دليل الظهورات، هل شوهد يسوع حيا بعد موته على الصليب؟ – لي ستروبل
دليل الظهورات، هل شوهد يسوع حيا بعد موته على الصليب؟ – لي ستروبل
دليل الظهورات، هل شوهد يسوع حيا بعد موته على الصليب؟ – لي ستروبل
في سنة 1963 جثة فتاة عمرها 14 سنة وتدعى ادي ماي كولنز، وهي واحدة من اربع فتيات افريقيات- امريكيات اللاتي قتلن في حادث سيء السمعة تم فيه القاء القنابل على كنيسة بواسطة عنصرين بيض، دفنت جثتها في برمنجهام بولاية الاباما. ولمدة سنين ظل افراد اسرتها يعودون الى قبرها للصلاة ووضع الزهور. وفي سنة 1998 قرروا ان يخرجوا الجثة لاعادة الدفن في مقبرة اخرى.
وعندما بدأ العمال في الحفر، على اية حال، عادوا ليعلنوا اكتشاف فظيع: القبر كان فارغا.
بشكل مفهوم، كان افراد الاسرة مذهلون جدا. وبسبب السجلات التي لم تحفظ جيدا، اندفع موظفوا المقبرة ليكشفوا ما قد حدث، واثيرت احتمالات عديدة، كان اولها ان شاهد قبرها قد نصب في المكان الخطأ[1].
رغم ذلك وفي اثناء عملية تحديد ما قد حدث، كان هناك تفسير وحيد لم يفكر فيه احد: فلم يقترح احد ان الشابة آدي ماي قد اقيمت من الموت لتمشي وتعيش على الارض مرة اخرى. لماذا؟
لان القبر الخالي وحده لا يصنع القيامة.
ان محادثتي مع الدكتور وليم لين كريج قد سبق ان استنبطت ادلة قوية على ان قبر يسوع كان فارغا يوم الاحد التالي للصلب. وبينما عرفت بان هذا الدليل كان مهما وضروريا لقيامته، لكني كنت مدركا ايضا ان الجسد المفقود ليس برهانا قاطعا وحده. فالحاجة ماسة لحقائق اكثر لاثبات ان يسوع قد قام من الموت فعلا.
هذا هو الذي دفعني للقيام بالسفر بالطائرة الى فرجينيا. وفيما كانت طائرتي تحلق فوق التلال المشجرة تحتنا، كنت اقوم بقراءة الدقيقة الاخيرة في كتاب مايكل مارتن، الاستاذ بجامعة بوسطن الذي كان يسعى للتشكيك في المسيحية. وابتسمت لما قرات كلماته:
“ربما كان الدفاع الاكثر تطورا للقيامة قد قام به جاري هابيرماس”[2]
نظرت الى ساعتي، فوجدت اني بعد هبوط الطائرة سيكون لدي وقت كافي لاستئجار سيارة، والذهاب الى لنتشبيرغ، لالحق بموعدي الساعة الثانية للقاء هابيرماس نفسه.
المقابلة الثانية عشرة: جاري هابيرماس، دكتوراه فلسفة، دكتوراه في اللاهوت
على الحائط في مكتب هابيرماس الصارم، معلق صورتان عليهما توقيع لاثنين من لاعبي الهوكي، يتصارعان على الجليد. وكانت الصورة الاولى اللاعب الخالد بوبي هال من فاديي الصقور السوداء بشيكاغو، والثانية تصور ديف “المطرقة” شولتز، لاعب الهجوم القوي في نادي فيلادلفيا فلايرز.
واوضح لي هابيرماس “هال لاعب الهوكي الذي افضله، وشولتز هو المقاتل الذي افضله” ثم اضاف بابتسامة عريضة “هناك فرق”.
كان هابيرماس ملتحي، يتحدث بصراحة، وهو ايضا ملاكم ضخم الجسم كالثور، وهو يشبه حارس ملهى ليلي اكثر من ان يشبه المفكر ذو البرج العاجي. وكان مسلحا بوسائل الجدال الحامية يؤيدها بادلة تاريخية، لذا فهو لا يخشى الخروج متمايلا.
انتوني فلو، احد الملاحدة الفلاسفة البارزين في العالم، اكتشف ذلك عندما اشتبك مع هابيرماس في مناضرة كبرى حول موضوع “هل قام يسوع من الموت؟” والنتيجة انها كانت احادية الجانب بالتاكيد. فمن خمس فلاسفة مستقلين من كليات وجامعات مختلفة الذين كانو حكام المناظرة، قرر اربعة منهم فوز هابيرماس والخامس اعتبر النتيجة “التعادلية”، ولم يعط احد صوته لفلو وقد علق احد الحكام قائلا “لقد كنت مندهشا “صدمت هي اللفظة الادق” عندما رايت كم كانت وجهة نظر فلو ضعيفة وقد… خلصت لهذه النتيجة: لو كانت الاراء المعارضة للقيامة ليست اقوى من التي قالها فلو فاظن انه حان الوقت للبدء باخذ القيامة على محمل الجد”.[3]
كما ان واحدا من خمس حكام المناظرات المحترفين، الذي قيموا اساليب جدال المتناظرين (مرة اخرى كان هابيرماس هو الفائز) اضطر ان يكتب هذا التعليق، “اني اقرر ان الادلة التاريخية، رغم ما بها من اخطاء، قوية قوية بما فيه الكفاية لقيادة عقول معتدلة للاستنتاج بان المسيح قام فعلا من بين الاموات”. ولقد اختتم هابيرماس مناظرته بتقديم ادلة محتملة جدا للمصداقية التاريخية للقيامة بدون ان يكون هناك ادلة طبيعية مقبولة ضدها، لذلك ففي رايي ان هابيرماس هو الفائز بهذه المناظرة”.[4]
بعد حصوله على الدكتوراه من جامعة ولاية متشجان، حيث كتب اطروحته عن القيامة، حصل هابيرماس على درجة الدكتوراه في اللاهوت من كلية عمانوئيل في اكسفورد، بانجلترا. وقد الف سبعة كتب تبحث في قيامة يسوع من الاموات، من ضمنها،
“قيامة يسوع: سؤال منطقي the resurrection of Jesus: A rational Inquiry
“قيامة: اعتذار the resurrection of Jesus: An apologetic “
“يسوع التاريخي: the historical Jesus””
“هل قام يسوع من الاموات؟ مناظرة القيامة “Did jesus rise from the dead? The resurrection debate”
التي بنيت على مناظرته مع فلو. ومن بين كتبه الاخرى التي تتعامل مع الشك وبالاشتراك مع (جي بي مورلاند) “مابعد الموت: اكتشاف دليل الخلود beyond death: exploring the evidence for immortality.
وبالاضافة الى ذلك اشتراكه في تحرير “دفاعا عن المعجزات” وساهم في “يسوع تحت النار” و “كيف تحيا بايمانك: سد الفجوة بين العقل والقلب” ومقالاته المائة ظهرت في المنشورات الشعبية (مثل “بريد مساء السبت”)، والمجلات العملية (بما فيها “الايمان والفلسفة والدراسات الدينية”) ومراجع مثل “قاموس بيكر اللاهوتي”. كما انه ايضا الرئيس السابق للجمعية الفلسفية الانجيلية.
