من هي العروس امرأة الخروف؟ عماد حنا
الإجابة
أقرأ بين السطور نغمة سخرية واضحة، ولكني أشفق عليك لأن ما تراه مثاراً للسخرية هو نفسه مصدر رفعتنا ونجاتنا من هلاك محقق، على أي حال أجد على مسؤولية أن أشرح لك الأمر بدقة وتفصيل حتى تفهم … سؤالك بعد استبعاد الشرح يقول:
والسؤال هنا هو: من هي العروس امرأة الخروف؟ وهل هي آدمية أم من جنس الخراف؟ وأين سيقام الفرح؟ وهل هكذا يتحدث الأنبياء في كتابكم عن الله رب العزة؟ يصفونه بأنه خروف؟
لنبدأ من الخروف قبل أن نبحث عن زوجته، والبداية تجدها عند النبي يوحنا المعمدان، ذلك النبي الذي جاء ليعد الطريق أمام السيد المسيح. ماذا قال ذلك النبي العظيم؟
عندما نظر ذلك النبي الى السيد المسيح، وهو آت من بعيد قال: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! (يوحنا 1: 29، 36)
إذا من هو الخروف؟
هو السيد المسيح له كل المجد. ولماذا سمي بهذا الاسم؟ لأنه جاء خصيصاً ليكون حملا ويقدم للذبح كبديل عن البشر جميعاً. ونحن نرى هنا وصفاً له أنه رب الأرباب وملك الملوك، وهذا طبيعي لأنه انتصر على الموت في موقعة الصليب الشهيرة.
ويقول الكتاب المقدس في رسالة فيلبي إن الله نتيجة لذلك “َأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ. (فيلبي 2: 6-8) وهذا يرتبط بتلك الآية التي تفضلت وذكرتها “هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ.” (رؤيا يوحنا 17: 14)
إذا فالخروف أو الحمل هو السيد المسيح الذي انتصر على الموت والشيطان ليستحق المجد والكرامة والعزة والسجود. وهذا يقودنا لسؤالك: من هي العروس؟ ومن جديد نبدأ بأعظم من أنجبته النساء النبي يوحنا الذي قال: “من له العروس فهو العريس. واما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحاً من أجل صوت العريس. إذاً فرحي هذا قد كمل.” (يوحنا 3: 29)، ومن هنا نرى أن العروس ليس خروفاً كما تفضلت وأشرت، لأننا في احتياج الى حمل واحد بلا عيب ليكون ذبيحة لأجلنا.
هذا الحمل قد صار عريساً بعد انتصاره وقيامته، فمن تكون العروس؟ العروس هي من سجدت لذلك العريس وأعطته المجد والإكرام، هي الكنيسة والمكونة من كل من آمن بذلك الحمل. هذه هي العروس. ودليلنا على ذلك ما وصفه النبي يوحنا “وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها.” (رؤ21: 2) تلك المدينة الجديدة رتبها الله للمؤمنين باسم المسيح، لتكون بديلاً مجيداً عن الجنة القديمة.
ها قد عرفت الآن كل التعبيرات، فلا يوجد أي خروف فعلي، بل هناك الحمل الذي هو المسيح، وعروس المسيح التي هي أورشليم الجديدة كنيسة المسيح. ونقدم لك دعوة عزيزي القارئ لتنضم الى جماعة المفديين عروس المسيح.
إنها دعوة لك من العروس … اقرأها وليتك تقبلها، للترنم معنا ليتم العرس الجميل: “والروح والعروس يقولان تعال. ومن يسمع فليقل تعال. ومن يعطش فليأت. ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً” (رؤ 22: 17) وللرب كل المجد إلى الأبد.
انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان