منطقية حدوث معجزة ردا على الربوبيين
منطقية حدوث معجزة
اعتراض الملحدين على المعجزات بكونها مستحيل الحدوث اذ ان الطبيعة تحكمها قوانين ثابتة , ويعللون ان الناس في القديم كانوا في جهل ولكن العلم اثبت اليوم استحالة حدوث معجزة
ولكن في حقيقة الامر ان الناس قديما كانوا يعرفون قوانين الطبيعة مثلما نعرفها نحن , مثل الميلاد العذراوي هل يمكن ان نعلل اقتناع الناس بالميلاد العذراوي نتيجة جهلهم بقوانين الطبيعة التي تحتم وجود حيوان منوي ليتم الحبل ؟
بالطبع لا لان في قراءتنا لقصة الميلاد العذراوي سنجد ان يوسف خطيب مريم اراد ان يتركها عندما عرف انها حامل , اذ شك انها زانية والحقيقة ان كل رجل سيفعل ما قد فعله يوسف , فواضح ان قوانين الطبيعة قديما كانت معروفة ان الفتاه لا تحبل بطفل مالم تعاشر رجل , ولكن يوسف قد امن بالميلاد العذراوي اذ اعتقد ان شيء خارق قد حدث , فقد كان يعرف الطريقة الثابتة التي تعمل بها الطبيعة لكنه ايضا اعتقد ان هناك شيء خارجي ما وراء الطبيعة يمكنه ان يتدخل مع عملها
فالحجة بالعلم غير كافية لان العلم يدرس الطبيعة , ما اذا كان يوجد شيء الي جانب الطبيعة ,, شيء خارجي ,, يمكنه ان يتدخل في عملها , كيف تجد هذا الشيء من خلال دراسة الطبيعة وحده ؟
فالقوانين الطبيعية لا تخبرنا كيف تحدث الامور , ولكن تخبرنا ما يجب ان يحدث
سنفترض مثال , اذا وضعت اليوم ستة جنيهات في الدرج ثم اتيت غذا ووضعت ستة جنيهات اخرى , فهل القوانين الحسابية تأكد لك انك ستجد قيمة 12 جنية في اليوم التالي؟
بالطبع ولكن ما لم يعبث احد في الدرج , فيمكن القول ان القوانين الحسابية تخبرنا بما سوف نجد في الدرج مع يقين مطلق لهذا بشرط ان لا يكون هناك تداخل فاذا وصل لص الي الدرج سوف نحصل على نتيجة مختلفة , فالعلم لا يقدر ان يخبرنا ما اذا كان هناك مؤثر خارجي سيتداخل مع الامور ولكنه يخبرنا ما يجب ان تكون عليه الامور ما لم يحدث تداخل ما
مثال اخر : القوانين الطبيعية تخبرنا ان كرة البلياردو سوف تنتقل على سطح املس اذا ضربتها بطريقة معينة ولكن فقط طالما لم يتدخل احد , فاذ بعد ان تنبأت بنتيجة الحركة , خطف شخص ما عصا البلياردو وضربها من ناحية ما فهل ستحصل على نفس النتيجة التي تبأت بها ؟ بالطبع لا
تماما وبنفس الطريقة اذا كان هناك شيء ما خارج الطبيعة وان قام بالتدخل , فمن ثم فان الاحداث لن تتابع مثلما توقعها العلماء , هذا من شأنه ان يمكننا ان نسميه معجزة , بمعنى ما فانه لن يكسر قوانين الطبيعة ,, اقوانين تخبرك بما سيحدث لو لم يتدخل شيئا , لا يمكنها ان تقول لك عما اذا كان سيتدخل شيء ما فليس الخبير في علم الحساب هو الذي يمكنه ان يقول باحتماليه ان يتدخل شخص ما مع الجنيهات في الدرج ولكن المحقق سيكون اكثر افادة ,, وليس العالم هو الذي يمكنه ان يقول لك عن مدى احتمالية ان يتدخل الطبيعة شيء من الخارج , يجب ان تذهب الي خبير ما وراء الطبيعة
الربوبية والمعجزات
الربوبيون يؤمنون بوجود خالق لكن هذا الخالق لا يتدخل في مجرى الاحداث بل خلق الكون في منظومة لها قوانينها الخاصة ولا يمكن ان يتم كسر هذه المنظومة بتدخل ميتافيزقي
الحقيقة انهم متضاربون في الاقوال اذ اقروا ان الله خلق الكون , وهذا يعني انه تدخل في البداية وخلق الكون بطريقة معجزية ولسبب ما لا نعرفه , ترك هذه الخليقة ولا يسمع لها ولا يتدخل فيها بحجة انه خلقها منذ البداية بقوانين لا تنكسر!
فاذا قلنا ان الله كلي القدرة لذلك قام بالخلق, وقولنا ان الله كلي الحرية اذ اراد ان يخلق فخلق , اذا فالله يمكنه ان يتدخل بقدرته في حريه تامة غير مقيدة ,, الحقيقة انكار وجود معجزات هي انكار وجود خالق من الاساس , لان الله يتدخل بطرقه الغير مدركة مع الاحداث والقوانين الطبيعية ليعلن عن ذاته لخليقته التي لم يتركها
المعجزات كسر لقوانين الطبيعة والروبوبية تعترف بالاله الخالق القدير ولكنه غير محب او معتني فقط