انا لا اقصد، بوصفي السابق، الايحاء بان هابيرماس مولع بالقتال، فهو ودود ومتواضع بالمحادثات العادية. ولا اريد ان اكون خصما له في لعبة هوكي الجليد، او في مناظرة. فلديه رادار فطري يساعده على التركيز على نقاط معارضه الضعيفة. كما ان لديه جانب رقيق ايضا، الذي اكتشفته- دون توقع- قبل نهاية مقابلتي معه.
وجدت هابيرماس في مكتبه الرسمي في جامعة ليبرتي، حيث يعمل حاليا كاستاذ ورئيس قسم الفلسفة والاهوت ومدير برنامج الماجستير في الاعتذاريات.والحجرة بها دواليب سوداء للملفات، ومكتب معدني له قرص خشبي، وسجادة قديمة بالية، وكراسي للضيوف قابلة للطي، فهي بالتاكيد ليست مكانا يقصده السياح. فالحجرة، مثل صاحبها، خالية من الغرور.
الموتى لا يفعلون ذلك
كان هبيرماس، جالسا خلف مكتبه، وقد شمر اكمام قميصه الازرق. فيما ادرت جهاز التسجيل وبدات مقابلتنا.
بطريقة محامي الدفاع الفظة قلت “هل صحيح انه لا يوجد شهود عيان لقيامة يسوع؟”
“هذا صحيح تمام، فلا توجد أي رواية وصفية للقيامة”، هكذا اجاب هابيرماس باعتراف وقبول الذي قد يفاجئ الناس الذين لديهم معلومات سطحية فقط عن الموضوع. ثم اضاف “عندما كنت شابا، قرات كتابا من تاليف سي. اس. لويس، الذي ذكر ان العهد الجديد لايذكر شيئا عن القيامة. فكتبت في الهامش “لا!” بخط كبير، ثم ادركت معنى كلامه انه لا احد كان داخل القبر ورأى الجسد يهتز، ثم يقف وينزع اللفافات الكتانية، ويطويها، ثم يدحرج الحجر، ثم يفاجئ الحراس، ويرحل”.
بدا لي، ان ذلك قد يثير بعض المشاكل “الا يضر هذا مجهوداتك لاثبات ان القيامة حدث تاريخي؟”
وهنا تراجع هابيرماس في كرسيه ليصبح اكثر راحة، ثم قال “كلا، ان هذا لن يضر قضيتنا ولا ذرة واحدة، لان العلم كله مبني على الاسباب والنتائج. فنحن لا نرى الديناصورات؛ لكننا ندرس الحفريات المتحجرة. وقد لا نعرف كيف ينشأ المرض، لكننا ندرس اعراضه. ربما توجد جريمة لم يشاهدها احد، لكن رجال الشرطة يجمعون الادلة للتوصل الى الحقيقة.
ثم استمر قائلا “لذا، اليك طريقتي في دراسة ادلة القيامة:
اولا، هل مات يسوع على الصليب؟
ثانيا، هل ظهر بعد ذلك للناس؟ لو استطعت اثبات هذين الشيئين فقد حققت هدفك لان الموتى لا يفعلون ذلك عادة”.
يتفق المؤرخون على على ان هناك ادلة كثيرة على ان يسوع قد صلب. والدكتور الكسندر ميثيريل اثبت بالادلة في فصل سابق ان يسوع لم يكن من الممكن ان يظل حيا بعد وحشية هذا الاعدام. وهنا يبقى الجزء الثاني من القضية: هل ظهر يسوع فعلا بعد ذلك؟
فسألت هابيرماس “ما الدليل الذي يثبت ان الناس شاهدوه؟” فاجاب هابيرماس بعد ان فتح الانجيل امامه ” سابدا بالدليل الذي يعترف به جميع العلماء. لا احد يشك ان بولس هو الذي كتب الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس، ونجده يؤكد في موضعين انه شخصيا قابل يسوع بعد القيامة، ويقول في رسالته الاولى الى اهل كورنثوس9: 1 “الست انا رسولا؟ الست انا حرا؟ اما رايت يسوع المسيح ربنا؟” ويقول في نفس الرسالة15: 8 “واخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا”.
اعترفت بان الاقتباس الاخير كما هي مربوطة بعقيدة الكنيسة المبكرة، الذي سبق ان ناقشته مع كريج بلومبيرج. وكما اشار وليم لين كريج ان الجزء الاول لهذه العقيدة (الايات 3-4) تشير الى صلب يسوع، ودفنه، وقيامته.
والجزء الاخير للعقيدة (الايات 5-8) يتحدث عن مرات ظهوره بعد القيامة: “وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ.6 وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا.7 وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ.8 وَآخِرَ الْكُلِّ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ظَهَرَ لِي أَنَا”.
ومن الواضح ان هذه الشهادة المؤثرة جدا بظهورات يسوع حيا بعد موته. وقد ادرجت هنا اسماء الاشخاص والمجموعات المعينة من الناس الذين راوه، مكتوبة في وقت كان الناس لازالوا بامكانهم مراجعتها اذا ارادوا تاكيدها. ولاني كنت اعرف ان هذه العقيدة، والتي بمثابة قانون ايمان، ذات اهمية حيوية في اثبات القيامة، قررت اخضاعه لتدقيق اشد: لماذا المؤرخون مقتنعون بانه قانون؟ والى أي حد يعتبر جديرا بالثقة؟ والى أي عهد يرجع تاريخه؟
فسالت هابيرماس “هل لديك مانع ان استجوبك عن هذا القانون؟”
فمد هابيرماس يده كانه يدعوني ان اساله ثم قال “تفضل اسالني”
“إقنعني انه قانون”
مبدئيا، اردت تحديد لماذا هابيرماس، وكريج، وبلومبيرج، واخرون اقتنعوا بان هذا المقطع هو عقيدة الكنيسة الاولى وليست مجرد كلمات بولس الرسول، الذي كتب رسالته الى كنيسة اهل كرونثوس التي تحتوي على هذا المقطع.
وكان التحدي الذي وجهته الى هابيرماس بسيط ومباشر قلت له “إقنعني انه قانون”.
فأجاب “حسنا، بامكاني ان اعطيك عدة اسباب قوية
“اولا، ان بولس يبدا بكلمتين “سلمت اليكم في الاول” و “ماقبلته انا ايضا” وهي مصطلح رباني فني يدل على ان تمرير تقليد مقدس.
قال هابيرماس وهو يمسك اصبعا كل مرة ليؤكد كل نقطة يذكرها “ثانيا، ان تطابق النص ومحتوياته المكتوبة باسلوب معين تدل على انه عقيدة.
“ثالثا، النص الاصلي يستخدم سمعان لبطرس، وهو اسمه باللغة الارامية. وفي الواقع اللغة الارامية نفسها تدل على انه من اصل قديم جدا.
