المرأة الكنعانية – لماذا رفض الرب يسوع طلبها في البداية؟
المرأة الكنعانية – لماذا رفض الرب يسوع طلبها في البداية؟
لماذا رفض الرب يسوع طلب المرأة الكنعانية في بدء حديثه معها(مت 15 :22) وهو القائل : من يقبل إلى لا أخرجه خارجاً؟ ولماذا قسا عليها حتى أنه أنزلها منزلة الكلاب وهو الوديع المتواضع القلب والذي ” قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ” ؟ وألم يكن ممكناً أن يؤدي هذا إلى يأسها وانصرافها عنه (كالشاب الغني) فتضيع تلك النفس المسكينة؟
لماذا رفض الرب يسوع طلب المرأة الكنعانية في بدء حديثه معها(مت 15 :22) وهو القائل : من يقبل إلى لا أخرجه خارجاً؟ ولماذا قسا عليها حتى أنه أنزلها منزلة الكلاب وهو الوديع المتواضع القلب والذي ” قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ” ؟ وألم يكن ممكناً أن يؤدي هذا إلى يأسها وانصرافها عنه (كالشاب الغني) فتضيع تلك النفس المسكينة؟
هذه المرأة من الأمم وقد جاءت إلى الرب يسوع من مدخل خطأ إذ طلبت منه باعتباره ابن داود . وهو بصفته هذه أتي من اليهود ولليهود فقط “لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل ” ( مت 15 :24) لأنه ” إلى خاصته جاء” ( يو 1 :11) .
وكما أمر تلاميذه ” إلى طريق أمم لا تمضوا “( مت 10 :5) ، وهذا طبعاً قبل الصليب ، لأنه بموته صار كفارة للعالم أجمع (مر 16 :15 ، 1 يو 2 :2) لذلك فهو – له المجد – قصد أن يفهمها أنها بصفتها أممية ليس لها نصيب فيه كابن داود . وهذا أدي إلى اعترافها به سيداً على الكل إذ نادته بعد ذلك ( يا سيد ) فقط ولم تقل يا ابن داود . وانفتح ذهنها روحياً فأقرت بأن الأمم أيضاَ ستشملهم رحمته ( عدد 27). كان الفينيقيون والكنعانيون – ومنهم هذه المرأة – يحتقرون اليهود فقصد الرب أن يُصحح مفهومها عن الأمم واليهود ويبطل كبرياءها الأممية .
ولان عبادة هؤلاء كانت تتضمن ممارسات الزنا والنجاسة فنبهها إلى أنهم في عبادتهم كالكلاب النجسة . كما أن الكنعانيين كانوا ملعونين من اليهود منذ القديم ( تك 9 :25 ). أراد الرب امتحان قوة إيمانها وإظهاره للآخرين. ولو أنه أجاب طلبها فوراً – كطلب التلاميذ – لما نالت هذه الفوائد الروحية ولما كان قد وضح إيمانها للجميع.
لم يكن ممكناً أن تفشل هذه المرأة أو تحبط من كلام الرب لأنه كفاحص للقلوب يعلم من البدء مقدار تمسكها ، ويعرف أن يمتحنها بالقدر الذي تحتمله ، فهو لا يجرب أحداً فوق طاقته. وبرغم قسوة كلامه ظاهرياً إلا أن قلبه كان مملوءاً عطفاً وحناناً ومحبة لها وتقديراً لعظمة إيمانها به.
وذلك بعكس حالة الشاب الغني في ( متي 19) ، الذي علم الرب مقدماً أن محبته لأمواله الكثيرة ( تلك المحبة التي هي أصل لكل الشرور) ستقف حائلا بينه وبين تلبية دعوة الرب واتباعه ، برغم أن الرب حدثه بكل لطف ورقة ، بل أكثر من ذلك أنه – ويا للعجب – بسبب أمواله الكثيرة فقد مضي حزينا !!
سؤال وجواب:
بقلم إيليا إسكاروس القاهرة- مصر