المرأة في الدسقولية [1] – القمص متى المسكين
المرأة في الدسقولية – القمص متى المسكين
تأكيدات متأخرة تفنّن أقوال بولس الرسول
من كتاب “الدسقولية” أي “تعاليم الرسولية”:
تتكلم الدسقولية عن المرأة من حيث اعتبارات أربعة:
أ – المرأة المتزوجة.
ب – الأرملة.
جـ -العذراء.
د – الشماسة.
أ – بخصوص المرأة المتزوجة:
الباب الثاني من الدسقولية[2] كله مخصص للنساء وعلى الأخص المتزوجات: [المرأة لتخضعْ لبعلها لأن رأس المرأة هو بعلها، ورأس الرجل السائر في سبيل البر هو المسيح، ورأس المسيح هو الله وأبوه الذي على الكل][3].
وقد سبق أن أشرنا إلى أن هذا التشبيه لا ينفي التساوي بين الرجل والمرأة لأن المسيح أيضاً مساوي للآب تساوياً جوهرياً.
وقد عنيت الدسقولية أن تبيّن أن هذا “الخضوع” قائم على التوافق والمحبة المتبادلة:
[أما تعلّمن أيتها النساء أن المرأة الموافقة، المحبة لبعلها – كم تأخذ كرامة من عند الرب الإله!؟][4].
لذلك أوصيت أيضاً الطرف الآخر (أي الرجل) بهذا التوافق والمحبة المتبادلة:
[الرجل ليحتمل امرأته؛ لا يكون متعاظما، ولا مطرحاً – لكن بالحري مترائفاً ومستقيماً، مسرعاً في أن يرضي امرأته وحدها، وأن يلين معها بكرامة، وأن يكون لها حبيباً][5].
وتستطرد الدسقولية في مدح المرأة المجتهدة العمَّالة وتقتبس في ذلك كلمات سفر الأمثال (أم31: 10-31):
[“من هو الذي يجد امرأةَ فاضلةَ مكَرَّمةَ؟ لأن هذه أفضل من حجارة كثيرة الثمن. هذه – هكذا يفتخر بها قلب بعلها. هذه هكذا لا تعوزها النعم الصالحة لأنها تعمل لزوجها الصالحات في كل حياتها. تعمل صوفاً وغزلاً، تصنعهما أردية بيديها…
إذا رأت صنعة زراعة تشتريها، ومن ثمار أيديها زرعت حقلاً. تشد ظهرها بقوة وتثبت ذراعيها وتتمنطق بحسن العمل. وسراجها لا ينطفئ الليل كله. أيديها ممدودة إلى ما ينبغي وأصابعها ثابتة على المغزل… يقوم أولادها ليصيروا أغنياء ويباركون عليها. بعلها يفتحر بها…” (أم31: 10-31). وأيضاً قال: “إن امرأة قوية هي تاج زوجها” (أم4:12)، وأيضاً: “إن نساءً كثيرات بَنَيْن بيوتاً” (أم1:14)][6].
لكن نهت الدسقولية النساء عن الإفراط في التزين:
[لا تزيِّني وجهك الذي خُلق من قبل الله، لأنه ليس فيك شيء يعوزه التزيُّن. لأن كل شيء خلقه الله حسن جداً. وإذا زُيّن ما لا يعوزه التزين تزيدون على الخير فتشمتون نعمة الخالق][7].
[فإذا أردتِ أن تصيري مؤمنة وأن ترضي الله أيتها المرأة لا تتزيَّني لترضي رجلاً غريباً. ولا تشتهي أن تلبسي مقانع وثياباً وأخفافاً – هذه التي تليق بالزانيات ليتبعكِ الذين هكذا يُصادون بهذه الأعمال.
وإن كنتِ لم تعملي هذه الأعمال المغضبة لتخطئي، لكن أيضاً تزينتِ فقط (من أجل الزينة والجمال)، فلن تفلتي من الحكم، لأنكِ من جهة هذا تلزمين آخر ليتبعكِ ويشتهيكِ، فتحفَّظي لكيما أنتِ لا تقعي في الخطية ولا أيضاً يتشكك آخرون لأجلك][8].