“رابعا، يستخدم القانون عبارات بدائية عديدة اخرى، التي لم يتعود بولس ان يستعملها مثل “الاثنا عشر”، “اليوم لثالث”، “رفع”، وغيرها.
“خامسا، استخدم كلمات معينة مشابهة للغة الارامية والمشنا (وهي الكلمات المستخدمة في التلمود) ومشا باللغة العبرية معناها “رواية”. وبعد ان استنفذ الاصابع، سالني “هل استمر؟”.
فقلت له “حسنا، حسنا، انك تقول ان هذه الحقائق تقنعك، كمسيحي انجيلي محافظ، ان هذا مذهب مبكر”.
وكان يبدو ان هابيرماس قد اغضبه هذا التعليق الشائك فقال “ليس المسيحيون المحافظون المقتنعين وحدهم”.
ثم اضاف بغضب واصرار “ان هذا تقييم يشارك فيه مجموعة واسعة من العلماء من فئات لاهوتية متعددة. فالعالم البارز يواكيم ارميا يشير الى هذا القانون كـ “اقدم تقليد على الاطلاق” و اولريك ويلكينس يقول “لا شك انه يعود الى المرحلة الاقدم في تاريخ المسيحية الاولى”.
وهذا يثير السؤال الى أي حد يعتبر هذا القانون قديم جدا فسالته “الى أي تاريخ قديم يمكنك ارجاعه؟”
فاجاب “نعرف بان بولس الرسول كتب الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس مابين سنة 55 وسنة 57م. وهو يشير في كورنثوس الاولى15: 1-4 بانه ارسل هذا القانون الى الكنيسة في كورنثوس، مما يعني انها تسبق زيارته الى كورنثوس سنة 51م. لذا فهذه العقيدة كانت مستعملة في غضون عشرون عاما من القيامة، الذي يعد مبكرا جدا.
“ومع ذلك، اتفق مع معظم العلماء الذين يرجعون تاريخه الى ابعد من ذلك، الى مابعد القيامة بسنتين الى ثمان سنوات، او من حوالي سنة 32 الى 38م. عندما تسلمه بولس إما في دمشق او في اورشليم. ولذلك فهذا القانون قديم جدا بدرجة كبيرة، فهو اصلي وقديم جدا، ويعتبر دليلا صافيا واضحا على ان يسوع ظهر حيا لمتشككين مثل بولس ويعقوب، وكذلك بطرس وباقي التلاميذ”.
فقلت له معترضا “لكنه، في الواقع، ليس نصا مأخوذا من المصدر الاصلي. الن يقلل هذا من قيمته كدليل؟”
فقال هابيرماس “تذكر ان بولس شخصيا يؤكد ان يسوع ظهر له ايضا، وهذا يعتبر دليلا من المصدر الاصلي. وبولس لم ياخذ هذه القائمة من غرباء في الشارع، فالراي الاساسي انه حصل عليها من شهود عيان مباشرة، من بطرس ويعقوب انفسهم، وعمل جاهدا ليؤكد انه قائمة صحيحة ودقيقة”.
لكن هذا كان ادعاء قوي فسالته “كيف تعرف ذلك؟”
فاجابني “انا متفق مع العلماء الذين يؤمنون بان بولس استلم هذا النص بعد اهتدائه للمسيحية بثلاث سنوات عندما قام برحلة الى اورشليم وقابل بطرس ويعقوب. وبولس يصف هذه الرحلة في رسالته الى اهل غلاطية 1: 18-19 حيث يستعمل كلمة يونانية مهمة جدا وهي “هستوريو historeo”.
ولما لم يكن معنا هذه الكلمة مالوفا عندي فسالته “لماذا هذه الكلمة مهمة جدا؟”
فاجاب “لان هذه الكلمة تشير بانه لم يكن يوجه الاسئلة مصادفة عندما قابلهما. وتدل على انها كانت اسئلة استفسارية كانها تحقيق. وكان بولس يقوم بدور المحقق الذي يفحص الاجابة بدقة وبعناية. لذلك فحقيقة ان بولس اكد الامور بنفسه مع اثنين من شهود العيان مذكورين بالتحديد في القانون- وهما بطرس ويعقوب- يعطيها اهمية اضافية. ويقول احد علماء العهد الجديد القلائل بنكاس لابيد، يقول ان الادلة التي تعزز القانون قوية لدرجة انها تعتبر كانها تصريح من شهود عيان”
وقبل ان اقفز لاعتراض اضاف هابيرماس. “وبعد ذلك في رسالة بولس الاولى الى اهل كرونثوس 11: 15 يؤكد بولس على ان الرسل الاخرين اتفقوا على التبشير بنفس الانجيل بهذه الرسالة نفسها عن القيامة. وهذا يعني ان ما يقوله شاهدا العيان، بطرس، ويعقوب”.
ساسلم بان هذا كله يبدو مقنعا. ومع ذلك فما زال لدي تحفظات على هذا القانون ولا اريد ان اسمح لتاكيدات هابيرماس ان تثنيني عن الاستمرار في التحقيق.
سر الخمسمائة
القانون المذكور في الرسالة الأولى لإبى أهل كورنثوس15 هي المكان الوحيد في الكتب القديمة الذي يذكر فيه أن يسوع ظهر لخمسمائة شخص في نفس الوقت. فالأناجيل لا تذكر دليلاً يؤسد ذلك ولم يذكرها أي مؤرخ دنيوي. وهي عندي ترفع الراية الصفراء بمعنى أني لست متأكداً من هذا العدد لذلك سألت هابيرماس “لو كان هذا قد حدث فعلاً، لماذا لا يذكره أي شخص آخر:. وسيكون بإمكانك أن تظن أن الرسل سيذكرون هذا كدليل حيثما ذهبوا. وكما يقول الملحد مايكل مارتن “إنني يجب أن أستنتج أنه ليس من المحتمل جداً أن هذا الحدث قد تم حدوثه فعلاً” ولذلك “فهذا بطريق غير مباشر يشكك في بولس الرسول كمصدر يعتمد عليه”[5].
ضايق هذا التعليق هابيرماس فقال “إنها مجرد سخافة صرف لقول بأن هذا يثير الشك حول بولس، ومع ذلك دعني أتوثق هنا قليلاً! أولاً، على الرغم من أنه مذكور في مصدر واحد فقط، إلا أنه تصادف أن يكون أفضل وأسبق مقطع مؤصّل للكل! وذلك يُحسب للموضوع.
“ثانياً، كان لدى بولس علاقة بها بعض القُرب من هؤلاء الأشخاص “ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحَدَةً لأَكْثَرَ مَنْ خَمْسَمَئَةَ أخ أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إلَى الآنَ. وَلَكَنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا” فأما عرف بولس بعض هؤلاء الأشخاص أو أخبر من قبل شخص ما عرفهم وبأنهم ما زالوا أحياء حوله وراغبين في مقابلته.
