أكاذيب_ديدات (6): سفر الرؤيا هو حلم إثر عشاء ثقيل للرسول يوحنا .. أحمد ديدات يتهرب من ألوهية المسيح بشكل ساذج جداً
سؤال ديدات الشهير: ” أين قال المسيح: أنا الله فإعبدوني “؟
أشهر وأوسع عبارة تهجمية انتشاراً، يستخدمها المسلمون.. وكأنها مضغة Gum لا يسأمون من مضغها هي ذلك السؤال الذي ردده الشيخ أحمد ديدات حين كان يقول:
- “لا يوجد في الكتاب المقدس.. تصريح واحد أو عبارة واحدة لا تحتمل الالتباس أو التأويل حيث يدعي عيسى انه الله او حيث يقول: اعبدوني. فعيسى لم يقل في اي مكان بأنه هو والله ذات واحدة “!
( المسيح في الاسلام – أحمد ديدات – ترجمة محمد مختار – ص 110 و111 )
- “There is not a single unequivocal statement throughout the Bible, … where Jesus claims to be God or where he says – ‘worship me.’ Nowhere does he say that he and God Almighty are one and the same person.”
) Christ in Islam – Deedat – Page 35).
هكذا تساءل ديدات وهكذا يفعل باقي تلاميذه “الأوفياء “!
الإجابة التي تنسف هذا السؤال هي: أنا هو الأول والآخر!
قال المسيح تبارك وتعالى، عند استعلانه لرسوله وحبيبه يوحنا كما ورد في سفر الرؤيا:
- “أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ. وَالَّذِي تَرَاهُ، اكْتُبْ فِي كِتَابٍ وَأَرْسِلْ إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ” (رؤيا 11:1).
- “فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ. “ ( رؤيا :17:1و18).
فالمسيح وبكل صراحة يقول انه الله، لان الاله هو الاول والاخر، ولا احد قبله ..وهو الحي وقد مات على الصليب ثم قام وهو حي الى ابد الابدين وله مفاتيح الهاوية والموت، بمعنى انه يحيي ويميت، ويكافئ الأبرار ويدين الاشرار.
وهذا اللقب الإلهي استخدمه الله عن نفسه، في ذات الاصحاح الأول من سفر الرؤيا، اذ نقرأ قول الله:
- ” «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ” (الرؤيا 8:1)
وفي ذات الإصحاح قال المسيح عن نفسه:
- “أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ. وَالَّذِي تَرَاهُ، اكْتُبْ فِي كِتَابٍ وَأَرْسِلْ إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ” (رؤيا 11:1).
والان من هو الوحيد الذي يستحق هذه الالقاب؟ لنقرأ:
- “هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ، رَبُّ الْجُنُودِ أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَلاَ إِلهَ غَيْرِي” (أشعيا 6:44).
- “اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ، وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ: أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ “(اشعيا 12:48).
إذن ومن هنا نعرف أن المسيح هو حرفياً يهوه، الإله الذي كان اليهود يعبدونه، والآن عزيزي تلميذ ديدات :
افتح كتابك القرآن، وبالتحديد على سورة الحديد، والآية 3، وإقرأها بصوت عالٍ، وفيها تجده يقول عن الله:
- ” هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ “(الحديد:3).
فما معنى : “الاول والآخر” ؟
لقد فسّر رسول الإسلام نفسه هذا الوصف بأنه يعني الألوهية، بقوله:
- “ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّل فَلَيْسَ قَبْلك شَيْء وَأَنْتَ الْآخِر فَلَيْسَ بَعْدك شَيْء “
( صحيح مسلم – كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار– باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع ).
والآن اسألك: هل يمكن ان يزعم أحد بانه: “الأول والآخر” غير الله؟!
قطعاً ستقول: لا!
والآن لنقارن.. اقرأ ما قاله المسيح بفمه المبارك:
“ ثُمَّ قَالَ لِي قَدْ تَمَّ أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا. مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا “ (رؤيا 6:21و7).
فالمسيح الذي هو الالف والياء والاول والاخر، يقول بانه سيكون للمؤمن الوراث “الهاً “، ويعطيه من ماء الحياة!