ب – الأرملة:
ليست جميع الأرامل فئة واحدة بل يوجد بعض منهن يتم تعيينهن أو بالأصح “إقامتهن”[9] kaq#ithmi في “رتبة الأرامل” t# chrik#n، وهذه تعتبر رتبة كنسية ولو أنها ليست ضمن الإكليروس. وقد وردت هذه الكلمة أي “رتبة الأرامل” في عدة مواضع من الدسقولية[10]. ومن شروط قبول الأرملة في هذه الرتبة أن لا يقل عمرها عن ستين سنة[11]. وأن تكون أرملة رجل واحد، وقد شُهد لها من كثيرين بأن أعمالها حسنة وأنها متعبدة وقد ربَّت البنين[12] (انظر 1تي9:5).
تقول الدسقولية أن الأرملة التي تنضم إلى هذه الرتبة تصير مرتبطة بها بوعد[13] وتعتبر “مكرسة لله” qev anakeimenh [14]. ولذلك يجب إعالتها بصفتها “مذبح الله”:
[فلتعرف الأرملة أنها مذبح الله][15]
[والأرامل والأيتام احسبوهم مثالاً للمذبح][16].
لكن ليس معنى ذلك أنها يجب أن تكون عاطلة بل تقترح الدسقولية عليها أن تعمل في غزل الصوف حتى تعول نفسها بل وتعطي المحتاجين أيضاً[17].
غير أن أهم عمل لها هو الصلاة من أجل الكنيسة كلها:
[والأرملة فلا تهتم بشئ إلا لتصلي فقط عن الذين يقدّمون القرابين وعن الكنيسة كلها][18].
[وهكذا أيضاً الأرملة التي تشبه هذه تطلب إلى الله بلا فتور عن الكنيسة ويُسمع لها لأجل أن فكرها كله تفرَّغ لهذا، وهي متعمقة في الصلاة][19].
وبخلاف ذلك تستطيع المرأة أن تشهد للإيمان أمام كل من يسألها ولكن بتريث وبدون تهور:
[فإذا سألها واحد عن كلمة فلا تجبه سريعاً، بل تجاوب فقط الذين يسألون لأجل الإيمان والحق والإتكال على الله.
وأما الذين يريدون أن يوعظوا بسنن العمل فلترسلهم إلى مقدّمي الشعب، ولتُجِبْ هي فقط الذين يعودون من ضلالة الآلهة الكثيرة وتعترف بكلمة الله أنه هو المترأسّ على الكل وحده][20].
فمن حق الأرملة إذن بل ومن واجبها أن تشهد للإيمان وتجيب كل من يسألها عن سبب الرجاء الذي فيها. ولكن ليس معنى ذلك أنه يمكن أن تعلّم في وسط الكنيسة:
[فنحن نأمر أن “لا تعلّم النساء في الكنيسة” (1كو34:14) بل لتصلين هناك وتستمعن التعليم.
لأن ربنا يسوع المسيح ومعلمنا لما أرسلنا نحن الإثنى عشر لنعلّم الشعوب والأمم، لم يأمر النساء أن يبشّرن في أي مكان. ولو كان يريد إرسالهن لما عجز من أجل أنه كانت معنا أمه وأخواته ومريم المجدلية وأخوات لعازر مرثا ومريم – نعم وسالومي وأخريات معهن. فلو كان عملاً ضرورياً أن النساء يعلمن لكان يأمر هؤلاء أولاً أن يعظن الشعب معنا. لأنه إذا كان “رأس المرأة هو الرجل” (1كو3:11)، فليس بواجب أن تكون بقية الجسد هي التي تترأس على الرأس][21].
