في يوم القيامة كيف يكون يهوذا الخائن ديانًا؟
متى 19عدد 28: فقال له يسوع الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر. (SVD)
كيف يشهد يسوع أن يهوذا الخائن سيكون ديان؟ أم أن يسوع لم يكن يعلم بعد أن يهوذا سيخونه؟ وأن أحد تلاميذه سيكون في الجحيم؟
الإجابة
المسيح كان يعلم أن يهوذا خائن وإنه لن يكون له معه نصيب، وأدلتنا على هذا كثيرة جداً، وهي:
1- قال في أكثر من موضع: “واحد منكم سيسلمني “وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي».” (متى 26: 21) وأيضاً أوضح القديس يوحنا في إنجيله أنه عرف من الذي سيسلمه “وَلكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لاَ يُؤْمِنُونَ». لأَنَّ يَسُوعَ مِنَ الْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ.” (يوحنا 6: 64)
2- أوضح أنه اختارهم اثني عشر وواحد منهم شيطان “أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، الاثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَان!” (يوحنا 6: 70)
3- حدد بالضبط من هو ذلك الذي سوف يسلمه، ليوحنا، التلميذ الذي كان يسوع يحبه: “فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ.” (يوحنا 13: 25-26)
4- أوضحَ السيد المسيح ليهوذا نفسه أنه سيخونه مثلما فعل مع بطرس عندما قال له أنه سينكره، فقال ليهوذا: “فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ».” (يوحنا 13: 27)
هذا عن موضوع المعرفة، نأتي لموضوع الدينونة، نحن نعرف ونثق أن هناك ديان واحد سوف يدين المسكونة بالعدل والاستقامة (مزمور 99: 1). وبالرغم من هذا الأمر، فقد وعد السيد المسيح تلاميذه بأن يكافئهم على تضحياتهم التي قاموا بها في سبيل الملكوت ومن خلال ترك كل شيء والسير خلفه. ولكي لا تختلط الأمور فيجب توضيح أمر في غاية الأهمية بالنسبة للمقطع الذي تفضلت باقتباسه حضرتك.
بالرغم من معرفة السيد المسيح الكاملة بأن في وسط تلاميذه الاثني عشر، هناك شخص خائن، إلاّ أنه أراد أن يقدم لهذا التلميذ الخائن الفرصة تلو الأخرى ليتراجع عن خيانته، لكن لم ينفع هذا الأمر مع يهوذا الإسخريوطي، فقام بخيانته.
نقرأ في متى 10 بأن يهوذا كان ضمن التلاميذ حين أرسلهم السيد المسيح للكرازة وأعطاهم سلطاناً ليشفوا كل مرضٍ وليُخرجوا الشياطين من البشر، باسم المسيح. وبالتأكيد قام يهوذا بهذا العمل ونجح فيه. لكن لم ينفع معه، لأنه كان في وادٍ آخر، وكانت له غايات وأهداف تختلف عن غايات وأهداف السيد المسيح. كما أن القدرة التي أعطاها السيد المسيح لتلاميذه، آنذاك، كانت قدرة وقتية تختص بتلك الفترة، ولهدف كرازي.
وعندما نصل إلى متى 19 نجد أن الكلام الذي تكلم به السيد المسيح جاء في سياق رفض الشاب الغني أن يتبع يسوع، لأنه كان صاحب أموال كثيرة، رفض أن يترك أمواله ويوزعها على الفقراء ليتبع يسوع. فما كان من الرب يسوع المسيح إلاّ أن قال بأن دخول الأشخاص المتكلين على أموالهم إلى ملكوت الله يُشبه دخول جمل من ثقب إبرة صغيرة. موضحاً استحالة هذا الأمر. وهنا يقفز بطرس بالقول، بأنه قد ترك كل شيء مع بقية التلاميذ وتبعوا السيد المسيح، فما الذي سوف يحصل عليه التلاميذ بالمقابل.
يرد عليه الرب يسوع بالقول الوارد في متى 19: 27-28 “فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 28 وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.”
وهنا ينبغي التنويه أن بطرس، لأنه كان يتكلم باسم الجماعة، جاء رد الرب يسوع المسيح باسم الجماعة أيضاً. لكن هذا لا يعني أن يهوذا مشمول بهذا الكلام. أي نعم هو مشمول من الناحية الفرضية، لأن الرب يريد ليهوذا الخير وما هو أفضل، إن هو سمع لصوت الرب بدلاً من صوت البشر. لكن هذا الأمر لم ينفع مع يهوذا لأن نهايته كانت دليلاً على تمرده وعصيانه.
صلاتي أن لا تُضَيّع الفرصة، لأن الحياة قصيرة وسيأتي اليوم الذي نموت فيه أنا وأنت. اغتنم الفرصة لكي تكون ضمن جماعة الغالبين مع التلاميذ، وكل من قبل عمل السيد المسيح، لتنعم بالملكوت. أصلي من كل قلبي لك.
في يوم القيامة كيف يكون يهوذا الخائن ديانًا؟
عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الأول – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث
ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث – الجزء الثاني – عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان