أسئلة صعبة عن الكتاب المقدس، الأنبياء الكذبة والكتب المقدسة لدى الديانات الأخرى – نورمان جايزلر Norman Geisler
أسئلة صعبة عن الكتاب المقدس، الأنبياء الكذبة والكتب المقدسة لدى الديانات الأخرى – نورمان جايزلر Norman Geisler
يدعي الكتاب المقدس ويثبت بأنه كلمة الله. أي إن الكتاب المقدس لا يكتفي بالإعلان عن نفسه أنه كلمة الله ذات السلطان فحسب، بل يبرهن ذلك عن نفسه بأدلة وافرة من داخله وخارجه. غير أن! العديد من الكتب الأخرى تدعي أيضا بأنها إعلانات مقدسة من الله. إذا، الأسئلة التي نواجهها هي: “هل الكتاب المقدس فريد في نوعه؟” و”هل تبرهن الإعلانات الأخرى صفتها الإلهية أيضا؟” سوف أسعد لأثبت أن الكتاب الوحيد الذي يدعي ويثبت صحة إدعائه بكونه كلمة الله، هو الكتاب المقدس.
أسئلة عن توكيد الكتاب المقدس بأنه هو كلمة الله
يطالب العديد من المشككين، وهو مطلب شرعي، بأن تقدم لهم أدلة تبرهن ما يدعيه الكتاب المقدس عن نفسه بأنه كلمة الله.[1] ففي الواقع، هناك العديد من الكتب الأخرى، إلى جانب الكتاب المقدس، التي تدعي بأنها من عند الله أيضا. ولكن، كيف نعرف أن الكتاب المقدس هو كلمة الله وأن الكتب الأخرى ليست كذلك؟ ولماذا لا يمكنها جميعها أن تكون من عند الله؟
ما هي الأدلة المتوافرة والتي تثبت ما يدعيه الكتاب المقدس بأنه موحى به من الله؟
الكتاب المقدس، وعلى خلاف الكتب الدينية الأخرى، هو الكتاب الوحيد الذي ثبت أنه كلمة الله ببراهين خارقة للطبيعة. فهو الكتاب الوحيد الذي كتبه أنبياء أثبتت مصداقيتهم بآيات وعجائب. عندما سأل موسى كيف عسى رسالته أن تحظى بالقبول، قام الله باجتراح آيات من خلاله “أي لكي يصدقوا (العبرانيون) أنه قد ظهر لك الرب إله آبائهم، إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب” (خروج4:5). ولاحقا، عندما تحدى قورح موسى، تدخل الله مجددا بطريقة عجائبية ليؤيد نبيه (إقرأ سفر العدد 16). كذلك الأمر بالنسبة إلى إيليا الذي تم تثبيت حقيقة كونه نبيا لله بتدخل عجائبي على جبل الكرمل (انظر1 ملوك 18).
في الأناجيل، قال المعلم اليهودي نيقوديموس ليسوع: “يا معلم، نعلم أنك أتيت من الله معلما، لأنه ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل، إن لم يكن الله معه” (يوحنا2:3؛ وإقرأ أيضا لوقا22:7). كما أعلن بطرس أن “يسوع الناصري قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات، صنعها الله بيده في وسطكم” (أعمال الرسل22:2). كذلك يؤكد كاتب الرسالة إلى العبرانيين أن الله كان “شاهدا معهم (أن الخلاص هو بيسوع المسيح) بآيات وعجائب وقوات متنوشعة ومواهب الروح القدس، حسب إرادته” (عبرانيين9:2). كما أثبت بولس الرسول رسوليته بتأكيده أن “علامات الرسول صنعت بينكم في كل صبر، بآيات وعجائب وقوات” (2كورنثوس12:12).
ما من كتاب آخر في العالم تم تمييز كتابه وتأييد صفتهم الفريدة بأسلوب عجائبي كهذا. فإنه لم يتم من بين جميع قادة الأديان في العالم تأييد صفتهم بعجائب يؤكد صحتها شهود عيان موثوق بهم. الكتاب المقدس وحده يثبت أنه كلمة الله المكتوبة من قبل أنبياء ورسل لله، تم تأييد صفتهم بآيات عجائبية خاصة من الله.
هل من أدلة أخرى تثبت أن الكتاب المقدس هو كلمة الله؟
أدلة كثيرة تؤكد أن الكتاب المقدس هو كلمة الله،[2] ولكن إخدى أهم الأدلة على الطابع العجائبي للكتاب المقدس، هي قدرته على إعطاء نبوات واضحة ومتكررة عن المستقبل البعيد. يحتوى العهد القديم على ما يقارب المئتي نبوة التي تتعلق بمجيء المسيح، وقد وردت هذه النبوات قبل مئات السنين من وقوع الحدث. وفي ما يلي مثال بسيط يوضح دقة النبوات المختصة بولادة المسيا:
- من امرأة (تكوين15:3).
- من نسل إبراهيم (تكوين1:12 – 3؛ 18:22).
- من سبط يهوذا (تكوين10:49).
- كابن لداود (2صموئيل12:7 و13).
- في مدينة بيت لحم (ميخا2:5).
- من عذراء (إشعياء14:7).
- سيتألم ويموت من أجل خطايانا (إشعياء53) في نحو العام 33م (دانيال9: 24-26).[3]
- وسيقوم من بين الأموات (المزمور11:16؛ أيضا المزمور7:2 و8).
حتى نقاد الكتاب المقدس أنفسهم يقرون بأن هذه النبوات قد أعطيت قبل زمن المسيح بفترة تراوح بين مئتي سنة وعدة مئات من السنين، ما ينفي إمكانية أن يكون الكاتب قد قام بتخمين هذه المعلومات أو تأثر بما توحي به الأزمنة والأوقات آنذاك. إلى ذلك، تتمتع هذه النبوات بالدقة والتفصيل. فهي تحدد وبدقة، السلالة (داود)، والمكان (بيت لحم)، والوقت (دانيال9) المخصص لمجيء المسيح. ما من كتاب ديني آخر يقدم أي شيء يمكن مقارنته مع هذه النبوات الخارقة للطبيعة.
ألم تتحقق العديد من نبوات الوسطاء الروحيين مثل أنبياء الكتاب المقدس؟
هناك فرق شاسع بين المتنبئين البشر المعرضين للخطإ وأنبياء الكتاب المقدس المعصومين. كان الأنبياء الكذبة ينكشف أمرهم ويظهرون على حقيقتهم لدى عدم تحقق نبوة كانوا قد نطقوا بها (تثنية22:18). وقد كان يتم رجم أولئك الذين لم تتحقق نبواتهم (الآية20). لا بد أن هذه العقوبة قد زرعت الرعب في قلوب من لم يكونوا متأكدين من أن رسالتهم هي من عند الله. مئات النبوات، كان قد نطق بها أنبياء الكتاب المقدس، ولم يخطئوا أو يضلوا في أية واحدة منها.
وبالمقارنة، أظهرت دراسات أجريت على تنبؤات أشهر الوسطاء الروحيين أنهم يخطئون بنسبة اثنين وتسعين في المئة.[4] فمثلا، جين دكسون Jean Dixon، كانت على خطإ في الغالبية الساحقة من المرات. حتى إن كاتبة سيرتها الذاتية، روث مونتغمري Ruth Montgomery اعترفت بأن دكسون نطقت بنبوات خاطئة.