“الآن، توقف وفكّر في الموضوع: إن هذه العبارة لم تُتضمّن ما لم يكن واثقاً جداً بأن الأشخاص يؤكدون بأنهم حقاً قد رأوا يسوع حي. أعني، كان بولس يدعو الناس عملياً ليتأكدوا مما يقوله لهم! وما كان سيقول ذلك إن لم يكن يعرف بأنهم يؤيدونه.
“ثالثاً، عندما يكون لديك مصدر واحد فقط، يمكنك السؤال: “لمَ ليس هناك أكثر؟” لكنك لا تستطيع القول “هذا المصدر تافه على أساس أن شخص آخر لم يصل إليه” لا يمكنك التقليل من قيمة هذا المصدر بتلك الطريقة. لذل هذا لا يقود لأي شك حول مصداقية بولس، ويجب أن يكون مارتن قادراً على فعل ذلك، لكنه لا يستطيع عمل ذلك بشكل مشروع.
“هذا مثال لما يريده بعض النقاد. بشكل عام، يُشوّهون سمعة روايات القيامة الإنجيلية لمصلحة بولس، لتخذونه ليكون السلطة الرئيسية. لكن عند هذه القضية، يستجوبون بولس من أجل النصوص التي يثقون بها وبنفس القدر! ما الذي يمكننا قوله حول منهجيتهم؟”
ما زالت لديَّ حول ظهور يسوع لمثل هذا الحشد الكبير. فسألت هابيرماس “أين تمَّ هذا اللقاء مع خمسمائة شخص؟”.
وهنا خَمّن هابيرماس قائلاً “في أرياف الجليل، لو كان يسوع قد استطاع أن يطعم خمسة آلاف، فبإمكانه أن يعظ خمسمائة. ومتى يقول أن يسوع ظهر على جانب التل؛ لريما كان هناك أكثر من مجرد الأحد عشر تلميذاً”.
فلما تخيلت هذا المشهد في ذهني، ما زلت لا أستطيع منع نفسي من التسائل لماذا لم يذكر أي شخص آخر هذا الحدث. “ألم يكن من المحتمل أن المؤرخ يوسيفوس يكون سيذكر شيئاً بهذا الحجم؟”
فأجاب هابيرماس “كلا، لا أعتقد بضرورة ذلك. فإن يوسيفوس كان يكتب بعد ذلك بستين عاماً. ما هي المدة التي تظل الحكايات المحلية متداولة قبل أن تطويها ستائر النسيان؟ لذا؛ إمّا أن يوسيفوس لم يعرف بهذا الخبر – وهذا ممكن – أو أنه إختار ألا يذكرها، وهذا معقول لأننا نعلم أن يوسيفوس لم يكن من أتباع يسوع. فلا يمكنك أن تتوقع من يوسيفوس تأييده”.
فلما لم أرد عليه للحظة، إستمر هابيرماس “أنظر، كنت أود أن أجد خمسة مصادر لهذا الخبر لكني لم أجد. لكن عندي فعلاً مصدر واحد ممتاز، إنه خبر جيد لدرجة أن المؤرخ الألماني هانز فون كامبنهاوزن يقول: “هذه الرواية تُلبي كل مطالب الموثوقية التاريخية اللازمة لمثل هذا النص”. بالإضافة إلى ذلك، فإنك لست محتاجاً أن تعتمد على الإشارة إلى ظهور يسوع للخمسمائة لتؤيد قضية القيامة وإني عادة لا أستعملها”.
حمل جواب هابيرماس بعض المنطق. ومع ذلك ما زال هناك شئ واحد في هذا القانون يقلقني. فإنه يقول أن يسوع ظهر أولاً لبطرس، بينما يوحنا يقول أنه ظهر أولاً لمريم المجدلية. وفي الحقيقة أن القانون لم يذكر أي إمرأة، مع أن النسوة مذكورين بوضوح في الروايات الإنجيلية.
وهنا سألت هابيرماس “ألن تؤدي هذه التناقضات إلى التأثير على مصداقيته؟”
فأجاب هابيرماس “كلا. أولاً، أنظر إلى الحكاية بدقة. إنها لا تقول أن يسوع ظهر لبطرس أولاً. كل ما تفعله هو أن تضع بطرس في أول القائمة. وحيث أن النساء لم يكن معترف بهن كشهود في الثقافة اليهودية في القرن الأول، فليس من المفاجئ أنهن لم يذكرن هنا. ففي نظام العمل في القرن الأول، فليس من المفاجئ أنهن لم يذكرن هنا. ففي نظام العمل في القرن الأول، لم يكن لشهادتهم أي وزن. لذا فوضع بطرس في أول القائمة يمكن أن يدل على الأولوية المنطقية وليست الأولوية الزمنية.
ثم إختتم كمه قائلاً “مرة أخرى، إن مصداقية العقيدة تبقى سليمة. فلقد أثرت بعض الأسئلة، إلا أنها لم تقوّض الدليل المقنع بأن هذه العقيدة تأتي من زمن مبكر. أي إنها خالية من أي تشويه أسطوري، وأنها واضحة ومحددة، وإنها في النهاية تأصيل لروايات شهود العيان”.
على كل حال، إضطررت للموافقة بانه كان على حق. فإن أهمية الدليل يؤيد هذه العقيدة بوضوح وبطريقة مقنعة كدليل قوي على ظهورات يسوع بعد القيامة.
دليل قوي جداً لدرجة أن وليم لين كريج، الخبير في مسألة القيامة، والذي قابلته في الفصل السابق، قال أن ولفهارت بانينبرج، ربما يعتبر أعظم عالم اللاهوت الألماني المتشكك بتأسيس نظامه اللاهوتي كله بدقة على الأدلة التاريخية على قيامة يسوع كما في قائمة بولس للظهورات”[6].
وبعدما إقتنعت بالمصداقية الأساسية للعقيدة التي في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس15، حان الوقت للبدء بالنظر إلى الأناجيل الأربعة، التي تُعيد رواية الظهورات العديدة ليسوع بعد قيامته بمزيد من التفاصيل.
شهادة الأناجيل
لقد بدأت هذه السلسلة من الأسئلة بسؤال هابيرماس لوصف ظهورات يسوع بعد القيامة كما ذكرت في أناجيل متى، ومرقس، ولوقا، ويوحنا.
فبدأ هابيرماس يقول “هناك العديد من ظهورات المختلفة لكثير من الأشخاص المختلفين في الأناجيل وفي أعمال الرسل، بعضها لأفراد معينين، وبعضها لمجموعات، أحياناً داخل المنازل، وأحياناً في العراء، وأحياناً للرحماء مثل يوحنا، وأحياناً للمتشككين مثل توما”.
“أحياناً لمسوا يسوع أو أكلوا معه، حيث تُشير النصوص إلى حضوره جسدياً. وحدثت الظهورات على مدى عدة أسابيع. وهناك أسباب وجيهة تجعلنا نثق في هذه الروايات، فمثلاً، نجدها خالية من الميول الأسطورية المعروفة”.
فسألته “هل يمكنك أن تُعدّد هذه الظهوراات لي؟”
من الذاكرة، وصفهم هابيرماس كل على حدة قائلاً “لقد ظهر يسوع لـ
- مريم المجدلية، في أنجيل يوحنا20: 10-18.
