يوميات إرهابي هارب 18 الإنسان لا يرث الطبيعة الفاسدة لأنه إبن “نوح” البار وليس إبن آدم “الخاطيء”!
يوميات إرهابي هارب 18 الإنسان لا يرث الطبيعة الفاسدة لأنه إبن “نوح” البار وليس إبن آدم “الخاطيء”!
يوميات إرهابي هارب 18 الإنسان لا يرث الطبيعة الفاسدة لأنه إبن “نوح” البار وليس إبن آدم “الخاطيء”!
الفكرة التالية لميمو، هي أنه لو إفترض جدلاً توارث الخطية أو توارث الطبيعة الفاسدة في الإنسان، فإن الله قد أهلك كل البشر مع الأرض وبالتالي فتم إزالة اللعنة لأن نوح هو الوحيد الناجي من الموت وهو بار كما يقول عنه الكتاب المقدس!، وفي الحقيقة، هذه الفكرة خاطئة جدا لعدة أسباب، وهي:
الأول: أن الرب لم يقل أبداً أنه أزال لعنة، فالرب قال “لا أعود ألعن الأرض (تك 8: 21)” أي لن يلعن الأرض مرة أخرى إضافية في المستقبل، ولم يقل “لا أبقيكم في اللعنة” أو “رجعت في لعنتي” أو ماشابة، فمن أين أتى هذا الشخص بأن الرب “أزال” اللعنة؟ الغريب الذي لم يلاحظه هذا الشخص أن اللعنة المقصوده هنا هي لعنة الطوفان، وليس اللعنة الأولى لآدم والأرض، فما علاقة لعنة الأرض بالطوفان باللعنة الأولى لكل الأرض؟ وأين ألغى الرب اللعنة أصلاً؟
الثاني: أنه حتى وإن إفترضنا جدلا وتنازلا أن كل البشر قد ماتوا، فأيضاً اللعنة لم تمحى، وذلك لأن هناك نوح وإمرأته وأولادهما وزوجات أولادهما وأولادهم! فهل هؤلاء ليسوا من بني آدم أصحاب الطبيعة الفاسدة؟ أو لنستثني نوح (لانه يقول عليه أنه بار براً مطلقاً) فهل إمرأت وبنوه أيضاً بررة البر المطلق؟!
الثالث: يعترض ميمو على النقطة الثانية ويقول أن نوح كان بار، وبالتالي فهو لم يرث الطبيعة الفاسدة، وللرد على هذا الحمق نقول، بر نوح ليس بر مطلق، بل بر نسبي مقارنة بحال الإنسان في هذا العصر، فها هو الكتاب يؤكد ” هكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع (رومية 5″ 12)” و “الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد (رومية 3: 12)”، فها هو الكتاب المقدس يؤكد أن الجميع قد أخطأ، وأن الجميع قد فسد، وأن الموت قد إجتاز إلى جميع الناس، فإذن، نوح البار قد إجتاز إليه الموت وقد أخطأ وقد فسد، فمن هنا عرفنا أن بر نوح لا علاقة له بعدم توارث الطبيعة الفاسدة
الرابع: لو تنازلنا أكثر، على سبيل دحض حجج ميمو، لو إفترضنا أن نوح كان غير وارث للطبيعة الفاسدة بسبب أن الكتاب قال عنه أنه “بار”، فماذا عن أولاده، يرد ميمو هنا ويقول أولاده قد ورثوا طبيعته غير الفاسدة، ونرد على إعتراضه السخيف بأن أولاده قد أتوا منه ومن أمه التي لم يقل عنها الكتاب أنها بارة! فإذا، لدينا نوح البار، وزوجته التي لم يقل الكتاب عنها أنها بارة، وبالتالي، فأولاده ورثوا الطبيعة الفاسدة من أمهم!، ولكن ماذا إن تغاضينا عن هذه الحجة أيضاً، فماذا عن زوجات أبناء نوح؟ هل لهم أب وأم أبرار ولم يخطيء أي منهن؟، وبالتالي فنحن أبناء نوح صاحب الطبيعة الفاسدة، وزوجته أيضاً، وأولاده أصحاب الطبيعة الفاسدة، وزوجاتهم أيضاً، وأولادهم أيضاً، فكيف يقول ميمو أننا بالطوفان (حتى لو إفترضنا أن كل البشر هلكوا إلا من في الفُلك) قد تطهرت طبيعتنا الأولى قبل نوح وأصبحنا بلا طبيعة فاسدة؟
الخامس: لو تنازلنا عن كل هذا دفعة واحدة، وإفترضنا صحة كلام ميمو، فنسأله، طالما الرب غفر خطيتهم بل خطية كل البشر، وأصلح الطبيعة، فلماذا مات نوح وزوجته وكل أولاده وزوجاتهم وأولادهم وزوجاتهم ولماذا نموت إلى الآن؟ هذا فضلا عن: لماذا لم يعد نوح إلى الجنة الأولى؟، فمن هذا كله يتأكد لنا خطأ ميمو البالغ في الإعتماد على فهمه القاصر الهزلي في أن يفسر كتابنا.