عبارات غير مفهومة في الكتاب المقدس! عماد حنا
سفر العدد5: 22 “ويدخل ماء اللعنة هذا فــي أحشائك لورم البطن ولإسقاط الفخذ. فتقول المرأة آمين آمين. “
سفر الرؤيا 6: 6 “وسمعت صوتا في وسط الأربعة الحيوانات قائلا ثمنية قمح بدينار وثلاث ثماني شعير بدينار وأما الزيت والخمر فلا تضرهما”
الإجابة
تمهيد
الصديق السائل، أرى أنك عنونت هذه الآيات بأنها خرافات، وبهذا تكون قد أصدرت حكماً قبل أن يتم التفسير، لا يوجد باحث يفعل هذا، أن يصل الى نتيجة قبل أن يقوم بالتفسير، ولكني لم أفاجأ بعد رحلة قوامها أربعون سؤالاً، بعدها أقول لنفسي ما كنت أقرأه على لسانك “الحمد لله على نعمة العقل،” لنذهب الآن للتفسير..
الآية الأولى
سفر العدد5: 22 “ويدخل ماء اللعنة هذا فــي أحشائك لورم البطن ولإسقاط الفخذ. فتقول المرأة آمين آمين. “
أولا: لابد أن نقرأ هذا النص من أوله حتى نفهمه، بمعنى أن نضعه في سياقه المكتوب فيه، وهو في سفر العدد الإصحاح الخامس. وعلى الرغم أننا ينبغي أن نقرأ الأصحاح كله إلا أننا سنكتفي بالعنوان الرئيسي للنص، وهو موجود بداية من العدد 29 وحتى نهاية الأصحاح. “هذِهِ شَرِيعَةُ الْغَيْرَةِ، إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةٌ مِنْ تَحْتِ رَجُلِهَا وَتَنَجَّسَتْ، أَوْ إِذَا اعْتَرَى رَجُلاً رُوحُ غَيْرَةٍ فَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ، يُوقِفُ الْمَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَيَعْمَلُ لَهَا الْكَاهِنُ كُلَّ هذِهِ الشَّرِيعَةِ فَيَتَبَرَّأُ الرَّجُلُ مِنَ الذَّنْبِ، وَتِلْكَ الْمَرْأَةُ تَحْمِلُ ذَنْبَهَا.”
إذاً النص يقدم شريعة لرجل يشك في سلوك زوجته، فيقوم بعمل ممارسات أمام مذبح الرب، وهذا مهم أن نعرفه، لأن ما سيحدث بعد هذا يخص الرب، ولا يخص الإنسان. فما تعنونه أنت بأنه خرافات، هو وعد إلهي بإظهار خطية أو براءة تلك الزوجة. اقرأ معي هذه الآية المهمة “فَيُقَدِّمُهَا الْكَاهِنُ وَيُوقِفُهَا أَمَامَ الرَّبِّ،” (عدد5: 16).
ما كتبته أنت على أنه خرافات، هو رد فعل الله تجاه هذا الأمر، أنه يعد أمام الشعب أنه بممارسة هذا الطقس سيعرف الرجل براءة أو خطية امرأته. وما ذكرته أنت كخرافة، ناتج عن عدم ثقتك أن الله يعمل وله علاقة شخصية بالإنسان، لست أدري أيها الصديق كيف تصلي؟!، هل تثق أن الله يسمع، ويستجيب؟!!
أم أنت تعتقد أن الله في عليائه في وادٍ وأنت في وادٍ آخر… مسكين أنت إذ لاهوتك عن الله في غاية الضعف، فأنت لا تثق أنه من الممكن أن يستمع ويجيب صلاتك، وبهذا اعتبرت كل هذا (خرافة). القاريء الكريم، ليتك تقرأ الأصحاح الخامس كله من سفر العدد لتعرف كيف يبرئ الله المرأة أو يظهر خطيتها في تشريع العهد القديم في الهيكل، هذا يبين لنا كم أن الله يستمع الى شعبه ويستجيب لطلباتهم. هذا يجعلنا نثق في صلواتنا أنها تصل الى إله يسمع الصلاة. هل تتفق معي؟
الآية الثانية
سفر الرؤيا 6: 6 “وسمعت صوتا في وسط الأربعة الحيوانات قائلا ثمنية قمح بدينار وثلاث ثماني شعير بدينار وأما الزيت والخمر فلا تضرهما”
هذه الآية مقتطعة من نص طويل في سفر الرؤيا، وهو نص رؤيوي، يتحدث برموز عن الأيام الأخيرة. ويتحدث النص ككل عن مراحل في الحياة سوف يعيشها ساكن الأرض، قبل الأيام التي يمكن أن نسميها بالأيام الأخيرة. ويوضح أنه ستأتي أيام ستكون السلعة الأساسية غالية الثمن جداً عكس السلع الكمالية، فنجد أن القمح والشعير وهي سلع أساسية لصناعة الخبز تباع بالوزن، نتيجة للندرة، أما الزيت والزيتون فلن يكون لهما نفس المشكلة في الندرة وفي الثمن.
لقد رأينا هنا أن يوحنا يرسم صورة للمستقبل، والقارئ لوضعنا الحالي، يرى أن هذه النبوءة تتحقق، فلماذا تعدها من الخرافات، وها نحن نرى طوابير من طالبي الخبز، الحاجة لملايين الدولارات لكي تساعد غير القادرين على الخبز، أليس في هذا تحقيق جزئي للنبوءة وإثبات لصدق الوحي المقدس؟ يقول الكتاب المقدس في سفر الأمثال 9: 12، “إِنْ كُنْتَ حَكِيمًا فَأَنْتَ حَكِيمٌ لِنَفْسِكَ، وَإِنِ اسْتَهْزَأْتَ فَأَنْتَ وَحْدَكَ تَتَحَمَّلُ.” والحكيم تكفيه الإشارة! فالله يُمْهِل، لكنه لا يُهْمِل.