لقد قصدت الدسقولية أن تذكر وجود العذراء القديسة مريم مع بقية النساء الصالحات بجوار الرب “فلو كان يريد إرسالهن لما عجز”، لتبيّن أن السبب في عدم إرسال النساء للتبشير لم يكن عدم تةفُّر نساء صالحات، أو تخلُّف مستوى المرأة الروحي، بل أن السبب في ذلك هو أن وظيفة المرأة هي التعليم. فمعروف أن العذراء القديسة مريم قد فاقت كل جنس البشرية من جهة سمو مستواها الروحي (بل وفاقت أيضاً الشاروبيم والساروفيم بحسب التقليد)، غير أن وظيفتها كإمرأة لم تكن في التعليم. فالسبب الحقيقي إذن هو تنوع وظيفي بين الرجل والمرأة وليس هو تخلف المرأة من جهة مستواها الروحي. هذا التنوع الوظيفي في الواقع هو نفسه الذيأشار إليه بولس الرسول في حديثه عن تنوع المواهب بين أعضاء الجسدالواحد: “إن قالت الأذن لأني لست عيناً لست من الجسد أَفلم تكن لذلك من الجسد؟ لو كان كل الجسد عيناً فأين السمع” (1كو12 : 16و17).
وحينما تعود الدسقولية وتقول أن الرجل كالرأس والمرأة كالجسد، تريد بذلك أن تبرز أن سبب امتناع المرأة عن التعليم إنما هو هذا التنوع الوظيفي والتكامل المتبادل بين الأعضاء المختلفة في الجسد الواحد.
جـ – العذراء:
تقول الدسقولية أن الفتاة التي تختار أن تكون عذراء ترتبط بذلك “نذر”، ولكن توصيها بأن تتريث في ذلك:
[وهذا وحده نراه لهن: أن لا يَنْذرن سريعاً، من أجل أن سليمان يقول: “جيد أن لا تَنْذر أفضل من أن تنذر ولا تعطي” (جا5:5)][22].
ثم تعود وتسميه أيضاً “وعداً”:
[ويجب على التي نذرت لله أن تصنع أعمالاً تليق بالوعد][23].
وتوصي بتكريم العذارى:
[والعذارى فليكنَّ مكرَّمات مثل المذبح والبخور][24].
والسبب في هذا التكريم أن التي تحفظ البتولية في جسدها ونفسها كليهما تتأهل بذلك أن تصير مسكناً للثالوث كله: الآب والمسيح والروح القدس:
[ولتكن العذراء طاهرة في جسمها ونفسها لأنها هيكل الله وبيت المسيح وراحة الروح القدس][25].
د – الشماسة:
[وتقسم الشماسة المرأة، ويجب أن تكون مؤمنة وطاهرة لأجل خدمة النساء. لأنك لا تقدر أن ترسل شماساً إلى المنازل إلى النساء بسبب غير المؤمنين. فترسَل شماسة إمرأة بسبب فكر الناس الأشرار][26].
واضح أن الشماسة تقام أساساً “لأجل خدمة النساء”، وأن هذه الخدمة تتم في المنازل وليس في الكنيسة:
[والشماسة المرأة أيضاً لتكن مجتهدة أن تربح النساء][27].
ويتم اختيار الشماسة من إحدى الفئتين السابقتين أي الأرامل أو العذارى:
[والشماسة المرأة فلتكن عذراء طاهرة، وإن لم تكن فلتكن أرملة وتزوجت بزوج واحد، مؤمنة مكرمة][28].
[وهكذا أيضاً الشماسة المرأة لتكن مكرمة لديكم، لا تنطق بشئ من الكلام ولا تزكي شيئاً من العمل البتة بغير مشورة الشماس. وخارجاً عنها لا تأتي واحدة من النساء إلى الشماس أو الأسقف تسأل عن عمل متعلق بدرجته][29].
ومن مهام الشماسة حفظ النظام بين النساء في الكنيسة واستقبال “النساء الآتيات من خارج”، والترحيب بهن وإيجاد مان لهنَّ في الكنيسة[30].
غير أن من أهم مهام الشماسة في العصور الأولى مساعدة الأسقف أو القس في تعميد النساء:
[لأننا نحتاج الشماسة المرأة في أعمال كثيرة، وقبل كل شئ لأجل امرأة تعتمد – لكي يدهن الشماس جباههن فقط بالدهن المقدس، وبعد هذا تدهنهن الشماسة المرأة كلهن. لأنه عمل غير ضروري ولا لائق أن يتأمل الرجال والنساء – إلا في وضع اليد فقط لكي يدهن الأسقف رأس المرأة… فأنت أيها الأسقف إدهن رأس الذين يعتمدون كالمثال الأول سواء الذكور أو الإناث بالدهن المقدس، هذا الذي هو مثال المعمودية الروحانية.