“تنبأت بأن الصين الحمراء ستقحم العالم في حرب من أجل كيموي Quemoy وماتسو Matsu في تشرين الأول 1958، كما اعتقدت أن القائد في حرب العمال والتر رويثر Walter Reuther سيسعى للفوز بالرئاسة سنة 1964.”[5] في 19 تشرين الأول 1968، أكدت لنا دكسون أن جاكلين كينيدي Jacqueline Kennedy غير راغبة في الزواج. وفي اليوم التالي مباشرة، تم عقد قران السيدة جاكلين كينيدي على أرستوتل أوناسيس Aristotle Onassis. كما قالت إن الحرب العالمية الثالثة سوف تبدأ سنة 1954، على أن تنتهي سنة 1966. كذلك، سيتم نفي كاسترو Castro من كوبا Cuba سنة 1970.
إن دراسة لنبوات كان قد نطق بها الوسطاء الروحيون سنة 1975 مع متابعة مدى تتميمها حتى سنة 1981 بما في ذلك تصورات دكسن، أظهرت أن ستا فقط قد تحققت من بين اثنين وسبعين نبوة. اثنتان منهما كانتا مبهمتين، واثنتان أخريان لم تشكلا أية مفاجأة: أي إن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ستظلان تشكلان القوتين العظميين في العالم، ولن يكون هناك حروب عالمية في ما بعد. إن دقة نبوة بنسبة ثمان في المئة يمكن تفسيرها وبسهولة، على أنها مجرد صدفة ممزوجة بشيء من حسن الإطلاع على الأوضاع العامة.
ألم يتنبأ نوسترادموس بتنبؤات خارقة؟
كلا.فإن “نبوات” نوستراداموس Nostradamus الشهيرة لم تكن مذهلة على الإطلاق.[6] لنتأمل في واحدة من أشهرها:
النبوة المزعومة بزلزال سيضرب كاليفورنيا. يقال إن نوستراداموس تنبأ بزلزال عظيم سوف يضرب كاليفورنيا بتاريخ 10 أيار 1981. وهي نبوة صدرت في 6 أيار 1981، في جريدة الـ USA Today. غير أن زلزالا كهذا لم يحدث. ففي الحقيقة لم يذكر نوستراداموس البلد ولا المدينة ولا السنة التي سيقع فيها الزلزال. غير أنه اكتفى بالحديث فقط عن “أرض متقعقعة” في “مدينة جديدة” و”هزة عظيمة” في 10 أيار. نظرا إلى آلاف الزلازل التي تحدث، فإن أمرا كهذا يغلب عليه الطابع العام، لا بد من حصوله في مكان ما، وفي وقت ما.
هل تخفق تنبؤات نوستراداموس في اجتياز امتحان النبي الحقيقي؟
إن نبوات نوستراداموس بعيدة أشد البعد عن أن توصف بالخارقة وفوق الطبيعة. فهي عامة، مبهمة، وقابلة للتفسير بناء على أسس طبيعية بحتة.
نبوات كاذبة. إحدى العلامات الواضحة للأنبياء الكذبة هي أنهم ينطقون بنبوات كاذبة (راجع “ما هي الامتحانات لكشف النبي الكذاب” في الصفحتين 179 – 180). لو أخذت نبوات نوستراداموس بحرفيتها لثبت كونها مغلوطة في معظمها. وإن لم تكن مغلوطة فهي ذات طابع عام، ويمكن أن يكون لها العديد من “التتميمات”. عبر عن ذلك الخبير في علم الدفاعيات المسيحية جون أنكربرغ John Ankerberg بقوله: “:إنها لحقيقة لا يمكن إنكارها كون نوستراداموس قد نطق بعدد كبير من النبوات المغلوطة.”[7]
تكهنات غامضة. الغالبية العظمى من تكهنات نوستراداموس غامضة ومبهمة، حتى إنها قد تتم وتتحقق بأشكال مختلفة. إليك المثال التالي: “منجل بالقرب من بركة، إلى جانب قوس في أعلى نقطة من صعوده –مرض، مجاعة، موت على أيدي عسكر – القرن / العصر على وشك التجدد.” (القرن1، العدد6). إن احتمالات التفاسير وافرة جدا. يمكن لهذه النبوة أن تفهم بطرق عدة، والاحتمالات كبيرة وواسعة بأن أحد أحداث المستقبل يبدو وكأنه بمثابة تتميم خارق.
نبوات تفهم فقط بعد الأحداث. لقد أقر نوستراداموس نفسه بأن نبواته كتبت بطريقة “بحيث لا يمكن فهمها إلا بعد وقوع الحدث، ومن خلال الحدث.”[8] ولكن ما من شيء عجائبي أو فوق – الطبيعي في قراءة تتميم لنبوة لم تكن لتفهم أو ترى قبل هذا التتميم المزعوم. لم يتم إثبات مصداقية أي من تنبؤات نوستراداموس، ما يشير إلى أنه إما كان نبيا كذابا، وإما لم يكن جادا في ادعائه بأنه يتنبأ فعلا.
الإقرار بالاستعانة بمصادر شبطانية ومستترة. لقد اعترف نوستراداموس باستخدامه للإلهام الشيطاني عندما كتب: “في اليوم العاشر من شهر نيسان أيقظني أشخاص أشرار، إطفاء الأنوار، مجلس شيطاني يبحث عن عظام الشيطان بحسب بسيلوس Psellos.”[9] إن مؤلف كتاب “نوستراداموس يرى كل شيء” Nostradamus Sees All آندريه لامونت Andre Lamont، أدلى بالملاحظة التالية: “الانتفاع من الشياطين وملائكة الظلام، كان أمرا محبذا لدى كتبة السحر القدامى. فهم يدعون بأن الأبالسة يعرفون الكثير عن الأمور الدنيوية، ومتى وضعوا تحت السيطرة، يمكن أن يقدموا المعلومات الوافرة للمشعوذ.” وأضاف: “لم يكن باستطاعة نوستراداموس مقاومة إغراء كهذا.”[10]
ما هي الإمتحانات لكشف النبي الكذاب؟
يصف الكتاب المقدس العديد من الامتحانات التي يمكن استخدامها لكشف النبي الكذاب. سأذكر بعضها في المقطع التالي:
في سفر التثنية، يعلن موسى ما يلي:
إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلم، وأعطاك آية أو أعجوبة، ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلا: (1) لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ونعبدها، فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم.”
تثنية13: 1-3
لا يوجد فيك من (2) يجيز ابنه أو بنته في النار، ولا من (3) يعرف عرافة، ولا (4) عائف، ولا (5) متفائل، ولا (6) ساحر، ولا (7) من يرقي رقية، ولا (8) من يسأل جانا أو (9) تابعة، ولا من (10) يستشير الموتى…
وأما النبي الذي يطغي، فيتكلم باسمي كلاما لم أوصفه أن يتكلم به، أو (11) الذي يتكلم باسم آلهة أخرى، فيموت ذلك النبي.
وإن قلت في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب؟ (12) فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر، فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب، بل بطغيان تكلم به النبي.
تثنية18: 10و11؛ 20-22
كما يدين الكتاب المقدس أولئك الذين يستخدمون (13) التنجيم (خروج18:22؛ لاويين26:19، 31؛ 6:20؛ إرميا9:27؛ حزقيال13: 18،7).
وفي العهد الجديد، قام بولس الرسول بإضافة المزيد إلى القائمة، عندما كتب ما يلي لتيموثاوس:
ولكن الروح يقول صريحا: إنه في الأزمنة الأخيرة (14) يرتد قوم عن الإيمان، تابعين (15) أرواحا مضلة وتعاليم شياطين، في (16) رياء أقوال كاذبة، موسومة ضمائرهم. (17) مانعين عن الزواج و (18) آمرين أن يمتنع عن أطعمة.
1تيموثاوس4: 1-3
وقد استخدم بولس الرسول أسلوبا آخر للامتحان عندما قال: (19) “إن بشؤناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما؟ (غلاطية8:1).
وأخيرا لدينا الامتحان التالي من يوحنا:
أيها الأحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح: هل هي من الله؟ لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم. بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله، وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد، فليس منالله.
1يوحنا4: 1-3
هل نجح كتاب الكتاب المقدس في اجتياز هذه المعايير؟
بالتأكيد نجح كتاب الكتاب المقدس في اجتياز هذه المعايير. ففي الواثع، هم من وضعوا المعايير والامتحانات المذكورة أعلاه. لعل أحد أقوى الامتحانات وأكثرها حسما، هو القدرة على صنع معجزات تدعم الادعاء. صنع موسى المعجزات ليؤكد أنه مرسل من الله (خروج4-12). وأقدم الرسل أيضا على صنع العديد من المعجزات (متى10: 1-8)، كما فعل يسوع أيضا (يوحنا2:3؛ 30:20؛ عبرانيين2: 3و4). كذلك استخدم بولس المعجزات كدليل على أنه مؤسل من الله، وذلك بقوله: “إن علامات الرسول صنعت بينكم بكل صبر، بآيات وعجائب وقوات” (2كورنثوش12:12).
لماذا لا يمكن لكتب الديانات الأخرى أن تكون هي أيضا من الله؟
في مجتمعنا المتعدد الحضارات، غالبا ما يدعى الناس بأن الأديان جميعها صحيحة. فيتساءلون: “لماذا نفترض أن الكتاب المقدس وحده من الله؟ لماذا لا يمكن لجميع الكتب أن تمثل الحقيقة؟” لأنها تعلم أمورا متناقضة، ولا يمكن للمتناقضات أن تكون جميعها صحيحة. فمثلا، إن كان جورج واشنطن George Washington هو الرئيس الأول للولايات المتحدة الأمريكية، فلا يمكن أن يكون صحيحا أن توماس جيفرسون Thomas Jefferson هو أيضا الرئيس الأول للولايات المتحدة الأمريكية.
وبالمثل، فإن كانت كتابات جوزيف سميث Joseph Smith تعلم بوجود عدة آلهة (تعدد الآلهة)، وهي بالفعل تعلم ذلك،[11] والكتاب المقدس يعلن بدوره وجود إله واحد فقط، (انظرتثنية4:6؛ 1كورنثوس4:8)، فعندئذ لا يمكن لكلا الكتابين أن يكونا على حق. إن كان الكتاب المقدس هو الحق، إذا سميث هو على خطإ، وإن كان سميث محق، فالكتاب المقدس يكون على خطإ. بالطبع، يوجد بعض الحقائق في هذه الكتب المقدسة الأخرى، والتي لا تتعارض مع الكتاب المقدس، ولكن كل ما يتعارض مع الكتاب المقدس لا يمكن أن يكون صحيحا.
أليس من التعصب الادعاء بأن ديانة واحدة تملك الحق؟
المسيحية لا تدعي عدم وجود أي حق في الكتب الدينية غير المسيحية. إنها فقط تدعي بأن الكتاب المقدس هو حق وصحيح، وأن كل ما يتعارض معه هو على خطإ. يوجد الكثير من الأمور الصحيحة والحسنة في أديان غير مسيحية. مثلا، قال كونفوشيوس Confucius: “لا تفعل بالآخرين ما لا تريد لهم أن يفعلوا بك”، وهي مقولة غالبا ما يطلق عليها اسم الصيغة السلبية للقاعدة الذهبية المسيحية. إنها لا تتعارض البتة مع القاعدة الذهبية الإيجابيو التي علمها يسزع: “فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء” (متى12:7).
البوذية أيضا ومعظم الديانات الأخرى، توافق التعليم المسيحي الذي يوصي باحترام الأهل، ويعتبر أن القتل خطية. المسيحية لا تعلم أن الكتاب المقدس وحده يحتوي على الحق. لكنها تجزم أن الكتاب المقدس هو حق، وأن كل ما يتعارض معه هو خطأ، بما أن المتناقضات لا يمكنها أن تكون صحيحة في آن.
أسئلة عن مدى الأسفار المقدسة وحدودها
غالبا ما يسأل النقاد والمشككون عما يدعى “بالكتب المفقودة من الكتاب المقدس؟. هل الكتاب المقدس مكتمل؟[12] وهل ضاعت أقسام منه؟ وإن كان كذلك، فهل كانت الأقسام الضائعة أقساما هامة؟ هذا السؤال يعنى بقانون الكتاب المقدس، أي، ما هي الأسقار التي تندرج ضمن الكتاب المقدس والتي ينبغي اعتمادها كمقياس للحق؟
هل العهد القديم مكتمل؟
إن اكتمال العهد القديم مثبت بحقائق عدة، وهي تشمل شهادة الديانة اليهودية، شهادة المسيح وشهادة الكنيسة المسيحية. (تأمل الأسئلة التالية).
ماهي شهادة الديانة اليهودية على اكتمال العهد القديم؟
العهد القديم هو الكتاب المعتمد لدى الديانة اليهودية. كتبه أناس يهود ولليهود، ولقد أجمع علماء اليهود على أن أسفار كتابهم الربعة والعشرين، مطابقة لأسفار العهد القديم التسعة والثلاثين الموجودة في الكتاب المقدس المعتمد لدى الطائفة البروتوستانتية، مع الإختلاف في الترقيم فقط. والسبب الذي يجعل هذه الأسفار تتضمن الشريعة اليهودية مكتملة، مبني على اعتبارات عدة.
أولا، حقيقة أن هذه الأسفار قد جمعت بطريقة تنتج العدد 24 (أو22)، تبيين أن الأسفار تعتبر مكتملة، حيث إن هذا الرقم يوافق عدد أحرف الأبجدية العبرية (مع وجود حرفين متضاعفين يجعلان الأبجدية إما 22 حرفا، وإما 24). ولجعل عدد أسفار العهد القديم التسعة والثلاثين تتطابق مع العدد أربعة وعشرين (وهو عدد أسفار كتاب اليهود المقدس الحالي)، قاموا بتصنيف جميع الأنبياء الأثني عشر الصغار معا، على اعتبار أن كتاباتهم تشكل سفرا واحدا، وجمعوا كل الأسفار التي تحتوى جزئين (1 و2 صموئيل، 1 و2 ملوك، 1 و2 أخبار الأيام، وعزرا – نحميا)، لجعل كل ثنائي سفرا واحدا.
إن بعض المصادر اليهودية (مثل يوسيفوس Josephus) تعيد ترقيم الأسفار لتجعل عددها اثنين وعشرين (وهو الرقم المطابق لعدد أحرف الأبجدية العبرية الأصلية). ويشير ترقيمهم هذا للأسفار، إلى إيمانهم بأن شريعتهم مكتملة.
إلى ذلك، هناك بيانات صريحة في الديانة اليهودية تؤكد اختتام شريعتهم. قال يوسيفوس في هذا الإطار: “لقد جرى تدوين جميع الأحداث من عهد أرتحشستا (في أيام ملاخي، حوالي 400 ق م) إلى يومنا هذا، ولكنها لم تعط أهمية لما سبق من كتابات، ذلك لأن عهد تعاقب الأنبياء كان قد ولى.” كما يضيف التلمود اليهودي: “بعد توالي النبياء اللاحقين، حجي وزكريا وملاخي، فارق الروح القدس إسرائيل.”[13]
وأخيرا، العلماء اليهود أمثال فيلو Philo، ويوسيفوس، والذين من جامنيا Jamnia (مدينة العلماء والباحثين اليهودية سنة 70 – 132م)، بالإضافة إلى التلمود، يتفقون بالإجماع على عدد الأسفار القانونية عندهم. لم يحدث أن قبشلت طائفة يهودية ما، أية أسفار إضافية أخرى، أو رفضت أيا من الأسفار التسعة والثلاثين (الأربعة والعشرين) الخاصة بالعهد القديم، والموجودة في الكتاب المقدس البروتستانتي. القائمة بالأسفار اليهودية القانونية، تعتبر مختتمة وقد أقفلت، وهي مطابقة تماما للأسفار الموجودة في العهد القديم الذي تعتمده الكنيسة الإنجيلية.
ماذا قال يسوع عن اكتمال العهد القديم؟
لقد أكد يسوع أمر اختتام القائمة بالأسفار المقدسة في العهد القديم بطرق عدة. ففي اقتباساته المتكررة لأسفار العهد القديم، لم يستشهد قط بأي سفر غير الأسفار الأربعة والعشرين (التسعة والثلاثين) القانونية ضمن الكتاب المقدس اليهودي. إلى ذلك، اقتبس جميع الأقسام الهامة من العهد القديم: من الأقسام النبوية والتشريعية على حد سواء، إلى جانب اقتباسه القسم اللاحق المنحولة (الأبوكريفا). إلى ذلك، فقد عين يسوع حدود أسفار العهد القديم القانونية في متى35:23؛ ألا وهو سفر 2 أخبار الأيام (وهو السفر الأخير في العهد القديم اليهودي)، وذلك بقوله “من دم هابيل الصديق (تكوين 4) إلى دم زكريا بن برخيا (2 أخبار الأيام24: 20-22).”
إنها عبارة يهودية معادلة للقول المسيحي “من التكوين إلى الرؤيا”، وهي تشير إلى اكتمال الأسفار القانونية اليهودية. إلى ذلك، فإن عبارات مثل “الناموس والأنبياء” (متى17:5) و”موسى وجميع الأنبياء” (لوقا27:24)، استخدمها يسوع للإشارة إلى اكتمال الأسفار القانونية اليهودية. فقد استخدم يسوع هذه العبارات بشكل مواز للعبارة “جميع الكتب” (لوقا27:24). فيسوع، ولكونه يهوديا صالحا، حيث إنه “لم يأت لينقض الناموس والأنبياء” (متى17:5)، قبل الأسفار اليهودية القانونية الخاصة بالديانة اليهودية نفسها، والتي كانت ولا تزال مجموعة الأسفار التسعة والثلاثين الموجودة في كتاب العهد القديم البروتوستانتي.
ماذا قال المسيحيون الأولون عن اكتمال العهد القديم؟
لقد عبرت الكنيسة المسيحية الأولى عن قبولها الأسفار القانونية اليهودية بطرائق مختلفة. أولا، من خلال اقتباساتها آيات من هذه الأسفار، على أنها آيات مقدسة. فباستثناء المعلم الهرطوقي أوريجانوس Origen، أجمع آباء الكنيسة في القرون الأربعة الأولى، على قبول أسفار العهد القديم اليهودية وحدها.[14]
عندما كانت تقتبس الأسفار المنحولة، لم تكن تعطى سلطة إلهية كتلك المعطاة للأسفار التسعة والثلاثين القانونية، بل كانت تستخدم بالطريقة ذاتها التي كان يعتمدها بولس الرسول عند اقتباسه الكتابات غير الموحى بها للمفكرين اليونانيين. مثلا، أعمال الرسل28:17؛ 1كورنثوس33:15؛ تيطس12:1، أو الكتابات الكاذبة (مثل يهوذا14:9). اقتبس بولس الرسول هذه الأقوال لاحتوائها شيئا من الحقيقة، ولكن ليس كأقوال موحى بها. وحتى أغسطينوس Augustine، الذي كان له التأثير الكبير في قيادة الكثيرين بعده إلى قبول الأسفار المنحولة، كان يدرك أن هذه الكتب لم تكن جزءا من الأسفار القانونية اليهودية.
إن معظم الاقتباسات المزعومة للأبوكريفا من قبل كتاب باكرين، لا يثبت بالضرورة وحي هذه الأسفار من خارج القائمة القانونية. يقدم الخبير في علم قانونية الأسفار المقدسة روجير بكويث Roger Beckwith الملاحظة التالية:
عندما يدقق أحد في المقاطع من كتابات الآباء الأولين والمفترض فيها أنها تثبت قانونية أسفار الأبوكريفا، يجد أن بعضها مأخوذ من النص اليوناني البديل لسفر عزرا (Esdras 1)، أو من إضافات تحت شكل ملاحق لسفر دانيال أو إرميا أو أسفار قانونية أخرى، وهي… في الحقيقة ليست بذي صلة بها، والبعض الآخر منها ليس اقتباسا من الأسفار الأبوكريفية أصلا. وأما تلك المقتبسة من الأسفار الأبوكريفية، فلا تعطي أية إشارة إلى ضرورة اعتبار الكتاب من جملة الأسفار المقدسة.[15]
هل قامت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بإضافة أسفار إلى العهد القديم اليهودي؟
نعم، وهذه الأسفار المعروفة بالأبوكريفا Apocrypha، كتبت ما بين العامين 250 قبل الميلاد و150 للميلاد. وقد كتبها أشخاص يهود عن التاريخ اليهودي وعن الفترة ما بين العهدين القديم والجديد، ولكن هذه الكتابات لم تدع قط أنها وحي إلهي، ولم تقبلها الديانة اليهودية على أنها موحى بها من الله. مع ذلك، أقدم القيمون على الكنيسة الكاثوليكية الرومانية على إضافة أحد عشر سفرا، من جملة هذه الأسفار الأبوكريفية إلى الكتاب المقدس بتصريح من المجمع الكنسي في ترنت Trent، المتذرع بالعصمة وذلك سنة 1546 م.
