لماذا تجسد ابن الله؟
لماذا يتجسد ابن الله؟
كانت البشرية تحن حنينا جارفًا للتواصل مع الله، فلقد خلقنا الله على صورته كشبهه، وبلغة أحد الفلاسفة الأقدمين: لن يمكن للنفس أن تجد راحتها حتى تلتقي بالله. ولكن بالأسف كان هذا مستحيلاً على البشر بعد السقوط. ولقد استغل الشيطان هذا الحنين في قلب الإنسان، وانحرف به لينشر الوثنية في العالم. لقد كان البشر في ذلك مثل ابن تائه لا يعرف لنفسه أب، وكان يشتاق لمعرفة من هو أبوه.
كان أمام المسيح العديد من الأغراض ليقوم بالتجسد:
أولاً: حنين الإنسان للتواصل مع الله، ورغبة الله في التواصل مع الإنسان.
كانت البشرية تحن حنينا جارفًا للتواصل مع الله، فلقد خلقنا الله على صورته كشبهه، وبلغة أحد الفلاسفة الأقدمين: لن يمكن للنفس أن تجد راحتها حتى تلتقي بالله. ولكن بالأسف كان هذا مستحيلاً على البشر بعد السقوط. ولقد استغل الشيطان هذا الحنين في قلب الإنسان، وانحرف به لينشر الوثنية في العالم. لقد كان البشر في ذلك مثل ابن تائه لا يعرف لنفسه أب، وكان يشتاق لمعرفة من هو أبوه.
ونحن نستمع إلى هذا الحنين من كثير من رجال الله في العهد القديم. فمثلاً قال أيوب الصديق في سفر أيوب23: 8و9 «هأنذا أذهب شرقًا فليس هو هناك، وغربًا فلا أشعر به، شمالاً حيث عمله فلا أنظره، يتعطف الجنوب فلا أراه». كما تجاسر موسى النبي يومًا وقال لله: «أرني مجدك! فقال له الرب لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش» (خروج33: 18-20). بل حتى في العهد الجديد عبَّر عن هذه الأمنية العزيزة واحد من تلاميذ المسيح إذ قال له: «أرنا الآب وكفانا»(يوحنا14: 8). لاحظ قوله ”أرنا“ وليس ”أرني“، فلقد كان بهذه الطلبة يعبر عن رأي الآخرين من التلاميذ أيضًا.
ومن كان بوسعه أن يعلن الله لنا سوى أقنوم ”الكلمة“، أعني المسيح ابن الله. فكما أن الكلمة هي التعبير عن الشخص، هكذا كلمة الله تعبر عن الله. ولذلك قال الرسول يوحنا: الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر» (يوحنا1: 18). إذًا فلقد كان غرض التجسد الأول هو أن يعلن للناس الذات الإلهية بكيفية يمكن للذهن أن يستوعبها، والعقل أن يفهمها، والقلب أن يعبدها
ثانيًا: ليكون قريبُا منا، ويشاركنا ظروفنا
أعلن الله من القديم إنه غير منفصل عن شعبه. فقال مثلاً إنه «في كل ضيقهم تضايق، وملاك حضرته خلصهم» (إشعياء 63: 9). لكن كيف يمكن للإنسان أن يفهم هذا؟ كيف يفهم الإنسان أن الله المنزه عن الشعور بالألم، يمكنه حقًا أن يشعر بآلام البشرية؟ أ ليس هو منفصلاً عنا في برجه، بعيدًا بعيدًا في سماه؟ لكن هذه الحيرة انتهت، وهذا السؤال أجيب عنه، عندما أتانا «عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا» (متى 1: 23)، ووصل إلى مركز بؤسنا نفسه. يقول كاتب العبرانيين عن المسيح: «من ثم كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء، ليكون رحيمًا ورئيس كهنة أمينًا. ويقول أيضا: «في ما هو قد تألم مجربًا، يقدر أن يعين المجربين» (عبرانيين2: 17و 18).
ثالثًا: أن يكون الوسيط بين الله والناس
صرخ أيوب قائلاً: «ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا» (أيوب 9: 33). وأين نجد ذلك الوسيط العظيم الذي يمكن أن يضع يده على كل من الله والناس في آن. هل ملائكة السماء يصلحون لأن يفعلوا ذلك؟ هل الكروبيم أو السرافيم يصلحون لهذا العمل؟ أ يمكن للكروب أو للسراف أن يضع يده في يد الله؟ ماذا نقرأ عن ”سرافيم“ إشعياء 6؟
إنهم لا يقدرون أن ينظروا وجه الله، ولا أن يُرَوا منه! إنهم عبيده، وهو خلقهم، فكيف يمكنهم أن يضعوا أيديهم في يده تعالى؟ كنا نحتاج إذًا إلى شخص يكون ندًا لله، ويكون ندًا للبشر، ليمكنه أن يقوم بعمل الوسيط بين الله والناس، فيضع يده على كل من الله والإنسان. ولم يوجد في كل الكون من يقدر أن يفعل هذا سوى المسيح، وذلك نظرًا لاتحاد لاهوته بناسوته.
قال عنه الرسول: «فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا» (كولوسي2: 9). فهو له جسد، لأنه قَبِل أن يصير إنسانًا، لكن في هذا الناسوت القدوس يحل كل ملء اللاهوت!
لكن توسط المسيح استلزم منه أن يقوم بعمل الفداء، فبعد أن قال الرسول: «لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح»، استطرد قائلاً: «الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع» (تيموثاوس الأولى2: 5، 6)، وهو ما سنتحدث عنه الآن
رابعًا: أن يقوم بعمل الفداء.
إن القصد الأهم لتجسد المسيح هو أن يقوم بعمل الفداء. قال الرسول: «إذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهماـ لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس، ويعتق أولئك الذين خوفًا من الموت كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية» (عبرانيين 2: 14و15).
لو لم يصبح المسيح إنسانًا لاستحال عليه أن يموت، فالله له وحده عدم الموت، ولاستحال أن يمثل الإنسان أمام عدالة الله. ثم لو أنه كان مجرد إنسان لما كانت فديته مقبولة ولا كافية. ليست مقبولة لأن نفسه في تلك الحالة لا تكون ملكه هو، بل ملك الله الذي خلقها، وبالتالي لا يصلح أن يقدمها لله. ولا تكون كافية لأن الإنسان محدود، وأما الخطأ الذي ارتكب في حق الله – غير المحدود – هو أيضًا غير محدود. ولكن نظرًا لأن المسيح هو الله والإنسان في آن، أمكنه – كما رأينا الآن – أن يكون الوسيط، وأمكنه أن يكفر بموته عن خطايا كل المؤمنين، بل وكل العالم أيضًا (1يوحنا2: 2).
الاخ يوسف رياض
كتاب ارني اين قال المسيح انا الله فاعبدوني ؟
لماذا تجسد ابن الله؟
انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان
هل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل أم يوسف؟! علماء الإسلام يُجيبون أحمد سبيع ويكشفون جهله!
عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الأول – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث
عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الثاني – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث