قصة الإبادة الأرمنية 1915 على يد العثمانيين
مع نهاية القرن التاسع عشر ظهرت دعاوى وحركات تحرر وطنى بين الشعوب الى تحتل الدولة العثمانية اراضيها لنيل استقلالها القومى سواء بين اليونان او الصرب او العرب أو غيرهم .. وخوفا من انتفاضة الشعوب المسيحية وهى الاكثر تعرضاً للاذلال والاضطهاد فى المناطق التى تسيطر عليها الخلافة قام السلطان عبد الحميد الثاني بتحريض القبائل الكردية لمهاجمة القرى المسيحية فى منطقة شرق الاناضول مع وعدهم بعدم تصدى الحكومة لهم او معاقبتهم لكى لا تظهر الحكومة فى الصورة وجعل الوضع يبدو كصراع طائفى ؛ قتل نتيجة ذلك مئات الآلاف من الأرمن والاشوريين ..
عام 1914 نشبت الحرب العالمية الاولى و تزايد قلق الاتراك من انضمام المسيحيين لجانب الروس خصومهم فى الحرب فأطلقت الدولة العثمانية بداية من عام 1915 حملة لأبادة النصارى نهائياً من مناطق نفوذها بلا اى تردد .. معتبرة انهم خطر على الدولة !!
بدأت الابادة رسمياً فى ابريل 1915 بالقاء الحكومة التركية القبض على المئات من الشخصيات الأرمنية البارزة من تجار ومفكرين وكتاب واطباء وصيادلة ومعلمين ورجال دين ثم اعدمتهم فوراً فى الشوارع أمام بيوتهم لكى يصبح الشعب الارمنى بلا قيادة ثم توالى مطاردة جميع الرجال ومطاردتهم وقتلهم ذبحاً وشنقاً ورمياً بالرصاص ولم يتبقى سوى النساء والاطفال والمسنين..
بعدها أمرت الحكومة جميع الارمن في الأناضول بترك بيوتهم وممتلكاتها خلال 24 ساعة واخرجتهم من ديارهم فى قوافل طويلة تكونت من مئات الالآف من النساء والأطفال ، ساقوهن مثل الاغنام نحو صحراء بلاد الشام مشياً على الاقدام لأسابيع متواصلة حفاة على رمال الصحارى الملتهبة والطرق الصخرية الوعرة المسننة محرومين من الطعام والماء ليموتوا من الجوع وهو ما حدث بالفعل ..
كان العساكر الاتراك يتسلون بانتهاك أعراضهن ، في الليل يشدون الخيام للنوم بينما يتركون النساء فى الخلاء مربوطي الاقدام بعضهم مع بعض مثل الحيوانات لضمان عدم هربهن وكانو يختارون الفتيات لأخذهم لأغتصابهن طوال الليل ، والتى كانت تقاوم كانت تحرق حية لتكون عبرة للاخريات… كانت الابنة تغتصب امام امها والام امام بناتها والاخوت الى جوار بعضهن ..
لم يرحموا حتى النساء الحوامل فالتى كانت ترفض منهم كانوا يشقون بطنها أمامها ويخرجون الجنين ويلعبوا به ويعرضوه امامها قائلين : ها قد عرفتى جنس مولودك ..
كما كانوا يسمحون لأى من من سكان القرى التركية والكردية التى خرج اهلها لمشاهدة “مواكب الكفار” والمشاركة فى التنكيل بهم ان يأخذوا اى امرأة أو طفلة تعجبهم من الضحايا لجعلها (ملكة يمين) عبدة جنسية ..
خلال مسيرة التجويع الطويلة استهلكت اجسادهن الدهون المخزونة بها ومع استمرار آلام الجوع ظهرت صعوبة التنفس والصداع والإرهاق ثم بدأت أجسامهن بأستهلاك العضلات من أجل البقاء على قيد الحياة فأصابهن الضمور…
كن يحاولن استعطاف الاتراك ليسمحوا لهن ان يأكلوا او يعطوهم لقمة لأطفالهم الجائعين الذين يموتوا واحد وراء الآخر بعدما اصبحوا هياكل عظمية فكانوا يقومون بإذلالهم والسخرية منهم ثم لا يعطونهم شئ فى النهاية …
اصبحوا يترنحون فى المشى وفقدوا القدرة على التوازن والتحكم وبدأوا فى التساقط من الاعياء وحدث لهن تزايد فى التشويش الذهنى … وبعضهن فقدن سمعهن أو بصرهن او الاثنين معاً .. ثم فشلت أعضائهن الداخلية القلب ، الكبد ، الكلى ورئتين …
خلال الطريق استشهد 75% من هؤلاء القديسات جوعاً وظلت أجسادهن مطروحة فى الصحراء .
الـ 25 % الباقيات اللواتى ظللن أحياء وصلن محطمات للصحارى السورية ، بعض العرب عطفوا عليهن وساعدوهم لكن آخرين عرضوا عليهم الطعام والامان مقابل اعتناق الاسلام !! وبعضهم استعبدوهم وباعوهم للعمل فى بيوت الدعارة …
الناجيات عشن حالة من الصدمة لازمتهن الى وفاتهن ، اغلبهن كن رافضات التحدث عما حدث او تذكره وحتى غير راغبات فى لقاء الناجين والناجيات الآخرين من عائلاتهن لشعورهن المروع بالعار …
استشهد خلال حملة الابادة هذه حوالى مليون ونصف أرمنى وتواكب معها حملة اخرى لأبادة السريان والأشوريين (مجازر السيفو) أدت الى استشهاد حوالى نصف مليون مسيحى !!! ثم حملة اخرى لأبادة اليونان البنطيين (سكان بنطس جنوب البحر الأسود ) ادت الى استشهاد حوالى نصف مليون آخر !!! وتم تدمير قراهم جميعاً ومحوها من الوجود…
رغم كل هذه الجرائم المروعة ضد الابرياء خسرت تركيا وحلفائها الحرب العالمية الاولى . مازالت تنكر جريمتها لكن الله امين وعادل وسيجازى كل واحد بحسب اعماله ..
السلام للقديسين شهداء المذابح التركية من أرمن وأشوريين وسريان وكلدان ويونان ..