اللاهوت العربي والدكتور يوسف زيدان!
اللاهوت العربي والدكتور يوسف زيدان!
اختتمت قراءة كتاب ” اللاهوت العربي ” منذ فترة طويلة، وأسمحوا لي أن أقدم ملخص ما يحتويه:
مقدمة
وهي أجمل ما في الكتاب لما فيها من فلسفة وفكر يجب أن يُحترم.
الفصل الأول: جذور الإشكال: الله والأنبياء في التوراة
وفى هذا الفصل يهاجم الدكتور زيدان التوراة ويتهمها بالتحريف (ص53) بل يصف الله في التوراة بأنه حائر وثائر وغيور وحزين (ص55) وغيرها الكثير من الشبهات الأخرى.
الفصل الثاني إلى الفصل الرابع
في هذه الفصول الثلاثة يهاجم الدكتور زيدان المسيحية بشدة حيث اتهم الإيمان المسيحي بالتشويش (ص74)، ويرى أن المسيحية قد تأثرت بالديانة المصرية (ص82) والعديد من الشبهات الأخرى.
أما عن أخر ثلاث فصول فهي تتحدث في الإسلاميات أكثر من المسيحيات.
منذ أن قرأت الكتاب لم أنوي أن أرد عليه، لأنني اعتقدت أن أي إنسان مثقف سيعرف الكم الهائل من الأخطاء التي يحويها هذا الكتاب، لكنني فوجئت بالدكتور زيدان يكتب في مجلة ” روز اليوسف ” متفاخراً بأنه لم يرد أحد على كتابه ” اللاهوت العربي ” مدعياً أن سبب هذا أنه لم يجد أي شخص أخطاء في كتابه، وهذا عكس الواقع. فاسمح لي عزيزي القارئ أن أوضح بعض الأخطاء الواردة في هذا الكتاب، وأنا سأركز على الأخطاء التاريخية التي لا يوجد اثنان يختلفان عليها.
الخطأ الأول
يقول ” وقد تم اعتماد الأناجيل الأربعة، وملحقاتها المعروفة بأعمال الرسل، في مجمع نيقية الذي انعقد سنة 325 ميلادية ” (ص 73)
ويقول أيضاً ” وكان المنطقي أن ينتبه رجال الكنيسة، آنذاك، إلى خطورة الأناجيل الكثيرة المشوشة على قانون الإيمان القويم (الأرثوذكسي) الذي صيغ في مجمع نيقية المنعقد سنة 325 ميلادية. فتشكلت بعد المجمع ببضع سنين، وبالتحديد سنة 331 ميلادية لجنة دينية دنيوية (كنسية، إمبراطورية) مهمتها التفتيش عن، وإعدام، الأناجيل الكثيرة الأخرى ” (ص 75)
هنا يتحدث الدكتور زيدان عن قانونية العهد الجديد أي كيف تم قبول الأسفار المقدسة ورفض الكتب الأبوكريفية (الأناجيل التي نُسبت للرسل زوراً كإنجيل يهوذا) فهو يرى أن الكنيسة والسلطة هما اللذان قبلا ورفضا الأناجيل في يوم وليلة، وهذا أمر غير واقعي لأن عملية التقنيين أخذت مدة طويلة.
Bruce Metzger: Canon of the New Testament, p. 1
في البداية أريد أن أوضح أن الدكتور يوسف زيدان قرأ رد نيافة الأنبا بيشوي على روايته “عزازيل” قبل أن ينشر كتابه “اللاهوت العربي” ودليلي على ذلك أن الدكتور زيدان نشر بجريدة “المصري اليوم” سبع مقالات يرد فيها على كتاب الأنبا بيشوي من 29/7/2009 إلى 9/9/2009، أي أنه قرأ كتاب الأنبا بيشوي قبل شهر يوليو، بينما الطبعة الأولى لكتابه “اللاهوت العربي” صدرت في شهر ديسمبر من نفس العام 2009.
لماذا كتبت هذا التوضيح؟ لأن الأنبا بيشوي قد رد على هذا الكلام في كتابه “الرد على البهتان” (ص 45: 53) بل أوضح نيافته أن الإمبراطور قسطنطين لم يكن له دور في مناقشات المجمع العقائدية أو قراراته (ص 35: 41).