- النسوة الأخريات، في إنجيل متى28: 8-10.
- كليوباس وتلميذ آخر في الطريق إلى عمواس، في لوقا24: 13-32.
- الأحد عشر تلميذاً وآخرين، في إنجيل لوقا24: 33-49.
- عشر رسل وآخرين، في إنجيل يوحنا20: 19-23، في غياب توما.
- توما والتلاميذ الآخرين، في إنجيل يوحنا20: 26-30.
- سبعة تلاميذ، في إنجيل يوحنا21: 1-14.
- التلاميذ في إنجيل متى28: 16-20.
- وكان مع الرسل عند جبل الزيتون قبل صعةده، إنجيل لوقا24: 50-52 وأعمال الرسل1: 4-9.
ثم أضاف هابيرماس “من المهم بنوع خاص، أن سي. إتش. دود، العالم بجامعة كامبردج، حلل هذه الظهورات بعناية واستنتج بأن العديد منها مستند على مصادر مبكّرة جداً، ومن بينها لقاء يسوع مع النسوة في إنجيل متى28: 8-10؛ ولقاؤه مع الأحد عشر تلميذاً، الذي أعطاهم فيه الإرسالية العظمى، في إنجيل متى28: 16-20؛ ولقاؤه مع التلاميذ، في يوحنا20: 19-23، الذي فيه أراهم يديه وجنبه”.
ومرة أخرى، نجد ثروة لمشاهدة يسوع. فلم تكن مجرد ملاحظة عابرة لطيف أو خيال من قبل شخص أو شخصين. فقد كانت هناك ظهورات متعددة لأشخاص عديدين، والعديد من الظهور تم تأكيدها في أكثر من إنجيل واحد، أو برسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس15″.
فسألته “هل هناك أي عزيز آخر؟”
“فقط إقرأ أعمال الرسل”، هكذا أجاب هابيرماس، مشيراً إلى كتاب العهد الجديد الذي يُسجّل إنطلاق الكنيسة. وليس فقط ظهورات يسوع المذكورة بانتظام، لكن التفاصيل أيضاً مذكورة، وموضوع وجود التلاميذ كشهود لهذه الأمور موجود في كل سياق تقريباً.
ثم قال هابيرماس “الفكرة الأساسية، هي أن عدداً من الروايات في سفر الأعمال 1-5، 13،10 تتضمن أيضاً بعض العقائد مثل تلك التي في كورنثوس الأولى 15، تذكر بعض المعلومات المبكرة جداً عن موت وقيامة يسوع”. وهنا أمسك هابيرماس كتاباً وقرأ إستنتاج العالم جون دران:
إن أقدم دليل عندنا عن القيامة يرجع تاريخه بالتأكيد تقريباً إلى موعد عقب القيامة مباشرة التي قيل أنها حدثت. وهذا الدليل موجود في محتةى العظات المبكرة في سفر أعمال الرسل… ولا يمكن أن يكون هناك مجالاً للشك أنه في الإصحاحات القليلة الأولى من سفر الأعمال إستمد كاتبه معلوماته من مصادر أقدم جداً”[7].
في الواقع، أن سفر أعمال الرسل ملئ بالإشارات لظهورات يسوع بعد القيامة. وكان بطرس الرسول مؤكداً بنوع خاص لها. فيقول في سفر الأعمال32:2 “فَيَسُوعُ هّذّا أقَامَهُ الله وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌّ لَذّلكَ”. وفي سفر الأعمال15:3 يكرر “وَرَئِيسُ الْحَيَاةَ قَتَلْتِمُوهُ الَّذي أقَامَهُ الله مِنَ الأمَوَاتَ وَنحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ” ويؤكد لكلورنيوس في سفر الأعمال10:41 أنه هو وآخرون “لَنَا نَحْنُ الَّذينَ أَكَلْنَا وَشَرَبْنَا مَعهُ بَعْدَ قِيَامَتَه مِنَ الأمْوَاتَ”.
لكنه لم يتوقف عند هذا، فبولس أيضاً قال في خطاب مُسجّل في سفر الأعمال31:13 “وَظَهَرَ أيَّاماً كَثِيرَةً لِلَّذِينَ صَعَدُوا مَعَهُ مِن الجَلِيلَ إلَى أورُشَلِيمَ الَّذِينَ هُمْ شُهُودُ عِنْدَ الشَّعْبَ”.
ثم أكد هابيرماس “القيامة كانت بلا شك افعلان الرئيسي للكنيسة الأولى منذ البداية. وكان المسيحيون الأوائل لا يُصادقون على تعاليم يسوع فقط، بل كانوا أيضاً مقتنعين أنهم رأوه حياً بعد صلبه. وهذا هو الذي غير حياتهم وبدأ الكنيسة. وبالتأكيد، لأن هذا كان هذا إعتقداهم الأكثر مركزية، فقد تأكدوا تماماً من أن كان حقيقي”.
تُثبت كل الأناجيل وسفر الأعمال، حدثاً بعد الآخر، وشاهد بعد شاهد، وتفصيل بعد تفصيل، وتدعيم بعد تدعيم، كلها كانت مؤثرة للغاية. ومع أني حاولت، فلم أستطع أن أفكر في أي حدث في التاريخ القديم له أدلة تؤكده تأكيداً شاملاً أكثر من ظهورات يسوع بعد القيامة.
ومع ذلك، كان هناك سؤال آخر يحتاج أن أسأله، وهو يتعلق بالإنجيل الذي يعتقد معظم العلماء أنه الرواية الأولى التي كًتبت عن يسوع.
خاتمة مرقس المفقودة
عندما بدأت لأول مرة البحث في مسألة القيامة، صادفني تعليق مزعج في هامش الكتاب المقدس: “معظم المخطوطات المبكّرة والشواهد القديمة الجديرة بالثقة ليس بها إنجيل مرقس16: 9-20″. وبعبارة أخرى، يعتقد معظم العلماء بأن إنجيل مرقس ينتهي عند 8:16، عندما تكتشف النسوة القبر الفارغ دون ذكر ظهور يسوع حياً لأي شخص على الإطلاق. وهو ما بدا مُحيراً.
فسألت هابيرماس “ألا يقلقك أن أقدم نجيل لا يذكر أي من ظهورات يسوع بعد القيامة؟”
وعلى عكس ما توقعت، لم يبدُ منزعجاً مُطلقاً “ليس لديَّ أي مشكلة مع هذا، بالتأكيد، سيكون لطيفاً لو كان إنجيل مرقس قد تضمن قائمة بظهورات يسوع، ولكن هناك بعض الأشياء أرجو أن تفكر فيها:
“حتى لو كان إنجيل مرقس ينتهي هناك، وهذا ما لا يعتقد به كل شخص، فمازلت تجده يذكر القبر الفارغ، وهناك شاب يعلن “أنه قام!”، ويُخبر النسوة أنه ستكون هناك ظهورات. لذا عندك أولاً، إعلان بأن القيامة قد حدثت. وثانياً، تنبؤ بأن الظهورات آتية.
