السؤال 36 (المسيح) هل غسيل الأرجل يحتاج إلى خلع الملابس؟ عماد حنا
السؤال 36 (المسيح) هل غسيل الأرجل يحتاج إلى خلع الملابس؟ عماد حنا
يحكي لنا الإنجيل قصة يسوع وهو سهران في إحدى الليالي وبعد العشاء وشرب الخمر فعل هكذا :
يوحنا 13عدد4 : قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتّزر بها. (5) ثم صبّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها. (svd)
والسؤال هو : هل غسل أرجل الناس يستدعي التعري وخلع الملابس ؟ لقد أضطر أن يتزر بالمنشفة حتى يداري عورته , فهل هذا سلوك طبيعي ؟
الإجابة
من جديد أحاول أن أمنع نفسي من الرد العنيف على صاحب النظرة غير النقية, التي ترى كل شيء شريراً. ولنبدأ بقراءة النص موضوع الحوار لكي أستطيع أن أجيب على سؤالك بطريقة موضوعية بعيدة عن الغضب الذي ينتابني من جراء تطاولك.
“قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا، ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ. فَقَالَ لَهُ ذَاكَ:«يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ».قَالَ لَهُ بُطْرُسُ:«لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا!» أَجَابَهُ يَسُوعُ:«إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ” يوحنا 13: 4- 8
أولاً: ألمحت في حديثك أنه نتيجة لشرب الخمر, أن الخمر لعبت برأسه فأتى هذا الأمر, وذلك بقولك ” وبعد العشاء وشرب الخمر فعل هكذا :
والقارئ الأمين للنص هل يرى أي شيء من هذا؟ … لقد كان السيد المسيح مالكاً لقواه تماماً ويفعل الأمر بمنتهى الجدية والالتزام ويريد أن يعلم شيئاً واضحاً … إذ أنه بعد أن أتم المهمة قال: فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَاتَّكَأَ أَيْضًا، قَالَ لَهُمْ:«أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ؟ أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ،”
إذا فالمعلم هنا يُعَلّم, وبوعي كامل, وليس كما حاولت أنت أن تدعي, ولكن كل إناء كما ذكرتُ لك سابقاً، ينضح بما فيه, فإذا كان ما بداخلك سواداً لن ترى إلا السواد والشر فيما تقرأ … أسالك أن تطلب من الله أن ينقي داخلك فتفهم المكتوب, لأن المكتوب نافع لتعليمك.
أما عن سؤالك: هل غسل أرجل الناس يستدعي التعري وخلع الملابس ؟ لقد أضطر أن يتزر بالمنشفة حتى يداري عورته , فهل هذا سلوك طبيعي ؟
فإجابته بسيطة, لأن كلمة خلع ثيابه بمعنى أنه خلع الرداء. وهذا يجعله لابساً لباس العبيد في المجتمع اليهودي, وليس عارياً تماماً, كما أننا نرى في مجتمعنا الحالي الفلاح يلبس الجلباب ومن تحته صديري ومن تحته أشياء اخري … أما ساكن المدينة فيلبس الجاكت ثم القميص ثم الثياب الداخلية … وهذا طبيعي … فإذا شرع في عمل ما, فأنه يخلع الثياب الخارجية لكي يكون أكثر حرية في الحركة, وهذا طبيعي جدا. أما المنشفة فليس الهدف منها أن يداري عورته بل أن ينشف بها أرجل التلاميذ بعد الغسيل. عندما تذهب لتغسل يديك أو أقدامك ما هي الخطوة التالية؟ اليس التنشيف؟!! أم أنت لديك اسلوب جديد لهذا العمل؟ ….
عزيزي السائل، إننا نرى هنا المسيح يتحول – بفعلته هذه – من معلم وسيد، إلا عبد خادم، وهذه كانت رسالة السيد المسيح لتلاميذه، ليتك تتعلم من المعلم.
الى سؤال آخر