هذه الإضافات الأبوكريفية مرفوضة لدى الكنيسة البروتوستانتية للسباب التالية:
- هذه الأسفار لا تدع أنها أسفار وحي.
- لم يكتبها أنبياء.
- لم تثبت صحتها ومصداقيتها بالمعجزات.
- لا تحتوي على أية نبوات جديدة فوق الطبيعة.
- لم يقبلها اليهود على أنها أسفار موحى بها.
- لم تقتبس قط في العهد الجديد على أنها أسفار إلهية.
- قبول يسوع وتأييده للأسفار اليهودية القانونية، والتي كانت تدعى الناموس والأنبياء (متى17:5 و18؛ لوقا27:24).
- رفض معظم آباء الكنيسة الأولين لها، بمن فيهم عالم الكتاب المقدس الكاثوليكي الشهير جيروم Jerome.
- الأسس التي بناء عليها قبلت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية هذه الأسفار هي أسس خاطئة؛ وهي اعتبار استخدام المسيحيين لهذه السفار أساسا لقبولها، بدلا من بناء قرار القبول على أسس أقوى كوجوب كتابتها من قبل نبي أو رسول (انظر يوحنا26:14؛ 13:16؛ أفسس20:2؛ عبرانيين1:1؛ 3:2 و4).[16]
كيف نعرف أن العهد الجديد قد اكتمل؟
لقد كتب العهد الجديد خلال الفترة مابين العام 50م وعام 90م وهناك العديد من الأدلة التي تدعم الاعتقاد أن القائمة بأسفار العهد الجديد القانونية قد اكتملت واختتمت. كان يسوع قد وعد بقانون مختتم عندما حصر سلطة التعليم بمعشر الرسل فقط، هؤلاء الذين ماتوا جميعا قبل انتهاء القرن الأول.[17]
ماهو الوعد الذي قطعه يسوع بخصوص جمع أسفار العهد الجديد؟
يشير العهد الجديد وبوضوح إلى أن استعلان يسوع للتلاميذ يكمل الإعلان الكتابي. وهو شكل الإعلان الكامل والتام لنبوات العهد القديم. لقد صرح يسوع في عظته على الجبل بشأن العهد القديم بجملته: “لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل” (متى17:5). والرسالة إلى العبرانيين تعلم حقا أن يسوع هو إعلان الله الكامل والأخير “في هذه الأيام الأخيرة”. وقد كتب كاتب العبرانيين ما يلي:
الله، بعد أن كلم الآباء بالأنبياء قديما، بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه، الذي جعله وارثا لكل شيء، الذي به أيضا عمل العالمين، الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره.
عبرانيين1: 1-3
إلى ذلك، يؤكد كاتب الرسالة إلى العبرانيين أن يسوع هو “أعظم من” الملائكة (4:1)، فهو يقدم “رجاء أفضل” من الناموس (19:7)، وهو “أفضل” من ناموس العهد القديم وكهنوته (23:9). إذ قرب نفسه مرة وإلى الأبد (28:9؛ 12:10 -14). إذا، كان يسوع إعلان الله الكامل والنهائي. لقد كان باستطاعته وحده القول: “من رآني فقد رأى الآب” (يوحنا9:14). ويصح في يسوع المسيح وحده القول إن “فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا” (كولوسي9:2).
ماذا قال تلاميذ يسوع بخصوص العهد الجديد؟
كان يسوع قد اختار اثني عشر تلميذا وفوضهم وعينهم (عبرانيين3:2 و4) ليعلموا الإعلان الكامل والنهائي الذي سلمهم إياه (متى1:10). وقبل أن يترك يسوع هذا العالم، وعد رسله بأنه سوف يستمر في إرشادهم إلى جميع الحق وذلك بقوله: “الروح القدس… هو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم” (يوحنا26:14)، و”متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق” (يوحنا13:16).
لهذا السبب، يقال عن الكنيسة إنها مبنية “على أساس الرسل والأنبياء” (أفسس20:2) كما أن الكنيسة في بدايتها، كانت تواظب “على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات” (أعمال42:2). إن لم يعلم الرسل إعلان الله الكامل هذا، فيسوع في هذه الحال يظهر بأنه على خطإ. لكن، وبصفته ابن لله، لا يمكن له أن يخطئ في تعاليمه. لذلك، فإن إعلان الله الكامل والنهائي في شخص يسوع المسيح قد أعطاه الرسل للكنيسة.
لقد عاش رسل يسوع وماتوا في القرن الأول للميلاد. إذا، سجل الإعلان التام والنهائي عن يسوع للرسل، كان قد اكتمل ثبوته في القرن الأول الميلادي. بالفعل، إن إحدى مقومات الرسولية هي أن يكون الشخص شاهد عيان لقيامة يسوع من بين الأموات، هذه الحادثة التي وقعت في القرن الأول الميلادي (انظر أعمال الرسل22:1). وكل من عاش وادعى الرسولية بعد هذه الفترة، هو رسول كذاب (2كورنثوس13:11). وعندما جرى التشكيك في هوية بولس الرسولية، أجاب: “ألست أنا رسولا؟ أما رأيت يسوع المسيح ربنا؟” (1كورنثوس1:9). ففي الحقيقة، أدرج اسمه ضمن قائمة الرسل، بصفته آخر من عاين المسيح المقام من بين الأموات (انظر 1كورنثوس15 :6-8).
ماهي الأدلة التي أظهرها الرسل لإثبات سلطانهم؟
لقد أعطى الله الرسل سلطانا لصنع أعمال ومعجزات خارقة للطبيعة، واضعا بذلك حدا لأية شكوك قد تثار بشأن مصدر سلطانهم في تعليم إعلان الله التام والنهائي للعالم في شخص يسوع المسيح، وهم بدورهم نقلوا هذا السلطان والمواهب لمساعديهم (انظر أعمال الرسل6:6؛ 8: 15-19، 2تيموثاوس6:1). وحيث إن هذه “الآيات والعجائب والقوات” كانت محصورة بالرسل، فهي تشكل إذا “علامات الرسول” (2كورنثوس12:12). كما أن هناك أمورا لا يمكن أن تحدث إلا من خلال “وضع أيدي الرسل” (أعمال الرسل18:8؛ 6:19). إلى ذلك، هذه “القوة” هي تحقيق لوعد كان قطع للرسل (أعمال الرسل8:1).
وبعد أن مضى يسوع إلى الآب (يوحنا12:14)، مارس الرسل قوة ومهاما خاصة بهم، بما في ذلك الحكم بالموت على الناس إن كذبوا على الروح القدس (أعمال الرسل5: 9-11)، وصنع آيات وعجائب من نوع خاص (انظر أعمال الرسل5: 12؛ 2كورنثوس12:12؛ عبرانيين3:2 و4)، بما في ذلك حتى إقامة الموتى عند إعطاء الأمر بذلك (متى8:10؛ أعمال الرسل20: 7-12).