“تستطيع أن تغلق روايتك المفضلة وتقول “أنا لا أصدق أن الكاتب لم يحكي لي الأحداث التالية”، ولكنك لا تستطيع غلق الكتاب وتقول “إن الكاتب لا يؤمن بالأحداث التالية”. أما مرقس فبالتأكيد يؤمن. فمن الواضح أنه يؤمن أن القيامة قد حدثت. وينتهي بأن يقال للنسوة أن يسوع سيظهر في الجليل، وبعد ذلك يؤكد آخرون فيما بعد بأنه فهل”.
طبقاً لتقليد الكنيسة، مرقس كان مرافقاً لشاهد العيان بطرس. فسألت هابيرماس “أليس من الغريب أن مرقس لم يذكر أن يسوع ظهر لبطرس، لو كان ظهر فعلاً؟:
فقال “لم يذكر مرقس أي من الظهورات، لذا فليس غريباً ألا يُذكر ظهور يسوع لبطرس. ومع ذلك لاحظ أن مرقس يذكر بطرس بصفة خاصة. فمرقس7:16 يقول “لَكَنَ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلَامِيذه وَلِبُطْرُسَ إِنَهُ يِسْبَقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلَ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ”.
وهذا يتفق مع كورنثوس الأولى5:15 الذي يؤكد أن يسوع ظهر فعلاً لبطرس، ولوقا34:24 عقيدة أخرى تقول “وَهُمْ يَقُولُونَ: “إنَّ الرَّبَّ قَامَ بِالْحَقِيقَةِ وَظَهَرَ لِسَمْعَانَ!” أو بطرس.
“وهكذا فما تنبأ به مرقس عن بطرس ذُكر بأنه تحقق، في إثنين من تسجيلات الكنيسة الأولى التي يعتمد عليه، ولكن على لسان بطرس نفسه في سفر أعمال الرسل”.
هل هناك أي بدائل؟
لا جدال أن كمية الأدلة والتدعيمات التي تؤكد ظهورات يسوع بعد القيامة كمية مذهلة. ولكي ندرك أهميتها بوضوح دعنا نتأمل في هذا المثال: لو كان عليك أن تدعو كل شاهد من الشهود إلى قاعة المحكمة لتستجوبه لمدة خمس عشرة دقيقة لكل منهم، واستمرت الإستجوابات على مدار الساعة بلا توقف، فتستغرق هذه العملية من فطور يوم الإثنين حتى عشاء يوم الجمعة لكي تسمعهم جميعاً. وبعد الإستماع لـ 129 ساعة متواصلة من شهادات شهود العيان، من الذي من الممكن أن يخرج من المحكمة وهو غير مقتنع؟
وبما أني كنت صحفي في الشئون القانونية وغطيت عشرات من المحاكمات، سواء كانت جنائية أو مدنية، فقد اضطررت أن أوافق على تقييم السير إدوارد كلارك، قاضي المحكمة العليا البريطاني الذي أجرى تحليلاً قانونياً شاملاً لأول يوم قيامة فقال: “في رأيي أن الأدلة مذهلة، فإني مرة تلو أخرى في المحكمة العليا أصدرت الحكم بناء على أدلة ليست مقنعة إلى هذا الحد. وبصفتي محامي فإني أقبل أدلة الإنجيل بلا تحفظ على أنها شهادة رجال صادقين على حقائق إستطاعوا أن يجسدوها”[8].
ومع ذلك، فهل كان من الممكن وجود أي بدائل معقولة تستطيع أن تكذب هذه المقابلات مع يسوع بعد القيامة؟ هل يمكن أن تكون هذه الروايات أسطورية في طبيعتها؟ لقد قررت أن أثير هذه المسائل مع هابيرماس للحصول على إجابته.
الإحتمال الأول: إن الظهورات أسطورية
إذا كان فعلاً إنجيل مرقس إنتهى أصلاً قبل ذكر أي ظهورات، فقد يمكن أن يُجادل بالقول بحدوث تطوير في الأناجيل: فمرقس لا أي ظهور، ومتى يذكر بعضها، ولوقا يذكر بعضها، ويوحنا يذكر معظمها. فسألت هابيرماس ألا يثثبت هذا بأن الظهورات كانت مجرد أساطير كبرت بمرور الزمن؟”
فقال هابيرماس مؤكداً “لأسباب كثيرة أقول أن هذا لم يحدث. أولاً، لا يعتقد كل واحد بأن إنجيل مرقس هو أقدم إنجيل. هناك علماء، وهم في الحقيقة أقلية، يؤمنون أن إنجيل متى كُتب أولاً.
“ثانياُ، حتى لو سلمت بصحة رأيك، فإنه يثبت فقط أن الأساطير نشأت بمرور الزمن، ولا يمكن أن يُكذّب الإيمان الأصلي بأن يسوع أقيم من الأموات. هناك شئ قد حدث ودفع الرسل أن يجعلوا القيامة هي الإعلان الرئيسي للكنيسة الأولى. فالأساطير لا تستطيع تفسير روايات شهود العيان الأولى. وبعبارة أخرى، فالأساطير تستطيع أن تخبرك كيف تضخمت الحكاية، ولكنها لا تستطيع أن تخبرك كيف بدأت في الأصل، في حين أن المشاركين في القصة شهود عيان، وأبلغوا عن الأحداث في وقت مبكر.
“ثالثاً، إنك تنسى أن بيان كورنثوس الأولى صدر في تاريخ سابق لأي إنجيل، وبها تصريحات ضخمة حول الظهورات. وفي الواقع، أن التصريح الذي يتضمن أكبر عدد – أن يسوع شوهد حياً من قبل خمسمائة شخص في وقت واحد – يرجع تاريخه إلى أقدم المصادر. وهذا يسبب مشاكل لنظرية تطور الأساطير. وأحسن سبب لرفض نظرية الأساطير ينبع من البيانات المُبكرة في كورنثوس الأولى 15، وسفر أعمال الرسل، وكلاهما يسبق الروايات الإنجيلية”.
“رابعاً، ماذا عن القبر الفارغ؟ إذا كانت القيامة مجرد أسطورة، لكان القبر مملوءاً. ومع ذلك، فقد كان خاوياً في صباح يوم القيامة وهذا سيتطلب فرضية إضافية”.
الإحتمال الثاني: كانت الظهورات هلوسة
لربما كان الشهود مخلصون وصادقون في إيمانهم رأوا يسوع. وربما سجلوا ما حدث بدقة. ولكن هل كان من الممكن بأن ما شاهدوه لم يكن سوى هلوسة أقنعتهم أنهم كانوا يقابلون يسوع في حين أنهم لم يقابلوه؟
إبتسم هابيرماس للسؤال ثن سألني “هل تعرف جاري كولينز؟”
فاجأني هذا السؤال ثم أجبته “إني أعرفه بالتأكيد، ولقد كنت في مكتبه من مدة قصيرة لأجري معه حديثاً من أجل هذا الكتاب نفسه”.
