فتاة تسأل دكتور زاكر نايك : كوني مسيحية هل سأدخل الجنة؟
فتاة تسأل دكتور زاكر نايك : كوني مسيحية هل سأدخل الجنة؟
https://www.youtube.com/watch?v=3moLM03VnFk
تداول الكثيرون فيديو للدكتور (هو طبيب) زاكر نايك * وتظهر فيه فتاة تتوجة إليه بسؤال: هل لأني مسيحية سأدخل الجنة؟ وقد أجابها الدكتور زاكر نايك بحسب علمه ومعرفته بالإسلام والمسيحية، وقد رأينا الفيديو ولم نبالي به نظراً لتهافته وضعفه الشديد وكثرة الأخطاء الواردة فيه وتركناه ظناً مناً أن الغالبية من المسيحيين والمسلمين يعرفون الأخطاء الواردة فيه ولن ينشروه بينهم لهذا السبب، لكن تفاجئنا أن هناك عدد ليس بالقليل من الإخوة المسلمين يعتقد في هذا الفيديو أنه ممتاز جداً، ونزولاً عند طلب 3 أعضاء مسيحيين طلبوا منا التعليق على هذا الفيديو الركيك كان هذا التعليق التالي، وسوف نقوم بتقسيم كلام زاكر نايك إلى الأفكار الرئيسة التي وردت في هذا الفيديو على لسانه ونرد عليها، والمرجو من حضراتكم مشاركة ونشر هذا الرد في الوسائل المختلفة لكي نقلل من الجهل المنتشر في تلك الوسائل.
1. لو كنتي تتبعين تعاليم المسيح بحذافيرها فسوف تدخلين الجنة.
تعودنا من أمثال الشيخ زاكر نايك على تلك التصريحات التي لا يعرف معناها، ولا يستطيع هو أن يلتزم بما فيها، ذلك لأن هذه التصريحات الدعائية كثيرا ما تعجب المستمعين، دون توخي الحذر، والآن سنتجول في جولة سريعة في عرض أقوال “المسيح” وتعاليمه، ونرى، هل من يتبع هذه التعاليم، سيدخل “الجنة” الإسلامية حسب تعاليم الإسلام أم لا.
هل يقول زاكر نايك أن من آمن أن المسيح صُلب وقُتل سوف يدخل الجنة؟
Mat16:21 من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. Mat 17:22 وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع: «ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناس Mat 17:23 فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». فحزنوا جدا. Mat 20:18 «ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت Mat 20:19 ويسلمونه إلى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم». Mar 10:34 فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». فهل يؤمن زاكر نايك أن من آمن بكلام المسيح السابق عن قتله وصلبه سوف يدخل الجنة؟ وهل عدم إيمان زاكر نايك بكلام المسيح هذا الذي يُنبئ فيه بصلبه وموته وآلامه وقيامته سيدخله “النار”؟ فها هو كلام المسيح فهل يؤمن زاكر نايك به أم أنه كان يقول هكذا للإستعراض؟
هل يقول زاكر نايك أن من يعترف أن المسيح هو إبن الله سوف يدخل الجنة؟
Mat_7:21 «ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات. Mat 10:32 فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السماوات Mat 10:33 ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السماوات. Mat 11:27 كل شيء قد دفع إلي من أبي وليس أحد يعرف الابن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له. Mat 12:50 لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي». Mat 15:13 فأجاب: «كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يقلع.
بل أنه قد طوَّبَ بطرس عندما دعاه “إبن الله”: Mat 16:16 فأجاب سمعان بطرس: «أنت هو المسيح ابن الله الحي». Mat 16:17 فقال له يسوع: «طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحما ودما لم يعلن لك لكن أبي الذي في السماوات. فها هو كلام المسيح له كل المجد، فهل من يؤمن أن المسيح هو “إبن الله” وفق المفهوم الإسلامي، سيدخل الجنة الإسلامية؟ وهل يؤمن زاكر نايك أن المسيح “إبن الله” كما قال المسيح هنا؟!
هل يؤمن زاكر نايك أن المسيح له سلطان أن يغفر الخطايا؟
Mat 9:6 ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا» – حينئذ قال للمفلوج: «قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك!» فها هو كلام المسيح له كل المجد، فهل يؤمن الشيخ نايك بأن للمسيح سلطان أن يفغر الخطايا؟!
هل يؤمن زاكر نايك أن المسيح سيأتي في مجد الآب ويجازي كل واحد حسب عمله؟
Mat 16:27 فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.
هل يؤمن زاكر نايك أن المسيح جاء لكي يبذل نفسه فدية عن كثيرين؟
Mat 20:28 كما أن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين».
هل يؤمن زاكر نايك المسيح هو الأول والآخر والبداية والنهاية ؟
Rev 22:12 «وها أنا آتي سريعا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله. Rev 22:13 أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر».
هل يؤمن ذاكر نايك أن كل ما للآب (الله) هو للمسيح، كما قال المسيح بنفسه؟ Joh 16:15 كل ما للآب هو لي. لهذا قلت إنه يأخذ مما لي ويخبركم. Joh 17:10 وكل ما هو لي فهو لك وما هو لك فهو لي وأنا ممجد فيهم. فالآب، في نظر الشيخ نايك، هو الله، وله صفات الألوهية الكاملة، فهل صفات الآب (الله) هي صفات المسيح حسب كلام المسيح نفسه الذي ألزم الشيخ نفسه به كشرط لدخول السائلة الجنة؟! أم تراه يتراجع عن هذا التهور الذي قاله؟!
هل يؤمن زاكر أنه من الواجب إكرام المسيح إكراماً كمثل الذي للآب؟!
