إنكار بطرس أمام مَن؟ من هم الناس الذين جعلوا بطرس ينكر السيد المسيح؟
(متى 26: 69-75) |
(مرقس 14: 66-72) |
(لوقا 22: 56-62) |
69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ».
70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!»
71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!»
73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً `أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. 75فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ».فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً. |
66وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ فِي الدَّارِ أَسْفَلَ جَاءَتْ إِحْدَى جَوَارِي رَئِيسِ الْكَهَنَةِ.67فَلَمَّا رَأَتْ بُطْرُسَ يَسْتَدْفِئُ نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 68فَأَنْكَرَ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي وَلاَ أَفْهَمُ مَا تَقُولِينَ!» وَخَرَجَ خَارِجاً إِلَى الدِّهْلِيزِ فَصَاحَ الدِّيكُ.
69فَرَأَتْهُ الْجَارِيَةُ أَيْضاً وَابْتَدَأَتْ تَقُولُ لِلْحَاضِرِينَ: «إِنَّ هَذَا مِنْهُمْ!» 70فَأَنْكَرَ أَيْضاً.
70… وَبَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضاً قَالَ الْحَاضِرُونَ لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ مِنْهُمْ لأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ أَيْضاً وَلُغَتُكَ تُشْبِهُ لُغَتَهُمْ». 71فَابْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَقُولُونَ عَنْهُ!»
72وَصَاحَ الدِّيكُ ثَانِيَةً فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ لَهُ يَسُوعُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَلَمَّا تَفَكَّرَ بِهِ بَكَى. (مرقس 14: 66-72) |
56فَرَأَتْهُ جَارِيَةٌ جَالِساً عِنْدَ النَّارِ فَتَفَرَّسَتْ فيهِ وَقَالَتْ: «وَهَذَا كَانَ مَعَهُ».
57فَأَنْكَرَهُ قَائِلاً: «لَسْتُ أَعْرِفُهُ يَا امْرَأَةُ!»
58وَبَعْدَ قَلِيلٍ رَآهُ آخَرُ وَقَالَ: «وَأَنْتَ مِنْهُمْ!» فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ لَسْتُ أَنَا!»
59وَلَمَّا مَضَى نَحْوُ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَكَّدَ آخَرُ قَائِلاً: «بِالْحَقِّ إِنَّ هَذَا أَيْضاً كَانَ مَعَهُ لأَنَّهُ جَلِيلِيٌّ أَيْضاً». 60فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ لَسْتُ أَعْرِفُ مَا تَقُولُ». وَفِي الْحَالِ بَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ صَاحَ الدِّيكُ.
61فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ كَيْفَ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 62فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً. (لوقا 22: 54-62) |
قبل أن نعرض التفسير لهذا التعارض الظاهري المزعوم، علينا إدراك حقيقة، أن في هذا الحدث، كان هناك حشد غفير من الناس، فلم يكن هناك مقابلة فردية دون وجود أشخاص آخرين حاضرين في ذات المكان وهذا ما يعلنه الكتاب صراحة، حيث يقول القديس متى عن القديس بطرس”70 فانكر قدام الجميع قائلا لست ادري ما تقولين 71 ثم اذ خرج الى الدهليز رأته اخرى فقالت للذين هناك وهذا كان مع يسوع الناصري … 73 وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك” (متى 26: 70-73)
ويؤكده القديس مرقس حيثن قال “69 فَرَأَتْهُ الْجَارِيَةُ أَيْضاً وَابْتَدَأَتْ تَقُولُ لِلْحَاضِرِينَ: «إِنَّ هَذَا مِنْهُمْ!» 70 فَأَنْكَرَ أَيْضاً … وَبَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضاً قَالَ الْحَاضِرُونَ لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ مِنْهُمْ لأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ أَيْضاً وَلُغَتُكَ تُشْبِهُ لُغَتَهُمْ». 71 فَابْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَقُولُونَ عَنْهُ!»”، إذن فمن هذا نعرف أن القديس بطرس لم يكن في مكان خالي من الناس ولم يتم توجيه هذا الإتهام له من أشخاص قليلة، لأن الكتاب يقول “قال الحاضرون” ورد عليهم بطرس بـ”الذي تقولون عنه”، فمن هنا نستطيع أن نسترجع الحدث بشكل أدق، وبعدما عرفنا هذا لنبدأ في ذكر التفسير.
