رد جميل ووافي،
في نفس الموضوع [شجرة معرفة الخير والشر] هناك رد رائع للأب باسيليوس المقاري عن:
1) مفهموم الشجرة 2) مفهوم الخير والشر 3)هل معرفة الخير والشر “خطية”؟
الرد:
إن إمكانية الاختيار الصحيح أو الاختيار الخاطئ صوَّرها سفر التكوين
في الوصية التي أوصى الله بها الإنسانين الأولين بشأن “شجرة معرفة الخير والشر” (تكوين 2:9، 17).
فبالرغم من أن تلك الشجرة كانت إحدى أشجار الفردوس التي وُصفت
كلها بأنها “شهية للنظر وجيدة للأكل”، إلا أنها كانت مستثناة من “البركة”
التي أعطاها الله للإنسان من خلال باقي الأشجار.
فالأكل منها لا يحمل الشركة والعلاقة مع الله، بل كانت تمثل
– بالتحديد- إمكانية الخروج من الشركة مع الله إلى الشركة مع الذات
فيصير الإنسان مستقلاً عن الله فيُطعم نفسه ليس لغرض سوى أن يحفظ نفسه
ويُبقى على فرديته الطبيعية، لا كشخص ذي شركة مع الله
يستمد حياته ووجوده الدائم من شركة المحبة معه بل يعيش كفرد مفرد،
كوحدة متمركزة حول ذاتها تستمد حياتها من قواها الشخصية التي خُلقت عليها.
الله طلب من الإنسانين الأولين ألاَّ يأكلا من “شجرة معرفة الخير والشر”.
فهل كان الله يقصد أن يُبعدهما عن المعرفة بالأخلاق جيِّدها ورديئها
فيجعلهما لا يعرفان إلا الخير فقط ويسلكان فيه كطريق أُحادى السلوك؟
لا، إذ يجب أن نميز هنا معنى “الخير والشر” في هذه الحادثة بالذات.
فالكلمتان في هذه القصة ليس لهما المعنى التقليدي أي “جيد ورديء”
كما نعرفهما الآن، لأنه لم يكن في الفردوس أو في وعى الإنسان الأول شرٌّ بعد ولا رديء.
“فالخير والشر” في مفهوم آدم آنذاك لم يكن يمثل سلوكاً جيداً أو رديئاً.
ولكن من خلال كلمة الله في الأسفار المقدسة، نستطيع أن نتبين
أن تعبير “خير” و “شر” يُظهران إما إمكانية “الحياة” أو “البُعد عن الحياة” أي الموت.
لقد جعل الله هذا واضحاً للمخلوقَيْن البريئَيَن الأولين إذ حذرهما:
“يوم تأكلان منها موتاً تموتان” (تكوين 2: 17).
فإن معرفة أن هناك خيراً وشراً هي المدخل الحتمي إلى الموت.
ويجب أن ننفى عن الله أن هذه الكلمات كانت تهديداً بعقاب أو انتقام
(بالمعنى البشري السيِّئ) عن “شر” إذا صنعاه، لأنه – كما قلنا – لم يكن هناك
أي تصوُّر في وعى الإنسان بوجود “شر”، فالموجود فقط هو “الخير”و “الجمال”،
وكل ما كان في الفردوس هو حسن (أي “جميل”) جداً.
لكن الإشارة هنا إلى “الحياة” والتي يمثل عصيانه “عدم الحياة”.
و“الحياة” هما يحيانها الآن، بينما الموت أي العدم لم يكن له وجود حتى الآن في حياتهما.
إذن، فكلمات الله كانت تحذيراً أبوياً لهما من الابتعاد عن الحياة الذي سُمِّي فيما بعد “الموت”.
فثمرة عصيان وصية الله كانت تحمل في طياتها إمكانية انتفاء الحياة،
تماماً كما كانت شجرة الحياة التي كانت في وسط الفردوس تحمل في طياتها إمكانية الحياة.