وبعدها إما أنت أيها الأسقف أو القس الذي عندك، سَمّ عليهم السر المقدس الذي هو إسم الآب والإبن والروح القدس، وغطَّسهم في الماء. فالذكر يقبله الشماس والأنثي تصبغها المرأة الشماسة…][31].
ولكن ليس معنى هذا أن الشماسة تعمّد، فالدسقولية تمنع تماماً النساء عن منح سر العماد على اعتبار أنه من أعمال الكهنوت:
[أما لأجل أن النساء يعمّدن فنحن نخبركم أن شدة عظيمة تصيب الذين يصنعون هذا… إن كان “رأس المرأة هو الرجل” وهو الذي دُعي للكهنوت فلا يليق أن يرفض نظام الخلقة][32].
وتبيّن الدسقولية أن مصدر هذه البدعة وثنيٌّ، لأن الوثنيين لهم آلهو ذكور وآلهة إناث، ولذلك يقيمون لهم كهنة وكاهنات:
[لأن هذا من عدم الإلهية (أي الإلحاد) وجهل الوثنيين الذين يشرطنون كاهنات ليخدمن الآلهة الإناث، وهم بُعَداء عن قسمة المسيح][33].
والسبب الرئيسي في امتناع المرأة عن أعمال الكهنت هو أن الرب لم يوصِ بذلك:
[لأنه لو كان يجوز أن يعتمد ن امرأة لكان الرب يعتمد من أمه وليس من يوحنا. وكان لمّا أرسلنا إلى المسكونة لنعمد – كان يرسل معنا نسوة أُخر ليصنعن هذا. والآن لم يأمرنا في أي موضع أن نصنع هذا ولا سلَّم إلينا أن نكتب ذلك. لأنه يعرف ترتيب الطبيعة وما يليق بهذا العمل لأنه خالثق الطبيعة وواضع ناموس الإنجيل][34].
وبهذه المقارنة بين العذراء القديسة وبين يوحنا المعمدان تقصد الدسقولية هنا أيضاً أن تبين أن سبب اتناع المرأة عن أعمال الكهنوت ليس هو تخلُّفها عن الرجل في القداسة أو الروحانية، لأن العذراء فاقت في ذلك يوحنا بل وجميع البشريين إلا أن الرب لم يقبل أن يعتمد منها “لأنه يعرف ترتيب الطبيعة وما يليق بهذا العمل”؛ أي أن الفرق بين الرجل والمرأة هنا أيضاً فرق وظيفي يرجع إلى طبيعة كلّ من الرجل والمرأة، وليس هو فرقاً في القداسة أو في القدرات الروحية.
في قوانين الرسل·
يقول القانون السادس عشر أنه يجب إقامة ثلاث أرامل في كل كنيسة ليكون لهن مهمة شبه رسمية في الصلاة والتنبؤ وخدمة المرضى:
[قال كيفا: لتُقَم ثلاث أرامل إثنتان منهن تتفرغان للصلاة لأجل كل مَن في التجارب ويريدون أن يُعلن لهم ما يكون، والأخرى لتُقيم عند النسوة اللائي يُجرَّبن بالأمراض ليُخدمن جيداً. وتتيقظ وتُعرّف القسوس ما يكون. ى تكن تحب الربح ولا تكن سكيرة لئلا تغفل فلا تسهر الليل…][35].
ويظهر من هذا القول أن دور الأرملتين الأوليين هو الإنقطاعر للصلاة لقبول “الإعلانات” apokal#yeiz من الله للذين يكونون في التجارب. وهذا يشبه دور بنات فيلبس المبشر الأربعة، وكذلك دور حنة بنت فنوئيل التي استطاعت بروح النبوة أن تتكلم عن المسيح مع جميع المنتظرين فداُ في إسرائيل. ويحدّد هذا القانون وجوب وجود أرملتين على الأقل من هذا النوع في كل كنيسة. أما الأرملة الثالثة فهي لخدمة الم
رضى من النساء وعلى الأخص أثناء الليل.
