نبذل قصارى جهدنا لتوصيل الخبر السار عن شخص المسيح وما فعله من أجلنا، ولتسليمه لمَن بعدنا.
ومع ذلك، معرفتنا أن المسيح المقام يرافقنا ويقوينا في مسيرة إيماننا لا تجيب عن الأسئلة الكثيرة التي لابد أن نواجهها وندرسها ونحن نعلن الإنجيل ونبرز جماله للآخرين. فكيف يمكن لأي شخص أن يفي الإنجيل حقه مظهرًا كل ما فيه من إثارة وفرح وروعة؟ إننا كثيراً ما نجد كلماتنا تعجز عن التعبير عن ثراء الإنجيل تعبيرًا وافيًا. فحقيقة الله والإنجيل دائمًا ما تتجاوز قدراتنا على التعبير. وكيف يمكن أن نقدم إجابات فعالة لما تطرحه ثقافتنا من أسئلة عن الله، أو كيف نرد على الاعتراضات التي تثيرها بشأن الإيمان؟ وكيف يمكننا أن نعثر على طرق واضحة وصادقة ومتجددة لشرح الإنجيل والتعبير عنه، بما يتيح له التلامس مع آمال المحيطين بنا ومخاوفهم؟
كيف يمكن للمؤمنين أن يشرحوا إيمانهم بلغة مفهومة لِمَن هم خارج الكنيسة؟ كيف يمكننا أن نتعامل مع الفهم الخاطئ أو التفسير الخاطئ للإيمان المسيحي؟ كيف يمكننا توصيل ما في الإنجيل من حق، وجاذبية، وفرح لثقافتنا؟ هذه الأسئلة تناولها المسيحيون منذ زمن العهد الجديد. وهذا ما جرى العرف على تسميته بعلم “الدفاعيات” الذي يمثل موضوع هذا الكتاب.
تعريف الدفاعيات:
ما هي الدفاعيات إذَن؟ القديس أوغسطينوس أسقف هيبوAugustine of Hippo (354-430)، وهو من أعظم اللاهوتيين في الكنيسة، يُعتبر باتفاق الغالبية مفسرًا للكتاب المقدس، وواعظًا، وشارحًا لنعمة الله. ومِن أَقيَم ما ساهم به في تكوين اللاهوت المسيحي هو أفكاره عن تعليم الثالوث. وهو تعليم غالبًا ما يمثل صعوبة للناس، كما سيعرف القارئ فيما بعد. إلا أن الصعوبة التي واجهها أوغسطينوس شخصيًا كانت تتعلق بتعبير “ثلاثة أقانيم، إله واحد.” فكان يتساءل: لماذا استخدم المسيحيون كلمة “أقنوم” “person” في هذا السياق؟ لأنه رأي أن الكلمة لا تساعد على فهم الموضوع. ولا شك أنه كان يمكن استخدام كلمة أفضل. إلا أن أوغسطينوس توصل في النهاية إلى أنه ربما لم تكن هناك كلمة أفضل، وأن كل ما يجب على الكنيسة أن تظل تستخدم كلمة “أقنوم” على هذا النحو.
وهذا ما أشعر به غالبًا عندما أستخدم مصطلح “دفاعيات” “apologetic”، لأن الكلمة لا تساعدنا كثيرًا. فهي في نظر الكثيرين توحي بفكرة “الاعتذار”[1]. وأنا موقن أن الكنيسة اليوم يجب أن تعتذر عن الكثير. ولكن ليس هذا معني الدفاعيات. ومما يُزيد الأمر صعوبة أن كلمة “دفاعيات” تبدو انها في صيغة الجمع ]ينطبق هذا على الكلمة الإنجليزية أيضًا[، ولكنها في الواقع مفرد (مثل كلمة “scissors”]مقص[). وبالرغم من محاولات الكُتاب المسيحيين عبر العصور لإيجاد مصطلحات بديلة، يبدو أن أيًا منها لم يحظَ بالإعجاب. لذلك، سنلتزم باستخدام مصطلح “الدفاعيات.” ولكن حتى وإن لم يكن بإمكاننا تغيير الكلمة، لابد أن نحرص على إدراك ثراء معناها.
يكتسب مصطلح “الدفاعيات” معني أعمق بكثير عندما ننظر لمعنى الكلمة اليونانية المشتقة منها كلمة “apologetics” الإنجليزية، ألا وهي “apologia” التي تعني “الدفاع”، أي قضية منطقية مكتملة الأركان تُثبت براءة متهم في المحكمة، أو عرض لصحة حجة أو معتقَد. وقد استخدم بطرس هذا المصطلح في (1 بطرس 15:3) التي يراها الكثيرون عبارة كتابية نموذجية توضح أهمية الدفاعيات:
بَل قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلَهَ فِي قُلُوبِكُم، مُستَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَة “apologia” كُلِّ مَن يَسأَلُكُم عَن سَبَبِ “logos” الرَّجّاءِ اَّلذِي فِيكُم بِوَدَاعَةٍ وَخَوفٍ.
