هل الله يعاقب على شئ مستحيل الحدوث؟ عماد حنا
هل الله يعاقب على شئ مستحيل الحدوث؟ عماد حنا
هل الله يعاقب على شئ مستحيل الحدوث؟ عماد حنا
إني أتسائل هَل يضع الله عقاباً لجريمة لا يمكن ان تحدث أساسا أو مستحيلة الحدوث؟؟ ولأوضح السؤال أقول هل من المعقول أن يقول الله أن من يصعد إلى السماء السابعة ويصنع ثقباً قطره 10.5 متر يعاقب بأن يدخل النار!!!!!
هل هذا الكلام منطقي أو معقول عن الله؟؟ بالطبع لا , لكن أصدقائنا النصارى يقولون باستحالة تحريف الكتاب المقدس ولا يتخيلون ذلك أساساً , إذاً يا أعزائي إذا كان هذا الأمر مستحيلا فلماذا وضع الله عقاباً له؟؟؟ هل يضع الله عقاباً لجريمة مستحيلة الحدوث؟
اقرأ ماذا يقول ربك في كتابك كما في رؤيا يوحنا 22 عدد 18-19:
رؤيا 22 عدد 18: لاني اشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب إن كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. (19) وان كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوّة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب (svd) لماذا وضع الوعيد والتهديد في نهاية السفر لكل من يحاول التحريف إن كان التحريف مستحيل الوقوع كما تزعمون؟ وفي التثنية يوصيهم ألا يزيدوا على كلام الرب أو ينقصوا منه..
هل كلام الرب قابل للزيادة والنقصان؟ اقرأ الإصحاح الرابع من التثنية الفقرات 4 عدد 1-2 كما يلي: 1 فالآن يا إسرائيل اسمع الفرائض والأحكام التي أنا أعلمكم لتعملوها لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي الرب إله آبائكم يعطيكم. (2) لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها. الرب يوصيهم ألا يزيدوا أو ينقصوا من هذا الكلام .. هل الرب يوصيهم بشئ من المستحيل وقوعه؟؟؟
الإجابة
كلمة الله الحية لا يستطيع أحد أن يغيِّرها. لأنها ببساطة كلمة الله! فأنت لا تستطيع أن تقول أن الكتاب المقدس كلمة الله ثم تطعن في صحته. فبحسب منطق أرسطو وفلسفته، لا يمكن لشيء أن يكون موجوداً وغير موجود في نفس الوقت.
إذا فينبغي أن تقرأ المكتوب بشكلٍ جيد لتفهم المقصود من الكلام. تابع معي عزيزي السائل.
منذ بداية دعوة الرب يسوع المسيح لتلاميذه كان هناك واحد من بين الاثني عشر شريراً، وهو يهوذا الإسخريوطي، اقرأ معي ما يقوله الرسول يوحنا عن هذا الأمر في يوحنا 6: 70-71 “70 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، الاثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ!» قَالَ عَنْ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ، لأَنَّ هذَا كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُسَلِّمَهُ، وَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ.” وقد كان السيد المسيح له كل المجد عالماً تماماً بهوية هذا التلميذ الذي سوف يخونه، مع ذلك اختاره علَّه يتغير.
هذا يعني، أنه حيث يتواجد الخير في هذه الدنيا، هناك الشر أيضاً. لكن سيأتي اليوم الذي سيختفي فيه الشر من هذا العالم مرة واحدة وإلى الأبد. وهذا اليوم الموعود هو عند مجيء الرب يسوع المسيح من السماء ليحل بسلامه على الأرض ويُنهي الشر. تابع معي لو سمحت.
يكتب الرسول بولس في رسالة غلاطية 1: 6-10 التالي، ” إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هكَذَا سَرِيعًا عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيل آخَرَ! لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. وَلكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»! كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضًا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»! َفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ.”
هناك بعض الأمور الضرورية في هذا المقطع الدسم والتي تحتاج أن تنتبه إليها، عزيزي السائل.
الأمر الأول، يستخدم بولس هنا كلمتين مختلفتين تم ترجمتهما إلى العربية بنفس المعنى “آخر.” ولكن في النص اليوناني الكلمتين مختلفتان، فالأولى في نهاية العدد السادس هي “هيتيروس” والتي تعني “آخر من نوع مختلف”؛ بينما الكلمة الثانية والتي جاءت في بداية العدد السابع هي “آلوس” والتي تعني “آخر من نفس النوع”.
