أبحاث

مقالة الإله لا يُدرك إلا فيما أعلنه لنا عبر رُسله بحسب إستطاعتنا

مقالة الإله لا يُدرك إلا فيما أعلنه لنا عبر رُسله بحسب إستطاعتنا

مقالة الإله لا يُدرك إلا فيما أعلنه لنا عبر رُسله بحسب إستطاعتنا

مقالة الإله لا يُدرك إلا فيما أعلنه لنا عبر رُسله بحسب إستطاعتنا
مقالة الإله لا يُدرك إلا فيما أعلنه لنا عبر رُسله بحسب إستطاعتنا

مقالة في أن الإله لا يُدرك إلا فيما أعلنه لنا عبر رُسله بحسب إستطاعتنا

“الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو أخبر”[1]. فالإله اذاً يَعجز بيانه ولا يُدرك، لأنهُ “ليس يعرف الآب إلاّ الأبن، ولا أحد يعرف الإبن إلاّ الآب”[2]. ويعرف الروحُ القدس ما في الله كما يعرف روحُ الانسان ما في الانسان[3]. أمّا ما عدا الطبيعة الأولي السعيدة، فلم يعرف أحد قط الله، لا من البشر فحسب، حتى ولا من القوات الفائقة العالم، أي الكيروبيم والسيرافيم أنفسُهم إلاّ الذي اعتلن هو تعالي نفسُه له.

إلا أن الله لم يدَعنا في جهل تامّ. فإنه قد زرع هو نفسُه في طبيعتنا جميعاً المعرفة بأنه تعالى موجود، والطبيعةُ نفسها-بائتلافها وانقيادها-تذيع هي أيضاً عظمةَ الطبيعة الالهية. وقد أَوْضح لنا معرفتَه بالشريعة والأنبياء أوّلاً، ثم بابنه ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، ذلك على قدر استطاعتنا. لذلك، كل ما تسلّمناه من الشريعة والأنبياء والرسل والانجيلّيين نتقبّله ونعرفه ونوقّره، غير فاحصين عمّا سوي ذلك البتة. فلمّا كان الله صالحاً، فهو فيّاض بكلّ صلاح، دون أن يخضع البتة لبخل أو إنفعال ما.

فما أبعد البخل عن الطبيعة الإلهيّة الصالحة وحدها والمنزّهة عن الانفعال! وعليه، لمّا كان تعالى يعرف كل شيء، وسبق فهيّأ لكلًّ ما يوافقه، فقد أعلن لنا كل ما يفيدنا أن نعرفه، وصمت عمّا لا نستطيع إحتمّاله. فاذاً علينا نحن أن نؤثر ذلك، ونقنع به، “ولا نزيح الحدود القديمة”[4]، فنتجاوز التقليد الإلهي.

[1] يوحنا18:1

[2] متّي27:11

[3] 1كور11:2

[4] أمثال28:22

مقالة الإله لا يُدرك إلا فيما أعلنه لنا عبر رُسله بحسب إستطاعتنا