السؤال 21 (هل معقول) هل الحمير يوحى لها؟ وهل الحمار يردع نبي عن حماقة؟
السؤال 21 (هل معقول) هل الحمير يوحى لها؟ وهل الحمار يردع نبي عن حماقة؟
رسالة بطرس الثانية 2عدد16: ولكنه حصل على توبيخ تعديه إذ منع حماقة النبي حمار أعجم ناطقا بصوت إنسان. (svd)
وأصل هذه القصة كما هو معروف إقتبسها صاحب رسالة بطرس من العقد القديم سفر العدد 22عدد25-31
الإجابة
لنقرأ القصة في سفر العدد حتى نفهم ما المقصود من هذا الحوار “فَقَامَ بَلْعَامُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى أَتَانِهِ وَانْطَلَقَ مَعَ رُؤَسَاءِ مُوآبَ. فَحَمِيَ غَضَبُ اللهِ لأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ، وَوَقَفَ مَلاَكُ الرَّبِّ فِي الطَّرِيقِ لِيُقَاوِمَهُ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى أَتَانِهِ وَغُلاَمَاهُ مَعَهُ. َفأَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ وَاقِفًا فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ، فَمَالَتِ الأَتَانُ عَنِ الطَّرِيقِ وَمَشَتْ فِي الْحَقْلِ. فَضَرَبَ بَلْعَامُ الأَتَانَ لِيَرُدَّهَا إِلَى الطَّرِيقِ. ثُمَّ وَقَفَ مَلاَكُ الرَّبِّ فِي خَنْدَق لِلْكُرُومِ، لَهُ حَائِطٌ مِنْ هُنَا وَحَائِطٌ مِنْ هُنَاكَ. َلَمَّا أَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ زَحَمَتِ الْحَائِطَ، وَضَغَطَتْ رِجْلَ بَلْعَامَ بِالْحَائِطِ، فَضَرَبَهَا أَيْضًا. ثُمَّ اجْتَازَ مَلاَكُ الرَّبِّ أَيْضًا وَوَقَفَ فِي مَكَانٍ ضَيِّق حَيْثُ لَيْسَ سَبِيلٌ لِلنُّكُوبِ يَمِينًا أَوْ شِمَالاً. فَلَمَّا أَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ، رَبَضَتْ تَحْتَ بَلْعَامَ. فَحَمِيَ غَضَبُ بَلْعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالْقَضِيبِ. فَفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ الأَتَانِ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟». فَقَالَ بَلْعَامُ لِلأَتَانِ: «لأَنَّكِ ازْدَرَيْتِ بِي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلْتُكِ». فَقَالَتِ الأَتَانُ لِبَلْعَامَ: «أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا مُنْذُ وُجُودِكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ؟ هَلْ تَعَوَّدْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ هكَذَا؟» فَقَالَ: «لاَ»…” سفر العدد 22: 21 -31
ولقد أراد الرسول بطرس أن يقدم تعليما في العهد الجديد عن الذين تمردوا على الله فتذكر هؤلاء الذين سلكوا مثلما سلك بلعام بطل قصتنا في سفر العدد فقال في رسالته الثانية وفي الاصحاح الثاني ” …. هُمْ عُيُونٌ مَمْلُوَّةٌ فِسْقًا، لاَ تَكُفُّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، خَادِعُونَ النُّفُوسَ غَيْرَ الثَّابِتَةِ. لَهُمْ قَلْبٌ مُتَدَرِّبٌ فِي الطَّمَع أَوْلاَدُ اللَّعْنَةِ قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ وَلكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ”