Joh 5:23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب. من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله. فالآب هو الله، حسب منطق زاكر نايك، وبما أنه هو الله الحقيقي فهو مستحق للعبادة والسجود وكل الإكرام المقدم لله، فهل يؤمن زاكر نايك أن هذا الإكرام عليه أن يقدمه للمسيح بإعتباره قال هذا؟!
هل يؤمن زاكر نايك أن مهما عَمَلَ الآب ويعمله، يعمله الإبن كذلك؟ Joh 5:19 فقال يسوع لهم: «الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك.
هل يؤمن زاكر نايك أن المسيح هو صاحب كل الدينونة؟
Joh 5:22 لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن فهل يؤمن زاكر نايك أنه المسيح سيدينه في اليوم الأخير.
هل يؤمن زاكر نايك أن المسيح يحيي من يشاء بإرادته؟!
Joh 5:21 لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضا يحيي من يشاء. فهل يؤمن زاكر نايك أن المسيح يحيي من يشاء؟!
ويمكننا سرد أكثر من هذا بكثير من كلام المسيح نفسه لنبرهن أن ما قاله الشيخ زاكر نايك ما هو إلا طيش كلامي لا يحمد عقباه إذا ما وضعناه في حيز التطبيق.
2. لا يعلم هل تتبع الكنيسة أم المسيح؟
يتساءل الشيخ ويقول أنه لا يعلم، هل تتبع هذه الفتاة الكنيسة أم المسيح!، وهذه، كما هو واضح، مغالطة منطقية، إذ أنه قد إفترض أن إتباع الكنيسة يُفضي حتماً إلى عدم إتباع المسيح وأن إتباع المسيح يفضي حتماً إلى عدم إتباع الكنيسة، وهذا غير صحيح بل وغير واقعي، فالصحيح هو أنها تتبع المسيح في كنيسته، فهي نفسها جزءًا من كنيسة المسيح نفسها، فالكنيسة هي جماعة المؤمنين وليست سلطة عليا، فنحن الكنيسة، لكن، من الواضح أن الشيخ يقصد بسؤاله هذا أن الكنيسة نفسها تُعلِم بتعاليم غريبة عن تعاليم المسيح، وكما رأينا أعلاه بعضاً من تعاليم المسيح، وأن الشيخ لا يؤمن بها، فماذا يقصد بـ”المسيح” الذي يتكلم عنه؟، هل هو مسيح خاص بالشيخ؟! وأما عن الكنيسة، فالكنيسة تعلمنا هذه تعاليم المسيح وتعلمنا أيضاً تعاليم المسيح لرسله، بل ونحيا بها، فالكنيسة تعلمنا عن المسيح أنه الله من حيث الجوهر وأنه إبن الله من حيث الأقنوم وتعلمنا وحدانية جوهر الإله وثالوث أقانيمه وتعلمنا أن المسيح إنما جاء ليفدي ويخلص ما قد هلك، وتعلمنا أنه مات وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السموات وظهر لكثيرين بعد الموت وكل هذه الأمور مثبتة في الكتاب المقدس، لكن، هل يؤمن الشيخ بجل تعاليم المسيح أم يأخذ منها ما يفسره على هواه ويقول عما سواه أنه من تحريفات البشر بلا دليل، لا لشيء إلا لأنه لم يوافق هواه؟ فمن منا الذي لا يتبع تعاليم المسيح؟! في الحقيقة إن سؤال كالذي سأله الشيخ هو خاطئ برمته، وما كان عليه أن يسأله، إنما علينا أن نسأله السؤال الصحيح، هل تتبع تعاليم المسيح التي نقلتها إلينا الكنيسة أم تتبع هواه؟ فقد حق في الشيخ كلام القرآن حينما قال: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) الفرقان.
3. الإسلام هو الدين الوحيد الذي يجعل كل معتنقيه يؤمنون بالمسيح.
كثيرا ما تتردد هذه العبارة على مسامعنا، وكثيرا ما نقرأها، وتتغير صيغتها من شخص لآخر مع بقاء الفكرة الرئيسية ذاتها بها، مثل: نحن المسلمون سندخل الجنة لآننا نؤمن بنبينا ونبيكم، لكنكم لن تتدخلون الجنة لأنكم لا تؤمنون بنبينا؛ ويقول آخر: لو كان إيمان المسيحيون صحيح سندخل الجنة معهم لأننا نؤمن بنبيهم، لكن لو كان إيماننا نحن الصحيح فسندخل نحن ولا يدخلون هم .. إلخ. ولا يخفى على أحدكم مدى الركاكة الفكرية الموجودة في هذه العبارات وتلك الفكرة، على الرغم من أن قائل هذه العبارات يقولها بكل ما لديه من ثقة في منطقها، إن السؤال الصحيح هنا هو: ما نوع هذا الإيمان بالمسيح؟! فالعبرة ليست بكلمة “إيمان بـ” بل أن العبرة هي بكيفية هذا الإيمان وفحواه، فهل يؤمن الشيخ مثلاً إيماناً كإيمان المسيحين بالمسيح؟ وستكون إجابة الشيخ هي بالقطع: لا، فعلى الرغم من أننا نؤمن بالمسيح، وهو يؤمن أيضاً، إلا أن إيمانه ليس كإيماننا ولا إيماننا كإيمانه، فما جدوى ذِكر أنه “يؤمن بالمسيح” إذا كان الإيمان نفسه مختلف في فحواه؟ نحن نؤمن أن المسيح هو الله من حيث الجوهر، وأنه إبن الله الوحيد من حيث الأقنوم، وأنه إنسان من حيث تجسده، وأنه إبن الإنسان وأنه إبن مريم العذراء الإنسانة بحسب الجسد، وأنه نبي لأنه تنبأ، وأنه رسول لأنه مرسل من الآب، وأنه أخلى نفسه وأخذ شكل العبد وصار في شبة الناس ووضع نفسه ومات على الصليب وفي اليوم الثالث قام وصعد إلى السموات وأن الكتب النبوية تنبأت بمجيئه وموته وقيامته وأنه هو المسيح الرئيس، القدوس الذي بلا خطية، … إلخ، فهل يؤمن الشيخ زاكر بهذا الكلام أم أنه يقصد إيمان بمسيح غير هذا المسيح؟! في الحقيقة أن الإخوة المسلمين يؤمنون بمسيح غير ما تخبرنا به الأسفار المقدسة، مسيح تكلم في المهد وتشبة به آخر عند موته، وليس هو بإبن الله ولا الله ولا أخلى نفسه إذ أنه لم يكن في صورة قبل ولادته أخلى نفسه منها، ولا يخفى على أحد أن المسلمون الشيعة يؤمنون بنفس الإله الذي يؤمن به المسلمين السنة وذات الكتاب (؟) وذات النبي والرسول ومع فكل من السنة والشيعة يكفرون بعضهما البعض! ومن هنا نعرف أن هذه هذه العبارات إنما قُصد بها خداع هذه الفتاة التي كانت تحاور زاكر نايك لأنها غربية ولا تعرف ما يعرفه المسيحيون العرب.