إنه نص مهم ويستحق ان نقرأه في قرينته كاملةً. فرسالة بطرس الأولى موجَّهة للمسيحين في آسيا الصغرى (تركيا الحالية) في زمن سيادة الإمبراطورية الرومانية. وهو في هذه الرسالة يطمئنهم ويعزيهم وهم يواجهون خطر الاضطهاد، ويشجعهم على التفاعل مع مَن ينتقدونهم ويسألونهم، وذلك بأن يشرحوا لهم أساس إيمانهم ومحتواه بوداعة وخوف.
ويتضح أن بطرس يعتبر أن الأفكار المسيحية تتعرض إما لسوء الفهم أو سوء التفسير، ويحث قراءه على تصحيح المفاهيم، ولكن مع مراعاة حسن الخلق ودون إساءة للآخر. ومن هنا يرى بطرس أن الدفاعيات هي دفاع عن الحق بلطف واحترام. فالدفاعيات لا تهدف إلى استعداء مَن هم خارج الكنيسة ولا إهانتهم، بل إلى فتح عيونهم على واقعية الإيمان المسيحي، وصدقه، وملاءمته لحياتهم واحتياجاتهم. ولا يجب أن يحدث تعارض أو تناقض بين الرسالة المعلَنة ونبرة الرسول الذي يعلنها. فلابد أن نكون جذابين، ولطفاء، وكريمي الخلق. وإن كان الإنجيل يشكل صعوبة، يجب أن تنبع من ذات طبيعته ومحتواه، لا من أسلوب إعلاننا له[2]. فالفارق كبير أن تأتي العثرات من الإنجيل نفسه، وأن تأتي من المدافعين عنه بسبب عدم حكمتهم في اختيار اللغة أو عدوانيهم نحو مَن هم مِن خارج واستهانتهم بهم.
وقد أخذ المسيحيون هذه النصيحة مأخذ الجد منذ الأيام الأولى للكنيسة. والعهد الجديد نفسه يحتوي على عدد من النصوص المهمة التي تشرح الإيمان المسيحي وتظهر جماله وتدافع عنه أمام جماهير من خلفيات مختلفة، ومعظم هذه النصوص في أعمال الرسل. فعظة بطرس الشهيرة يوم الخمسين تقيم الحجة بأن يسوع المسيح هو منتهى آمال إسرائيل (أع 2). وعظة بولس التي لا تقل شهرة أمام فلاسفة أثينا تثبت بالحجة أن يسوع الناصري هو مقصد السعي البشري الطويل عن الحكمة (أع 17).
وقد استمر هذا الاندماج مع المجتمع عبر تاريخ الكنيسة. وكان الكُتاب المسيحيون الأوائل مهتمين بوجه خاص بمخاطبة المذهب الأفلاطوني. فكيف أمكنهم توصيل حق الإنجيل وقوته لأناس اعتادوا على التفكير الأفلاطوني؟ لقد اعتمدوا في منهجهم على تحديد كلٍ من الفرص المتاحة، والتحديات، ثم استغلال الفرص ومواجهة التحديات. إلا أن الأفلاطونية بوجه عام أفل نجمها في أوائل العصور الوسطى، وأصبح أرسطو هو الفيلسوف الذي يقع عليه الاختيار في معظم الجامعات الغربية ن القرن الثالث عشر حتى مطلع القرن السادس عشر. وعندئذٍ نهض المدافعون المسيحيون لهذا التحدي أيضًا. وقاموا بتحديد التحديات التي يطرحها المذهب الأرسطي مثل الاعتقاد بأزلية العالم، وكذلك الأبواب التي يفتحها أمام الإيمان. ومازالت المهمة مستمرة إلى يومنا هذا ونحن نواجه تحديات وفرصًا فكرية وثقافية جديدة. ومن السهل أن نرتاع من هول التحديات التي تُنتج من التغيرات الثقافية، مما يعجزنا عن رؤية ما تتيحه من فرص.
الموضوعات الأساسية في الدفاعيات المسيحية:
قبل أن نتناول هذه الفرص، علينا أن نفكر أكثر في طبيعة الدفاعيات، فما القضايا التي يتناولها هذا العلم؟ وكيف يساعدنا في إعلان الإنجيل وتوصيله؟ يمكننا أن نلخص المهام الثلاث التي واجهها متخصصو الدفاعيات في الماضي وما يواجهونه في الحاضر تحت عناوين رئيسية: الدفاع، وإبراز الجمال، والترجمة.
الدفاع:
وهنا يحاول المدافع أن يكشف العوائق التي تقف أمام الإيمان. هل نتجت عن إساءة الفهم أو إساءة التفسير؟ وإن كان الأمر كذلك، فلابد من التصحيح. أم نتجت بسبب صعوبة حقيقية يشكلها الحق المسيحي؟ إن كان الأمر كذلك، فلابد من تناول هذه القضايا التي تمثل صعوبة. ولابد أن نلاحظ أن الدفاع عمومًا هو استراتيجية رد فعل، أي أنه عندما تُطرح شكوك معينة لابد من الرد عليها. ولحسن الحظ هناك إجابات ممتازة يمكن تقديمها، وعلى المدافع أن يعرفها ويفهمها. وعندما تُطرح أسئلة صادقة بإخلاص، لابد أن نقدم لها إجابات صادقة بقوة وبلطف في الوقت نفسه.
إلا أن الأسئلة والمخاوف والشكوك تختلف من شخص لآخر. ومن ثَمَّ، على المدافع أن يعرف جمهوره، ويكشف التحديات التي يواجهها الناس في الإنجيل. فمن أول الأمور التي يتعلمها المدافع في تقديمه للدفاعيات، وليس مجرد قراءته بعض الكتب عنها، أن الناس مختلفون اختلافًا كبيرًا، مما يستتبع اختلافات التحديات المحددة التي يواجهها كلٌ منهم في الإيمان التي لا يجب اختزالها وتعميهما في نمط موحد.
وهذه التحديات غالبًا ما تكون عقلية تتعلق بالأدلة التي تثبت صحة الإيمان أو ببعض التعاليم المسيحية الأساسية. ولكن من المهم أن ندرك أنه ليست كل الصعوبات تندرج تحت هذه الفئة. فبعض القضايا أعمق من ذلك بكثير، ولا تتصل كثيرًا بالفهم العقلاني بل بالبعد الوجودي. وقد علَّق المدافع الفرنسي “بليز باسكال” Blaise Pascal (1623-1662) ذات مرة تعليقًا ثاقبًا حين قال: “للقلب منطقه وأسبابه التي لا يستطيع العقل أن يفهمها.” والدفاعيات تهدف إلى تحديد هذه الحواجز التي تقف عائقًا أمام الإيمان، أيًّا كانت طبيعتها، وتقديم إجابات تساعد في التغلب عليها.
والدفاعيات تشجع المسيحيين على “تلمذة العقل وتهذيبه”، حتى قبل أن نتمكن من إجابة الأسئلة التي يطرحها الآخرون عن إيماننا، لابد أن نجيب عنها لأنفسنا أولاً. فالمسيح يدعو أتباعه أن يحبوا الله من كل قلبهم، ومن كل نفسهم، ومن كل فكرهم (مت 37:22). وبولس أيضًا يتحدث عن تجديد أذهاننا (رو 2:12) باعتباره جزءًا من عملية تغيير حياتنا. فكوننا مسيحيين يعني أن نفكر في إيماننا ونبدأ في تكوين إجابات لأسئلتنا. إن الدفاعيات تهتم بالتعمق في الإيمان المسيحي والغوص فيه لاكتشاف ما به من كنوز. وهي تساعدنا نحن أنفسنا على تقدير ثراء إيماننا ومنطقيته. ولكنها تمكننا ايضًا، وهو ما قد لا يقل أهمية عن فائدتها السابقة، من التعامل مع أسئلة الآخرين.
ومن المهم أيضًا أن ندرك أن مَن يطرحون أسئلة عن الإيمان ليسوا فقط مِن خارج الكنيسة. فالكثير من المسيحيين أيضًا يواجهون عثرات في إيمانهم ويجدون أنفسهم يبحثون عن تفسيرات له أو وسائل تساعدهم على الاحتفاظ به. ورغم أن الدفاعيات تركز أساسًا على ثقافة المجتمع المحيط بوجه عام، علينا ألا ننسى أن الكثير من المسيحيين داخل الكنيسة يحتاجون لمَن يساعدهم في إيمانهم. لماذا يسمح الله بالألم؟ كيف افهم الثالوث؟ هل حيواناتي المنزلية ستذهب إلى السماء بعد الموت؟ كل هذه أسئلة دفاعية مألوفة لأي قس، ولابد من الإجابة عليها. ومن حسن الحظ أن هناك بالفعل إجابات لها جذور عميقة في تاريخ الكنيسة المسيحية الطويل بكتابها المقدس الذي يتناول هذه الأسئلة.