اذن ..فقد صرح المسيح انه الله باطلاق القاب الله وحده والتي لا يشاركه احد غيرها على نفسه !
فتلك التصريحات من الرب يسوع لعبده ورسوله يوحنا تكشف بما لا يدع مجالاً للشك عن لاهوته. ونتيجة لقوة كلماته ومتانة بأسها فقد أنكروها لمجرد الانكار!!
فماذا كان جواب الشيخ ديدات بعد أن تم دحر سؤاله؟!
سفر الرؤيا كابوس الشيخ ديدات!
فعوضاً عن أن يناقش الشيخ ديدات كلام المسيح بالأدلة والبراهين ويقدم تفنيده وحججه، تراه ماذا فعل؟!
لقد اعترض بعناد شديد على تصريح المسيح الكلي الوضوح في سفر الرؤيا، بحجة متعنتة واهنة وهي: ان سفر الرؤيا كان مجرد حلم!!
كل ما قدر عليه انه اكتفى بهاجمة قانونية السفر مشككاً بمصداقيته .. وتغاضى عن الدليل!!
اذ قال ديدات:
- “ .. اقتباس من سفر الرؤيا حيث ورد زعماً على لسان يسوع قوله: “انا هو الالف والياء” اي الأول والآخر. ان سفر الرؤيا هو عبارة عن حلم vision رأى فيه يوحنا حيوانات بداخلها عيون. إذا أفرط الانسان في الأكل حدث له هذا النوع من التجارب ولكن يسوع ما كان حياً ولم يقل شيئاً كهذا..”.
(المناظرة الكبرى – ديدات وشروش – ترجمة رمضان الصفناوي – ص 60)
وها هو كلامه بالانجليزية كما نطقه اثناء مناظرته مع الدكتور أنيس شروش:
- ” Now this book of Revelation was a dream in which John in the dream saw a vision in which he saw animals with eyes inside and eyes outside and horns with eyes on it. All this is a man if he eats too much he gets that type of experiences.”
وكرر زعمه [1] هذا مراراً ، مثال محاضرته الشهيرة بعنوان:Christ in Islam والدقيقة 1:43:03 ، اذ قال في فترة الاسئلة :
- ” .. Book of Revelation, that is the last book of the new testament .. what this book is all about ? its about a dream. This was a dream … usually when a man eats too much he has dreams like that “.
لم يناقش ديدات النصوص الصريحة التي قالها المسيح بفمه أنه الله .. واكتفى بسخرية سخيفة من سفر الرؤيا بحجة انه مجرد حلم.. وأنه احتوى على مشاهد عجيبة لحيوانات تتميز بعيون وقرون عليها عيون، وان الانسان الذي يفرط في الأكل يعاني هذه التهيؤات.
فلنبدء بتفيند جواب ديدات أو بالأحرى فراره المخزي..
تفنيد جواب ديدات
1- ديدات يسحب سؤاله!
هروب ديدات من مواجهة الرد على سؤاله يعتبر اسلوب إعتدنا على مقابلته في حواراتنا مع الأخوة المسلمين.
فهم يطالبون بجمل وعبارات محددة من الكتاب المقدس .. وحين نقدمها لهم يقولون:
“ولكن هذا كلام نبي او كلام رسول .. اريد كلام المسيح”!
وحين نأتي بكلام المسيح ينثرون الغبار في الجو، ويرفضونه مهاجمين السفر نفسه!
فديدات يلزم المسيحيين بما يعتقده هو.. وليس يلزمهم بما يؤمنون به!
فهو طالب بنص محدد من ” الكتاب المقدس ” ..
“There is not a single unequivocal statement throughout the Bible…“
نعم .. الكتاب المقدس! إذن يستلزم ذلك التالي :
إننا اذا قدمنا له النص والشاهد من اي صفحة في أي سفر ضمن الكتاب المقدس ، نكون قد ألزمناه الحجة وأسقطنا تحديه!
2- سفر الرؤيا هو كتاب مقدس BIBLE !
السنا نقرأ عنوان سفر الرؤيا في قائمة اسفار الكتاب المقدس وهي أول صفحة من الكتاب ..