ودور المرأة في التنبؤ وأخذ الإعلانات من الله لا يعني أنها يمكن أن تتعالى بسبب ذلك على الكهنة. ويقول في ذلك القانون 51:
[وتنبأت أيضاً نساء في العتيقة مريم أخت موسى وهرون وبعدها دفورا (دبورة) وبعدهما أولدا (خَلْدَةَ – 2مل14:22) ويهوديت الواحدة في عصر يوسيس (يوشيا) والأخرى في زمان داريوس، وفي الحديثة أم الرب تنبأت وأليصابات نسيبتها وحنة وبنات فيلبس ولم تستكبر هؤلاء على الذكور (أي الرجال) بل حفظن حدودهن][36].
فهذا القانون يبيّن أن امتناع المرأة من الكهنوت ليس بسبب تخلفها الروحي عن الرجل، فهي من الناحية الروحية قد تصل إلى درجة النبوة، غير أن أعمال الكهنوت ليست في حدود اختصاصها.
والقانونان 19 و20 يبرزان أن السبب في ذلك هو ما فعله الرب نفسه:
[قال أندراوس: (“يلزم يا إخوة أن نحدد خدمة النساء”. قال بطرسJ “قد بدأنا وحددنا هذا. (ولكن) لأجل (رفع) القربان الذي هو جسد المسيح ودمه (فينبغي) أن نبيّنه بثبات”. قال يوحنا: “نسيتم يا إخوة أن (في) الزمان الذي التم المعلم خبزاً وخمراً وباركهما وقال هذا هو جسدي وهذا هو دمي لم يأمر أن تعيَّن هؤلاء”… قال يعقوب: “كيف نقدر أن نحدد للنساء خدمة إلا هذه الخدمة وحدها أن يُعِنَّ المحتاجين”][37].
ومن هذا يظهر أن خدمة المرأة في الكنيسة ليست في مجال الكهنوت، بل في مجال “إعانة المحتاجين”، مع ملاحظة أن هذه العبارة العامة تشمل ما ورد في قانون 16 أي الصلاة من أجل الذين في التجارب حتى تُعطى لهم الإعلانات، ثم أيضاً خدمة المرضى.
ولهذا السبب فالأرملة لا تُرسم ou ceirotoneitai أي لا توضع عليها اليد[38]، وقد حددت قوانين الرسل الشروط الواجب توافرها في الأرملة هكذا:
[أنها تكون عاشت بعفاف ولم يوجد فيها علة، واهتمت بأهل بيتها كما يجب مثل يهوديت وحنة]38.
وهذا القانون نفسه ينص على أن العذارى أيضاً لا توضع عليهن اليد، كما يحدد أن العذراء التي تختار التبتل ينبغي أن تفعل ذلك: [ليس لأنها تزدري بالزيجة بل لتتفرغ لخدمة الله][39].
أما بخصوص الشماسة فقد جاء في القوانين:
- أنه توجد [شماسات وأبودياقونيات وأناغنوستيسات][40].
- ولتقف الأبودياقونيات عند أبواب النساء][41].
- [والشماسات النساء لا يباركن ولا يفعلن يئاً مما يفعله القسوس أو الشمامسة، بل يحفظن الأبواب لا غير ويخدمن القسوس في موضع تعميد النساء لأن الذي يجب هو هذا][42].
- ون حق الشماسة أن تأخذ من خبز البركة الذي يوزَّع بعد نهاية القداس على أعضاء الإكليروس وسائر الرتب الكنسية فقط دون أفراد الشعب[43].
مما سبق يظهر بوضوح أن كلاً من الأرملة والعذراء لا توضع عليها اليد (بحسب القانون 55)، وكذلك يحدد القانون 19 من قوانين مجمع نيقية المسكوني (325م.) أن الشماسة أيضاً لا توضع عليها اليد:
[ومثل هذا الرسم نفسه يُحفظ في أمر الشماسات المحسوبات في الزي أيضاً حيث لم تكن عليهن شرطونية (وضع اليد)، فليُحصون مع عامة الشعب على كل حال](*).