وأخيرا، ثمة سجل واحد موجود بتعاليم الرسل موثوق به، ألا وهو أسفار العهد الجديد السبعة والعشرون. جميع الكتب الأخرى التي تدعي الوحي، تأتي من القرن الثاني أو حتى بعد ذلك. وتعرف هذه الكتب باسم أسفار العهد الجديد الأبوكريفية. هذه الأسفار حتما لم يكتبها رسل، حيث إن الرسل كانوا قد ماتوا جميعا قبل نهاية القرن الأول الميلادي.
وبما أننا نعلم أن أسفار العهد الجديد السبعة والعشرين كانت قد نقلت ونسخت بتدقيق منذ البداية (انظر الفقرة “هل يمكن الوثوق بنسخ الكتاب المقدس؟”) على الصفحة 169، يبقى السؤال إن كانت كتابات الرسل، والعائدة إلى القرن الأول، قد حفظت جميعها أم لا. إن كانت قد حفظت، فالأسفار السبعة والعشرون التي في حوزتنا تختم عندئذ القانون الكتابي، وأية كتابات كتبت بعدها، لا يمكن أن تكون إعلان الله للكنيسة.
هل حفظت جميع الكتابات الرسولية والنبوية في العهد الجديد؟
نعم، لدينا كل الأسباب التي تجعلنا نؤمن بذلك. يوجد دليلان رئيسان يجعلاننا نثق بأن جميع كتابات الرسل وشركائهم الموحى بها، قد حفظت ويمكن إيجادها في أسفار العهد الجديد السبعة والعشرين. الدليل الأول مبني على شخص الله، والثاني على الحرص الشديد الذي بذلته الكنيسة.
كيف يثمكن لشخص الله أن يضمن ويؤكد حقيقة اكتمال العهد الجديد؟
بما أن إله الكتاب المقدس كلي المعرفة (المزمو139: 1-6؛ 5:147)، وكلي الصلاح (المزمور136؛ 1بطرس3:2)، وكلي القدرة (تكوين1:1؛ متى26:19)، هذا يعني أنه لن يوحي بكتب تصلح أساسا للعقيدة والممارسة عند جميع المؤمنين على مر العصور، ومن ثم يخفق في المحافظة عليها. فضياع كتب موحى بها، يعني عجزا في العناية الإلهية. الله الذي حافظ على الإعلان العام عن ذاته في الطبيعة (رومية19:1 و20)، لن يخفق بالتأكيد ولن يفشل في المحافظة على إعلانه الخاص في الكتاب المقدس (رومية2:3). وباختصار، إن كان الله قد أوحى بها (2تيموثاوس16:3) فهو سيحافظ عليها. فالله يكمل ما كان قد ابتدأ به (فيلبي6:1).
هل حافظت الكنيسة بكل حرص على العهد الجديد بأكمله؟
لقد حافظت الكنيسة على العهد الجديد بأكمله. فالعناية الإلهية لا تعد بالمحافظة على جميع الأسفار الموحى بها فحسب، بل الكنيسة أيضا جادة في صون هذه الأسفار. وهذا الحرص يظهر بطرق عدة.
أولا، هذه الأسفار كان قد جرى جمعها في تواريخ مبكرة جدا. فنجد أن عملية حفظ الأسفار هذه، كانت قد بدأت حتى في العهد الجديد نفسه. فالبشير لوقا يشير في إنجيله إلى سجلات مكتوبة أخرى (لوقا1:1-4)، ربما يتعلق الأمر هنا بكل من إنجيلي متى ومرقس. وفي رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس (1تيموثاوس18:5)، يقتبس بولس الرسول من إنجيل لوقا (7:10).
ويشير بطرس إلى مجموعة من رسائل بولس (2بطرس15:3 و16). وقد أوصى بولس الرسول بأن تقرأ رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي “على جميع الأخوة القديسين” (27:5). كما أمر الكنيسة في كولوسي بالقول: “ومتى قرئت عندكم هذه الرسالة، فاجعلوها تثقرأ أيضا في كنيسة اللاودكيين” (كولوسي16:4). كما يبدو أن يهوذا (6 و7) كان على إطلاع بمضمون رسالة بطرس الثانية (2: 4-6). كما أن سفر رؤيا يوحنا كان قد انتشر بين أوساط كنائس آسيا الصغرى (رؤيا يوحنا4:1). إذا، كانت الكنيسة الرسولية نفسها مكلفة، وبأمر إلهي، أن تحافظ على الكتابات الرسولية.
ثانيا، لقد أظهر معاصرو الرسل معرفة وإلماما في كتابات معلميهم الرسل حيث اقتبسوا أقوالهم بوفرة. ومن بعدهم، قام آباء الكنيسة بين القرنين الثاني والرابع واقتبسوا ما يقارب الـ36.368 مرة من العهد الجديد. وهذا العهد يشمل آيات العهد الجديد جميعها ما عدا إحدى عشرة آية فقط!
ويشمل هذا العدد 19ز368 اقتباسا من الأناجيل، 1.352 من أعمال الرسل، 14.035 اقتباسا من رسائل بولس الرسول، 870 اقتباسا من الرسائل العامة، و664 اقتباسا من رسائل بولس الرسول، 870 اقتباسا من الرسائل العامة، و664 اقتباسا من رؤيا يوحنا.[18] فآباء الكنيسة في القرن الثاني اقتبسوا وحدهم جميع الأسفار الرئيسية في العهد الجديد ما عدا سفر واحد هو 3يوحنا، لأنهم ربما لم يجدوا ببساطة مناسبة لاقتباسه. وهذا لا يدل على احترامهم الشديد لكتابات الرسل فحسب، بل ويدل أيضا على رغبتهم الشديدة في المحافظة على أقوالهم المكتوبة.
ثالثا، عندما تعرضت الكنيسة لتحدي التعاليم الهرطوقية، كتلك التابعة لمارشيون الغنطوسي Marcion the Gnostic، والذي كان قد رفض جميع أسفار العهد الجديد ما عدا أجزاء قليلة من إنجيل لوقا وعشر رسائل من رسائل بولس (قبلها جميعها ما عدا 1 و2تيموثاوس وتيطس)، ردت عليه الكنيسة عبر تحديد حجم الأسفار القانونية. وهكذا جرى إعداد قوائم بالكتب الرسولية وبجميع كتابات الرسل بدءا من القرن الثاني. فظهرت على هذا الأساس القوائم الموراتورية Muratorian (170م)، والرسولية (حوالي 300 م)، والشلتنهام Cheltenham (حوالي 360 م)، والأثنسية Athanasian (367 م)، بالإضافة إلى الترجمة اللاتينية القديمة (حوالي 200 م)، بالإضافة إلى الترجمة اللاتينية القديمة (حوالي 200 م).
وقد بلغت هذه العملية ذروتها في أواخر القرن الرابع وبدايات القرن الخامس في مجمع هيبو the Council of Hippo (393 م)، ومجمع قرطاجنة (410 م)، حيث اعتبرت كتب العهد الجديد السبعة والعشرون أنها تشكل اكتمال الأسفار القانونية. قبلت الكنيسة الكاثوليكية على أنواعها مع الطوائف البروتستانتية والأنجليكانية هذا القرار واعتبرته مبرما ونهائيا. البروتوستانت الإنجيليون يجمعون على أن قانون العهد الجديد قد اكتمل.
