نص الشبهة
الربّ ينوح ويولول كالنساء، ويمشي عرياناً
عندهم أن الربّ ينوح ويولول كالنساء، ويمشي عرياناً، هذا نص كلامهم يرونه على لسان ربهم. في سفر ميخا [ 1: 8 ] أن الله سبحانه وتعالى يقول عن نفسه: “لِهَذَا أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ وَأَمْشِي حَافِياً عُرْيَاناً، وَأُعْوِلُ كَبَنَاتِ آوَى، وَأَنْتَحِبُ كَالنَّعَامِ”.
كالعادة و المعتاد عليك ايها القارئ المسلم ان تقرأ وتتعجب كيف يقول المسيحيين هذا على الههم؟!!
فالجديد الذي يحدث هو ان عقلك اصبح سندوتش لانك تصدق سفاهة المدلس
المتكلم في هذا النص هو النبي وليس الرب كما ادعى صديقنا المدلس وحتى اعفي نفسي من الشعور بالغباء اثناء الرد عليه ,اكتفي بوضع تفسير ابونا تادرس يعقوب و ابونا انطونيوس فكري
من تفسير ابونا تادرس يعقوب
إذ ينتحب النبي إسرائيل لا يكف عن البكاء والصراخ حتى يصير صوته كصوت بنات آوي، وكصوت صغار النعام الأنثى.
كان الأسرى ينقادون حفاة وعرايا، هكذا تمررت نفس النبي، فصار كأسير للحزن، فقد ثيابه وحذاءه، ليسير في الطريق حافيًا وعريانًا.
سبق فمشى إشعياء النبي حافيًا وعريانًا لمدة ثلاث سنين كأمر الرب آية وأعجوبة على مصر وكوش نبوة عن سبيهما على يد أشور (إش 20: 2- 4).
v مشىُ إشعياء عريانًا بدون خجل كرمزٍ للسبي القادم. إرميا أُرسل من أورشليم إلى الفرات، وترك منطقته تفسد في محلة الكلدانيين بين الآشوريين المعاديين لشعبه (إر 13: 6-7)… إنه يحث البشر على التوبة
القديس جيروم
v سبي إخوتنا يجب أن يُحسب كأنه سبينا نحن. أحزان الذين في خطر هي أحزاننا. يلزمكم أن تتأكدوا بأنه يوجد جسم واحد لوحدتنا. ليست محبتنا وحدها بل وأيضًا تديننا يدفعنا ويشجعنا أن ننقذ أعضاء أسرتنا
القديس كبريانوس
من يتطلع إلى ميخا النبي الباكي النائح وهو سائر عاريًا من ثوبه الخارجي، حافي القدمين يستخف به كفلاحٍ عارٍ وحافٍ. لكن السماء تتطلع إليه فترى في دموعه وصرخاته وعريه وحفيه صورة الحب الرائع الذي يرى شعبه بعد 150 سنة تقريبًا مسبيًا، فيُحسب نفسه مسبيًا معهم، ويشاركهم مرارة نفوسهم. وكما يقول القديس بولس: “اذكروا المقيدين، كأنكم مقيدون معهم، والمذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد” (عب 13: 3). وقوله: “من يضعف، وأنا لا أضعف؟ من يعثر، وأنا لا ألتهب؟” (2 كو 11 :29).
من تفسير ابونا انطونيوس فكري
من أجل ذلك أنوح وأولول = هنا رأي النبي بروح النبوة جيش أشور بعد أن دمر السامرة أتى ودمر يهوذا. فعمل مناحة على شعبه وقد أحرق سنحاريب ودمر 46مدينة من يهوذا (سجل سنحاريب ملك أشور هذا في النقوشات الأثرية). إلا أن الله ضربه ضربة رهيبة وهو على أسوار أورشليم (يوم الـ185.000). وهذه الضربة (للـ46 مدينة) كانت بسبب خطايا يهوذا. إذاً لنبكي مع النبي على كل من زال منغمساً في خطاياه. وبكاء النبي هنا يظهر مصداقيته ومحبته لشعبه. فبعد أن أراه الله ما سيحدث في رؤيا بكي وسار حافياً وعرياناً = علامة للحزن. بل إن صوت بكائه كان مراً كبنات آوى ورعال النعام = أي بنات النعام. والله كان مضطراً لهذا التأديب المرعب لأن جراحات يهوذا صارت عديمة الشفاء كمريض فقدنا الأمل في علاجه بالأقراص، ولزم التدخل الجراحي لبتر المرض