[1] الدسقولية Didascalia أو كتاب تعاليم الرسل باليونانية في النصف الأول من القرن الثالث عن تقاليد شفوية ترجع إلى الرسل، وتُرجمت هذه التعاليم إلى السريانية في نفس الفترة الزمنية تقريباً. وهذه الترجمة السريانية محفوظة حتى الآن وقد نشرها كونوللي:
- H. Conolly, Didas. Apost., The Syriac version translated and accompanied by the Verona Latin fragments, Oxford 1929.
أما الأصل اليوناني فقد وصل إلينا مع بعض التعديلات والإضافات ضمن الستة كتب الأولى من مجموعة “المراسيم الرسولية” Apostolic Constitutions التي تم تجميعها حوالي سنة 380م.، وهي المنشورة بالإنجليزية في مجموعة: Ante Nicene Fathers,
وهذا النص اليوناني المحفوظ في “المراسيم الرسولية” هو الذي تُرجم إلى اللغة القبطية الصعيدية ومنها إلى اللغة العربية سنة 1295م. وقد عنى بنشر هذه الترجمة العربية د. وليم سليمان سنة 1971، وهي التي سنعتمد عليها مع الإشارة إلى المواضع المقابلة في أصلها اليوناني المشور بالإنجليزية في: A. N. F., Vol, VII
[2] طبعة دكتور وليم سليمان سنة 1979م، ص 52-62 Didasc. I, 8-10 (ANF, Vol. 394-5)
[3] الدسقولية1:12 (ص52) Didasc, I, 8 (ANF, VII, 394)
[4] الدسقولية
16:2 (ص56) Didasc. I, 8 (ANF, VII, 359)
[5] الدسقولية المقدمة: 27 (ص36) Didasc. I, 2 (ANF, VII, 392)
[6] الدسقولية2: 3-13 (ص53=56)
[7] الدسقولية27:2 (ص59)
[8] الدسقولية2: 18،17 (ص57:56) Didasc. I, 8 (ANF, VII, 395)
[9] الدسقولية1:12 (ص224) Didasc. III, I (ANF, VII, 426)
[10] الدسقولية12: 2و4و6 (ص224و225و226) Didasc, III, I, 2 (ANF, VII, 426)
[11] الدسقولية1:12 (ص224) Didasc, III, I (ANF, VII, 426)
وقد جاء في الترجمة السريانية (خمسين سنة).
[12] الدسقولية11:12 (ص228) Didacs, III, 3 (ANF, VII, 426)
[13] الدسقولية12: 2و3 (ص225) Didasc, III, 3 (ANF, V!!,426)
[14] الدسقولية11:12 هامش (13) (ص228) Didcs, III, 3 (ANF, VII, 426)
[15] الدسقولية28:12 (ص235) Didasc, III,6 (ANF, VII, 426)
[16] الدسقولية11:6 (ص138) Didasc, II, 26 (ANF, VII, 410)
[17] الدسقولية43:12 (ص241) Didsc. III, 7 (ANF, VII, 428)
[18] الدسقولية19:12 (ص231) Didasc. III, 5 (ANF, VII, 427)
[19] الدسقولية19:12 (ص231) Didasc. III, 5 (ANF, VII, 427)
[20] الدسقولية20:12 (ص232) Didasc. III, 5 (ANF, VII, 427)
[21] الدسقولية12: 25-27 (ص234-235) Didacs. III, 6 (ANF, VII, 427, 428)
[22] الدسقولية2:23 (ص289) Didasc. IV, 14 (ANF, VII, 436)
[23] الدسقولية4:23 (ص290) Didasc. IV, I4 (ANF, VII, 436)
[24] الدسقولية6:12 (ص139) Didasc. II, 26 (ANF, VII,410)
[25] الدسقولية3:23 (ص289) Didasc. IV, 14 (ANF, VII, 436)
[26] الدسقولية14:15 (ص256) Didasc. III, 15, (ANF, VII, 431)
[27] الدسقولية25:15 (ص394) Didasc. III, 19 (ANF, VII, 432)
[28] الدسقولية44:33 (ص394) Didasc. VI, 17 (ANF, VII, 457)
[29] الدسقولية9:6 (ص138) Didasc. II, 26 (ANF, VII, 410)
[30] الدسقولية49:10 (ص210) Didasc. II, 58 (ANF, VII, 422)
[31] الدسقولية13: 1و2 (ص246)
[32] الدسقولية3:13 (ص247)
[33] الدسقولية13 4و5 (ص247)
[34] الدسقولية13: 4و5 (247)
- قوانين الرسل معروفة في الكنيسة القبطية على هيئة كتابين:
- الكتاب الأول وعدد قوانينه 71:
- منها القوانين من 1-20 كانت معروفة في بداية القرن الرابع باسم :
“الترتيب الكنسي الرسولي” Apostolic Church Order. وهو الذي كان منتشراً على الخصوص في مصر، وأصله اليوناني محفوظ حتى الآن، وقد عُني بنشره العالم Schermann. وعند ذكرنا لهذه القوانين سنشير إلى الموضع المقابل من هذا الأصل اليوناني.