هذه هي القصة, ومن الواضح أن صديقنا هذا لا يصدق القصة لا أكثر ولا أقل لأني بحثت عن السؤال فلم اجد, وسؤالي أنا: ألا تؤمن بالمعجزات؟! لماذا آمنت بنبي يعيش داخل حوت ثلاث أيام أو مجموعة تنام في كهف سنين هذه عددها … هل يعقل هذا؟ … وأخيراً لنفتش في مصادركم عن نفس الفكرة, فماذا قيل؟ ورد في كتاب “اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة” للإمام السيوطي الحديث التالي عن النبي وهو يُكَلِّم حماراً، وُجِدَت في حديث الحمار:
حدثنا محمد بن مزيد أبو جعفر مولى نبي هاشم عن أبي حذيفة موسى بن مسعود عن عبداللّه بن حبيب الهذلي عن أبي عبدالرحمن السلمي عن أبي منظور قال لما فتح اللّه على نبيه خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج نعال وأربعة أزواج خفاف وعشرة أواق ذهب وفضة وحمار أسود فقال للحمار ما اسمك قال يزيد بن شهاب أخرج اللّه من ظهر جدي ستين حماراً كلهم لم يركبه إلا نبي ولم يبق من نسل جدي غيري ولا من الأنبياء غيرك وقد كنت قبلك لرجل من اليهود وكنت أعثر به عمداً وكان يجيع بطني ويضرب ظهري فقال قد سميتك يعفور قال أتشتهي الأتان قال لا وكان يبعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول اللّه فلما قبض جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم فتردى فيها جزعاً، موضوع: قال ابن حبان لا أصل له وإسناده ليس بشيء ولا يجوز الاحتجاج بمحمد بن مزيد.
فإن كان نبي الإسلام بحسب جلال الدين السيوطي يُكلم الحمار والحمار يرد عليه، فلماذا تستغرب بل وتطعن في صحة حادثة الحمار الذي كلّمَ بلعام؟ مع العلم أن القصة ذكرها بشكلٍ حرفي أيضاً بن كثير الدمشقي في كتابه البداية والنهاية، طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت.
ويرد حديث آخر في البداية والنهاية، بالشكل التالي،
ثمَّ قال أبو نعيم: حدَّثنا أحمد بن محمد بن الحارث العنبريّ، حدَّثنا أحمد بن يوسف بن سفيان، حدَّثنا إبراهيم بن سويد النَّخعيّ، حدَّثنا عبد الله بن أذينة الطَّائيّ عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معلاة بن جبل قال: أتى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو بخيبر حمار أسود فوقف بين يديه، فقال: ((من أنت؟))
فقال: أنا عمرو بن فهران كنَّا سبعة إخوة، وكلَّنا ركبنا الأنبياء، وأنا أصغرهم وكنت لك، فملكني رجل من اليهود وكنت إذ أذكرك عثرت به فيوجعني ضرباً. فقال النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((فأنت يعفور)).
لنرجع للنص المقدس, أن قصتنا هذه تعبر عن ذلك الرجل الذي تجاهل صوت الله, حتى أن الحمار الأعجم أستطاع أن يميز ما لم يميزه صديقنا النبي المزعوم, هل هناك اشر من هذا؟ ولكن الرسول بطرس قال أن هذا الطريق – طريق التمرد على الارادة الإلهية – ليس غريباً أنَّ كثيرون اتبعوا طريق التمرد الذي كان طريق بلعام نفسه وأصموا آذانهم لتكون نهايتهم مثل نهاية بلعام
عزيزي طارح السؤال
لا يوجد سؤال, ولكن يوجد قصة بطلها رجل لم يرد أن يطيع الله, وأزاغه الطمع فاراد المكافأة أكثر من طاعة الله … ولكن الله أصر على أن ينفذ ما يريد … والله قادر على كل شيء حتى أن يجعل الحمار العجم يتكلم … ولكن قلوبنا أحياناً تكون أكثر غباءا من ذلك النبي الذي لم ير قدرة الله ولا اعجازه فيخشع ويعلن توبته, ولكن استبدل طريقه وتحايل وقدم مشورة شريرة مثله .
اسأل الله أن يعطي كل انسان منا قلبا مطيعا لمشيئة الله, قلبا فهيما يرى ارادة الله ويسجد له قائلا أطيعك وأطيع عملك في داخلي.