رد جميل ووافي،
في نفس الموضوع [شجرة معرفة الخير والشر] هناك رد رائع للأب باسيليوس المقاري عن:
1) مفهموم الشجرة 2) مفهوم الخير والشر 3)هل معرفة الخير والشر “خطية”؟
الرد:
إن إمكانية الاختيار الصحيح أو الاختيار الخاطئ صوَّرها سفر التكوين
في الوصية التي أوصى الله بها الإنسانين الأولين بشأن “شجرة معرفة الخير والشر” (تكوين 2:9، 17).
فبالرغم من أن تلك الشجرة كانت إحدى أشجار الفردوس التي وُصفت
كلها بأنها “شهية للنظر وجيدة للأكل”، إلا أنها كانت مستثناة من “البركة”
التي أعطاها الله للإنسان من خلال باقي الأشجار.
فالأكل منها لا يحمل الشركة والعلاقة مع الله، بل كانت تمثل
– بالتحديد- إمكانية الخروج من الشركة مع الله إلى الشركة مع الذات
فيصير الإنسان مستقلاً عن الله فيُطعم نفسه ليس لغرض سوى أن يحفظ نفسه
ويُبقى على فرديته الطبيعية، لا كشخص ذي شركة مع الله
يستمد حياته ووجوده الدائم من شركة المحبة معه بل يعيش كفرد مفرد،
كوحدة متمركزة حول ذاتها تستمد حياتها من قواها الشخصية التي خُلقت عليها.
الله طلب من الإنسانين الأولين ألاَّ يأكلا من “شجرة معرفة الخير والشر”.
فهل كان الله يقصد أن يُبعدهما عن المعرفة بالأخلاق جيِّدها ورديئها
فيجعلهما لا يعرفان إلا الخير فقط ويسلكان فيه كطريق أُحادى السلوك؟
لا، إذ يجب أن نميز هنا معنى “الخير والشر” في هذه الحادثة بالذات.
فالكلمتان في هذه القصة ليس لهما المعنى التقليدي أي “جيد ورديء”
كما نعرفهما الآن، لأنه لم يكن في الفردوس أو في وعى الإنسان الأول شرٌّ بعد ولا رديء.
“فالخير والشر” في مفهوم آدم آنذاك لم يكن يمثل سلوكاً جيداً أو رديئاً.
ولكن من خلال كلمة الله في الأسفار المقدسة، نستطيع أن نتبين
أن تعبير “خير” و “شر” يُظهران إما إمكانية “الحياة” أو “البُعد عن الحياة” أي الموت.
لقد جعل الله هذا واضحاً للمخلوقَيْن البريئَيَن الأولين إذ حذرهما:
“يوم تأكلان منها موتاً تموتان” (تكوين 2: 17).
فإن معرفة أن هناك خيراً وشراً هي المدخل الحتمي إلى الموت.
ويجب أن ننفى عن الله أن هذه الكلمات كانت تهديداً بعقاب أو انتقام
(بالمعنى البشري السيِّئ) عن “شر” إذا صنعاه، لأنه – كما قلنا – لم يكن هناك
أي تصوُّر في وعى الإنسان بوجود “شر”، فالموجود فقط هو “الخير”و “الجمال”،
وكل ما كان في الفردوس هو حسن (أي “جميل”) جداً.
لكن الإشارة هنا إلى “الحياة” والتي يمثل عصيانه “عدم الحياة”.
و“الحياة” هما يحيانها الآن، بينما الموت أي العدم لم يكن له وجود حتى الآن في حياتهما.
إذن، فكلمات الله كانت تحذيراً أبوياً لهما من الابتعاد عن الحياة الذي سُمِّي فيما بعد “الموت”.
فثمرة عصيان وصية الله كانت تحمل في طياتها إمكانية انتفاء الحياة،
تماماً كما كانت شجرة الحياة التي كانت في وسط الفردوس تحمل في طياتها إمكانية الحياة.