وهو ذات الكتاب المقدس الذي طالب ديدات ان نقدم الأدلة منه؟! فلماذا يتراجع الآن بانتقائية الصغار؟
طالبنا ديدات بنصوص من ( الكتاب المقدس ) BIBLE وحين اتيناه بها من سفر داخل الكتاب المقدس، رفض وهاجم السفر بحجة انه حلم!
ونسأل تلامذة ديدات :
هل الله تعجزه الوسيلة لايصال وحيه الى عبيده الرسل والأنبياء؟
ألم يوحي الله الى عبيده الأنبياء في العهد القديم رؤى وأحلاماً تحوي رموزاً وتشبيهات، كالتي وردت في اسفار النبي دانيال وحزقيال وغيرهم؟!
هل الوحي عن طريق الرؤيا مخالف لدين أحمد ديدات؟!
3- هل رؤيا يوسف في القرآن كانت إثر عشاء ثقيل يا شيخ ديدات؟!
النبي يوسف في الإسلام كان مشهوراً برؤياه.. إذ ورد في القرأن عنه:
” إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ” ( سورة يوسف: 4 و5)
فالنبي يوسف كان يرى ” رؤيا ” .. وبحسب الفكر الإسلامي فإن رؤيا الأنبياء وحي! اذ نقرأ في تفسير الطبري:
- ” قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ص: وإن كنت يا محمد، لمن الغافلين عن نبأ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم إذ قال لأبيه يعقوب بن إسحاق: ( يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا ) ; يقول : إني رأيت في منامي أحد عشر كوكبا .
وقيل: إن رؤيا الأنبياء كانت وحيا .
18778 حدثنا ابن بشار ، قال: حدثنا أبو أحمد ، قال: حدثنا سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله: (إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) ، قال: كانت رؤيا الأنبياء وحيا.
18779 وحدثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا أبو أسامة ، عن سفيان ، عن سماك ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس: (إني رأيت أحد عشر كوكبا) ، قال: كانت الرؤيا فيهم وحيا” (جامع البيان – الطبري – سورة يوسف)
فرؤيا الأنبياء وحي.. فهل كان سمع ديدات بهذه المعلومة قبل ان يطلق تصريحاً متهوراً ضد “رؤيا يوحنا” ..؟
ألم يفرد البخاري في صحيحه باباً بعنوان : “باب رؤيا يوسف” !
(صحيح البخاري – كتاب التعبير – باب رؤيا يوسف )
فلماذا يؤمن ديدات بصحة “رؤيا يوسف” ، بينما يسخر من كتابنا “سفر الرؤيا” .. لماذا الكيل بمكيالين؟!
ونسأل ديدات وتلامذته :
هل ستعتبر بأن النبي يوسف كان يهذي بأضغاث أحلام؟ هل تصدق بأن القمر والشمس ممكن ان تسجد لإنسان.. هل ستصف النبي يوسف كما وصفت الرسول يوحنا بأنه كان يحلم إثر عشاء ثقيل ..؟!
4- هل كان حلم النبي ابراهيم في القرآن إثر عشاء ثقيل يا شيخ ديدات؟!
هل كان النبي ابراهيم – صاحب الديانة الحنيفية كما يقول الاسلام – قد رأى اضغاث احلام وكوابيس حين قال عنه القرآن :
” فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ” ( الصافات : 102).
لم يخاطبه الرب مباشرة انما “ رأى “ في المنام !!
وماذا رأى ؟
لقد رأى في ” المنام ” أنه يذبح ابنه !!
فهل أكثر ابراهيم من الأكل، ونام مثقلاً فاختلطت في ذهنه صور قيامه بذبح الخراف وكأنه يذبح ابنه في الحلم !؟ مجرد سؤال يا ديدات !
هل ستزن ” حلم ” ابراهيم بذات الميزان الذي استعملته مع سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي ..؟!
5- هل رؤيا نبي الإسلام كانت إثر عشاء ثقيل يا ديدات؟!
الم يكن الوحي لنبي الإسلام هو رؤياvision ؟ الم يقرأ ديدات الحديث الصحيح:
- “حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله ص من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد”. (صحيح البخاري – كتاب بدء الوحي – باب بدء الوحي).