هل الكتاب المقدس بأكمله مكتمل؟
الكتاب المقدس مكتمل. ما من دليل يوحي بفقدان أي من الأسفار الموحى بها. والدلائل التي تثبت هذه الحقيقة هي العناية الإلهية، وحرص الكنيسة الشديد المحافظة على الأسفار التحرك فورا في هذا الإطار عند الضرورة، وأيضا في غياب أي دليل على وجود أسفار نبوية أو رسولية أخرى. وأية أمثلة أخرى يدعي بعضهم بأنها تعارض ما سبق، قد تكون من صنف الكتب غير الموحى بها، التي اقتبس منها كتاب الكتاب المقدس، أو من الأعمال الموحى بها والمتضمنة في الأسفار الستة والستين، ولكن تحت اسم آخر.
ما هو سبب ذكر الكتب غير الموحى بها في الكتاب المقدس؟
أحيانا، أقدم كتاب الكتاب المقدس على اقتباس كتب غير موحى بها. ذكر بولس الرسول، مثلا بعض الحقائق من أشعار وثنية (أعمال الرسل28:17؛ تيطس12:1). ولربما قام يهوذا باقتباس بعض الكتب المنسوبة إلى غير مؤلفيها الحقيقيين (شهادة موسى وسفر أخنوخ؛ انظر يهوذا9، 14)، وهي كتب مرفوضة من اليهودية ومن جميع أقسام المسيحية.
ومن جملة الكتب غير الموحى بها الأخرى، والتي تم اقتباسها في العهد القديم، كتاب حروب الرب (عدد14:21)، وكتاب ياشر (يشوع13:10)، وكتاب سفر أمور سليمان (1ملوك41:11). هذه الكتب ما هي إلا مصادر قام كتاب الكتاب المقدس باقتباسها في بعض الأحيان لاحتوائها على شيء من الحقيقة. إن كتبا كهذه قد يكون كتبها رسول أو نبي لم يقم بالإدعاء في حينها بأنه يعلن نبوة من عند الله لشعب الله. ففي كل الأحوال، حتى كتاب الأسفار الموحى بها، لا بد أنه كانت لهم فرصة للتحدث عن أمور خاصة بالعمل أو العائلة. “أخبار شمعيا النبي” (2أخبار الأيام15:12) تندرج ضمن هذه الحادثة.[19]
هل يؤمن المورمون بأن الكتاب المقدس موحي به من الله؟
ليس تماما. ففي حين يقبلون نظريا وحي المخطوطات الأساسية للكتاب المقدس، إلا أنهم يرون قعليا بأن النسخ التي نتجت منها مملوءة بالأخطاء. يدرج كتاب “صديق المبشر” The Missionary Pal قائمة “بأخطاء الكتاب المقدس”[20] ويعطي أمثلة عن “الأخطاء” الموجودة في الكتاب المقدس، مثل ذكر قصتين لحادثة موت يهوذا (متى5:27؛ أعمال الرسل18:1)، وقصتين للرؤية التي حدثت لبولس الرسول (أعمال الرسل7:9؛ 9:22).[21] ففي الحقيقة، قام جوزيف سميث Joseph Smith بإعداد ترجمته الخاصة به، و”الموحى بها” من الكتاب المقدس (ترجمة جوزيف سميث) والتي تحتوي على آلاف الاختلافات بينها وبين نسخة الكتاب المقدس الموجودة بين أيدينا.
البيان الرسمي الذي يقدمه المورمون عن الكتاب المقدس هو الآتي: “نحن نؤمن أن الكتاب المقدس هو كلمة الله، ما دام قد ترجم بشكل صحيح، كما نؤمن بأن كتاب المورمون هو أيضا كلمة الله” (البند الثامن من بيان الإيمان). ولكن على أرض الواقع، فإن قادة المورمون بدءا من جوزيق سميث، يدعون بأن الكتاب المقدس لم يترجم بشكل دقيق. لذلك، فتصريحهم بأنهم يؤمنون بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله، ما هو إلا كلام مضل. فإن كانوا يؤمنون حقا أن الكتاب المقدضس هو كلمة الله، فلماذا يعود الله ويأمر جوزيف سميث بأن يقوم بكتابة “ترجمة موحى بها” للكتاب المقدس، والتي تحتوي على آلاف الاختلافات عن الكتاب المقدس المستخدم في عصر سميث، بما في ذلك حذف سفر بأكمله (نشيد الأنشاد)؟
هل من تأكيد على أن كتابات المورمون هي من الله؟
كلا على الإطلاق. وخلافا للأناجيل، فإن الشهود لادعاءات كتاب المورمون، لم يجر تأييدهم وتثبيت كلامهم بالمعجزات كما حصل مع يسوع والرسل (انظر الفقرة “ما هي الأدلة المتوافرة والتي تثبت ما يدعيه الكتاب المقدس بأنه موح به من الله؟” صفحة 177). إلى ذلك، فإن كتابات المورمون اللاحقة، تناقض ما سبقها.[22] كما أن أوصاف النبي الكذاب تنطبق على جوزيف سميث (انظر “ما هي الإمتحانات لكشف النبي الكذاب؟” صفحة 183). فهو استعان بالعرافة وأدلى بنبوات كاذبة. كما أن، لا جوزيف سميث ولا أحد من أتباعه تم إثبات مصداقيتهم بمعجزات خارقة كشفاء العمي والعرج والصم وإقامة الموتى (متى8:10؛ لوقا21:7 و22). وأخيرا، إن شهود كتاب المورمون لم يكونوا جديرين بالثقة.
هل من دليل على أن كتاب المورمون موحى به؟
يقدم المورمون شهود كتابهم الأحد عشر على أنهم الدليل على ألوهة مصدر كتابهم. ولكن شهادتهم تفتقر إلى المصداقية لأسباب عدة. أولا، حتى وإن رأى حقا الشهود المزعومون بعض الصفائح الأصلية للكتاب، فهذا لا يعني أن ما كتب على هذه الصفائح الأصلية للكتاب، فهذا لا يعني أن ما كتب على هذه الصفائح هو الحقيقة. ثانيصا، حتى وإن آمن بعض الشهود أنهم رأوا مخلوقات تشبه الملائكة، فهذا لا يعني أن هذه الرؤى لم تكن مجرد هلوسات.
ثالثا، حتى وإن رأوا ملائكة فعلا، فهذا لا يعني بالضرورة أن أولئك هم صالحون (فالشيطان قد يتحول إلى ملاك نور – 2كورنثوس14:11). رابعا، إن “إنجيل” الأعمال الذي أعلن لسميث، مناقض لإنجيل النعمة الذي بشر به بولس الرسول والذي قال: “إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما” (غلاطية8:1).
خامسا، لم يكن باستطاعة الشهود الأحد عشر لكتاب المورمون قراءة ما كتب على الصفائح، لذلك ليس باستطاعتهم أن يشهدوا لصالح فحوى مضمون رسالة هذه الصفائح، سادسا، وفي حادثة أخرى ادعى فيها جوزيف سميث أن باستطاعته ترجمة كتاب ابراهيم، تم اكتشاف المخطوطة لاحقا، وترجمتها علماء أكفاء من مصر، ثم تنين أنها زائفة ولا علاقة لها بإبراهيم، بل ما هي إلا كتاب مصري يدعى “كتاب التنفس”. فما الذي يدعونا إلى إضفاء قيمة على كتاب المورمون، واعتباره أكثر من مجرد كتاب زائف؟ سابعا، يوجد علامة استفهام كبيرة على مصداقية الشهود أنفسهم حتى بعد رؤيتهم ما ادعوا بأنهم رأوه..
الخلاصة
توجد لائحة في مؤخرة هذا الكتاب يمكن أن تساعدك على إتمام واجبك الكتابي، الذي يقتضي أن “تعلم كيف يجب أن تجاوب كل واحد” (كولوسي6:4)، ولتكون “مستعدا دائما لمجاوبة كل من يسألك” (1بطرس15:3). تحتوى بعض هذه الكتب على المزيد من الأسئلة والأجوبة عن الكتاب المقدس.[23]
أسئلة للتأمل والمناقشة
- ما هي بعض الإمتحانات التي يقدمها الكتاب المقدس لفضح أمر النبي الكذاب؟ كيف يمكنك تطبيق هذا المفهوم الكتابي للرد على بعض المعتقدات الخاصة بأنبياء معينين؟
- ما هي بعض الدلائل الداخلية والخارجية على اكتمال الأسفار الكتابية القانونية؟ وبالتحديد، كيف أكد يسوع اكتمال كل من العهدين القديم والجديد وسلطانهما؟
- بعد أن قرأت هذا الفصل، أعدد مخططا تمهيديا للطريقة التي بها يمكنك الشروع في الرد على أتباع عقيدة المورمون في ما يتعلق بسلطان كتاب المورمون ومدى موثوقيته، بالمقارنة مع سلطان الكتاب المقدس وموثوقيته.
- For a more complete discussion of the evidence that the Bible is the Word of God, see Norman L. Geisler, Baker Encyclopedia of Christian Apologetics (Grand Rapids: Baker, 1999), especially the many articles under “Bible,”
- See Geisler, Baker Encyclopedia of Christian Apologetics, “Bible, Evidence for.”
- In the context of speaking of “seventy years” (Daniel 9:2), Daniel predicted that the “Anointed One” (the Messiah) would be cut off (die) after he worked to “put an end to sin, to atone for wickedness, to bring in everlasting righteousness, to seal up vision and prophecy” (verse 24). The time of this was to be 483 years after the command to rebuild Jerusalem
(Given in 445/444 B.C.). But these are Jewish lunar years of 360 days (12 months Times 30 days a month). So, by multiplying the five extra days per year times 483, one gets more than six years on top of the 477 (444 B.C. plus A.D’ 33), which equals 483 years. This is precisely A.D. 33, the year Jesus died in Jerusalem.
- See Geisler, Baker Encyclopedia of Christian Apologetics, “Prophecy, as Proof of the Bible.”
- Ruth Montgomery, A Gift of Prophecy (New york: Morrow, 1965), viii.
- See Geisler, Baker Encyclopedia of Christian Apologetics, “Nostradamus.” 7. John Ankerberg, Cult Watch (Eugene, Ore.: Harvest House, 1991), 340.
- Cited in James Randi, The Mask of Nostradamus (Amherst, N. y.: Prometheus, 1993), 31.
- Cited in Andre Lamont, Nostradamus Sees All (Philadelphia: W. Foulsham, 1943), 71.
- Lamont, Nostradamus Sees All, 71.
- While the book of Moses teaches that there is only one God, the Book of Abraham affirms that there are many gods. A comparison of the two reveals the former saying, “1, God,” or “1, the Lord God,”, while the latter affirms “the Gods” or “they [the Gods]” (cf. Book of Moses 2: 1, 10,25 ;3:8 [an extract of several chapters from Genesis in the Joseph Smith Translation of the Bible] with Book of Abraham 4: 3, 10,25 ; 5: 8). By 1844, Smith came to believe that “God himself, who sits in yonder heavens, is a man like unto one of yourselves that is the great secret… I am going to tell you how God came to be God… God himself; the Father of us all dwelt on an earth the same as Jesus Christ himself did… You have got to learn how to be Gods yourselves. No man can learn [sic] you more than what I have told you” (cited in John Taylor, ed., Times and Seasons [periodical of the Church of Jesus Christ Latter Day Saints], 5: 613-14).
- For a more detailed discussion, see Norman L. Geisler and William E. Nix, A General Introduction to the Bible, revised and expanded (Chicago: Moody Press, 1986), part 2.
- For these and other citations, see Geisler and Nix, A General Introduction, chapter 16.
- See Geisler and Nix, A General Introduction, chapter 16.
- Roger Beckwith, the Old Testament Canon in the New Testament Church and Its Background in Early Judaism (Grand Rapids: Eerdmans, 1986), 427.
- See Geisler and Nix, A General Introduction, chapter 15.
- See Geisler and Nix, A General Introduction, chapters 16 and 17.
- See Geisler and Nix, A General Introduction, 431.
- Some inspired books are referred to by different names but are contained in the sixty-six inspired books that make up the Bible. These include
(1) the letter from Elijah contained in 2Chronicles 21: 12-15; (2) the contents of the records of Samuel, Nathan the prophet, and Gad the seer (1Chronicles 29: 29), which parallel that of 1 and 2 Samuel; (3) the “vision of the prophet Isaiah” (2Chronicles 322 32), which are probably the same as the book of Isaiah; (4) the other accounts of the life of Jesus (Luke 1: 1), which may refer to Matthew and Mark (or to some nonexistent but noninspired records); (5) the “letter from Laodicea” (Colossians 4: 16), which may have been Ephesians, written at the same time to be circulated;
and (6) a letter to the Corinthians (1 Corinthians 5: 9), which may refer to 1Corinthians, a device known as an “epistolary aorist,” which stressed the urgency of the message, a device Paul used elsewhere in the same letter (1Corinthians 9: 15). So there is no evidence any inspired apostolic work is missing from the New Testament.
- See Keith Marston, Missionary Pal: Reference Guide for Missionaries and Teachers (Salt Lake City: Publisher’s Press, 1976), 26.
- See N. L. Geisler and Thomas Howe, When Critics Ask (Grand Rapids: Baker, 1992), for a response to these and hundreds of other alleged errors in the Bible.
- For example, The Book of Mormon teaches monogamy (Jacob 2: 23-27), but Joseph Smith later taught polygamy (“Doctrine and Covenants,” 132: 1-4, 37-39).
- See, e.g., Norman L. Geisler and Ronald Brookds, When Skeptics Ask (Grand Rapids: Baker, 1989); Norman L. Geisler and Thomas Howe, When Critics Ask (Grand Rapids: Baker, 1999); Norman. L. Geisler and Ron Rhodes, When Cultists Ask (Grand Rapids: Baker, 1997); and Norman L. Geisler, Baker Encyclopedia of Christian Apologetics (Grand Rapids: Baker, 1999).