من هو كاتب انجيل يوحنا – ترجمة ميرفت القمص
بشارة يوحنا: الاثبات الخارجي: ق. يوحنا اخر من كتب إنجيله ربما أوائل التسعينيات من القرن الاول، رغم وجود جدال حول ذلك. وربما يظن احدهم انه لوجود بابياس المؤرخ يجمع من مصادره وقت كتابة البشارة، فإن البشارة الرابعة تكون أسهلها في إثبات نسبها ليوحنا. ولكن للأسف فإن الوضع ليس بهذه السهولة. فالاقتباس مو بابياس ليس واضحا كما نتمنى ان يكون.
عندما يقتبس اوسابيوس من بابياس عن انجيل يوحنا يسجل ان بابياس يضم يوحنا الرسول لمجموعة من الآخرين مثل أندراوس وبطرس ويعقوب وفيليبس وتوما. هذه المجموعة يلقبها بابياس ب “الشيوخ”. ثم يذكر “باقي تلاميذ الرب” مشيرا لمن سمعوا تعاليم الرب يسوع.(1) ولكن يسجل بابياس يوحنا اخر ويدعوه “يوحنا القس -او الشيخ’ ويوحنا هذا ايضا يدعوه “تلميذ الرب”، ولكن اوسابيوس يظن ان يوحنا هذا ليس هو الرسول، وان لقب تلميذ الرب هو لقب عام، ويصف من كان تابعا للرب يسوع وليس من الخواص المقربين. واخرون اختلاف على هذا قائلين ان العبارة مقصود بها التركيز على من كان حيّا من تلاميذ الرب يسوع ولا زال يعلم في الكنيسة في اسيا. (2) ،.(3)
ولكن هذا ليس معناه انه ليست لدينا شهادة عن كاتب الإنجيل الرابع من الاباء الأوائل. ايريناوس ينسب البشارة الرابعة وسفر الرؤيا ليوحنا. (4) والأب بوليكراتيس من القرن الثاني، يكتب ١٩٠م ان ق. يوحنا كان “شاهدا ومعلما، ومن اتكئ على صدر الرب (5)
انجيل يوحنا: الدليل الداخلي. فيما نحن لا ناخذ من بابياس بتأكيد لكن على الأقل نستطيع ان نؤكد من مؤرِّخ مبكّر ان كاتب الإنجيل شخص اسمه يوحنا. وهذا في الحقيقة مفيد، لان كاتب الإنجيل يذكر نفسه في السرد ولكن ليس بالاسم. فدائما يشير لنفسه ‘بالتلميذ الذي كان يسوع يحبه’ مثال يوحنا ٢٠:٢١. عندما كان يتسألون ق. بطرس عن مصيره. فهو يؤكد بقوة: هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا ونعلم ان شهادته حق. يوحنا ٢٤:٢١. هنا نرى ان الكاتب يقول انه شاهد عيان عن الحوار الذي حدث.
وبمعرفتنا ان التلميذ المحبوب كان حاضرا العشاء الأخير ( يوحنا ٢٢:١٣) واتكئ على صدر يسوع نعرف انه من التلاميذ الأثنى عشر. وبما ان الرب يسوع أوكل اليه العناية بأمه مريم ( يوحنا ٢٠: ٢٦-٢٧) نعرف انه لم يكن اي تلميذ ولكنه مقرب من الرب يسوع.
ويوجد ايضا مزيد من الإثباتات. الكاتب يؤكد في يوحنا ١٤:١ انه شاهد عيان: “والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده”. “مجده” كلمة محورية. فالرب يسوع اظهر مجده مرة واحدة وكان هذا على جبل التجلي.
ورغم ان التجلي لم يذكر في انجيل يوحنا الا ان باقي الاناجيل تشير ان الرب يسوع أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا. وهي حادثة تركت اثرا عليهم. ( راجع بطرس الثانية ١٦:١)
وبالنظر لرسائل يوحنا الثلاث نجده يستخدم لقب الشيخ على نفسه ( ٢يو ١:١ ، ٣يو ١:١( وكدا ايضا فإن كاتب يوحنا الاولى يقول انه شاهد عيان:
اَلَّذِي كَانَ مِنَ ٱلْبَدْءِ، ٱلَّذِي سَمِعْنَاهُ، ٱلَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، ٱلَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ ٱلْحَيَاةِ. فَإِنَّ ٱلْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّتِي كَانَتْ عِنْدَ ٱلْآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. ٱلَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ ٱلْآبِ وَمَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. (1 يُوحَنَّا ٱلْأُولَى:1-3 AVD)
وايضا فالثلاثة رسائل والانجيل الرابع لهم نفس الأسلوب، وواضح جداً ان نفس الشخص كتبهم.
من انجيل يوحنا نعرف ان: الكاتب شاهد عيان. انه على علاقة وثيقة بالرب يسوع انه شيخ في الكنيسة، ومعلم خلال القرن الاول. له ثلاث رسائل منسوبين للرسول يوحنا. انه قال انه رأى يسوع ومجده مما يشير الى التجلي. الرب يسوع أخذ فقط ثلاث تلاميذ على جبل التجلي. يوجد دليل من القرن الثاني يشير ليوحنا الرسول انه كاتب الإنجيل. ومع هذه الأدلة لنتأكد ان يوحنا الرسول هو كاتب إنجيله.
المراجع.
1.Eusebius, Hist. Eccl. 3.39.4
2. Bauckham, Richard. Jesus and the Eyewitnesses: The Gospels as Eyewitness Testimony. Grand Rapids, MI: William B. Eerdmans Pub., 2006. Print. 17.
3. Blomberg, Craig. The Historical Reliability of the Gospels. Second ed. Leicester, England: Inter-Varsity, 2007. Print. 27.
4. Eusebius, Hist. Eccl. 5.8.4-5
5. Eusebius, Hist. Eccl. 5.24.2