إذا الدكتور زيدان بالتأكيد قد قرأ ردود الأنبا بيشوي، وأمامنا الآن حلان أما أنه لم يقتنع بهذه الردود لذلك كررها ثانية، أو أنه أقتنع بها ولكن كررها لأهداف أخرى في نفسه؟؟!!
المهم اسمحوا أن أقدم بعض المراجع التي تنفى ما يقوله الدكتور زيدان.
يقول البروفيسور بارت إيرمان اللا أدرى Bart Ehrman أن الإمبراطور قسطنطين لم يكن له أي دور في تكوين قانونية الكتب المقدسة، فهو لم يختار الكتب التي تدخل أو تستبعد من القانون، ولم يأمر بتحطيم الأناجيل الأخرى.
the emperor Constantine had nothing to do with the formation of the canon of ******ure: he did not choose which books to include or exclude, and he did not order the destruction of the Gospels that were left out of the canon) there were no imperial book burnings(
Truth and Fiction in The Da Vinci Code, p. 74
بل يقول أيضاً أن عملية تقنيين الأسفار لم تكن في يد شخص واحد أو عدة أشخاص (مجمع كنسي)
It was not (contrary to Teabing’s view) the decision of one person, or even just one group of persons (for example, a church council)
Ibid, p. 75
وليس إيرمان فقط بل أيضاً يذكر هذا الكلام البروفيسور بروس متزجر Bruce Metzger في حواره مع الصحفي الشهير لي ستروبل Lee Strobel في كتابه The Case For Christ والذي قام أ/ فادي اليكساندر بترجمة هذا الحوار إلى العربية.
وأريد أن أختتم الحديث في هذه النقطة بما قاله البروفيسور ف. ف. بروس F. F. Bruce
One thing must be emphatically stated. The New Testament books did not become authoritative for the Church because they were formally included in a canonical list; on the contrary, the Church included them in her canon because she already regarded them as divinely inspired, recognising their innate worth and generally apostolic authority, direct or indirect. The first ecclesiastical councils to classify the canonical books were both held in North Africa-at Hippo Regius in 393 and at Carthage in 397-but what these councils did was not to impose something new upon the Christian communities but to codify what was already the general practice of those communities
New Testament ********s Are they Reliable?, Ch: 3
الخطأ الثاني
يقول ” على الإيمان بأن الإلهة إيزيس (إيزت، إست، الست) كانت قد أنجبت الإله حورس (حور) من دون اتصال حسي مع أبيه أوزوريس (أوزير) مما جعل المصريين يتقبلون فكرة أن العذراء (الست / السيدة، مرتا / مريم) هي والدة الإله، ثيوتوكوس، وأن المولود بالمعجزة هو الرب المعبود. وقد انقلب هذا التقبل اعتقاداً، ثم صار إيماناً عميقاً وملمحاً أساساً للأرثوذكسية القبطية ” (ص 96)
بالتأكيد إيزيس مارست علاقة حسية مع أوزوريس وأنجبت حورس، وهذا ما يخبرنا به البروفيسور جيمس هنرى برستيد الغنى عن التعريف حيث يقول:
” وكذلك نلاحظ أن القوة الحيوية عند أوزير لم تنقطع أبداً حتى في حالة الموت، إذ أن إيزيس المخلصة قد اقتربت من سيدها المتوفى ثم احتضنته ” واسدلت عليه بريشها فيئاً وبجناحيها نسيماً… وبذلك بعثت الحياة ثانية في أعضاء صاحب القلب الساكن المتعبة فوضع فيها نطفته، وبذلك أنجبت منه وريثاً له “
+ فجر الضمير ـ (مكتبة الأسرة 2000) ـ ص 116
فكيف يقول لنا بعد ذلك أنها أنجبته وهي عذراء؟؟!! فليرحمنا الله…
بل والعجيب ما يقوله أن أريوس أنكر لاهوت المسيح (ص 116) وتجدون الرد عليه هنا
والعديد والعديد من الأخطاء الأخرى…….
أذكروني في صلواتكم
ابن الكلمة