التفسير الأول:
إتفق البشيرين الثلاثة أن الإنكار الأول كان أمام “جارية”، وفي الإنكار الثاني، إتفق القديسان متى ومرقس أنه كان لجارية، بينما يقول القديس لوقا أنه كان “آخر”، لا يُفهم أن هذا تناقض، لأنه وكما أسلفنا فهناك جموع كثيرة كانت تهاجمه، فمن بين هذه الجموع ذكر القديسان متى ومرقس الجارية، وذكر القديس لوقا من هذه الجموع هذا الآخر، ونلاحظ أن القديس لوقا هنا لم يقل “رجل آخر” وجاء عطف كلمة “آخر” على ما ذكره أولا وهي “الجارية”، فلا يلزم من هذا حتماً أنه يكون “رجلا” لكن لو إعتبرناه رجلاً فلا مشكلة فالذين هاجموا القديس بطرس لم يكن واحداً بل مجموعة ذكر منهم القديس متى ومرقس من أراد، وذكر القديس لوقا منهم من أراد، فلا تعارض، فقد أنكر القديس بطرس السيد المسيح بعد هذا الهجوم الثاني عليه من الجموع.
وهذا نستطيع التأكد منه بدقة عندما نقرأ الهجوم الثالث على القديس بطرس، فقد ذكر القديسان متى ومرقس هجوم “الجموع” عليه، بينما إختار القديس لوقا من بين هؤلاء الجموع شخصاً واحداً، فهناك قاعدة منطقية معروفة وهي أن الكل يشمل الجزء وتتلخص هذه القاعدة في أن ذِكر الجزء لا ينفي وجود الكُل، وذِكر الكل لا يمنع التركيز على الجزء، وهاكم مثال: فلو ذهب شخصاً ما للكنيسة ثم ذهب لعمله ثم عاد لبيته، فيجوز أن نقول أن هذا الشخص ذهب للكنيسة، دون ذكر البيت والكنيسة، لأنه بالحقيقة ذهب للكنيسة، ويجوز أن نقول أنه ذهب لعمله، دون ذكر الكنيسة والبيت لأنه بالحقيقة ذهب لعمله، فذكر حدث واحد لا ينفي وجود أكثر من حدث طالما لا يوجد قصر على الحدث نفسه، وهذا سيكون مدخل للتفسير الثاني.
التفسير الثاني:
يعتمد هذا التفسير على هذا السؤال: من قال أن القديس بطرس قد هُوجِم ثلاث مرات فقط؟ النص لا يذكر لنا هذا، بل أن وفقاً للسياق فإن إحتمالية وجود هجوم كثير عليه ونكرانه للمسيح أكثر من ثلاث مرات، هي إحتمالية معقولة ولا يرفضها النص نفسه، فربما هاجموه كثيراً وأنكر كثيراً ولكن كل بشير ذكر عدد من هذه المرات الكثيرة ولم يذكر كل المرات، ومن هنا فيوجد إحتمال أنه ربما يكون سبب إختلاف ما ذكره القديس لوقا مع القديسين متى ومرقس في المرة الثانية والثالثة هو إختلاف إقتباس ثلاث أحداث مختلفة من الأحداث الأكثر، ومما يدعم هذا التفسير، هو ما ذكره القديس يوحنا، حيث أنه ذكر مرتان فقط.
قال القديس يوحنا “25 وسمعان بطرس كان واقفا يصطلي. فقالوا له ألست انت ايضا من تلاميذه. فانكر ذاك وقال لست انا. 26 قال واحد من عبيد رئيس الكهنة وهو نسيب الذي قطع بطرس اذنه أما رأيتك انا معه في البستان. 27 فانكر بطرس ايضا. وللوقت صاح الديك” (يوحنا 18:25-27)
فهل ذكر القديس يوحنا لمرتين فقط يعني عدم حدوث الثلاثة على الأقل؟ بالطبع لا، بل أن رواية القديس يوحنا فيها بعض التفاصيل الهامة مثل ذكره للجموع وذكره أن شخصاً من بين المتهجمين على القديس بطرس كان عبد لرئيس الكهنة، وهذه لم توجد في البشائر الأخرى.
هل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل أم يوسف؟! علماء الإسلام يُجيبون أحمد سبيع ويكشفون جهله!
هل الله يتغير؟ وهل يعبد المسيحيون الجسد؟ – المذيع المسلم يذيعها مدوية: أنا لا أعرف شيء