وعلى المؤمنين أن يظهروا تفهمهم لهذه المخاوف ولا ينظروا إليها على أنها مجرد حجج يستهان بها ببساطة وبسهولة. ولكن علينا أن نتعامل معا بحرص وحنو بالدخول إلى عقل الشخص الذي تمثل له هذه المخاوف مشكلة. فلماذا تمثل له مشكلة؟ ما الذي تراه أنت ولم يتمكن هو من رؤيته؟ كيف يمكنك أن تساعده على رؤية الأمور بنظرة جديدة تحل المشكلة أو تُبين له أنها مشكلة معتادة في مجالات حياته الأخرى؟ من المهم إذَن ألا نستهين بهذه الأمور، بل لابد ان نتحلى باللطف والتعاطف. فالدفاعيات تتعلق بتوجهاتنا وصفاتنا الأدبية بقدر ما تتعلق بما نطرحه من حجج وتحليلات. وعليه، يمكنك أن تدافع عن الإنجيل ولكن دون أن تتخذ موقفًا عنيفًا كمَن يدافع عن نفسه ضد هجوم أو تهمة.
إبراز الجمال:
وهنا يسعى المدافع لإتاحة الفرصة للمستمع أن يُقدر حق الإنجيل وملاءمته لحياته. وقد يكون المستمع شخصًا واحدًا أو مجموعة كبيرة. وفي الحالتين يحاول المدافع أن يفسح المجال لروعة الإيمان المسيحي وامتيازه لكي يظهرا جليين حتى يفهمه المستمع ويقدره. فنحن لسنا بحاجة أن نجعل الإنجيل ملائمًا لحياة هؤلاء الأشخاص، لأنه كذلك بالفعل. ولكن المهم أن نجد الأساليب التي تساعدهم على إدراك هذه الحقيقة. ومنها الأمثلة التوضيحية أو التشبيهات أو القصص التي تُمكنهم من التلامس مع الإنجيل.
ومن ثَمَّ، فالدفاعيات لها بعد إيجابي قوي، وهو إظهار كمال جاذبية الرب يسوع حتى يتمكن مَن هم خارج الإيمان من إدراك السبب الذي يجعل يسوع يستحق أن نعيره اهتمامًا جادًا. والمسيح نفسه شَبَّه ملكوت السماوات بلؤلؤة كثيرة الثمن: “أَيضًا يُشبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات إِنسَانًا تَاجِرًا يَطلُبُ لَآلِئَ حَسَنَة فَلَمَّا وَجَدَ لُؤلُؤةً وَاحِدَةً كَثِيرَةَ الثَّمّنِ مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشتَرَاهَا.” (مت 46،45:13). كان التاجر يُقدر قيمة اللآلئ وأدرك أن هذه اللؤلؤة بالذات من الجمال والقيمة حتى إنها تستحق أن يتخلى عن كل شيء لكي يحصل عليها.
وكما سنرى أنه من الطرق التقليدية للقيام بهذه المهمة أن نبين أن المسيحية جذابة من الناحية العقلية. فهي تعطي الأشياء معنى أفضل مما يفعل منافسوها. إلا أنه من المهم جدًا ألا نحصر جاذبية الإنجيل في العقل البشري. فماذا عن القلب البشري؟ إن الأناجيل تخبرنا مرارًا وتكرارًا أن الناس كانوا ينجذبون ليسوع الناصري لأنهم أدركوا قدرته على تغيير حياتهم. ولم يكن مقياس تحققهم من ذلك: “هل هذا صواب؟” بقدر ما كان: “هل هذا سيَصلح معي؟”
فمهمتنا أن نساعد الناس على إدراك أن الإيمان المسيحي له من الجمال والروعة ما لا يضاهيه فيهما شيء، وهو ما يعني أن نساعد الناس على رؤية ما في الأيمان من جاذبية. واللاهوت يساعدنا في تحديد العناصر الفردية في الإيمان المسيحي وتقدير قيمتها، بحيث نكون كمَن يفتح صندوقًا للمجوهرات ويسمك بالجواهر، واللآلئ، والأحجار الكريمة واحدة بعد الأخرى بحيث يُرى كل منها بمفرده وتظهر قيمته على حدة، وكأنه يمسك بماسة ويرفعها في النور حتى يشع كل وجه من وجوهها فيُظهر جماله وبريقه أمام عين الرائي.
الترجمة:
في هذه المرحلة يجد المدافع أن الكثير من الأفكار والموضوعات المحورية في الإيمان المسيحي غالبًا ما تكون غير مألوفة للكثير من مستمعيه. لذلك، يجب عليه شرحها باستخدام صور مجازية أو مصطلحات أو قصص مألوفة سهلة الفهم. ويُعتبر “سي. إس. لويس” بحق أستاذًا في هذه المهارة، ولابد أن ننتبه لمدي تقديره لأهميتها:
علينا أن نتعلم لغة مستمعينا. وبادئ ذي بدء أقول إنه لا فائدة أن نقدم ما يفهمه “الشخص العادي” وما لا يفهمه باعتباره بديهيات. فعليك أن تكتشف ذلك من الخبرة. … ينبغي أن تترجم كل جزء في لاهوتك إلى لغة العامة. … إن الاستنتاج الذي توصلتُ إليه أنه لو لم تتمكن من ترجمة أفكارك إلى لغة غير المتعلمين، فلن تكون مفهومة. والقدرة على الترجمة هي المحك الذي يثبت ما إذا كنت فهمت المعنى الذي تقصده.[3]
والمسألة هنا تتعلق بمدى أمانتنا وفاعليتنا في توصيل الإيمان المسيحي لثقافة قد لا تفهم المصطلحات أو المفاهيم المسيحية التقليدية. فلابد أن نكون قادرين على الاضطلاع بالمهمة وشرح ما يتميز به الإنجيل من جمال أخاذ لثقافتنا باستخدام لغة وصور مفهومة لها. وليس من قبيل الصدفة أن المسيح اعتمد على الأمثال لِيُعَلِّم عن ملكوت الله. وقد استخدم تعبيرات وصورًا مألوفة لثقافة عصره الريفية الفلسطينية لتوصيل حقائق روحية عميقة.
فكيف يمكننا ترجمة الأفكار المحورية في الإيمان المسيحي، مثل الفداء والخلاص للغة ثقافتنا العامية؟ إن أردنا للمصطلحات الكتابية أن تلقى صدى عند الناس اليوم، فلابد من شرحها وتفسيرها. وهنا أضرب مثالاً لتوضيح هذه النقطة. بولس يعلن قائلاً: “فَإِذ قَد تَبَرَّرنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلَامٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ” (رو 1:5). من الواضح أن هذه الآية تقرر عنصرًا جوهريًا في الإنجيل. ولكنها غير مفهومة للناس في عصرنا. وقد يخطئون فهم الفكرة المحورية التي يعرضها بولس، ألا وهي “التبرير” ويفهمونها بإحدى طريقتين:
- دفاع عن سلامة تصرفنا أو “صحة موقفنا” بمعنى “أنا قدمت تبريرًا لأفعالي أمام رؤسائي.” أي أن التبرير هنا معناه إثبات أننا على صواب.
- محاذاة النص على هامش الصفحة الأيمن، وخاصة إذا كانت تُكتب على الكمبيوتر.[4] أي أن التبرير هو ضبط نص غير منظم.
إلا أن أيًا من هذين الفهمين لا يجلو الغموض عن المعنى الذي يقصده بولس في (روية 1:5)، فهذان التعريفان يضللان الناس بشأن المعنى الذي يقصده بولس. لذلك، لابد من شرح فكرة بولس عن التبرير بلغة أمينة لما قصده بولس أصلاً ومفهومة للمستمع المعاصر. فيمكن مثلاً أن نبدأ بشرح الفكرة بأن نقول إنها تعني “إصلاح موقف” الإنسان مع الله، بما يتيح تناول الجوانب العلاقاتية والشرعية التي يحتويها مفهوم التبرير.
بناءً على ما قيل حتى الآن يتضح أن الدفاعيات تهتم بثلاثة موضوعات يضيف كلً منها عمقًا جديدًا لإيماننا الشخصي وسمة جديدة لشهادتنا المسيحية:
- التعرف على الاعتراضات أو الصعوبات المتعلقة بالإنجيل والرد عليها وتذليل هذه العقبات التي تعيق الإيمان.
- إظهار ما يميز الإيمان المسيحي من إثارة وروعة حتى يُدرك السامع قدرته على تغيير الوضع البشري.
- ترجمة الأفكار المحورية في الإيمان المسيحي إلى لغة مفهومة لِمَن هم من خارج.
وسوف نعالجُ كلاً من هذه القضايا بمزيد من العمق في هذا الكتاب لاحقًا. ولكننا الآن سنتناول علاقة الدفاعيات بالكرازة.
الدفاعيات والكرازة:
مما ذُكِرَ أعلاه نرى ان الدفاعيات المسيحية تمثل تفاعلاً جادًا ومستمرًا مع “الأسئلة الأساسية” التي تطرحها ثقافة معينة، أو جماعة، أو فرد بهدف إظهار قدرة الإيمان المسيحي على تقديم إجابات لها معني لهذه الأسئلة. أين الله من معاناة العالم؟ هل الإيمان بالله منطقي؟ إن الدفاعيات تهيئ الطريق للكرازة، كما هيأ يوحنا المعمدان الطريق لمجيء يسوع الناصري.
والكرازة تخطو أبعد من هذه المحاولة مبُينة معقولية الإيمان المسيحي من الناحية الثقافية. فبينما تُعتبر الدفاعيات أداة تفسح الطريق أمام الإيمان بالمسيح، والكرازة تدعو الناس للتجاوب مع الإنجيل. وبينما تهدف الدفاعيات إلى الحصول على “موافقة” الناس على الإنجيل، فالكرازة تهدف إلى الحصول على “التزامهم” به. وتعريف “ديفيد بوش” David Bosch للكرازة الذي يحظى بسعة القبول والتأثير، يشرح هذه النقطة جيدًا:
الكرازة إعلان للخلاص بالمسيح لِمَن لا يؤمنون به، داعيةً للتوبة والتحول إلى الإيمان، ومعلنةً غفران الخطايا، مُقدمة لهم الدعوة ليصبحوا أعضاء أحياء في جماعة المسيح على الأرض ويبدؤوا حياة الخدمة للآخرين بقوة الروح القدس.[5]
واتباعًا لهذا النهج نفسه يمكننا أن نقول إن الدفاعيات تهدف إلى إثبات منطقية الخلاص بالمسيح، مثلاً عن طريق بناء قضية فكرية تستدل على سقوط البشرية أو طبيعتها الخاطئة من التاريخ الثقافي، أو بالاستناد إلى خبرة التوق الروحي التي يجتازها الكثيرون باعتبارها دليلاً يؤكد اغترابنا عن الله وعن مصيرنا الحقيقي. ومن ثَمَّ، فإن مهمة الدفاعيات أن تمهد الطريق لقدوم المسيح، تمامًا مثل إزالة الأحجار وغيرها مما يعيق السير من الطريق.
وبالرغم من أن الخط الفاصل بين الدفاعيات والكرازة دقيق للغاية، من المفيد لنا أن نميز بينهما. فالدفاعيات تقوم على الحوار Conversational، بينما الكرازة تقوم على تقديم الدعوة Invitational.[6] وبينما يمكن للحوار الدفاعي عن الإيمان المسيحي أن يؤدي بسهولة إلى الدعوة للإيمان، فهو يُعني في المقام الأول بإزالة سوء الفهم وشرح الأفكار وتبيان ملاءمة الإيمان لحياة الفرد على المستوى الشخصي. أي أن الدفاعيات تهتم بإقناع الناس بوجود باب ينفتح على عالم آخر، باب ربما لم يسمعوا به إطلاقًا. أما الكرازة تُعني بمساعدة الناس على فتح ذلك الباب والدخول إلى العالم الجديد الممتد وراءه.
ويمكن وضع تعريف مبدئي بسيط للكرازة بأنها “دعوة الشخص لأن يصبح مسيحيًا.” وهكذا يمكن اعتبار الدفاعيات وسيلة لتمهيد الطريق لتلك الدعوة حتى يزداد احتمال استجابة المستمع لها. ويمكن القول أيضًا بأن الكرازة تشبه تقديم الخبز للشخص. أما الدفاعيات فهي إقناع الشخص بوجود خبز يمكنه تناوله والاستفادة منه.
وأضرب مثالاً من تعليم المسيح لتوضيح هذه النقطة. كان الرب يسوع غالبًا ما يشبه ملكوت الله بالوليمة (لو15:14-24). وهكذا، يمكن أن تُعتبر الدفاعيات وسيلة تشرح للناس أن هناك وليمة بالفعل، وتدعوهم ليفكروا فيما قد يجدونه فيها، مثل الطعام والشراب. فما أروع أن يحصل المرء على دعوة! وما أحلى أن يكون هذا الخبز حقيقيًا! وكما أشار “بليز باسكال” إنه علينا “أن نجعل الناس يتمنون أن يكون [الإيمان المسيحي] صحيحًا، ثم نثبت لهم صحته.”[7] وما يقصده “باسكال” أن دورنا مساعدة الناس على الاشتياق لما يعَد به الإيمان المسيحي، وبعدئذٍ تُظهر لهم أن ما يتوقون إليه صواب وحقيقي. فالرغبة في الشيء تخلق الدافعية لاستكشافه.
