التجديف على الابن والروح القدس – هل الروح القدس افضل من الإبن؟
لماذا يُسمح بالتجديف على الإبن ولا يسمح على الروح؟
لوقا 12عدد 10: وكل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له. وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له. (svd)
الإجابة
السيد المسيح جاء في الجسد كابن للإنسان، وكثيرون لم يعرفوا هويته، وفي عدم معرفتهم له أساءوا إليه من خلال الكلام، والرفض للهوية. كل هذا يمكن أن يغفر لهم إذا تفاعلوا مع روح الله، لأن روح الله جاء لكي يفهم الناس كل شيء، إذ أنه روح الحق المُعزّي. ولكن من يجدف على روح الله، بمعنى أنه يرفض تماماً تواصل روح الله معه، فكيف يمكن أن يتجاوب مع مصدر الفهم الإلهي؟ إنه بهذه الطريقة يكون قد عزل نفسه عن الله، لذلك لا يمكن أن يغفر له، ليس لأن الله لا يحب أن يغفر له، ولكن لأن الإنسان قطع كل رجاء بهذا التجديف.
التجديف ليس الشتيمة، ولكن الرفض. فالذي يرفض المسيح بعقله وقلبه، ولكن يسجد إلى الله طالباً من روحه الفهم، ويبدأ في قبول روح الله، سيبدأ الله من خلال روحه في أن يقدم لذلك الإنسان الاستنارة الكافية لأن يقبل المسيح، فالطريق إلى قبول المسيح هو الروح القدس، فإذا قطعت على نفسك ذلك الطريق، من أين النجاة؟
المسيح شرح ذلك وهو يتكلم عن روح الحق المعزي الذي وعد أن يأتي إلى تلاميذ المسيح ويفهمهم كل شيء، فهو قد قال إن الروح القدس ليس أفضل من الابن، فنحن نتكلم في النهاية عن إله واحد، ولكن ما قاله السيد المسيح له أكثر من سبب. أقرأ معي:
“«إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لأَقُولَ لَكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ. كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. لِهذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ. بَعْدَ قَلِيل لاَ تُبْصِرُونَنِي، ثُمَّ بَعْدَ قَلِيل أَيْضًا تَرَوْنَنِي، لأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى الآبِ».” (إنجيل يوحنا 16: 12-16)
أيضاً إن وظيفة الروح القدس أنه يشهد للمسيح، فإذا جدف الناس على المسيح بمعنى أنهم رفضوه، ولكن انفتحوا على الروح القدس، فالروح القدس يشهد للمسيح، وبالتالي لن يستمر التجديف على المسيح، بل ستنفتح قلوبهم له بناء على قبول الروح القدس. اقرأ معي:
” وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الابْتِدَاءِ” (إنجيل يوحنا 15: 26-27)
إذاً نجيب أن الروح القدس ليس بأفضل من الابن، ولكن الروح القدس هو الطريق للابن، فإذا أغلقت الطريق على الابن لن يكون هناك مجال للتوبة، وهذه هي المشكلة الرئيسية. ليس ذلك فقط، بل أن الابن ليس أفضل من الروح القدس، ولا الآب أفضل من الابن أو من الروح القدس، لأن الثلاثة واحد، وهو الله.