4. لا يوجد جملة واحدة صريحة إدعى فيها الألوهية.
في الحقيقة، إن هذه الجملة كسابقتها، خادعة، فما هي “الصراحة” التي يطلبها الشيخ نايك؟ وإن كان يقصد الصراحة اللفظية مثل قول المسيح “أنا الله” فنرد عليه بذات منطقه بأنه لم ترد عبارة واحدة من إله الإسلام لرسول الإسلام (محمد) قال فيها: أنا الله! ولا وردت عبارة واحدة في القرآن الكريم ذُكر فيها الثالوث المسيحي ولا “الآب والإبن والروح القدس”، فضلاً عن نفي أو تأييد الثالوث، ولا توجد عبارة واحدة تكلم عنها القرآن عن تحريف نصوص كتب اليهود والمسيحيين، ولا توجد عبارة واحدة تكلم فيها القرآن عن المفهوم المسيحي للقب “إبن الله” ولا توجد عبارة واحدة تكلم فيها القرآن عن نفي ألوهية المسيح أو تكفير من يقولون بألوهيته[1]..إلخ، فهل يعني هذا إنتفاء وجود هذه العبارات إنتفاء ضدية الإسلام لها؟؛ والرب يسوع المسيح أعلن بأساليب كثيرة أنه هو الإله الحقيقي، سواء عن طريق علاقته مع الآب أو بأفعال أو ألفاظ صريحة، ولا يهم في هذا رأي الشيخ نايك من الأساس، لكن الخطأ الذي أريد أن أشير إليه هنا هو حصر الشيخ نايك لأقوال المسيح في كلام المسيح المدون فقط على لسانه، وهذا منطق غريب، إذ أن المسيحيون لا يؤمنون بالبشائر الأربعة فقط، بل بكل الكتاب المقدس، فكل الكتاب المقدس، بما فيه الكلام الذي قاله المسيح بلسانه والذي يقصده زاكر نايك، نقله إلينا الرُسل، رسل المسيح، فلماذا يقبل زاكر كلام الرسل الذي قاله المسيح ويرفض أيضاً كلام الرسل عن المسيح؟، لكن هل مجرد تصريح المسيح أو غيره بأنه الله كان سيقبل به الشيخ نايك لو رآه كما يريده الآن، دعونا نفترض أن المسيح قال نصاً بل وباللغة العربية: أنا الله، هل لو كان رآها زاكر، كان سيؤمن أن المسيح هو الله؟! بالطبع لا، كان سيضع هذا القول ضمن التحريفات التي حدثت في الكتاب المقدس وكان سيبريء “عيسى” من هذا القول، فزاكر نايك لم يؤمن بما قاله المسيح وموجود بحرفيته إلى اليوم في الكتاب المقدس، فلماذا يحاول زاكر نايك إيهامنا بأن المشكلة إنما هي في “وجود” أو “عدم وجود” نص به “أنا الله” على لسان المسيح؟ فإذا كنت لا تؤمن بأقوال المسيح الموجودة فعلاً إلى اليوم في الكتاب المقدس، وتدعي تحريفه، فما الذي يمنعك أن تُدخِل هذا القول في زمرة الأقوال المدعاة على لسان المسيح أو المحرفة عبر العصور؟! لذا فالقضية ليست وجود أو عدم وجود قول بل هي في إيمان زاكر نايك المسبق نفسه.
5. أبي أعظم مني (يو 14: 28) أعظم من الكل (يو 10: 28).
طوال تاريخ المسيحية، قام آباء الكنيسة القديسون ببيان وإيضاح المعنى الحقيقي لهذا النص، بل إلى اليوم ستجد العلماء المسيحيون يشرحون هذا النص على هذا النحو الذي أبانه آباء الكنيسة، فما الذي حل بزاكر نايك؟ هل الرجل لا يقرأ؟ أم يقرأ وينسى؟ أو يقرأ ويعرف ويتذكر ولكنه يضع فكره الشخصي على النصوص ويستخدمها كمن إلهه هواه دون دراسة؟ هذه مشكلة تواجه المسيحيون العرب، فالردود والإيضاحات والتفاسير تجدها في أغلب الأحيان منذ قرون، ومع ذلك، مازالت الأسئلة موجودة دون نقد لإجاباتها، مما يدفعنا لتكرارها، والحصيلة كلها عدم وجود أي تقدم لاهوتي معرفي لدى السائل الذي يسأل لمجرد السؤال ونجيبه ليسأل مرة أخرى! كيف لشخص مثل زاكر نايك لا يعرف ما قاله المسيحيون منذ قرون طويلة خلت عن هذه النصوص التي إستخدمها؟! ولعدم الإطالة سأضع مجوعة يسيره من أقوال الآباء بشأن هذه النصوص[2]: v واضح أنه صار إنسانًا بينما بقي هو اللَّه، فإن اللَّه انتحل إنسانًا، ولم يُمتص اللَّه في إنسانٍ. لذلك بالكمال، بمنطق مقبول أن يُقال إن المسيح كإنسانٍ هو أقل من الآب، وأن المسيح كإله مساوٍ للآب، مساوٍ للَّه (يو 30:10)[3]. v أمور كثيرة قيلت في الكتاب المقدس تتحدث عنه في شكل اللَّه، وأمور كثيرة في شكل العبد. اقتبس اثنين من هذه كمثالين، واحد يخص كل منهما. فبحسب شكل اللَّه قال: “أنا والآب واحد” (يو 30:10)، وبحسب شكل العبد: “أبي أعظم مني”[4]. القديس أغسطينوس
v ما هو غير طبيعي إن كان ذاك الذي هو اللوغوس قد صار جسدًا (يو1: 14) يعترف بأن أباه أعظم منه، إذ ظهر في المجد أقل من الملائكة، وفي الهيئة كإنسان؟ لأنك “جعلته أقل قليلاً من الملائكة” (مز8: 5)… وأيضا: “ليس فيه شكل ولا جمال، شكله حقير، وأقل من شكل بني البشر (إش53: 2، 3). هذا هو السبب لماذا هو أقل من الآب، فإن ذاك الذي أحبك احتمل الموت، وجعلك شريكًا في الحياة السماوية[5].
v بسبب تواضعه يقول هذه الكلمات، هذه التي يستخدمها خصومنا ضده بطريقة خبيثة[6]. v يقولون مكتوب: “أبي أعظم مني“. أيضًا مكتوب: “لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً للَّه” (في 6:2). وأيضًا مكتوب أن اليهود أرادوا قتله، لأنه قال إنه ابن اللَّه معادلاً نفسه باللَّه (يو 18:5). مكتوب: “أنا والآب واحد” (يو 30:10). إنهم يقرأون نصًا واحدًا وليس نصوص كثيرة. إذن هل يمكن أن يكون أقل ومساوٍ في نفس الوقت لذات الطبيعة؟ لا، فإن عبارة تشير إلى لاهوته، وأخرى إلى ناسوته[7].
والقضية بكل سهولة ويسر أن الرب يسوع المسيح في أثناء حياته على الأرض كإنسان كان قد أخلى نفسه من المجد الذي كان له عند الآب قبل كون العالم، وشابهنا في كل شيء ما عدا الخطية، فالآب في مجده يقول عنه الإبن في فترة تجسده أنه أعظم منه لأن بحسب ناسوته، فما هي المشكلة إذن؟! هل تتلخص في أنه لا يقرأ أم لا يريد القراءة أم يقرأ ويتغافل عما قرأت فيعود مكرراً كلامه مرة أخرى؟ العجيب أن زاكر يطرح هذه النصوص وكأنها جديدة وكأنه إكتشفها للتو، وهذا يدل إما على جهله الشديد بتاريخ الحوارات التي دارت في هذه النصوص من القرون الأولى للمسيحية أو علمه بها وتعمده ذكرها للخداع! فأيهما يختار الإخوة المسلمون؟
6. أنا بروح الله أخرج الشياطين (متى 12: 28).
لا أعرف هل هو جهل من زاكر نايك أم هو تدليس صريح، فزاكر نايك يقدم لنا هذا النص كأنه إعتراف من المسيح بأنه بروح الله يخرج الشياطين، لكن لو رجعنا إلى سياق النص سنجد أن الرب يسوع المسيح عندما شفى المجنون الأعمى والأخرس الذي قدموه إليه، تعجب الجموع وتساءلوا وقالوا، ألعل هذا إبن داود؟ وأما الفريسيون فقالوا إنه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين، فما كان من المسيح إلا أنه قد وضع لهم إحتمالين حسب تفكيرهم، فذكر الأول أنه إن كان كلامهم صحيح بشأن أنه ببعلزبول يخرج الشياطين فلن تثبت مملكة الشياطين، لأنها ستكون مملكة منقسمة على ذاتها، وستخرب، لكن إن كان بروح الله يخرج الشياطين، فلماذا لا يؤمنون به؟! فهذان هما الإحتمالان اللذان سيفترضهما أي شخص يهودي، إما أن هذا الشخص مؤيد من الله أو من الشيطان ليخرج الشياطين، فنفى المسيح كلامهم ليقيم عليهم الحجة في عدم إيمانهم به، لكن المسيح نفسه لم يقل عن نفسه أنه يفعل هذا بروح الله (على الرغم من أنه حتى لو إفترضنا أنه قالها عن فنسه فلا مشكلة على الإطلاق، فالمسيح هو الله، وروح الله هو الروح القدس الذي أرسله هو من عند الآب كما قال لهم عند إقتراب حياته على الأرض بحسب الجسد)، وهذا واضح من ظاهر النص، فالنص يقول “ولكن إن كنت أنا بروح الله… εἰ δὲ ἐν πνεύματι θεοῦ“فهل هذا جهل من زاكر نايك أم تدليس؟!
7. أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني (يوحنا 5: 30).
على مر سنوات طويلة، يساء فِهم وإستيعاب هذا النص، من المسلمين وبعض المسيحيين على حد سواء، فظاهر النص حسب القراءة المتعجلة ستترك إنطباع في القاريء أن المسيح يقول هنا أنه لا يفعل شيء بقوته أو بإرادته أو لأنه ليس إلا منفذ بقوة وإرادة الآب، لكن هذا ليس هو المعنى الحقيقي للنص، فبقراءة موازية لنصوص أخرى قالها المسيح لها نفس الصياغة سنجده أوضح لنا المعنى الصحيح المقصود من هذه النصوص، فقد قال المسيح له كل مجد في ذات السفر، وفي ذات الأصحاح، وقبل هذا النص ليس بأكثر من 11 نصاً: Joh 5:19 فقال يسوع لهم: «الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك.
فلو قرأنا الجزء الأول من النص فقط، ربما يحضر إلى أذهاننا ذلك الفكر، لكن عند إستكمال النص، سنجد أن الرب يسوع المسيح بنفسه قد أوضح المعنى الحقيقي للنص، فقد أكمل المسيح وقال “لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الإبن كذلك” ولن يستقيم الجزء الأول من النص مع الجزء الثاني منه إذا أردنا فِهم النص بهذا الفهم الخاطيء السابق ذكره، لكن للنص معنى أخر يتضح مع إستكماله، لقد أراد المسيح دائماً أن يبين للجميع علاقته بالآب وأنه هو والآب واحداً في الجوهر، أي أن جوهرهما واحد، وفي هذا النص أراد المسيح التركيز على قدرة الآب إذا ما قورنت بقدرة الإبن، فيقول، مهما عمل ذاك (أي: الآب) فيعمله الإبن كذلك، مدللاً بذلك على تساوي قدرته مع قدرة الآب لكي لا يسيء أحد تفسير كلامه السابق عندما قال أنه “لا يقدر أن يعمل من نفسه شيء” فتركيز المسيح ليس على “لا يقدر الإبن” بل على “من نفسه” بمعنى أنه بسبب الإتحاد التام والفائق بين الآب والإبن في اللاهوت، الجوهر، فلا يوجد شيء يعمله الإبن من نفسه ولا الآب من نفسه لأنهما في الأساس غير منفصلين ولا مختلفين من حيث الجوهر، فلا يوجد شيء يفعله أي منهما “من نفسه” لأنه لا إنفصال، وهذا هو المعنى الصحيح لكلام المسيح، والذي إن كان زاكر نايك يجهله فإنه يحتاج للتعلم، وإن كان يعرفه ويخفيه فهو مدلس.
8. بما أن المسيح أقر بمشيئة الله فهو مسلم.
لا أعرف –في الحقيقة- على أي شيء بنى زاكر نايك كلامه هذا! وما هو تعريفه لكلمة “مسلم” الذي أطلقها هكذا دون إيضاح! فلرسول الإسلام حديث حسن صحيح على شرط الشيخين حيث قال فيه “الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ آمَنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ” وبهذا يكون شرط إطلاق لقب “مسلم” هو “سلامة الناس من اللسان واليد” وبهذا لا يكون المسيح وحده مسلم، بل الغالبية العظمى من المسيحيين الحقيقيين! فهل يريد زاكر نايك هذا المعنى أم معنى آخر؟!
9. الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني (يوحنا 14: 24)
هنا نجد تكرار لذات الخطأ الذي سقط فيه زاكر نايك بخصوص النص (يوحنا 5: 30)، فالرب يسوع المسيح هنا لا يقصد أن ينفي عن نفسه أنه صاحب هذا الكلام بل بالأولى أن يؤكد لليهود أنه لم يجيء إليهم بكلام من إله غريب عما يعبدوه ويعرفوه، فكلام المسيح يحمل معنى إقامة الحجة عليهم أنهم إذا كانوا يؤمنون بهذا الإله حقاً فلماذاً لا تؤمنون بي، وهذا ما أوضحه المسيح في مرات أخرى مثلما قال: انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي (يوحنا 14: 1)، وأيضاً قال: “الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي ارسلني” (يوحنا 12: 44)، فكما قلنا من قبل، أن المسيح له كل مجد يقول لليهود بأكثر من طريقة أن الإيمان بالآب هو إيمان بالإبن والروح القدس تلقائياً، لأنه ليس خارجاً عن الآب بل في حضنه (يوحنا 1: 18).
10. ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون (أعمال 2: 22)
إن كان الشيخ زاكر نايك يستشهد بهذا النص لأنه قال عن الرب يسوع المسيح “رجل”، فما الجديد الذي أتى به؟! فجميعنا نعرف أن المسيح إنسان، رجل، لكنه ليس فقط إنسان وليس فقط رجل، بل هو الكلمة الصائر إلينا في الجسد، وفي جسده نقول عنه بحسب الجسد أنه إنسان ورجل، فما الذي أضافه زاكر نايك لمعلومات أطفال المسيحيين فضلاً عن علماءهم؟! لكن، هل يقبل زاكر نايك كلام بطرس الرسول دائماً أم أنه يكيل بمكيالين فيقبل ما يظن أنه يخدم موقفه ويرفض سواه؟ قال بطرس الرسول في رسالته الأولى “أنتم الذين به تؤمنون بالله الذي اقامه من الاموات واعطاه مجدا حتى ان ايمانكم ورجاءكم هما في الله” (1بط 1: 21) وقال أيضاً “الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم” (1بط 2: 24) وقال أيضاً “الذي مثاله يخلّصنا نحن الآن اي المعمودية لا ازالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح” (1بط 3: 21)، فهل يعترف زاكر نايك بأن يسوع المسيح حمل خطايانا في جسده، وأنه جُلِد وقام من الأموات كما قال بطرس الرسول، أم أنه يكيل بمكيالين؟ أما إن كان الشيخ زاكر نايك يستشهد بهذا النص لأنه قال عن الرب يسوع المسيح أن القوات والعجائب التي عملها، قد صنعها الله بيده، فهذا يدل على أن الشيخ زاكر نايك يعوزه الكثير بعد ليعرفه!.