فهل الوحي لنبي الإسلام كان مجرد حلم مزعج إثر أكلة ثقيلة كما يتخيل ديدات؟
6- رؤيا إسراء محمد هل كانت إثر عشاء ثقيل يا ديدات؟!
بحسب زعم ديدات تكون ايضاً قصة الاسراء والمعراج خرافة، لأنها كانت رؤيا!
يقول القرآن بالحرف أنها كانت مجرد رؤيا.. اقرأ :
“وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ “ ( لاسراء:60).
ولنقرأ التفسير:
- جاء في تفسير الجلالين :
“.. “أريناك” عيانا ليلة الإسراء “إلا فتنة للناس” أهل مكة إذ كذبوا بها وارتد بعضهم لما أخبرهم بها “.
- وجاء في تفسير ابن كثير :
“عن ابن عباس “ وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس “ قال هي رؤيا عين أريها رسول الله ص ليلة أسري به.. “ .
والغريب أن ديدات يتهم الكتاب المقدس بذات الإتهام الذي إتهم به مشركو مكة نبي الإسلام محمد، ويسجل لنا القرآن إتهامهم لنبي الإسلام:
“بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ “ (الانبياء :5).
فهل لا يعرف أحمد ديدات القرآن الكريم كما لا يعرف أيضاً الكتاب المقدس؟!
7- الرد الماحق على سخرية ديدات من وحش سفر الرؤيا!
سخر ديدات من رؤيا يوحنا وما احتوته من رموز وتشبيهات عن الغيب وأحداث المستقبل ونهاية العالم.. من صور مجازية لوحوش ذات قرون وعيون. خاصة ما ورد عن الوحش القادم – ضد المسيح – من تشبيهات مجازية ( الرؤيا اصحاح 13 من الاية 1 الى 18)
ونسأل ما مدى مصداقية سخرياته التافهة بأن سفر الرؤيا يحوي رؤى وحوش لها قرون وعيون بأشكال مخيفة مع ما صرح به علماء الاسلام ومفسري القرآن بأن الرؤيا تحوي صور اعجازية وقلب للاعيان .. اذ كتب أحد كبارهم وهو القرطبي:
- ” إنما كانت الرؤيا جزءا من النبوة ; لأن فيها ما يعجز ويمتنع كالطيران ، وقلب الأعيان ، والاطلاع على شيء من علم الغيب”
( الجامع لأحكام القرآن – القرطبي – سورة يوسف :5 )
ففي الرؤيا هناك اعجاز وأمور ممتنعة وغيب وقلب الأعيان ومشابهات وكنايات ورموز .
فهل كان ديدات يدرس كتب دينه قبل ان يتفوه ضد غيره ؟
القرآن ووحش سفر الرؤيا – الدابة – !!
وهل كان ديدات قد قرأ أو حتى سمع بخروج هذا الوحش في الايام الاخيرة كما جاء في كتابه : القرآن ؟!
يقول القرآن عن وحش سفر الرؤيا الذي رآه يوحنا الرسول :
” وَإِذَا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَآتِنَا لاَ يُوقِنُونَ” (سورة النمل 82:27).
جاء في تفسير ابن كثير :
- ” وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو صالح – كاتب الليث – حدثني معاوية بن صالح، عن أبي مريم: أنه سمع أبا هريرة، يقول: إن الدابة فيها من كل لون، ما بين قرنيها فرسخ للراكب. وقال ابن عباس: هي مثل الحربة الضخمة.
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أنه قال: إنها دابة لها ريش وزغب وحافر، وما لها ذنب، ولها لحية، وإنها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثا، وما خرج ثلثها. ورواه ابن أبي حاتم.
وقال ابن جريج ، عن ابن الزبير أنه وصف الدابة فقال : رأسها رأس ثور ، وعينها عين خنزير ، وأذنها أذن فيل ، وقرنها قرن أيل ، وعنقها عنق نعامة ، وصدرها صدر أسد ، ولونها لون نمر ، وخاصرتها خاصرة هر ، وذنبها ذنب كبش ، وقوائمها قوائم بعير ، بين كل مفصلين اثنا [ عشر ] ذراعا ، تخرج معها عصا موسى ، وخاتم سليمان ، فلا يبقى مؤمن إلا نكتت في وجهه بعصا موسى نكتة بيضاء ، فتفشو تلك النكتة حتى يبيض لها وجهه ، ولا يبقى كافر إلا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان ، فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه ، حتى إن الناس يتبايعون في الأسواق : بكم ذا يا مؤمن ، بكم ذا يا كافر ؟ .. “.
( ابن كثير )
وعلى ضوء روايات أهل السلف قرأنا عن الدابة القرآنية ( التي توازي وحش سفر الرؤيا ) التالي :
1- ان لها قرون ! ( ووحش الرؤيا له قرون )
2- مكونة من مجموعة حيوانات : ” رأسها رأس ثور ، وعينها عين خنزير ، وأذنها أذن فيل ، وقرنها قرن أيل ، وعنقها عنق نعامة ، وصدرها صدر أسد ، ولونها لون نمر ، وخاصرتها خاصرة هر ، وذنبها ذنب كبش ، وقوائمها قوائم بعير …” !!
( ووحش الرؤيا مكون من مجموعة حيوانات انما بطريقة لها دلالاتها كاشارة الى ممالك أممية وليس كما في الاسلام مجرد نسبة اعضاء حيوانات بشكل بائخ سخيف .. كعين خنزير وخاصرة هر وذنب كبش الخ!!! )
3- معها عصا موسى وخاتم سليمان ! اشارة الى معجزات وخوارق تجريها ( ووحش الرؤيا ايضاً سيستخدم الخوارق والعجائب لاضلال الأمم )
4- تضع سمة وعلامة على وجوه الناس !
5- هذه السمة ستجعل الناس يتعارفون بأديانهم اثناء البيع والشراء في الاسواق !
وهذا يشابه الى حد ما السمة او رقم الوحش التي ستوضع على جباه الغير مؤمنين ، فلا يستطيع احد ان يبيع ويشتري الا من له السمة !
” وَيَجْعَلَ الْجَمِيعَ: الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جَبْهَتِهِمْ،
وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ، إِّلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ”. ( رؤيا 16:13و17) .
اذ يؤيد هذا ما جاء في قراءات اخرى لعبارة ” تكلمهم ” اي تجرحهم او تضع سمة على جباههم !!
- ” وجوز أيضا أن يكون المراد بالكلم الجرح بمعنى الوسم، فقد روي أنها تسم جبهة الكافر، وفي رواية أخرى أنها تحطم أنفه بعصا موسى عليه السلام التي معها، واختار بعضهم كون المراد به ما ذكر لما في حديث أخرجه نعيم بن حماد وابن مردويه عن عمر رضي الله تعالى عنه مرفوعا ليس ذلك بحديث ولا كلام ولكنه سمة تسم من أمرها الله تعالى.. “.
(تفسير الألوسي– شهاب الدين السيد محمود الألوسي – سورة النمل)
ديدات يُمعن في الهروب!
في ذات المناظرة التي القى فيها ديدات شبهته السقيمة ضد سفر الرؤيا زاعماً انه مجرد حلم.. قام الدكتور أنيس شروش بنسف الشبهة من جذورها وطرح عليه سؤالاً معجزاً اذ قال:
” فاسأل أويرى النبي والأنبياء رؤى ايضاً؟ ألم يظهر الله لهم في الرؤى والأحلام؟”
فهل أجاب ديدات على سؤال شروش؟ كلا.. بل طار فوقه وكأنه لم يسمع السؤال !!
هذه هي اجابة الدكتور أنيس شروش :
ضرب ديدات صفحاً عن الإجابة متعمداً، فلو أجاب بنعم، فسيدمر كلامه السابق، ولو أجاب بالنفي، فعليه أن يواجه المسلمين ومعتقدهم بأن رؤيا الأنبياء وحي! فصار بين حجري رحى، وفضّل السكوت وتصنع الغفلة !!
[1] وكرر ذات اجابته في محاضرة: صلب المسيح حقيقة ام افتراء؟ Crucifixion Or Cruci-Fiction والدقيقة: 2:08:23