من مصر دعوت إبني، ليست عن المسيح؟ تعال وأنظر
من مصر دعوت إبني، ليست عن المسيح؟ تعال وأنظر
الشبهة
جاء في متى 2 :15 إن لجوء المسيح إلى مصر هروباً من تهديد هيرودس كان تحقيقاً لنبوَّة هوشع 11 :1» 1«لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي «.
اقرأ معي النص من متى 2 /15:» 13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ. 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني». «. ولكن هذه النبوَّة تعود على بني إسرائيل، لا على السيد المسيح.
الرد
في البداية أقدم شرح لمعني الرمز باختصار وهو ان انسنا أو حدث أو شعب إسرائيل كله يرمز للمسيح فالنبي لا يقول مباشره المعني ولكن يقولها بطريقه رمزية غير مباشره وهو يأتي على ثلاث مستويات شخصيه (مثل داود) تقود للمكانية أو الحالة مثل شعب إسرائيل تقود كمثال للعالمية أي الخليقة كلها تحتاج للمخلص والفداء أي شخصه واحتياج الشخص الي الله شعب إسرائيل واحتياجه للمخلص والعالم كله واحتياجه للفداء وهو ما يسمي
Narrative type biography
والهدف شرح عمل الله وإعطاء تدريج للفهم برموز وأمثال ولهذا لا يوجد كتاب فيه تشابهات للشخصيات مع المسيح مثل الكتاب أو نبوات عن من سياتي في المستقبل مثل الكتاب ويسمي باختصار علم المثال
Typology
ولا يوجد كتاب أخر به التيبولوجي غير الكتاب المقدس، أي أن شخصيات الإنجيل ترمز للمسيح حتى إن كانت هذه الشخصيات لا تدري. وهذا غير موجود في أي ديانة أخرى والتيبولوجي يشير الي صفه أو أكثر وليس في كل الصفات
الرموز Allegories:
إذ تعجز اللغات البشرية عن الحديث عن السماويات يستخدم الله الرموز، لإدراك الأسرار الإلهية بلغة سهلة. كلمة ” رمزية” allegorism مشتقة من الكلمتين اليونانيتين ” alla”، أي ” الآخر”، وagoreuo” ” وتعنى ” يُظهر” ، وهي تشير أصلاً إلى نوعٍ من الحديث عرّفه شيشرون Cicero بأنه ” مجرى مستمر من المجازات” . والرمزية عند القديس أغسطينوس هي نوع من الحديث، به نفهم شيئًا بتشبيهه بشيءٍ آخر.
يرى بعض الدارسين أن ” الرمزية” وسيلة تفسير الحقائق الأرضية بطريقة رمزية لتشير إلى حقائق سماوية، بينما المِثاليَّة” typology هي تفسير الحقيقة التاريخية كظلٍ لحدثٍ آخر، خاصة لشخص السيد المسيح وعمله. كلمة ” مثاليّ” typology باليونانية تعني أساسًا ” يطبع” أو ” يختم”. والختم هو تحقيق الحدث في العهد الجديد الذي تمّ تشكيله أو طبعه في قالب نبوي في صفحات العهد القديم.
فمتي البشير يقول
إنجيل متي 2
15 وكان هناك إلى وفاة هيرودس. لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: من مصر دعوت ابني
هذه الآية قالها هوشع عن خروج شعب إسرائيل من مصر. لكننا نرى هنا طريقة الروح القدس التي استخدمها الإنجيليين وبولس الرسول في إعادة فهم الآيات النبوية وتطبيقها على المسيح، وأن النبوات عن المسيح كانت بعضها ظاهره وبعضها مخبأ في العهد القديم. وهنا يوضح متي البشير أن المسيح ممثل إسرائيل وممثل الجنس البشري كله في الهروب من الشر فالرب يحفظ أبناؤه من الشر في أي مكان ولو وجدوا في مكان صعب فرض عليهم ضيقه وقتيه الرب يتمهل قليلا ثم يدعوهم من هذا المكان عندما يتدخل لينهي الضيقة وهذا ما حدث مع شعب إسرائيل وأيضا ما حدث مع المسيح ممثل الجنس البشري في طبيعته البشرية
ولتأكيد ذلك ندرس معا نبوة هوشع جيدا
سفر هوشع 11: 1
11: 1 لما كان اسرائيل غلاما احببته ومن مصر دعوت ابني
أولا لغويا يقول دعوت وليس دعوته رغم أن تصريف الفعل الذي يسبقه هو أحببته وليس أحببت ولا يحدد كلامه عن إسرائيل. وأيضا الفعل التالي في عدد 2 دعوهم بالجمع وهذا فيه معني عميق لان المقصود ليس شعب إسرائيل لغويا فقط ولكن المقصود دعوي ابن الرب من مصر فواضح أنها نبوة في سياق الكلام ليس رمزيا فقط ولكن أيضا لغويا وكما قلت أيضا أن بالأسلوب الرمزي إسرائيل يرمز للمسيح الذي سيمر بنفس الضيقة.
ولهذا رأى الإنجيلي متى في القول الإلهي: ” من مصر دعوت ابني” نبوة واضحة وصريحة عن هروب السيد المسيح ابن الله الحيّ إلى مصرنا التي كانت في ذلك الزمن من أعظم مراكز الأمم، ليعلن قبوله لكل الشعوب الأممية، مقدسًا أرضنا، فما كان قبلاً مركزًا للوثنية صار موضع راحة لمخلص العالم. ولا يزال الرب يدخل مصرنا الداخلية ليحولها من وثنيَّتها إلى مَقدس له فيها يقيم مذبحه الإلهي (إش 19: 19)، فتتعرف عليه وتقدم له ذبيحة وتقدمة حب (إش 19: 21) لتسمع صوته الإلهي: ” مبارك شعبي مصر” (إش 19: 25).
اميييين