تناسخ الأرواح – هل كان المسيح يؤمن بتناسخ الارواح؟
تناسخ الأرواح - هل كان المسيح يؤمن بتناسخ الارواح؟
تناسخ الأرواح – هل كان المسيح يؤمن بتناسخ الارواح؟
هل كان المسيح يؤمن بتناسخ الارواح؟
جاء في إنجيل يوحنا: “وفيما هو مجتاز رأى إنساناً أعمى منذ ولادته، فسأله تلاميذه قائلين: يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى؟ أجاب يسوع: لا هذا أخطأ ولا أبواه، ولكن لتظهر أعمال الله فيه. ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني مادام نهار يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل ما دمت في العالم فأنا نور العالم” (انجيل يوحنا 9: 1- 15).
جاء في إنجيل يوحنا: “وفيما هو مجتاز رأى إنساناً أعمى منذ ولادته، فسأله تلاميذه قائلين: يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى؟ أجاب يسوع: لا هذا أخطأ ولا أبواه، ولكن لتظهر أعمال الله فيه. ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني مادام نهار يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل ما دمت في العالم فأنا نور العالم” (انجيل يوحنا 9: 1- 15).
- هذه المعجزة:
– لم تُذكر سوى في إنجيل الرسول يوحنا، وقد ذكر أحداثها بالتفصيل.
– هي من المعجزات الاختيارية التي فعلها المسيح بدون طلب الشخص الأعمى.
– هي من المعجزات التي قدمها يسوع دليلاً على أنه هو المسيا المنتظر، فقد قال لتلميذي يوحنا المعمدان: “اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران. العمي يُبصرون”(انجيل متي11: 4، 5) وقد فتح المسيح أعين العميان أربع مرات.
- سؤال غريب:
من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟
من المؤكد أن هذا الشخص كان معروفاً لدى التلاميذ بأنه ولد أعمى، ولذلك عندما رأوه سألوا المسيح هذا السؤال الذي كان موضوع بحث طويل عند اليهود. وربما يدور في ذهن القارئ أسئلة أخرى مثل: ما هي الخلفية الفكرية لهذا السؤال؟ وكيف يخطئ شخص قبل أن يُولد؟ وما هي علاقة خطية الآباء بالأبناء؟ وسوف نجيب على هذه الأسئلة في ثنايا هذا المقال:
أ- هل أخطأ هذا؟
هذا قول غير منطقي، لأن هذا الشخص أعمى منذ ولادته، متى أخطأ؟ ورغم عدم منطقية السؤال فقد كان لدى أحبار اليهود في زمن المسيح تفسيرهم الخاص لهذا الموضوع:
– لقد كان لدى اليهود فكرة عن بداية الخطية منذ بداية حياة الإنسان وتكوينه في الرحم، فهم يعتقدون أن في إمكان الإنسان ارتكاب الخطايا وهو في بطن أمه قبل أن يولد. وقد جاء في الأدب اليهودي القديم محادثة خيالية بين المدعو “أنطونيوس” وبين الحبر اليهودي “يهوذا”: سأل أنطونيوس قائلاً: في أي وقت يبدأ الشيطان عمله، منذ لحظة تكوين الطفل في بطن أمه، أم منذ ولادته؟ فأجاب الحبر يهوذا: منذ أن يبدأ تصوره في البطن.
– ويعترض أنطونيوس على هذا الرأي محاولاً أن يقنع محدثه بخطأ رأيه، فيقول: لو كان الشر يبدأ منذ تكوين الجنين، لتضايق الجنين من السجن الذي يحيا فيه، وراح يرفس ويمزق أحشاء أمه، وربما أدي ذلك إلي موتها، أو إلي خروجه قبل الأوان. أما الحبر اليهودي يهوذا فبحث في كتب الناموس فلم يجد إلا الآية التي جاءت في سفر التكوين “هناك خطية رابضة عند الباب” (تكوين 4: 47). وفسرها بقوله إنه عند باب الرحم تكمن الخطية منتظرة اللحظة التي يتكون فيها الإنسان، ملازمة إياه طيلة فترة الحمل مولودة معه بولادته، متجاهلاً أن المقصود بالنص هو ذبيحة الخطية وليس الخطية. وربما يكون ما ذكره المعلم اليهودي هو نتيجة لفهم خاطئ لقول النبي داود: “بالآثام صورت وبالخطية حبلت بي أمي”.
– في عصر المسيح تأثر اليهود بالثقافة اليونانية، وبنظريات أفلاطون عن الوجود السابق لأرواح الناس، وهكذا اعتقد اليهود أن أرواح جميع البشر كانت موجودة منذ البدء في مكان ما أعده الله لها، وهي تنتظر وجود الجسد وتكوينه لتدخل فيه، واعتقدوا أن هناك أرواحاً صالحة خيرة بطبيعتها، ولا تتلوث إلا عند دخولها الأجساد، وأن هناك أرواحاً غير صالحة، وربما استندوا على ما جاء في سفر الحكمة الأبوكريفي: “بل كنت بالأحرى صالحاً فأتيت في جسد غير مُدنس” (حكمة سليمان 8: 20).وقد اعتقد بعض اليهود بفكرة تناسخ الأرواح أي أن أرواح البشر كانت عائشة قبل حلولها في الأجساد وأنها ارتكبت خطأ سابقاً لتجسدها.
لقد كانت هذه هي الخلفية الفكرية التي تسود المجتمع اليهودي في ذلك الوقت، والتي دفعت التلاميذ أن يسألوا المسيح: هل أخطأ هذا أم أبواه؟
ب- هل أخطأ أبواه؟
إن الفكر بأن الأبناء يرثون نتيجة خطايا آبائهم منتشر في صفحات العهد القديم مثل: “أنا الرب أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع” (خروج 20: 5، وأيضاً خروج 34: 7، عدد 14: 18). والحقيقة أن شر الإنسان لا يكون وقفاً على ذاته وأن نتائج أفعاله لا تصيبه هو فقط، بل الآخرين أيضاً، وعلي الأخص أبناءه، وعندما يخطئ الإنسان فإنه ينشر سلسلة من النتائج لا يعلم مدى تأثيرها إلا الله. ومن المؤكد أن هناك كثيراً من الآلام والأمراض بسبب الخطية، إلا أنه ليس من الضروري أن يكون كل مرض بسبب الخطية.
- جواب يسوع:
قال يسوع: “لا هذا أخطأ ولا أبواه ولكن لتظهر أعمال الله فيه”.
وهنا لم يناقش المسيح مفاهيم التلاميذ أو يهود عصره في ذلك الوقت، وحتى لم يناقش العلاقة بين الخطية والألم، ولكن رفع أنظارهم من التفكير في أصل الشر إلي التأمل في الخير، وقصد الله السامي في السماح بالألم والمرض. وأعلن لهم أن الله سمح بحكمته غير المحدودة في أن يُصاب هذا الإنسان بالعمى لكي يظهر الله قوته ومحبته في شفائه، ولكي يثبت دعوى يسوع أنه هو المسيا المنتظر، ويشفي هذا الأعمى ويقوده إلي الإيمان فينال لا الشفاء الجسدي فقط بل الخلاص والحياة الأبدية.
ويجب أن نلاحظ أن المسيح بقوله: “لا هذا أخطأ ولا أبواه” لم يعن أن ذلك الأعمى وأبويه كانوا بلا خطية، ولكنه قصد أن عماه ليس نتيجة خطيته أو خطية أبويه.
- هل حققت المعجزة أهدافها؟
– نعم لقد طلى يسوع عيني الأعمى بالطين، وطلب منه أن يغتسل في بركة سلوام، فمضى واغتسل وأتى بصيراً.
– نرى تدرج إيمان الأعمى في خطوات تصاعدية، ففي البدء تحدث عن يسوع كإنسان، ثم أعلن أنه نبي، ثم في النهاية أقر واعترف أن يسوع ابن الله وسجد له.
– وقد عالج المسيح هذه القضية أيضاً في شفاء المفلوج (مرقس 2: 7- 12، متى9: 1- 8)
لقد قال الرابيون: “لا موت بدون خطية، ولا ألم بدون إثم”. وقالوا أيضاً: “لا يشفى مريض ما لم تغفر خطاياه”. ولذلك عندما جاء أصدقاء المفلوج يحملونه، ووضعوه أمام يسوع، علم يسوع إيمانهم من أعمالهم لأنهم لم ينطقوا بكلمة واحدة، وعرف يسوع أن هذا المفلوج كان مقتنعاً أنه لا يمكن أن يبرأ من مرضه ما لم تغفر خطاياه، لذلك كانت استجابة يسوع، قوله له: “مغفورة لك خطاياك”.
- ولقد حققت هذه المعجزة عدة أهداف:
1- شفاء المفلوج جسدياً، فقد قال له المسيح: “قم واحمل سريرك واذهب إلي بيتك، فقام للوقت وحمل السرير، وخرج قدام الكل” (مرقس2: 11، 12).
2- مجد الجميع الله : “فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله” (متى9: 8).
3- إعلان سلطان يسوع في مغفرة الخطايا. فعندما قال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك. قال الحضور من الكتبة في أنفسهم: إنه يجدف ومن يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده”.
4- فقال لهم يسوع: “أيهما أيسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال قم واحمل سريرك وامش، ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا قال للمفلوج: لك أقول قم واحمل سريرك.. فقام للوقت وحمل السرير، وخرج قدام الكل” (مرقس2: 6 – 12) وكأن يسوع يقول لهم: ما هو الأسهل: أن يقال مغفورة لك خطاياك أم يقال قم وامش؟
من المؤكد أن القول الأول أسهل لأنه لا يتطلب نتيجة مرئية أو برهاناً عملياً، فلا أحد يقدرأن يعلم هل غفرت خطايا المفلوج أم لا؟ ولكن القول الثاني هو الأصعب لأنه يتطلب برهاناً عملياً، فلابد أن يقوم المفلوج ويمشي وإلا ظهر كذب القائل. والمسيح هنا برهن لهم عملياً قدرته على شفاء المفلوج. وإذا كان قد استطاع أن يفعل هذا فمن المؤكد أنه فعل الأولى، وإذا كانوا يؤمنون أن المفلوج لا يمكن أن يشفى ما لم تغفر خطاياه، وها هو قد شُفي إذن وخطاياه قد غُفرت، وبالتالي فالمسيح له سلطان مغفرة الخطايا. وسلطان مغفرة الخطايا لله وحده. إذن يجب أن يؤمن الجميع أن المسيح هو الله الظاهر في الجسد.
المراجع:
1- الكنز الجليل في تفسير الإنجيل. وليم ادي
2- تفسير العهد الجديد. وليم باركلي
3- شرح انجيل يوحنا. د. القس إبراهيم سعيد
4- تفسير إنجيل متى. ر. ت . فرانس
جريد الطريق والحق
عدد فبراير 2010
مختصر تاريخ ظهور النور المقدسهل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل