تكريم السيد المسيح هو تكريمُ لله، فمن يكون غير الله؟
تكريم السيد المسيح هو تكريمُ لله، فمن يكون غير الله؟
تكريم الرب يسوع المسيح :
لا يُكرم شهود يهوه الرب يسوع المسيح الذي اشترانا بدمه، كما يكرمون الرب يهوه، فهم لا يؤمنون أنه الرب يهـوه، وبذلك يذخرون لنفسهم غضباً في يوم الغضب (روميه 5:2) . لانه مكتوب :
” لكي يُكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب. من لا يُكرم الابن لا يُكرم الاب الذي أرسلهُ”! (يوحنا 23:5)
فالابن يُحيي، ويُميت، ويعطي الحياة الأبجدية، فيجب علي كل الخليقة أن تُكرم الابن، كما يُكريم الاب.
فالإيمان بأحد الأقنومين يستلزم الإمان بالأخر، فهما جوهر واحد، كذلك إكرام أحدهما يستلزم إكرام الأخر.
كيف نُكرم الاب؟
نُكرم الاب بعبادته والسجود له. وبتمجيد اسمه القدوس، و التَسبيح له، وبالسلوك بحسب وصاياه وطلب رضاه…الخ. أي أننا نُكرم الاب عندما نعمل بوصاياه المقدسة.
ونلاحظ أن الرب يسوع المسيح قال:
“لكي يكرم الجميع الابن كما يُكرمون الاب ” (يوحنا 5: 23)
فالطريقة التي نكرم بها الابن، هي ذاتها التي نكرم بها الاب، فالرب استخدم كلمة”كما”. لماذا؟ لأن “من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله”(يوحنا 23:5)
نحن نكرم الله المثلث الاقانيم الأله الواحد، ونعبده:
ذكر إنجيل القديس مار يوحنا، إعلاناً أخر عن وحدة الاب و الابن في جوهر، وتمايز عمل الأقانيم، يقول الرب يسوع المسيح:
“أنا والاب واحد“(يوحنا 30:10).
والنص الاصلي لهذه الاية في اللغة اليونانية لغة العهد الجديد، هو:
ἐγὼ καὶ ὁ πατὴρ ἕν ἐσμεν (GNT)
والترجمة الحرفية لها هي: أنا والأب نكون واحداَ”.
لقد استعمل الرب يسوع فعل الكينونة “نكون” ليُعبر عن وحدة الأب والابن في الجوهر، أما عندما يتكلم السيد المسيح عن وحدة المؤمنون فإنه يستعمل فعل الطلب أو التمني(ليكونوا) “ليكونوا واحداَ (يوحنا 21:17). فوحدة أقانيم الثالوث المقدس، الأب والابن و الروح القدوس وحدة عميقة وازلية، وحدة بذات الجوهر الواحد، وحدة تفوق تصور العقل، فهي وحدة أقانيم الله الواحد.
ادرك التلاميذ تلك الوحدة ذات الجوهر الواحد بين الاب والابنو الروح القدس:
قال القديس مار استفانوس أول الشمامسة الشهداْ، في ساعة موته، عندما رأى مجد الله ويسوع المسيح قائماَ عن يمين الله:
” أيها الرب يسوع اقبل روحي” (أعمال الرسل 59:7). فالقديس استفانوس يطلب من الرب يسوع المسيح قبول روحه! لماذا لم يطلب هذا الطلب من الله الاب؟
لأن مار استفانوس كان عالماَ بأن يسوع المسيح هو الابن المساوي للاب في الجوهر. وكان عالماَ بأن يسوع المسيح هو أبو الأرواح وخالقها . لذلك استودع روحه بين يدي خالقها الأمين يسوع المسيح له كل المجد.
وقال الرب يسوع المسيح لتلاميذه أثناء حوارهم معه:
“لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضاَ. ومن الان تعرفونه وقد رأيتموه. قال له فيلبسُ: يا سيد ، أرنا الاب وكفانا. قال له يسوع: أنا معكم زماناَ هذه مدته ولم تعرفوني يا فيلبس! الذي رأني فقد رأى الاب، فكيف تقول انت: ارنا الاب؟” (يوحنا 14 : 7 – 9).
يكشف الرب يسوع المسيح في الحوار، عن العلاقة التي بينه وبين الاب، اذ يقول لتلاميذه” ومن الان تعرفونه وقد رأيتموه”! مشيراَ بذلك الي نفسه ” وقد رأيتموه“.
لذلك وبخ الرب يسوع المسيح تلميذه فيلبس الذي طلب ان يرى الاب. فالسيد المسيح هو الله الابن وهو “صورة الله“! (2كورنثوس 4:4)
“وهو بهاء مجده، ورسم جوهره“! (عبرانيين 3:1).
ختاماَ :
تكلمنا بمعونة الرب، عن لاهوت السيد المسيح له كل المجد. وأثبتنا بالألة الكتابية بصورة واضحة، حقيقة:
أن الرب يسوع المسيح له كل المجد، هو الأقنوم الثاني (الابن) من الثالوث المقدس، وهو مساو للاب في الجوهر، وهو يهوه الرب،
وهو الله الظاهر بالجسد، وظهوره هذا ليس خيالاَ أو أو أسطورة قديمة تبناها المسيحية! فنحن حتى هذه اللحظة ما زلنا نقدم الكثير من الالشهدا ْ من أجل هذا الأمان الحق.
وما يؤمن به شهود يهوه، أو ما يحاول أن يعمله كل من يُنكر لاهوت السيد المسيح من الأديان الأخرى، من تصوير وإعطاء صفة الأسطورة لأماننا المسيحي الواضح و الحقيقي، ما هو إلا عمل باطل من أعمال إبليس الذي ما زال يضل العالم، كيف لا واسمه المضل، واتباعه هم من الضالين حتماً!
نسأل الرب يسوع المسيح أن يوافقنا وإياكم في محاربة إبليس وأعوانه الضالين و المضلين، ويعطينا الثبات علي الإمان الحق، في هذه الحياة الفانية. أمين.