الإعلامي توفيق عكاشة يتطاول على الكتاب المقدس ويقول أن تعبير “إبن الله” في سفر الرؤيا هو مجرد ترجمة خاطئة
وللتعليق نقول:
أولا: من الواضح جدا تخبط توفيق عكاشة وعدم وضوح الفكرة المراد إيصالها
ثانيا: سفر الرؤيا مكتوب أصلا باللغة اليونانية، وذكرت فيه تعبير “بن الله” في أوله في (رؤيا 2: 18) حيث يقول النص:
18 Καὶ τῷ ἀγγέλῳ τῆς ἐν Θυατείροις ἐκκλησίας γράψον· Τάδε λέγει ὁ υἱὸς τοῦ θεοῦ, ὁ ἔχων τοὺς ὀφθαλμοὺς αὐτοῦ ὡς φλόγα πυρὸς καὶ οἱ πόδες αὐτοῦ ὅμοιοι χαλκολιβάνῳ·
Barbara Aland, Kurt Aland, Matthew Black et al., The Greek New Testament, 4th ed. (Federal Republic of Germany: United Bible Societies, 1993, c1979), 636.
وتعبير “ὁ υἱὸς τοῦ θεοῦ” يترجم إلى “إبن الله” بلا خلاف، فكلمة υἱὸς تعني “إبن” وكلمة θεοῦ تعني “الله” وكل من ὁ و τοῦ أداة تعريف حسب الحالة الإعرابية للمعرف، فالترجمة وبكل وضوح تعني “إبن الله” بلا أي خلاف أو شك! فكيف يقول عكاشة هذا الكلام إن كان يجهله؟
ثالثا: لماذا ركز توفيق عكاشة على سفر الرؤيا فقط؟ مصطلح “إبن الله” مذكور مرات عديدة جداً في الكتاب المقدس بطوله وعرضه، فلماذا شكك في ترجمة اللفظ من سفر الرؤيا وليس سواه؟ حقا لا أعرف، هل إعتبر أن هذا اللفظ جاء مرة واحدة فقط في الكتاب المقدس تلك الموجودة في سفر الرؤيا؟!!
رابعاً: هو يقول أن المسيح “من الله” وليس “إبن الله”، ونحن نقول أن “من الله” لا تناقض “إبن الله” والمسيح فعلا، إبن الله ولهذا هو “من الله”، فما الإشكال في هذا أصلاً؟
خامساً: ذكر توفيق عكاشة النص القرآني “قل هو الله أحد …” وربما لا يعرف عكاشة أن كلمة “אֶחָֽד” العبرية، وتنطق “إحَد” أو “إخَد” في العبرية القديمة أو الحديثة على الترتيب، وهذه الكلمة تشير إلى وحدانية، لكن وحدانية جامعة، مثل وحدانية الرجل وإمرأته، فهما في رباط الوحدانية الجامعة، أي ليست المصمتة، فنجد أمثلة من العهد القديم كثيرة توضح هذا:
Gen 1:5 ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا. وكان مساء وكان صباح يوما واحدا. فالوحدانية هنا قد جمعت الليل والنهار في يوم واحد، فحتى هذا الذي قاله توفيق لا علاقة له بنفي “إبن الله”!
سادساً: القرآن الكريم لم يأت فيه ولا نص واحد، ينتقد عقيدة “إبن الله” المسيحية كما يعرفها المسيحيين، فقد إنتقد القرآن مفهوم إبن الله الذي يعني أن الله إتخذ صاحبة وأنجب منها عيسى، لكن هذا المفهوم لا يقول به المسيحيون من الأساس، ولا يوجد أي إنتقاد لعقيدة المسيحيين هذه في القرآن الكريم، فكيف ينتقد عكاشة هذا اللفظ والقرآن الكريم نفسه لم ينتقده؟