أما الكرازة مختلفة عن ذلك. فهي تقدم دعوة شخصية: “انت مدعو للوليمة. تفضل.” والدفاعيات تمهد الطريق لهذه الدعوة، ثم تقوم الكرازة بتقديمها. وكلاهما جزء أساسي من إرسالية الكنيسة. الدفاعيات تثبت منطقية الإنجيل ومرغوبتيه وتعلنهما، بينما الكرازة تنادي الناس للدخول فيه والاشتراك في بركاته. الدفاعيات ليست كرازة، وهي قاصرة من دونها. إلا أنها تلعب دورًا مهمًا ومتميزًا في تفاعل المجتمع المسيحي مع العالم كما تشجع إيمان المسيحيين وتنميه.
إلا أن الدفاعيات تشتمل على بعض الصعوبات التي يجب التعرف عليها. فكل أداة لابد من ضبطها حتى يمكن فهم نقاط قوتها وضعفها. وعلينا ان نعرف الظروف اللازمة لهذه الأداة حتى تعمل بكفاءة، ونحدد ما قد يُحدث خللاً فيها. وسوف نتناول هذه المسألة في الجزء التالي.
حدود الدفاعيات:
إذا فُهِمَت الدفاعيات واستُخدِمَت على النحو الصحيح تصبح ذات أهمية محورية في خدمة الكنيسة، إذ يمكنها إضفاء سمة جديدة وعمق فكري على حياة المؤمنين العاديين وتأهيلهم للإجابة عن أسئلتهم الشخصية حول إيمانهم، وأسئلة أصدقائهم. وهي تساعدنا على مد الجسور بيننا وبين ثقافتنا ممهدةً الطريق لإعلان الإنجيل. إلا أنه من السهل إساءة فهم الدفاعيات وإساءة تطبيقها.
من المهام التي تهدف الدفاعيات إلى القيام بها ترجمة الأفكار الأساسية في الإيمان المسيحي إلى عناصر يفهمها العالم. فمثلاً بعض المصطلحات الكتابية، مثل التبرير، تفسيرها يجب للثقافة العلمانية[8] لئلا يساء فهمها. إلا أنه بالرغم من أن هذه العملية من “الترجمة الثقافية” للأفكار الأساسية في الإنجيل يمكن أن تكون عظيمة الأهمية في مساعدة الناس على فهم الإيمان المسيحي، فمن الممكن أيضًا أن تؤدي إلى نتيجتين ضارتين.
أولاً، ترجمة الأفكار المسيحية إلى مصطلحات ثقافية يمكن أن تؤدي بسهولة لاختزال الفكرة المسيحية إلى مقابلها الثقافي. فقد يساعدنا مثلاً أن نري المسيح باعتباره الوسيط بين البشر والله، ولدينا في العهد الجديد ما يؤكد صحة الحديث عن المسيح من هذا المنطق. وهذا الأسلوب يساعدنا على تحديد العناصر الجوهرية المختصة بالمسيح من وجهة نظر مسيحية. إلا أن الثقافة الغربية الحديثة تفهم “الوسيط” من منظور مهني، أي أن الوسيط شخص له خبرة في حل الصراعات ووظيفته تسوية نزاع نشب بين طرفين. لذلك، الحديث عن الرب يسوع باعتباره وسيطًا قد يؤدي إلى اختزال دوره إلى ما تفهمه الثقافة المعاصرة عن هذه الفكرة، فقد يُفهم مثلاً أن يسوع صانع سلام. لذا، علينا أن نحرص على عدم اختزال يسوع المسيح أو الإنجيل إلى مصطلحات مفهومة في ثقافتنا. ومن هنا قد تؤدي الدفاعيات إلى ضياع الهوية المميِّزة للمسيحية.
ويمكن بالطبع تفادي هذا الخطر بتوضيح أن الدفاعيات تهدف إلى بناء جسور مع الثقافة المعاصرة. ففي نهاية الأمر، لا يجب أن يتحول الإنجيل إلى شيء يمكن أو يجب اختزاله بما يتناسب مع أعراف الثقافة الغربية. ولكنه شيء يمكن لما فيه من حق وملاءمة للحياة أن يصل للثقافة بأكثر فاعلية عن طريق الاستخدام الحكيم للتشبيهات أو القيم أو القصص المنتقاة من الثقافة بدقة، مع الأخذ في الاعتبار ان الإنجيل لا يماثل أيًّا منها تمام المماثلة، فيمكننا أن نستخدم عبارات مثل: “إنه يشبه… قليلاً.” ولكن علينا في النهاية أن ندرك أن الإنجيل يتجاوز ويغَير أي فكرة ثقافية وكل الأفكار الثقافية التي قد نستخدمها كقنوات لتوصيله. فهي قنوات وأدوات لتوصيل الإنجيل، ولكنها ليست الإنجيل نفسه.
ثانيًا، قد تخلق الدفاعيات الانطباع بأن كل المطلوب هو إظهار منطقية الإيمان. وهذا هو أحد الأسباب التي تستدعي تأكيد أهمية الكرازة. ويمكننا هنا استخدام تشبيه من كتابات “مارتن لوثر” Martin Luther حيث يَعتبر الإيمان مثل دخول مركب وعبور البحر للوصول إلى جزيرة. فالدفاعيات يمكنها أن تساهم في إثبات أن تصديق وجود مركب أمر منطقي، ومن المحتمل أن السفر به آمن، وأن هناك جزيرة خلف الأفق. ولكن مازال عليك أن تدخل المركب وتبحر إلى الجزيرة. إن الإيمان يعني التكريس لله لا مجرد الاعتقاد فيه. وأكرر أن هذه الصعوبة يمكن تفاديها إن أدركنا أن الدفاعيات والكرازة شريكان أساسيان ومترابطان في الإرسالية المسيحية للعالم.
خطوة للأمام:
لقد تناولنا في هذا الفصل الافتتاحي بعض الموضوعات الأساسية في الدفاعيات المسيحية: كيف نوصل الإيمان المسيحي للثقافة المعاصرة؟ وكما سنري في نقاط متنوعة عبر هذا الكتاب، أنه من أفضل السبل لأداء هذه المهمة أن نتأكد أننا فهمنا الإيمان المسيحي بالفعل وأننا نُقدّر جاذبيته الفكرية والعلاقاتية والجمالية والخيالية والأخلاقية. فالإيمان المسيحي يحتوي على الكثير الذي يجب تقديره.
إلا أنه يجب علينا أيضًا أن نمعن التفكير في المحيط الثقافي الذي نعلن فيه الإنجيل ونشرحه ونُظهر جماله. فالناس لا يعيشون في فراغ ثقافي، بل يعيشون في وضع محدد وغالبًا ما يتشربون ولو بعض أفكاره وقيمه. وفي الفصل التالي سنتناول الدور الذي تلعبه الثقافة في الدفاعيات.
للمزيد من الاطلاع:
Craig, William Lane. Reasonable Faith: Christion Truth and Apologetics, 3rd. Wheaton: Crossway, 2008.
Kreeft, Peter, and Ronald K. Tacelli. Handbook of Catholic Apologetics: Reasoned Answers to Questions of Faith. San Francisco: Ignatius Press, 2009.
Markos, Louis. Apologetics for the Twenty-First Century. Wheaton: Crossway, 2010.
Peters, James R. The Logic of the Heart: Augustine, Pascal, and the Rationality of Faith. Grand Rapids: Baker Academic, 2009.
Sire, James W. A Little Primer on Humble Apologetics. Downers Grove, IL: InterVarsity, 2006.
Sproul, R. C. Defending Your Faith: An Introduction to Apologetics. Wheaton: Crossway, 2003.
Stackhouse, John G. Humble Apologetics: Defending the Faith Today: Oxford: Oxford University Press, 2002.
Taylor, James E. Introducing Apologetics: Cultivating Christion commitment. Grand Rapids: Baker Academic, 2006.
[1] كلمة apologetics في الإنجليزية مشتقة من كلمة apology التي تعني “اعتذار”. (المترجمة)
[2] The great Swiss theologian Emil Brunner (1889-1966) argued that the gospel rightly caused a “scandal” to modern people on account of doctrines that challenged contemporary myths about human nature and destiny—such as the doctrine of original sin. See Emil Brunner, The Scandal of Christianity (Philadelphia: Westminster Press, 1946).
[3] C. S. Lewis, “Christian Apologetics,” C. S. Lewis: Essay Collection (London: Harper-Collins, 2000), 153, 155.
[4] زرار “ضبط” في مجموعة أوامر محاذاة النص عبى شريط الأدوات في برنامج Microsoft Office Word يُترجَم في الإنجليزية إلى justify وهي نفس الكلمة التي تعني “يبرر” المستخدمة في رو1:5. (المترجمة)
[5] David Bosch, Transforming Mission: Paradigm Shifts in the Theology of Mission (Maryknoll, NY: Orbis Books, 1991), 11.
[6] For useful reflections, see John G. Stackhouse, Humble Apologetics: Defending the Faith Today (Oxford: Oxford University Press, 2002), 131-205.
[7] Blaise Pascal, Pensées (Mineola, NY: Dover Publications, 2003), 52.
[8] الكلمة الإنجليزية secular وتعني ما لا يتخذ من الدين مرجعية، ولكنه ليس بالضرورة ضدًا له. (المترجمة)