ماذا يعني هذا الكلام؟ يريد بولس أن يقول إن هناك البعض من الموجودين في وسط الكنيسة في منطقة غلاطية، يحاولون أن يزيدوا على التعاليم التي استلموها من بولس وسائر الرسل، فيقول بولس إن هذه التعاليم، لأنها مخالفة للتعليم القويم، تُعتَبَر بمثابة إنجيل من نوع آخر ومختلف كلّياً عن الإنجيل الذي تم التبشير به منذ البداية، والذي بسببه آمن أهل غلاطية.
هذا بالنسبة لما يخص الكلمة الأولى “آخر من نوع مختلف”. وعند دراسة رسالة غلاطية نجد أن محتوى الإنجيل الآخر الذي هو من نوع مختلف هو المناداة بأنه يتم الحصول على الخلاص بأعمال الناموس وليس بالإيمان. فإن كان الرسول يطعن في مناداة البعض من الدخلاء على الكنيسة (أو بالأحرى الكنائس) في غلاطية ويقول بأن التعليم بأن الخلاص هو بالناموس والتمسك بالناموس يُعتَبَر خطأ، فينبغي علينا أن ننتبه إلى كلامه لكي لا نقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه مجموعة من الغلاطيون الذين يسميهم الرسول، أغبياء كما في الأصحاح الثالث من الرسالة.
أما الكلمة الثانية “آخر من نفس النوع”، فبولس يقول في الواقع إن كانت هناك بشارة (معنى كلمة إنجيل)، فلا يجب أن تختلف عن البشارة التي بشَّرناكم نحن بها. لذلك هي نفس البشارة ومن نفس النوع. لكنه يُضيف بأن هناك قومٌ (بعض الناس) يزعجونهم ويحاولون أن يحوِّلوا إنجيل المسيح.
الأمر الآخر المهم في هذا المقطع هو ما يرد في العددين الثامن والتاسع. فهنا يقول الرسول بولس، إن كان مصدر هذا التعليم المخالِف للتعليم الذي استلمه وقَبِلَهُ أهل غلاطية في البدء، إن كان مصدره بولس أو ملاكاً من السماء، فليكن أناثيما (هذه الكلمة آرامية وهي تعني ملعوناً). لاحظ أن الرسول بولس يقول أمراً في غاية الأهمية ليؤكد صدق الكلمة النبوية المقدسة الموحى بها من الله.
بالطبع هذه لغة أدبية تسمى المغالاة في الكلام لتوضيح استحالة حدوث أمر ما. فلا بولس ولا ملاك مُرسَل من السماء سوف يُعلِن الحق بطريقة مخالفة للإعلان الذي أعلنه بولس، لسبب بسيط جداً وهو أن الإعلان الذي حصل عليه، لم يكن عن طريق البشر، ولم يستقيه تعليماً من أحد، بل من الرب يسوع المسيح مباشرةً (انظر غلاطية 1: 11-12).
هل انتبهت إلى أن الملاك ممكن أن يأتي للبشر بكلمة هي ليست كلمة الله!!! من له أذنان للسمع والفهم فليسمع وليفهم.
الأمر الثالث المهم في هذا المقطع المقدَّس هو الآية العاشرة. فهنا يقول بولس بأن خدمته ليست في استعطاف الناس (لكي ينال رضاهم) وبناءً على ذلك يقوم بتغيير كلام الله، فكلمة الله ثابتة غير قابلة للتغيير. وهو لم يغير كلمة الله وفقاً للظروف التي كان يعيش فيها وبحسب الناس الذين كان يتقابل معهم.
بهذا المعنى، ينطبق التحذير الموجود في سفر الرؤيا وهو أن كل من يحاول أن يعطينا تفسير مخالف عن الموجود في الكلمة، هو بمثابة تعليم جديد، أو بالأحرى إنجيل مختلف عن إنجيل المسيح، إذا فالكلام ليس عن نص سيتغير تغييراً كاملاً ولكن عن تعليم موازي لتعليم الكتاب، ومختلف عنه.
هذا يؤكد المعنى، أن الكلمة النبوية أثبت، وهي موجودة وقائمة أمامنا، والتحذير من تركها أو الإضافة عليها، أو نسيان جزء منها. ليتك تكون مدققاً في كلمة الله وتسير على هداها، وإلا واجهت هذا المصير الذي يحذرك منه سفر الرؤيا
أتمنى أن أكون قد أوضحت لك الالتباس الذي أتيت به أنت عزيزي السائل. فإلى السؤال التالي.
هل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل