هل من العدل ان يأخذ احد عقوبة بدل من المجرم الحقيقي كما فعل المسيح ؟
الحقيقة ان بدلية المسيح ليست بالطريقة التي تبدو بها ان شخص قد اخذ عقوبة شخص اخر وانتهت القصة الي هنا
ولكن .. بدلية المسيح هنا مختلفة فهي البدلية التي من خلالها قال بولس الرسول : “مع المسيح صلبت “(غل20:2) فأي بدلية هذه التي يكون فيها الشخص الجاني آخذاً العقوبة مع الشخصل البديل ؟
المسيح هنا لا ينوب انابة بدلية ولكنه ينوب عن البشر حاملا اياهم فيه , فهو الوحيد الذي يقدر ان يجمع الكل في ذاته , كما اعلن المسيح من قبل وقال :”وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت” (يو32:12)
انها البدلية التي جعلت الرسل يكتبون العهد الجديد مستخدمين دائما كلمة “فيه” : كما اختارنا “فيه” قبل تأسيس العالم (اف4:1)
فاننا لا نتكلم عن شخص مات بدل عنا فحسب ولكننا نتكلم عن شخص حملنا في ذاته كما قال : “انا فيهم وانت فيّ ليكونوا مكملين الي واحد”(يو23:17)
وهنا يعلق القديس اثناسيوس ويقول : فحيث ان الكلمة في الاب والروح يعطى بواسطة الكلمة , فهو يريدنا ان نقبل الروح حتى اذا ما قبلناه فحينئذ يكون لنا روح الكلمة الكائن في الاب فنعتبر نحن ايضا بواسطة الروح قد صرنا واحدا في الكلمة (المقاله الثالثة ضد الاريوسيين 25)
فبالرغم ان المسيح قد صلب بدل عنا لكنه حملنا معه وجمعنا في ذاته , هذا العمل عمل الروح القدس الذي يُعطى بواسطتة المسيح فهو يسكن فينا,, فالجميع “في” المسيح من خلال روحه الساكن فينا لذلك دُعينا جسد المسيح: ” الذي فيه انتم ايضا مبنيون معا مسكنا لله في الروح” (اف22:2)
فالمسيح قد جذبنا معه على الصليب في اللحظة التي نلنا فيها سكنى الروح القدس الذي جعلنا مشتركين مع المسيح في كل عمل عمله بالجسد , صومه , معموديته , الامه , موته , قيامته , صعوده ,تمجيده
هذه كلها لا تأتي بالنظرة السطحية لفداء المسيح على انه كان بديل فحسب , بل فداء المسيح هو فداء قد جعلنا نحن ايضا مشتركين فيه وهنا نحن الجناة ايضا اخذنا الحكم في المسيح الذي نحن فيه وهو فينا(يو56:6) وكما يقول الرسول: فان كنا قد متنا مع المسيح، نؤمن اننا سنحيا ايضا معه(رو8:6)