- القوانين من 21-47 وهي تطابق بالحرف الواحد “التقليد الرسولي” لهيبوليتوس الذىسبق أن عرضناه. ولذلك فلننذكر شيئاً من هذه القوانين منعاً للتكرار.
- القوانين من 48-71 لها أصل يوناني مموجود معإضافات كثيرة في الكتاب الثامن من مجموعة “المراسيم الرسولية”: Apostolic Constitutions السابق الإشارة إلها بخصوص الدسقولية. وعند ذكرنا لهذه القوانين سنشير إلى الموضع المقابل لها في هذا الكتاب الثامن من المراسيم الرسولية (بالإختصار AC VIII). وهو المنشور بالإنجليزية في مجموعة: ANF, Vol VII, p. 479-500
- الكتاب الثاني: وعدد قوانينه 56 قانوناً، وهي تقابل القوانين الـ85 الملحقة في نهاية الكتاب الثام من المراسيم الرسولية AC VIII, 47، والمنشور بالإنجليزية في ANF, Vol. VII, p. 500-505، وليس فيها شئ يخص الموضوع الذى ندرسه الآن.
[35] قوانين الرسل، الكتاب الأول قانون 16 Ap. Ch. Ord. 21 (Schermann29, 30)
[36] قوانين الرسل
، الكتاب الأول قانون 51 A. C. VIII, 2 (ANF VII, 481)
[37] قوانين الرسل، الكتاب الأول قانون 19 و 20 Ap. Ch. Ord. 24-28 (Schermann 31-33)
وقد أضفنا بين قوسين العبارات التي سقطت من الترجمة العربية للقوانين، ولكنها موجودة في الأصل اليوناني المعروف منذ بداية القرن الرابع.
[38] قانون55:1 A.C. VIII, 25 (ANF, VII, 493)
[39] شرحه. Ibid
[40] قانون53:1 وهذه العبارة غير موجودة في الأصل اليوناني.
[41] قانون52:1 A.C. VIII, (ANF VII, 486)
[42] قانون58:1 A.C.VIII, 28 (ANF VII, 494)
[43] قانون60:1 A.C. VIII, 31 (ANF VII, 494)
((*) بينما يجزم مجمع نيقية بعدم شرطونية الشماسات، نجد مجمع خليقودية (المحروم) يقرر الآتي: [المرأة لا ينبغي رسامتها (وضع اليد) ceirotoneioqai إذا كان عمرها دون أربعين سنة].
وهكذا يبتدع مجمع خلقيدونية (451م) وضع اليدوالرسامة الطقسية للشماسات لأول مرة في تاريخ القوانين الكنسية.
وبهذا يظهر مجمع خلقيدونية مخالفاً لأحكام بولس الرسول ولقوانين الرسل التي أجملها القمص صليب سوريال مدرس القانون الكنسي بالإكليريكية في مذكراته على هذه القوانين في نصوصها باللغة العربية ص 42و 43 و44.