فالمسيحيون يؤمنون أن الرب يسوع المسيح أثناء حياته على الأرض كإنسان، كان قد أخلى نفسه من المجد وأخذ صورة العبد حيث شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية وحدها، ومن مظاهر إفتقاره للمجد المطلق، أي المجد الألوهي، مجد اللاهوت، أنه كان الله الآب يفعل المعجزات على يديه بحسب ناسوته، لكن بحسب لاهوته فهو والآب واحد في الجوهر، لكن لأن من كان يكلمهم بطرس في أول عظة لن يحتملوا هذا الشرح اللاهوتي وهم بعد يهود وأمم، فقدم لهم المعرفة اللازمة بحسب ما يتحملون في البداية من الإعلان، والكتاب المقدس يعلمنا هذا، حيث يقول الرب يسوع المسيح:
Joh 16:12 «إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. Joh 16:13 وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية.
ويقول القديس بولس الرسول: 1Co 3:1 وأنا أيها الإخوة لم أستطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح 1Co 3:2 سقيتكم لبنا لا طعاما لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الآن أيضا لا تستطيعون 1Co 3:3 لأنكم بعد جسديون. فإنه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر؟
والغريب أن زاكر نايك يعرف أن تحريم الخمر مثلا في القرآن جاء على ثلاثة مراحل بحسب العادات السائدة في هذا الزمن للمسلمين الجدد (أي الذين دخلوا في الإسلام حديثا آنذاك)، حيث يقولون إن في البداية نزلت الآية [يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا {البقرة: 219}] ثم بعدها الآية [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى {النساء: 43 }] ثم بعدها الآية [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة: 90 }][8]، ومع هذا فلا تجده يعرف ما قاله بطرس الرسول بحسب قدرة الناس الوقوف أمامه، لكن بعد هذا نجد أن الكتاب المقدس أوضح بأكثر تفصيل.
11. إذا قارنتي ما قاله المسيح في الإنجيل فستجدين أننا نتبع أغلب تعاليم المسيح.
في الحقيقة إن هذا الفيديو مكتظ بالادعاءات الفارغة التي لا تلبث إلا أن تنهار أمام قليل من النقد مما يغني عن النقض، حسنا، ما هو الإنجيل المقصود هنا؟ هل هو “العهد الجديد” أم أنه يقصد “الأربعة بشائر”؟ لربما يقصد الأربعة بشائر، حسناً، رأينا كلام المسيح أعلاه وكيف أنه لا يتفق مع إيمان أي مسلم، وخصوصاً لو كان هذا المسلم سُنِّياً، ما هو الذي يتبعه زاكر نايك والمسلمون من تعاليم المسيح الموجودة ف الإنجيل؟ هل تعاليم المسيح عن وحدنية الإله؟، هل هذا يعني أن المسلمون يتبعون الإنجيل؟ على نفس القياس فيكون اليهود أيضاً الذين لا يعترفون بالعهد الجديد ولا بيسوع أنه المسيح المسيا المنتظر المتنبأ عنه أيضاً يتبعون ما في الإنجيل!! وهذا من المضحكات التي قالها زاكر نايك، فإتباع أمر مشترك بين اليهودية والمسيحية والإسلام لا يعني أنك تتبع “تعاليم المسيح الموجودة في الإنجيل”، فالمسلم لا يؤمن بالإنجيل الموجود حالياً ويقول أنه غير ما أمر القرآن الكريم بإتباعه وغير ما أخبرنا به أنه أنزل من عند الله، ويقول عن هذه الكتب، أنها من تأليف البشر ومحرفة أيضاً، على الرغم من عدم وجود نص قرآني واحد يقول بتحريف نص كتب المسيحيين، وقد جاء الإسلام والقرآن في القرن السادس ورغم ذلك لا تجد ولا نص واحد فقط يقول بتحريف نص كتب المسيحيين الموجودة آنذاك، والمسيحي يستطيع بكل سهولة ويسر أن يثبت أن هذا الذي كان موجودا في القرن السادس الميلادي، وعدم وجود نص قرآني يقول بتحريف نص كتب المسيحيين هذه، ووجود نصوص أخرى تمدح بل وتدعوا المسيحيين لإتباع ما جاء في كتبهم بل والمسلمون أيضاً ليتبعوها، لهو دليل كافي على وجوب إتباع ما هو موجود اليوم في أيدي المسيحيين، ولكن المسلمون عموما لا يقومون بهذا، ولسنا هنا بصدد مناقشة هذا الأمر، ولكن قلنا هذا ولم نسترسل فيه لنبين مدى جهل/كذب/إستغفال زاكر نايك، فهو يطلق العبارات التي يريد السامعون أن يسمعوها عاطفياً منه، لكنها عند المناقشة لا تجد لها صحة، وهاكم النصوص التي عرضناها سابقاً، فمن من المسلمين يتبعها ويؤمن بها؟ هل يؤمن زاكر نايك مثلا بقول المسيح: Luk 24:27 ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب. Luk 24:44 وقال لهم: «هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير». Luk 24:45 حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب.
والكلام هنا كان عن آلام المسيح وموته وقيامته … إلخ، والمسيح بنفسه ينسب كل هذا لناموس موسى والأنبياء والمزامير، فهل يؤمن زاكر نايك والمسلمون أن جميع الأنبياء تنبأوا عن آلام المسيح وموته وقيامته ..إلخ؟ وهل يؤمن المسلمون من الأساس بأن المسيح جُلد وصُلب وقُتل وقام في اليوم الثالث؟ فها هو كلام المسيح بل والمسيح نفسه يعطي بُعْداً نبوياً لكل ما حدث في آلام المسيح، فهل يؤمن المسلمون بهذا الكلام أم أن زاكر نايك كان يقدم عرضاً إستعراضياً لإسترضاء عاطفة سامعيه؟! فأين هي تعاليم المسيح التي يتبعها زاكر نايك؟!
12. المسيح مختتن في اليوم الثامن وكل المسلمين كذلك، فالمسيح قال: لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس.
الحقيقة أن هذا التماثل الذي يقيمه زاكر نايك يدعو للضحك، فالمسيح إنما كان خُتن بحسب الجسد لأنه يهودي، فهل إختتان المسلمين يدل على أنهم يتبعون تعاليم اليهودية أو عاداتها أو شرائعها؟، الصحيح أن يقول زاكر نايك أنه مثل المسيح يتبع اليهودية، لأن المسيح فعل هذا لأنه يهودي، ولكن على كلٍ، هل يتبع زاكر نايك حقاً ما فعله المسيح؟ هل يذهب المسلمون للهيكل كما كان يذهب المسيح؟ هل يؤمن المسلمون الحاليون بفكرة تقدمة ذبائح حيوانية في الهيكل لينتقل ذنب صاحب الذبيحة إلى الحيوان فتغفر له؟ إن المغالطة المنطقية التي يسقط فيها زاكر نايك ويريد بها خداعنا، هو مشابهة بعض الأفعال العامة للمسيح مع أفعال المسلمين، ليخرج علينا بقوله أننا نتبع المسيح أكثر منكم فيجيء إحساس في قلب متلقي هذا الكلام أن المسلمون يتبعون تعاليم المسيح؟ لقد علَّم المسيح عن الآب، وأنه إبن الله، فهل يتبع المسلمون تعليم المسيح هذا؟ أم أنهم ينتقون ما يوافقهم فقط؟!، إذا كان المسلمون السنة يكفرون المسلمين الشيعة الذين يتوافقون معهم في إله واحد، ورسول واحد، وكتاب واحد (؟) وينطقون الشهادتين مثلهما، فكيف يريد زاكر أن يقنعنا أنه يتبع المسيح لأنه فقط يختتن مثله؟ اليهود أيضاً يختتنون ومع ذلك فهم يكذبون بيسوع ولا يؤمنون أنه المسيح، فإيمانهم وممارستهم للختان لم تمنعهم من تكذيب يسوع أنه المسيح، فكم وكم المسلمون؟! إن زاكر نايك بارع في إطلاق العبارات الجوفاء التي لا تصمد أمام أي نقد.
13. نحن لا نأكل لحم الخنزير.
حسنا، لكيلا نكرر الرد والخطأ الذي سقط فيه ويتعمد به خداع السامعين، اليهود أيضاً لا يأكلون لحم الخنزير وبعض الأطعمة الأخرى، ومع ذلك لا يؤمنون بيسوع أنه المسيح ويكذبون به، فعدم أكلهم وعدم أكلكم أيضاً لم يجعلهم مسيحيين!
14. المسلمون لا يشربون الخمر، وأغلب المسيحيين يشربون.
في الحقيقة إن إدعاء زاكر نايك هنا يحوي على عدة أخطاء، أولها هو ما تم مناقشته في النقطة السابقة وما قبلها، حيث أن عدم شرب الخمر ليس دليل أن المسلمون يتبعون المسيح، فهناك أيضاً مسيحيون لا يشربون الخمر، فهل هم أيضاً على الطريق الصحيح وفقاً لعقيدة زاكر نايك لأنهم، ولأنهم فقط لا يشربون الخمر؟! منطق هزيل!، الخطأ الثاني، أنه من الصواب عندما أناقش أمرا ما يخص المسيحيين فلا أنظر لأفعالهم، بل لنصوص كتابهم، فكتابهم هو من يخطأهم وهم على أساسه سيحاسبون، وكتابهم هو نفسه من يقر بخطأهم، ولكي نضرب مثالاً، يخرج علينا الكثير اليوم ليقول أن داعش لا تمثل الإسلام، وأن الإسلام دين سلام وسماحة ومحبة، حسناً، ودون مناقشة هذا الادعاء، ما رأيك يا زاكر نايك لو جاء شخص وقال أن داعش هي الإسلام ونسب للإسلام القتل والوحشية …إلخ؟ ستقول أن القرآن الكريم يحض على التسامح والمحبة .. إلخ، إذن وبنفس منطقك سأنقل لك أقوال الكتاب المقدس في منع السُكر بالخمر، فلماذا تكيل بمكياليين؟ الخطأ الثالث هنا هو في كلمة “أغلب” التي قالها نايك، فمن أدراه أنه “أغلب” المسيحيين؟ وهل يشرب المسيحيون الخمر فقط لأجل السكر والخلاعة أم هناك أسباب أخرى يعرفها من يقطن في البلاد الأوربية وأمريكا وكندا وأستراليا مثل التدفئة؟ حسنا، “أغلب” المسيحيون العرب لا يشربون الخمور، فهل هذا دليل أن “المسيحيين العرب” يتبعون المسيح مثل المسلمين؟! هل هذا منطق؟ وهل يقبل زاكر نايك بهذا؟
15. لو كانت المسيحية تعني إتباع تعاليم المسيح فسيكون المسلمون هم مسيحيون أكثر من المسيحيين أنفسهم.
كالعادة، عبارات إستعراضية جوفاء لا دليل فيها ولا حجة ولا منطق، فما هي تعاليم المسيح التي يتبعها المسلم ولا يتبعها المسيحي ليكون المسلم أكثر مسيحيةً من المسيحي؟!
16. لكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. 17. روح الحق…. لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. هذا عن رسول الإسلام.
على مدى سنوات طويلة ونحن نرد على هذه الشبهة التي لو قرأ طارحوها فقط سياق الحديث، لخجلوا من أنفسهم ولم يطرحهوا، وقبل أن نرد عليها في عجالة، فإن تكرار زاكر نايك لهذه الشبهة يبين بجلاء مدى جهل الرجل، ليس بالكتاب المقدس فقط، بل بالحوار المسيحي الإسلامي على مدى قرنين من الزمان على أقل تقدير! بل وجهله بتفاسير المسيحيين!، ولنرد في عجالة على هذا الكلام، في البداية لنجمع كلام المسيح عن “المعزي” الذي يدعي زاكر نايك أنه رسول الإسلام:
Joh 14:16 وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد Joh 14:17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم. ها هو الرب يسوع المسيح يقول أن المعزي الآخر (لأنه هو نفسه المعزي الأول) سيمكث مع التلاميذ إلى الأبد، فهل يؤمن المسلمون ان رسول الإسلام لم يمت وأن سيمكث إلى الأبد؟ وأيضاً يخبرنا المسيح له كل المجد أن العالم لن يراه ولن يعرفه، فهل لم يعرف البشر رسول الإسلام؟ ألا يعرفه اليوم أكثر من 1.2 مليار نسمة من المسلمين، فضلا عن غير المسلمين؟ Joh 14:26 وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم. ها هو الرب يسوع المسيح بنفسه يحسم الأمر تماماً وحرفياً، حيث يقول “أما المعزي الروح القدس” فهل رسول الإسلام هو روح؟ وهل يؤمن المسلمون أن رسول الإسلام هو الروح القدس أو كما يسمونه “روح القدس” أم جبريل؟! وهل سيرسل الآب رسول الإسلام باسم المسيح؟ وهل يعترف الإسلام بالآب الأقنوم الأول من الثالوث والذي هو آب للإبن، أي أن إعترافه بالآب يستلزم إعترافه بالإبن، فهل يعترف الإسلام بالآب والإبن وأن الله له إبن؟! وهل ذَكَّرَ رسول الإسلام رُسل المسيح بما قاله المسيح لهم؟! أين المنطق والعقل؟!
Joh 15:26 «ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. هنا يقول الرب يسوع عن نفسه أنه هو الذي سيرسل المعزي، فلو كان المعزي هو رسول الإسلام، فهل يؤمن المسلمون أن المسيح هو من أرسله؟ وهل بهذا يكون المسيح هو الله لأن المسلمون يقولون أن رسول الإسلام هو رسول الله فيكون المسيح هو الله لأنه هو من أرسله؟ هل يوافق على هذا الكلام مسلم؟ وهنا نجد أن المسيح يشهد للمعزي ويسميه، روح الحق، فهل يؤمن المسلمون أن رسول الإسلام روح؟ وهل شهد رسول الإسلام للمسيح؟ وهل إنبثق رسول الإسلام من الآب؟!
Joh 16:7 لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. Joh 16:14 ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم. نجد هنا أن المسيح هو من يرسل المعزي، فهل يؤمن المسلمون أن المسيح هو من أرسل رسول الإسلام؟! وهل مَجَّدَ رسول الإسلام المسيح؟ وهل كان رسول الإسلام يأخذ مما للمسيح ويخبر التلاميذ؟!!
في نهاية تعليقنا على هذا الفيديو، رأينا كيف أن فيديو قليل الزمن قد إكتظ بالأكاذيب المركبة والإدعاءات غير الصحيحة، وعلى الرغم من ذلك، نجد كثير من الإخوة المسلمين يتداولونه كأنه إعجازاً حوارياً، وكأن زاكر نايك قد أفحم السائلة، وكأن كلامه صحيح وليس به خطأ، على الرغم من أنه لا تكاد تمر دقيقة واحدة فيه دون خطأ أو أكثر في حديث زاكر نايك، والآن بعد التعليق على هذا الفيديو وبيان الأخطاء الواردة فيه؟ هل سيستمر الإخوة المسلمون في نشره بينهم؟ للأسف: نعم، هذا ما سيحدث، لذا نرجو من حضراتكم مشاركة هذا الرد مع الجميع لكي يصل إليهم ويعرفوا كذب الفيديو.
* https://www.youtube.com/watch?v=SWfHX-44HUI
[1]المسيحيون لا يقولون أن “الله هو المسيح” بل يقولون “المسيح هو الله” والفارق اللاهوتي كبير جداً.
[2]تادرس يعقوب ملطي، الإنجيل بحسب يوحنا، صـ983.
[3] Letters, 170.
[4] Letters, 238.
[5] Letter 8 to the Caesareans, 5.
[6] On the Holy Spirit, Book 2:8:59.
[8]يمكنكم مراجعة الفتوى: http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=70267