مفتي الجمهورية لـCNN : “داعش” استغل 50 آية من القرآن لتحليل عملياته الإرهابية
مفتي الجمهورية لـCNN : “داعش” استغل 50 آية من القرآن لتحليل عملياته الإرهابية
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن مرصد الإفتاء رصد ما يقرب من 50 آية، استغلها تنظيم “داعش” الإرهابي في عملياته الدموية، مشيرًا إلى أن “الإفتاء” ردت على تلك الشبهات، وعلى تفنيد ونقد تفسير “داعش” المشوه لها، وبيان المعنى الحقيقي لهذه الآيات.
وقال علام، خلال حواره لـ”شبكة CNN”: “نتألم كثيرًا لما يحدث من عمليات إرهابية، تخلف الكثير من الأبرياء وتتم باسم الدين، رغم أن الإسلام ينبذ تلك الأعمال الإجرامية، ويعتبر مرتكبيها من المفسدين في الأرض، ويجب معاقبتهم وردعهم بالقانون”.
وأضاف مفتي الجمهورية: “الجماعات المتطرفة وعلى رأسها (داعش)، تستغل النصوص الدينية من القرآن الكريم والسنة، لتبرير أفعالهم الإجرامية، حيث إنهم غير مؤهلين لتفسير تلك النصوص، بل يلوون عنقها ويسخرونها لتحقيق مصالحهم السياسية”.
وتابع علام: “آيات القرآن الكريم والمبادئ الأساسية التي يرتكز عليها الإسلام، تدعو إلى احترام الإنسان مهما كانت عقيدته أو جنسه أو لونه، وتدعو إلى حرية العقيدة والتعايش المشترك بين البشر والتعاون من أجل عمارة الكون”، مشيرًا إلى أن مصر حذرت من قبل دول العالم، من خطر التطرف والإرهاب، ونصحت دول العالم بأن تأخذ قضية الإرهاب مأخذ الجد، وبدء تعاون منظم على كافة المستويات، من أجل مواجهة هذا الإرهاب الأسود الذي يهدد العالم أجمع”.
واستعرض مفتي الجمهورية، خلال حواره مع CNN، مجهودات الإفتاء في مواجهة الفكر المتطرف، ونشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة، ومنها إنشاء مرصد لرصد فتاوى التكفير وتفنيدها والرد عليها، وإنشاء مجلات إلكترونية باللغة الإنجليزية والعربية، للرد ترد على مجلة “دابق” الداعشية، إضافة إلى عدد من الصفحات الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بلغات مختلفة، ومنها الإنجليزية، والتي تحظى بتفاعل كبير، بخاصة من فئة الشباب من مختلف بلدان العالم.
وقال المفتي: “بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس، وانتشار موجات (الإسلاموفوبيا)، ووقوع العديد من الاعتداءات على المسلمين في عدد من دول أوروبا، أطلقت دار الإفتاء مبادرة عالمية بعنوان Not in the name of Muslims، طالبنا فيها بعدم تحميل المسلمين ضريبة التطرف والإرهاب، ونسعى لتوضيح موقف الإسلام من الإرهاب، ونصحح العديد من المفاهيم الإسلامية التي شوهتها جماعات التطرف.
ووجه علام، عدة رسائل إلى الشباب العربي والغربي، بألا ينخدعوا بدعوات “داعش” وغيرها من الجماعات الإرهابية المتطرفة، وأن يعودوا إلى أهل الاختصاص من العلماء الوسطيين ليعرفوا صحيح الإسلام، مضيفًا: “داعش حرف النصوص والتعاليم الإسلامية لخدمة مصالحه وليس مصلحة الإسلام أو العالم”.
وتابع مفتي الجمهورية: “نؤكد للشباب، أن الإسلام لم يكن يومًا داعيًا للقتل والتخريب والدمار، بل جاء لعمارة الأرض وخدمة الإنسانية، من أجل تحقيق السلام العالمي ونشر الرحمة في العالمين”.
كما وجه علام، رسالة إلى المسلمين في الغرب، حثهم فيها على ضرورة الاندماج في مجتمعهم الأوروبي بشكل إيجابي، مع المحافظة على القيم الإسلامية، وأن يكونوا أعضاء فاعلين من أجل بناءه وتطويره، مؤكدًا: “إذا تم ذلك، فإنهم سيكونون حائط صد ودفاع عن الإسلام ضد هذا الفكر المتطرف المنحرف، لأن حينها سيظهر المسلمون بأفعالهم ونفعهم للمجتمع الوجه الحقيقي للإسلام”.
وأضاف مفتي الجمهورية، في رسالته لحكومات وشعوب أوروبا والدول الغربية: ” نعيش جميعًا في سفينة واحدة، وعلينا التعاون من أجل مواجهة التطرف والإرهاب، لنصل إلى بر الأما،ن بتحقيق العدل والسلام والتعايش المشترك، فالمسؤولية بيننا مشتركة”.
ودعا علام، دول العالم إلى الاستفادة من التجربة المصرية في مواجهة التطرف والإرهاب، مؤكدًا أن المؤسسات الدينية الوسطية الرسمية، مثل دار الإفتاء، هي جزء من الحل، مضيفًا: “الدار تمد يديها للتعاون مع كافة الدول والمؤسسات، من أجل كشف فساد الفكر المتطرف وتصحيحه، ونشر قيم الإسلام السمحة التي تدعو للتعايش والسلام ونشر الخير في الكون”.