فسألني هابيرماس “هل تعتقد بأنه كفوء كعالم نفسي”؟
“نعم” قلتها بحذر لأني أحسست أنه يعدني لشئ ما “أنه حاصل على دكتوراه، ويعمل كأستاذ منذ عشرين عاماً، وهو رئيس الإتحاد القومي لعلماء النفس، نعم بالتأكيد أني أعتبره من ذوي المؤهلات”.
ناولني هابيرماس قطعة ورق ثم قال “لقد سألت جاري عن إحتمال أن تكون هذه الظهورات كانت هلوسة وهذا هو رأيه الرسمي كعالم نفساني. فبدأت أقرأ المستندك
الهلوسة هي أحداث فردية. وبطبيعتها فإن شخصاً واحداً فقط يستطيع أن يرى هلوسة معينة في وقت من الأوقات. فهي بالتأكيد ليست شيئاً يستطيع أن تشاهده مجموعة من الناس، وليس من الممكن لشخص أن يسبب هلوسة لشخص آخر، وبما أن الهلوسة تحدث فقط بهذا المعنى الشخصي الذاتي فمن الواضح أن الآخرين لا يمكنهم رؤيتها[9].
ثم قال هابيرماس “هذه مشكلة كبرى لنظرية الهلوسة، لأن هناك روايات متكررة عن ظهور يسوع لكثير من الناس أبلغوا عن نفس الشئ.
“وهناك العديد من الحجج الأخرى عن سبب عدم إستطاعة حالات الهلوسة أن تكذب الظهورات. فالتلاميذ كانوا خائفين ومتشككين، ويائسين بعد صلب يسوع، في حين أن الناس الذين يهلوسون يحتاجون لعقل مهيأ للترقب أو التوقع. فبطرس كان لا يخدع بسهولة، ويعقوب كان متشككاً، فهما بالتأكيد لم يكونا مرشحين جيدين للهلوسة.
“كما أن الهلوسات نادرة نسبياً، وعادة يكون سببها المخدرات أو الحرمان الجسماني. فمن ناحية إحتمالات حدوثها، نجد أنك لا تعرف أي شخص حدثت له هلوسة ولم يكنسببها أحد هذين السببين. ومع ذلك، فمن المفترض أن نصدق أنه على مدى أسابيع كثيرة نجد الناس من كل أنواع الثقافات، ومن كل أنواع الأمزجة، ومن أماكن مختلفة، كلهم حدثت لهم حالات الهلوسة، وهذا يؤثر على الإفتراض قليلاً. أليس كذلك؟
“وبالإضافة إلى ذلك، أننا لو أثبتنا أن روايات الأناجيل يعتمد عليها، فكيف تعلل كون التلاميذ أكلوا مع يسوع ولمسوه؟ وكيف يمشيمع اثنين منهم في الطريق إلى عمواس؟ وماهي حكاية القبر الفارغ؟ فلو أن الناس ظنوا فقط أنهم رأوا يسوع، لكانت جثته ما زالت موجودة في القبر”.
حسناً – لكني فكرت – إذا لم تكن هلوسة، فلربما كانت شئ غير ملحوظ أكثر.
فسألت هابيرماس “هل من الممكن أن يكون هذا النوع من التفكير الجماعي، الذي يجعل الناس يحدثوا بعضهم بعضاً عن رؤية شئ غير موجود أصلاً. كما لاحظ مايكل مارتن “إن الشخص الملئ بالحماسة الدينية قد يرى ما يريد أو تريد رؤيته، وليس الموجود فعلاً هناك”[10].
وهنا ضحك هابيرماس ثم قال “كما تعرف، ناظرت أحد الملحدين وهو أنتوني فلو، أخبرني أنه لا يحب أن يستخدم الملحدين الآخرين هذه المجادلة الأخيرة لأنها سلاح ذو حدين. وكما قال فلو “المسيحيون يؤمنون لأنهم يريدون، لكن الملحدين لا يؤمنون لأنهم لا يريدون!”.
“وفعلاً، هناك العديد من الأسباب تعلل لماذا لم يستطع التلاميذ أن يحدثوا بعضهم بعضاً في هذا الموضوع. ففي وسط إيمانهم كتمن هناك أشياء كثيرة معرضة للخطر، وكانوا يواجهون الموت دفاعاً عنها. ألم يكن بعضهم قدتكروا التفكير الجماعي في تاريخ لاحق ثم أنكروه أو تخلوا عنه بهدوء؟ ثم ما رأيك في يعقوب الذي لم يكن مؤناً بيسوع، وبولس الذي كان يضطهد المسيحيين، كيف حدثهم أحد عن رؤية شئ؟ وعلاوة على ذلك، ما هي حكاية القبر الفارغ؟
“وفوق كل ذلك، هذا الرأي لا يعلل الغة الصريحة عن الرؤية في بيان كورنثوس الأولى 15،وفقرات أخرى. وشهود العيان كانوا على الأقل مقتنعين أنهم رأوا يسوع حياً، والتفكير الجماعي لا يشرح هذه الظاهرة جيد جداً”.
ثم سكت هابيرماس فترة كافية ليُحضر كتاب، ويتوج مجادلته بفقرة مقتبسة من العالم اللاهوتي والمؤرخ البارز كارل براتين “حتى المؤرخين الأكثر تشككاً متفقون على أنه بالنسبة للمسيحية الأولى… كانت قيامة يسوع من الأموات حدثاً حقيقياً في التاريخ، وهي أساس الإيمان نفسه، وليست فكرة أسطورية نشأت من خيال المؤمنين الإبتكاري”[11].
ثم أضاف هابيرماس “أحياناً الناس يتعلقون بقشة حتى يحاولوا أن يعللوا الظهورات. ولكن لا شئ يناسب جميع الأدلة أحسن من تفسير أن يسوع كان حياً”.
لا يوجد شك معقول
لقد قتل يسوع على الصليب، وإن ألكسندر ميثيريل قد جعل ذلك واضحاً بطريقة تنبض بالحياة. فالقبر كان خالياً في صباح يوم القيامة، وإن وليم لين كريج لم يترك مجالاً للشك في هذا، وإن تلاميذه وآخرون شاهدوه، ولمسوه، وأكلوا معه بعد قيامته، وجاري هابيرماس دعم هذه القضية بأدلة كثيرة جداً. وكما قال العالم اللاهوتي البريطاني المشهور مايكل جرين “ظهورات يسوع جديرة بالثقة والتصديق مثل أي حدث في العصور القديمة… لا يمكن أن يكون هناك أي شك معقول أو منطقي بأن الظهورات هذه قد حدثت، وأن السبب الرئيسي الذي جعل المسيحيين أصبحوا متأكدين من قيامة يسوع ومنذ الأيام الأولى هو هذا فقط. لقد إستطاعوا أن يقولوا بكل تأكيد “لقد رأينا الرب” وكانوا يعرفون أنه هو”[12].
وكل هذا حتى لا يضعف الأدلة. ولقد قمت بحجز تذكرة طائرة للقيام برحلة إلى الجانب الآخر من البلاد لمقابلة خبير واحد آخر متخصص في نوع أخير من الأدلة التي تثبت أن قيامة المسيح هي حدث حقيقي في التاريخ.
ومع ذلك فقبل مغادرة مكتب هابيرماس، كان عندي سؤال واحد أخير. وبصراحة كنت متردداً في توجيه هذا السؤال لأنه كان متوقع جداً نوعاً ما وظننت إجابته ستكون في الوقت المناسب.
كان السؤال متعلق بالقيامة. وتخيلت أني لو سألت هابيرماس عنها فسيعطي الإجابة المعروفة عن كونها جوهر العقيدة المسيحية، وهي المحور الذي يدور حوله الإيمان المسيحي. ولقد كنت على حق فقد أعطاني إجابة مألوفة كهذه.
ولكن ما أدهشني كان هذا لم يكن ما قاله. هذا العالم الفذ، هذا المناظر الضخم الجسم، والمستعد للهجوم المباشر، هذا المدافع عن الإيمان مع الاستعداد لأي معركة، قد سمح لي أن أحدق في أعماق روحه عندما أعطاني إجابة إنبعثت من أعمق وادي من اليأس سبق له أن سار فيه.
إحياء ديبي
فرك هابيرماس لحيته المائلة للون الرمادى. النعمة النارية وصوت المناظرات العالي إختفى. لم يعد هناك إقتباس من العلماء أو قراءة من الإنجيل، ولم يعد هناك بناء قضية.
لقد سألته عن أهمية القيامة، ولكن هابيرماس قرر أن يجازف بالعودة إلى سنة 1995 عندما كانت زوجته ديبي قد ماتت ببطئ من سرطان المعدة. ولما كنت متأثراً بحساسية الموقف، فكل ما أمكنني أن أفعله هو أن أنصت لما سيقوله هابيرماس.
وهنا بدأ هابيرماس بقوله “كنت جالساً في الشرفة” ثم نظر بعيداً إلى شئ غير محدد وتنهد بعمق ثم استمر يقول “كانت زوجتي في الدور العلوي تموت. وفيما عدا أسابيع قليلة، كانت دائماً في المنزل طوال فترة المرض. لقد كانت وقتاً رهيباً، وكان هذا هو أسوأ شئ من الممكن أن يحدث”.
ثم التفت لينظر إليَّ مباشرة “ولكن هل تعرف ما الذي أذهلني؟” إتصل بي طلابي تليفونياً، ليس طالب واحد بل عدة طلبة، ثم قالوا “في وقت كهذا، ألست مسروراً بموضوع القيامة؟” بقدر ما كانت هذه الظروف جادة، إضطررت أن أبتسم لسببين:
أولاً، طلابي كانوا يحاولون أن يخففوا من حزني بنفس تعاليمي.
ثانياُ، أن هذه الكلمات نجحت في التخفيف عن حزني.
وفيما كنت جالس هناك تخيلت أيوب الذي كان يعاني من كل هذه الأمراض الرهيبة، ويسأل الله أسئلة، لكن الله قلب الموقف وبدأ يسأله بعض الأسئلة القليلة.
“وكنت أعرف أن الله لو جاء إليَّ، فسوف أسأله سؤالاً واحداً فقط “يارب لماذا ديبي راقدة في السرير؟ وأظن أن الله سيرد بأنه يسألني بلطف “ياجاري، هل أقمت إبني من الموت؟
“فسأقول له: “ياربي، لقد تبت سبعة كتب عن هذا الموضوع “إنه طبعاً أقيم من الموت. ولكني أريد أن أعرف عن ديبي”
“وأظن أنه سيعود ويكرر نفس السؤال “هل أنا أقمت إبني من الموت؟ هل أنا أقمت إبني من الموت؟ حتى فهمت هذه النقطة التي يقصدها: إن القيامة تقول أنه لوكان يسوع قد أقيم من الموت منذ ألفي عام، فهناك الإجابة على موت ديبي سنة 1995. فهل تعرف ما هي اإجابة؟ لقد نجحت معي بينما كنت جالساً في الشرفة وما زالت ناجحة اليوم.
“لقد كان وقتاًمثيراً للعواطف بشكل رهيب، ولكني لم أستطع أن أفهم حقيقة أن القيامةهي الإجابة على آلامها ومعااتها.
“وكنت ما زلت قلقاً. ومازلت أتساءل: ماذا سأفعل في تربية أطفالي الأربعة بمفردي؟ ولكن لم يحدث في أي وقت أن هذه الحقيقة لم تواسيني. لقد كان فقد زوجتى أفظع تجربة مؤلمة اضطررت أنأواجهها. ولكن لو كانت القيامة ستساعدني على إجتيازها فسوف يمكنها مساعدتي على إجتياز أي شئ آخر. لقد كانت القيامة ميدة سنة 30 م. وهي الآن مفيدة سنة 1995 وستكون مفيدة سنة 1998 وستكون مفيدة بعد ذلك دائماً.
وهنا وجه هابيرماس نظراته إلىًّ وقال بهدوء “هذه ليست عظة، فأنا أؤمن بذلك من كل قلبي. لو كانت هناك قيامة فستكون هناك سماء، وإذا كان يسوع قد أقيم فإن ديبي أقيمت وأنا أيضاً سأقام في يوم من الأيام.
“عندئذٍ سأراهما كليهما”
أسئلة للتأمل ومجموعات الدراسة
- لقد خفض هابيرماس موضوع القيامة إلى سؤالين: هل مات يسوع؟ وهل شوهد حياً بعد ذلك؟ بناء على الأدلة التي عرفتها حتى الآن. كيف ستجاوب على هذين السؤالين ولماذا؟
- إلى أي حد كان بيان كورنثوس الأولى 15 مؤثراً في تقييمك لمسألة: هل شوهد يسوع حياً؟ وما هي أسبابك لإستنتاجك أنها مهمة أو غير مهمة في بحثك؟
- فيدقائق قليلة إكشف عن الظهورات في الأناجيل التي ذكرها هابيرماس. هل جعلتك تشعر بأنها صادقة؟ وما تقييمك لها كأدلة على القيامة؟
- هابيرماس تحدث عن أن القيامة كان لها معني شخصي عنده، هل واجهت أنت خسارة في حياتك الشخصية؟ وكيف سيؤثر إيمانك على طريقة رؤيتك لها؟
لمزيد من الأدلة
مصادر أخرى حول هذا الموضوع
Ankerberg, John, and John Weldson. Ready with an Answer. Eugene, Ore.: Harvest House, 1997.
Geivett, R. Dougla, and Gray R. Habermas, eds. In Defense of Miracles. Downers Grove, III.: InterVarsity Press, 1997.
Habermas, Gray, and Antony Flew. Did Jesus Rise from the Dead? The Resurrection Debate. San Francisco: Harper & Row, 1987.
Habermas, Gray, and J. P. Moreland. Beyond Death: Exploring the Evidence for Immortality. Westchester, III.: Crossway, 1998.
Morison, Frank. Who Moved the Stone? Grand Rapids: Zondervan, 1987.
Proctor, William. The Resurrection Report. Nashville: Broadman & Hoi-man, 1998.