موسى والصخرة والمسيح
صفحة : المسيح في التراث اليهودي
“موسى والصخرة والمسيح”
قال الله لموسى وهارون “كلما الصخرة أمام أعينهم..” لكن موسى ضرب الصخرة مرتان بعصاه (عدد 20: 8-11). وتلك هي الخطية التي لأجلها مُنِع موسى من دخول أرض الموعد (عدد 20: 12). ربما يبدو هذا العقاب قاسياً. لكن في ضوء خطة الله الخلاصية على يد المسيح فإن فعل موسى هذا حتى ولو كان خاطئا فله بُعداً نبوياً. عندما طلب الشعب ماءا في رفيديم (خر 17: 1)، أمر الله موسى بأن يضرب الصخرة (خر 17: 6) ليخرج منها ماء، وهو نفس ما ورد في الوحي في الإشارة للمسيح القادم بأنه سيُضرب (اش 53: 4).
فالصخرة ترمز للمسيح (1كو 10 : 4)، المضروب من أجل شعبه ليعطيهم ماء الحياة (اش 55:1 – يو 4: 10). بالفعل ضُرِب المسيح لأجل شعبه وبموته نبع ماء حي لكل من يؤمن به. عندما عطش الشعب مرة اخرى أمر الله موسى بأن لا يضرب الصخرة وانما فقط يكلمها، وكأن الصخرة التي ضربها موسى هي “صخرة حية” وهذا رمز للمسيح المُقام من الموت والذي ننعم الآن نحن بنعمه.
موسى لم يطيع وضرب الصخرة مرتان، وهذا ما تسبب في حرمانه من دخول الأرض لعدم طاعته في هذا الأمر، فالمسيح الذي ضُرِب مرة لأجل الشعب وفاض بالماء الحي لكل من يقبله ويؤمن به، لن يُضرب ويموت مرة أخرى. خلاصه هو كامل وشامل لكل الأزمنة السابقة واللاحقة والوسيلة لتستفاد من هذا هو فقط بأن “تكلمه” أي تتواصل معه فتؤمن به وتحيا فيه.
(1كو 10: 4) وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ.